دلالاتُ آخر العمليات.. اليمنُ يحمي فلسطين سِلْمًا وحربًا ويرسُمُ ملامحَ المرحلة القادمة
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
يمانيون../
أوصلت القواتُ المسلحة اليمنية العديدَ من الرسائل خلال عملياتها الأخيرة قبيل إعلان اتّفاق وقف إطلاق النار وفي الفترة التي أعقبت ذلك الإعلان منذ مساء الأربعاء الفائت، حَيثُ نفَّذت عملياتٍ نوعية في عُمق فلسطين المحتلّة، وكذلك عمليات مطاردة الحاملة “هاري ترومان” حتى إجبارها على الهروب، وبهذه العمليات تلقّى العدوّ الصهيوني وراعيه الأمريكي فَصْلَ الخطاب، والذي لا صوت يعلو فيه، إلا صوت اليمن فحسب.
ومنذ الإعلان عن التوصل لاتّفاق وقف إطلاق النار، الأربعاء الفائت، نفذت القوات المسلحة اليمنية 8 عمليات نوعية توزعت على العدوَّين الأمريكي والإسرائيلي، في حين تم استخدامُ الصواريخ المجنَّحة والبالستية في ضرب عُمق الاحتلال، بعد أن تعوَّدَ على الاستهداف بواسطة صاروخ “فلسطين2” البالستي الفرط صوتي، وهذا يؤكّـد من جهة أن هناك العديد من الصواريخ التي تم تطويرها لاختراق منظومات الدفاع الأمريكية والصهيونية على غرار ما يفعله “فلسطين 2″، حَيثُ تعرضت منطقة أم الرشراش المحتلّة، مساء السبت، للقصف بصاروخين باليستي ومجنح، وقبلها عصر السبت، تعرضت وزارة حرب العدوّ للقصف بصاروخ ذو الفقار البالستي، وكانت هناك عمليات مشابهة بهذه الأسلحة قبل إعلان الاتّفاق؛ ما يؤكّـد أن هذين الصاروخين أثبتا نجاعتهما في ضرب العمق المحتلّ، ليتأكّـد للجميع أن مسار التطوير للأسلحة اليمنية يسير وفق متطلبات المواجهة مع العدوّ الإسرائيلي.
تطويرٌ يمني وتقهقُرٌ دفاعي مُعادٍ:
ومن خلال البيانات التي أعلنها متحدث القوات المسلحة، الأربعاء، والجمعة، والسبت، خُصُوصًا في استهداف عمق الاحتلال الصهيوني “وزارة الحرب، أهداف حساسة في أم الرشراش، أهداف في عسقلان، وأهداف في يافا”، فقد تم استخدام صاروخ ذو الفقار بكثافة وبنجاح عالٍ، ليتأكّـد للجميع أن هذا الصاروخ قد دخل رسميًّا وبقوة في المرحلة الخامسة من الإسناد، بعد أن تم تطويره وتزويد قدراته بما يتجاوز قدرات الأعداء الدفاعية التي كانت في السابق تمثل عائقًا بعض الشيء أمام وصول هذه الأنواع من الصواريخ.
وما يؤكّـد أن باقي الصواريخ اليمنية سوف تدخل هذه المرحلة في ظل استمرار عجلة التطوير لاختراق قدرات الأعداء الدفاعية، هو استخدامُ الصواريخ المجنَّحة في هذه العمليات وما سبقها من عمليات قُبَيْلَ إعلان الاتّفاق؛ ما يؤكّـد أنها أَيْـضًا قد تم تطويرُها بما يجعلُها قادرَةً على تجاوز خطوط دفاع العدوّ بانسيابية عالية، خُصُوصًا أنه تم استخدام هذا الصاروخ في آخر ثلاث عمليات على منطقة أم الرشراش المطلة على البحر الأحمر، والتي تتمتَّعُ بخطوطٍ متعددةٍ من الدفاعات الصهيونية والأمريكية المنتشرة في البحر أَو في البر المحتلّ؛ ما يؤكّـدُ أن القواتِ المسلحةَ باتت تمتلكُ ترسانةً عسكريةً متعدِّدةَ الأنواع من الأسلحة الفتاكة القادرة على تحييدِ قدرات الأعداء الدفاعية؛ ما يجعل الكيان الصهيوني ورعاته في جُهدٍ مُستمرٍّ للبحثِ عن تطوير للدفاعات التي تم اختراقُها بأسلحة سابقة محدَّثة، وأسلحة جديدة أَيْـضًا.
ومع تنوُّعِ الصواريخ مؤخّرًا في عمليات المرحلة الخامسة من الإسناد، فَــإنَّ المعطياتِ هذه تشيرُ إلى أن العملياتِ القادمةَ سوف تشهدُ تصعيدًا متعدِّدَ التكتيكات، يشتِّتُ خياراتِ العدوّ وحساباته الدفاعية وتقديراته لسير المعركة المعقَّدة التي يتفاجأُ فيها بين الفَينةِ والأُخرى بعمليات خاطفة وبأسلحة متطوِّرة لم يعهد عليها خلال الفترات الماضية التي كانت الاستهدافاتُ فيها حَصريةً على صاروخ “فلسطين2” البالستي الفرط صوتي، ومسيرة يافا.
اليمنُ يحمي فلسطين ويزيح الحمايةَ عن العدو:
وضمن العمليات التي نُفِّذَت أَيْـضًا منذ إعلان الاتّفاق، تعرَّضَت حامِلَةُ الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” للاستهداف السادس والسابع، والثامن الذي أجبر واشنطن على سحبها من مسرح العمليات؛ تمهيدًا لهروبها من المنطقة بشكل نهائي على غرار هروب الحاملات “أيزنهاور، روزفلت، لينكولن”، في حصيلة تؤكّـد الهزيمة الساحقة للولايات المتحدة التي جاءت لحماية الكيان، فإذا بها عاجزة عن حماية أُسطورة قواتها العسكرية البحرية والجوية.
ومن خلال هذه العمليات أوصلت القوات المسلحة اليمنية في بياناتها المتلاحقة، رسائل شديد اللهجة، كان أبرزها أن القوات المسلحة اليمنية “ستقفُ إلى جانبِ المقاومةِ الفلسطينيةِ في غزةَ وبالتنسيقِ معها وذلكَ للتعاملِ العسكريِّ المناسبِ مع أيةِ خروقاتٍ أَو أي تصعيدٍ عسكريٍّ يرتكبُه العدوّ الإسرائيليُّ خلالَ فترةِ تنفيذِ اتّفاق وقفِ إطلاق النار”، وكذلك الرسالة القوية التي قالها سريع في البيان الأخير فجر الأحد: “إنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تحذرُ القواتُ المعادية في البحرِ الأحمر من مغبةِ أي عدوانٍ على بلدِنا خلالَ فترةِ وقفِ إطلاق النارِ في غزةَ وأنَّها ستواجهُ أي عدوانٍ بعملياتٍ عسكريةٍ نوعيةٍ ضدَ تلكَ القواتِ بلا سقفٍ أَو خطوطٍ حمراء”، وذلك بعد رسالة نارية أوصلها سريع في بيانه المعلن أمام الحشود المليونية الجمعة، الفائتة والتي قال فيها: “إنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكّـد جهوزيتَها لأيَّةِ تطوراتٍ أَو تصعيدٍ أمريكيٍّ إسرائيليٍّ على بلدِنا وأنَّها ستبقي مراقبةً لتطوراتٍ الوضعِ في غزةَ وستتخذُ الخياراتِ التصعيديةَ المناسبةَ في حالِ نكثَ العدوّ بالاتّفاق أَو صعّد من عملياتِه ضدَّ الشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ في غزة”، وهذه الرسائلُ تُرَسِّخُ المعادَلَةَ اليمنيَّةَ الجديدةَ في حماية الاتّفاق وتوليف الضغط على العدوّ الصهيوني لإرغامه على التنفيذ في ظل محاولاته للهُرُوب من التزاماته من خلال التصريحات الأخيرة للمجرم نتنياهو، وهي كذلك معادلة تحمي الشعبَ الفلسطيني في كُـلّ الحالات سِلْمًا أَو حربًا، فضلًا عن كونها رَسَائلَ قويةً تؤكِّـدُ للعدَّوين الأمريكي والإسرائيلي أن المراحلَ القادِمَةَ ستكونُ فيها اليد الطولى لليمن واليمنيين.
وبهذه العمليات التي جمعت بين قوةِ الموقفِ وكَثافةِ النيران وتعدُّد الأسلحة والتكتيكات، فَــإنَّ اليمنَ يرسُمُ ملامحَ المرحلة القادمة التي سوف تشهد تصعيدًا يمنيًّا يناسِبُ تحَرّكات الأعداء على مسارَي السِّلم أَو التصعيد، في حين أن هذه المؤشرات التي جاءت بها العمليات الأخيرة، تؤكّـد أن اليمن قد وضع الأعداء في مسار لاحق مرهق جِـدًّا في ظل تعدد الأسلحة القادرة على اختراق منظومات الأعداء الدفاعية، وما ترافق من مستجدات على مسرح العمليات بعد هروب الحاملة “ترومان” والقطع البحرية التابعة لها، من بينها فرقاطات نوعية تم تحييدها، وهذا يجعل خطوط الدفاع المعادية خفيفة جِـدًّا جعلت العدوّ الصهيوني متاحًا لأية أسلحة يمنية قادمة، سواء من المستخدمة في مراحل الإسناد الأولى، أَو الأسلحة المطوَّرة المستخدَمة في المراحل والعمليات الأخيرة؛ ما يعني أن القادم سيكون قاسيًا على العدوّ الصهيوني إذَا ما عاد لدائرة الإجرام، أما بالنسبة لرعاته الأمريكيين فواقعهم لن يكون أحسن حالًا، فما بعد هروب الحاملات وإغراق الهيمنة البحرية، ليس كما قبلها، وقد صار اليمن سيدَ البحار.
المسيرة: نوح جلّاس
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المسلحة الیمنیة القوات المسلحة هذه العملیات إطلاق النار ما یؤک ـد الات فاق فی غزة
إقرأ أيضاً:
مجلس الوزراء يشيد بصمود بالتطور الذي تشهده القوات المسلحة
يمانيون/ صنعاء عقد مجلس الوزراء اجتماعه الدوري اليوم برئاسة رئيس المجلس أحمد غالب الرهوي، والذي كرس لاستعراض عدد من المواضيع المدرجة في جدول أعماله وفي المقدمة ما يتصل بمواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني.
واستهلّ المجلس اجتماعه بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين ارتقت أرواحهم جراء العدوان الأمريكي الإجرامي على بلدنا، وعلى أرواح الشهداء في قطاع غزة.. سائلا الله العلي القدير الرحمة والمغفرة للجميع وأن يجعلهم جميعا في الفردوس الأعلى وأن يعجل بالنصر المؤزر للشعبين اليمني والفلسطيني وأحرار الأمة على الأعداء من الأمريكان والصهاينة وكل من يساند إجرامهم ويدور في فلكهم.
واستمع المجلس من النائب الأول لرئيس الوزراء رئيس اللجنة العليا للطوارئ العلامة محمد مفتاح، إلى إحاطة عن سير عملية اللجنة العليا والإجراءات المتخذة في ضوء المستجدات الجارية والأدوار المنوطة بمختلف الوزارات والجهات المعنية وذات العلاقة.
كما استمع المجلس إلى تقرير من نائب رئيس الوزراء – وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية محمد المداني، عن سير نشاط وأداء غرفة العمليات الرئيسية وجهود المتابعة والتنسيق من قبلها فيما يخص الأنشطة ومخرجات اللجنة العليا للطوارئ.
وأشاد بجهود وزارات الصحة والبيئة والداخلية ممثلة بمصلحة الدفاع المدني، والنقل والأشغال العامة، والجهات الأخرى ذات العلاقة والسلطة المحلية إزاء الآثار المترتبة عن العدوان الأمريكي على الأعيان المدنية والأحياء السكنية والأسواق.
وأكد المجلس على رفع جاهزية جميع وزارات ومؤسسات الدولة لمواجهة التصعيد من قبل العدو الأمريكي الإسرائيلي، واتخاذ الترتيبات اللازمة بما يكفل سلاسة أداء جميع الأجهزة والمؤسسات في تقديم خدماتها.
ووجه المجلس جميع المسئولين على المستويين المركزي والمحلي بالعناية بضحايا العدوان والعمل على تقديم الرعاية اللازمة لهم، خاصة من قبل أمين العاصمة والمحافظين باعتبارهم الأكثر قربا من هذه الشريحة وغيرها من شرائح المجتمع.
كما استمع المجلس إلى تقرير من وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد العاطفي، عن مستجدات مسار المعركة ضد العدو الأمريكي والصهيوني والانتصارات التي تحققها القوات المسلحة اليمنية ممثلة بالقوة الصاروخية والطيران المسير والقوة البحرية والتي كان آخرها إسقاط الطائرة “إف 18” يوم أمس في البحر الأحمر.
وأوضح أن هناك تطور كبير تشهده الصناعات العسكرية وبتقنيات حديثة بما في ذلك منظومات الدفاع الجوي الذي يشهد تقدما كبيرا بفضل من الله أولا ثم بدعم القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى.
وأكد العاطفي أن العدوان الأمريكي الصهيوني الراهن على وطننا سيفشل كما فشل عدوانه عبر وكلائه في المنطقة طيلة السنوات العشر الماضية.. مبينا أن عمليات العدو وغاراته لم تؤثر على قواتنا المسلحة وقدراتها التسليحية بل زادتها قوة وصمودا وثباتا وإصرارا على المضي في المواجهة والاستمرار في تطوير قدراتها في مواجهة الأعداء ومستوى الإسناد لقطاع غزة.
وأفاد وزير الدفاع بأن القوات المسلحة في أعلى مستوى من الجاهزية للمضي في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني وأي تحركات لمرتزقته في الداخل دعما للعدو الأمريكي والإسرائيلي.
وأشاد المجلس بصمود وثبات شعبنا اليمني الذي يجسد من خلال مواقفه الثابتة والتفافه حول قيادته الثورية وحضوره المليوني الأسبوعي في عموم الساحات، هويته الإيمانية الراسخة وإدانته لما يتعرض له إخوانه في غزة من حرب إبادة شاملة، وكذا استعداده لمواجهة العدو الأمريكي والمساهمة الفاعلة في إفشال عدوانه.
وحيا المجلس القوات المسلحة اليمنية وعملياتها العسكرية الدقيقة المؤلمة والناجحة ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي وما حققته من انتصارات حتى اللحظة.
وبارك كافة المشاريع التطويرية التي تشهدها الصناعة الحربية ومختلف الجهود القائمة لتعزيز وتطوير القوات المسلحة والارتقاء المستمر بقدراتها القتالية والفنية والتقنية.. مؤكدا أن نصرة وإسناد إخواننا المظلومين والمخذولين في قطاع غزة بمختلف الوسائل المتاحة لشعبنا سيستمر حتى إيقاف العدوان على القطاع وإدخال المساعدات الغذائية والدوائية والاحتياجات الأخرى لأبناء غزة.
وجدد المجلس إدانته الشديدة لجرائم الحرب اليومية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وحرب التجويع التي يعتمدها العدو بمشاركة مباشرة من قبل الإدارة الأمريكية الصهيونية بحق أبناء غزة خاصة الأطفال والنساء والشيوخ.. لافتا إلى أن كافة الأنظمة العربية المطبعة والمتخاذلة ستدفع ثمن سكوتها على استباحة دماء أبناء الشعب الفلسطيني على هذا النحو المريع عاجلا أم آجلا.
كما حيا مجلس الوزراء الجهود الكبيرة للمؤسسة الأمنية في تجذير الأمن والاستقرار في أمانة العاصمة والمحافظات الحرة وإفشالها المستمر لمؤامرات وخطط الأعداء التي تسعى إلى ضرب الأمن الداخلي وتعكير أجواء الأمن والاستقرار.
واطلع المجلس على تقرير وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار المهندس معين المحاقري، بشأن الإجراءات التنفيذية المتخذة من قبل الوزارة إزاء توجيهات الرئيس مهدي المشاط بشأن مقاطعة البضائع الأمريكية الصهيونية ومنع دخولها أو تواجدها في الأسواق المحلية.. موضحا أن الوزارة باشرت اتخاذ الإجراءات التنفيذية وفقا للتوجيهات الرئاسية منها التعميم على الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية وفروعه في أمانة العاصمة والمحافظات بمنع دخول وتداول أي سلع أو بضائع أمريكية أو إسرائيلية.
وأشار الوزير المحاقري في سياق تقريره إلى أن الوضع التمويني في وضع جيد في السوق المحلي ويحوي كافة المتطلبات والاحتياجات الأساسية والاستهلاكية.
وناقش المجلس في اجتماعه عددا من المواضيع الأخرى المدرجة في جدول أعماله واتخذ بشأنها الإجراءات اللازمة.