يمانيون../
بعد أن أدلى عشراتُ النشطاء العرب خلال اليومين الماضيين، بعبارات الثناء للمقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد، علَّق ناشطون، الأحد، على انتصار المقاومة الإسلامية الفلسطينية على كيان العدوّ الصهيوني وإرغامه على توقيع اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة، في ظل الأدوار المشرفة التي لعبتها اليمنُ على كُـلّ المستويات، شعبيًّا وجماهيريًّا وعسكريًّا.

وهنَّأ الناشطون السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، والشعب اليمني وأبطال القوات المسلحة، بهذا الانتصار التاريخي على أعداء الأُمَّــة، والذي كانت لليمن فيه بصماتٌ ناصعة، ستظل متصدرةً لسجلات التاريخ.

وفي السياق، أوضح الكاتب والمفكر السياسي الفلسطيني الدكتور محمد البحيصي، أن “السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي ليس قائداً لليمن فحسب، بل هو قائد أهّله الله سبحانه وتعالى، وادخره لهذه الأُمَّــة ليكونَ قائداً لها، ولا يوجد في الأمة الإسلامية اليوم قائدٌ مثله”.

أما الناشطة والمستشارة الإعلامية الدكتورة شهلاء الإيرانية، فقد نشرت تدوينة على صفحتها الشخصية بمنصة “إكس” قالت فيها: “سيد القول والفعل، كهفُ المؤمنين، عصمةُ اللائذين، قرة أعيننا، بدر الزمان، مذلُّ أعداء الله، باب النصر والتمكين، سيدي عبدالملك بن بدرالدين الحوثي “صلوات الله عليه”، والله لولا هذا السيد الطاهر ابن الطاهر لما أوقف المجرمُ نتنياهو الحرب، لك التحية تاج رأس العرب أنت وفخرنا وبك ننتصر”.

بدوره لفت الناشط القطري المحامي عبد الله بن حمد آل عذبة، إلى “الوعد الصادق من صادق العهد السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي الحسني الهاشمي القرشي، بالقصاص لدماء أطفال ونساء شعبنا الفلسطيني قبل تطبيق قرار إيقاف الحرب على غزة هاشم”.

وأكّـد أن “تفاوُضَ ساسة حماس الأوفياء لدماء الشهداء والقادة جاء من منطلق قوة؛ لأَنَّ مددَهم من الله اليمن الكبير”، مبينًا أن “تل نحيب” ليست آمنة.

إلى ذلك قال الناشط اليمني زكريا محمد العواضي: “ألف ألف مبروك على الشعب اليمني وعلى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قائد الأُمَّــة الإسلامية وعلى كُـلّ مسلم حر وطني شريف بهذا الانتصار العظيم بفضل الله وتوفيقه ثم بفضل السيد المجاهد القائد أبو جبريل انتصارنا على اليهود أعداء الله في جميع المراحل، وسننتظر وعد الله لنا بدخولنا المسجد كما دخلناه أول مرة”.

وتأتي الإشادات المتواصلة من قبل النشطاء والسياسيين العرب بعد أن أثنت المقاومة الفلسطينية على الدور الكبير الذي لعبته القواتُ المسلحة اليمنية في إسناد الشعب الفلسطيني، حَيثُ أكّـد الأمينُ العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، أن مشاركةَ اليمن بمعركة طوفان الأقصى ستبقى علامةً فارقةً لدى الشعب الفلسطيني.

وَأَضَـافَ النخالة أنه “لا يمكن أن ننسى إخوانَنا في اليمن الذين رغم بُعْدِ المسافة كان حضورهم في المعركة فاعلًا ومُجدياً ومؤثرًا”.

وقبلَ ذلك كان القيادي في حركة حماس خليل الحية، قد أشار إلى الدورِ الكبير الذي لعبته جبهاتُ الإسناد وفي مقدمتها الجبهة اللبنانية والجبهة اليمنية، واللتَين أسهمتا بشكل كبير في تحميل العدوّ الصهيوني ضغوطًا كبيرة أجبرته على التنحي عن إجرامه والاستسلام أمام شروط المقاومة وعملياتها النوعية والتاريخية.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

اليمن والموقف الحازم

مقالات:

بقلم/ علي ضافر

بعد قرابة شهر من الهدوء النسبي، لا تزال المنطقة تتأرجح على شفا انفجار كبير قد يغيّر مجريات الأحداث، وذلك بسبب عدم حسم كثير من الملفات، والسقوف العالية والضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي تهدف إلى فرض حلول أحادية لصالح العدو الإسرائيلي، على حساب سيادة الدول العربية وحقوق الشعوب وتطلعاتها، وفي المقدمة الشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق، يهدد ترامب مجدداً باتخاذ “موقف صارم بشأن قطاع غزة السبت”، ويقول إنه “غير متأكد مما ستفعله إسرائيل”. ويأتي هذا التهديد بعد تعهد الوسطاء لوفد حماس إلى القاهرة بتجاوز العقبات، والضغط على العدو لتنفيذ التزاماته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وما ترتب عليه من إعلان المقاومة تراجعها عن قرار تأجيل الإفراج عن الأسرى الصهاينة.
تصريحات ترامب الأخيرة تأتي في سياق التهديدات المتكررة، خصوصاً من الرئيس ترامب، بتوسيع نطاق الصراع، وفرض خطط الضم والتهجير القسري على الشعب الفلسطيني، وهو ما يهدد بنسف كل الاتفاقات الموقعة، ونسف جهود ومساعي الدول العربية الوسيطة (إذا افترضنا حسن النية) لمحاولة احتواء الموقف. لكن ما سرب عن الخطة المصرية المدعومة سعودياً وإماراتياً ليس مبشراً، وإن تضمّنت تلك الخطة إعادة إعمار غزة وعدم تهجير أهلها، لكن فكرة إلغاء حماس من المشهد في غزة مرفوضة وغير منطقية ولا واقعية، كما لا يجوز أن تتبنى دول عربية مثل هذه الطروحات.
أمام الوضع والتحديات الراهنة، تبرز التظاهرات والتصريحات اليمنية من مختلف المستويات، لتعكس موقفاً حازماً في التصدي لمخططات التهجير والضم والإلغاء والشطب لأي من حركات المقاومة، وترفض بشكل قاطع أي انتهاك لحقوق الفلسطينيين ووجودهم.
في إطار التصعيد الأخير، قررت المقاومة الفلسطينية الإفراج عن الأسرى الصهاينة، بعد أن قدم الوسطاء تعهدات بتجاوز العقبات الصهيونية، ومهددات الاتفاق من دون تلكؤ ولا مماطلة. لا يبدو العدو جاداً في تنفيذ الاتفاق بشكل كامل وسلس، كما أن الموقف الأمريكي متناقض بشكل صارخ، ففيما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدّعي أنه هو الوسيط الذي يعمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة، ويعطي لنفسه الفضل في وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، فإن تصريحاته الأخيرة بخصوص تهجير سكان غزة لا تهدد الاتفاق فحسب، بل تهدد بإشعال حرب جديدة وواسعة في المنطقة، خصوصاً أنه لم يُظهِر تراجعاً عن خطته المرفوضة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، تلك الخطة التي تشمل تهجير سكان غزة وضم الضفة الغربية إلى كيان العدو الإسرائيلي، وتهدف إلى تمرير خطة أحادية الجانب تتجاهل الحقوق الفلسطينية، وتدعم النبوءات التلمودية في توسيع المغتصبات وضم الأراضي الفلسطينية بالقوة. وإن قرر تأجيل خطة التهجير أو حصل على مكاسب مرحلية للعدو، كما تسرب عن الخطة (المصرية _ العربية)، ذات النكهة الأمريكية، فإن مخطط ضم الضفة وما تشهده من أكبر عملية تهجير، يمثل عامل تفجير إضافياً، فالمقاومة الفلسطينية لن تسكت كما أن جبهات الإسناد، وخصوصاً اليمن، لن ترضى بتمرير ذلك، ما قد يدفع نحو تفجير الوضع من جديد.
وعلى المقلب الآخر، لا يزال المشهد في جنوب لبنان ضبابياً بخصوص استحقاق الثامن عشر من شباط/فبراير وانسحاب قوات العدو الإسرائيلي المحتل، رغم الرفض اللبناني الرسمي والشعبي المعلن لأي تمديد إضافي، ورغم تقديم الفرنسي سلماً للنزول الإسرائيلي من على الشجرة، وتسريع انسحابه من النقاط المتبقية جنوب لبنان.
الموقف الأمريكي يمثّل الوجه الآخر للصهيونية، رغم ادعاء ترامب “الحرص على السلام”، فإن الواقع يفضح هذا الادعاء الزائف ويكشف خطواته المتناقضة تماماً، إذ يقدم الدعم العسكري والسياسي والمالي للمجرمين الصهاينة، ويتبنى طروحاتهم ومشاريعهم التلمودية ويضغط على الدول العربية، مثل مصر والأردن، لتكون جزءاً من هذه المخططات تحت طائلة التهديد بقطع الدعم المالي عنها إذا رفضت إملاءاته وخططه الرعناء. وهذا يكشف نية عدوانية استعلائية حقيقية لتوسيع نطاق الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة.
الموقف اليمني: موقف حازم ورؤية استراتيجية
في ظل هذا التصعيد، يأتي الموقف اليمني بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ليشكل رداً قوياً ضد تلك المخططات، إذ أعلن السيد عبد الملك، قبل أيام، بوضوح استعداد اليمن للتدخل العسكري، إذا ما تم تنفيذ خطط تهجير الفلسطينيين بالقوة، أو نكث العدو بالاتفاق وعاد إلى التصعيد مجدداً في غزة أو لبنان. المواقف التي يعلنها السيد عبد الملك ليست مجرد حرب نفسية وتهديدات جوفاء، بل تأتي في إطار التنسيق المستمر مع فصائل المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة، والتشديد على موقف ثابت لا يتغير في مواجهة أي محاولات لفرض حلول أحادية تتجاهل حقوق الشعوب.
في هذا السياق، يمكن فهم الموقف اليمني أنه موجّه ليس فقط ضد العدو الإسرائيلي، بل ضد المنظومة السياسية الأمريكية التي تدير اللعبة بشكل أحادي. ويدرك السيد عبد الملك تماماً أن الاستمرار في تجاهل حقوق الفلسطينيين سيؤدي إلى مزيد من التصعيد، وهذا ما يسعى اليمن إلى تفاديه عبر تأكيد جاهزية اليمن للمشاركة في أي مواجهة عسكرية مقبلة، إذا تطلب الأمر.
التحديات أمام الحلول السياسية
في الوقت الذي تزداد فيه التهديدات من الولايات المتحدة و”إسرائيل”، تظل القضية الفلسطينية في دائرة الضوء. وقد أثبتت المقاومة الفلسطينية في غزة موقفها الثابت في عدم التنازل عن أي من حقوقها، فعلى الرغم من الضغوط والتهديدات الأمريكية، لا يزال الموقف الفلسطيني راسخاً في رفض التنازل عن أي من عناصر القوة، وهو ما يعكس روح التحدي والصمود في مواجهة التهديدات. فيما يظل السؤال الأهم: هل سيصمد الموقف العربي، هل سيعلن (لا) عريضة في وجه ترامب؟ وهل ستنجح الجهود الدولية في إلزام العدو الإسرائيلي بتنفيذ تعهداته في اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة وجنوب لبنان؟ الأيام والليالي والميدان كفيلة بالإجابة عن كل هذه التساؤلات.
وإلى ذلكم الحين، يبقى الموقف اليمن على قدر كبير من الأهمية والمسؤولية في آن معاً، فهو يمثل صوتاً قوياً ونقطة فاصلة، في وجه مخططات الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، ويؤكد ضرورة وحدة الموقف العربي الإسلامي والتمسك بحقوق الشعوب في مواجهة الاعتداءات والتجاوزات، وإلا ستكون المنطقة أمام مشكلة لا تهدد فلسطين وحدها، بل تشكل تهديداً وجودياً للجميع.

 

مقالات مشابهة

  • من اليمن إلى سيد المقاومة.. رسائل وفاء الدم
  • كيف استطاع السيد نصر الله وضع اليمن في قلب الصراع الإقليمي؟
  • بعد الإبادة .. الهلال الأحمر الفلسطيني يفتتح أول مستشفى ميداني بغزة
  • سخط ضد “الصليب الأحمر” بعد بيان بشأن جثث الأسرى في غزة
  • جيهان مديح: رسائل الرئيس من مدريد كانت حاسمة.. وموقف إسبانيا انتصار جديد للقضية الفلسطينية
  • جواد نصر الله: والدي الشهيد حسن نصر الله كان يرى في اليمن مدرسةً فريدة في المقاومة
  • السيد الخامنئي خلال استقباله النخالة: الخطة الاميركية بشأن غزة لن تتحقق
  • السيد خامنئي: خطة أمريكا الحمقاء لغزة لن تتحقق
  • غروندبرغ: اليمن يواجه تحديات هائلة بينها حملة الاعتقالات التي تشنها جماعة الحوثي
  • اليمن والموقف الحازم