تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الأحداث مقتبسة عن واقعة حقيقية .. وكتابة السيناريو استغرقت 8 أشهر

الاحتلال يعامل الفلسطينيين بمبدأ "فرق تسد".. و"ابن الشوارع" مشروعي التسجيلي الطويل الأول

 

في نهاية الفيلم الروائي القصير "برتقالة من يافا"، يلتقط السائق برتقالة كانت ملقاة في عربته ويتقاسمها مع الراكب بعد عناء يوم طويل على حاجز التفتيش من أجل محاولة العبور الفاشلة إلى يافا.

إنها لحظة شخصية وحميمية للغاية، تتحول خلالها "البرتقالة" من كونها مجرد ثمرة شهية، إلى ما يشبه طعم الوطن المفقود.

في فيلمه القصير السادس، المرشح للقائمة القصيرة لجوائز الأوسكار في فئة أفضل فيلم قصير، يستكشف المخرج الفلسطيني الشاب محمد المُغني، حواجز وأسوار عالية بعيدة عن تلك المدججة بالسلاح والجنود؛ ألا وهو حاجز القهر الذي جعل فاروق ومحمد – بطلي الفيلم – أسرى داخل عربة ضيقة في انتظار إشارة العبور، بينما يلهو السارق في الخارج غير مباليًا لمشاجرتهم الطفولية التعسة، بل يكتفي بالنظر إليهما بنوع من الشفقة، وكأن الاحتلال بريئًا من استعباد المحتل.

أسئلة عدة عن صراع الأجيال تحت وطأة الاحتلال، وحلم العودة المؤجل، ورمزية البرتقالة المقدسة؛ نناقشها مع المخرج الفلسطيني محمد المُغني، في سياق الحوار التالي:

 

كصانع أفلام تحاول دائما استكشاف قصص شخصية عن فلسطين، بداية من فيلمك القصير الأول "شجاعية" وحتى مشروعك الجديد "برتقالة من يافا" .. كيف تحاول التقاط نبض الداخل الفلسطيني في كل مرة؟ وما هى أسئلة الحاضر التي تشغلك كمخرج فلسطيني شاب؟

 

 لقد نشأت في غزة، وفي سن السابعة عشرة انتقلت عائلتي إلى الضفة الغربية. بعد الانتهاء من المدرسة الثانوية، ذهبت إلى بولندا لأنني أردت دراسة السينما. بدأ شغفي يتنامى بهذا العالم عندما كان عمري 15 أو ربما 14 عامًا، عندما كنت في غزة وجاء ذلك بسبب طبيعة المكان الذي نشأت فيه وكذلك الناس والقصص التي كنا نسمعها في الشجاعية التي تقع على الجانب الشرقي من مدينة غزة بالقرب من الحدود. 

لقد كان حلمًا بالنسبة لي وكان من الصعب حقًا على صبي من غزة أن يحلم بدراسة السينما في مدرسة لودز ببولندا، لذلك بذلت قصارى جهدي حقًا للذهاب إلى هذه المدرسة من أجل تعلم الحرفة والعودة إلى غزة وصنع الأفلام التي أردتها.

لذا، أخرجت "برتقالة من يافا" بعد التخرج مباشرة؛ وهي قصة حدثت معي أثناء زيارة أشقاء أمي في يافا، معتقدًا أن بطاقة الإقامة الأوروبية تمكن أن تساعدني على العبور. ففي فلسطين لديك حقًا امتيازات أكثر لكونك تحمل جنسية أوروبية من كونك فلسطينيًا على أرضك. لذلك، حاولت ولم يسمحوا لي بالدخول، ثم حاولت مرة أخرى ووقعت هذه القصة مع سائق التاكسي للأسف.

حدثنا عن رحلتك مع صياغة سيناريو فيلمك الجديد.. كيف عملت على تكثيف الطبقات المتعددة لقصتك بإيقاع حيوي مليء بالتوتر والطرافة في مدة لم تتجاوز النصف ساعة؟

 

 كانت مرحلة كتابة السيناريو هي الأصعب خلال رحلتي مع هذا المشروع؛ لقد استغرقت العملية قرابة ثمانية أشهر حتى استقر على النسخة النهائية للعمل. 

خلال مرحلة الكتابة، حرصت على وضع نفسي مكان المتلقي وأن أحافظ قدر المستطاع على حيوية الإيقاع حتى لا يشعر المشاهد بالملل. فأحداث القصة تدور عند نقطة تفتيش. إنها ليست حدودًا؛ إنها داخل فلسطين، أرضًا فلسطينية محتلة.

لكن هذا ما يحدث كل يوم، إنهم يسيطرون على حياتنا؛ العديد من المدن لديها نقاط تفتيش مثل هذه. وهذا الثقل اليومي هو ما أردت إبرازه في النص السينمائي من خلال تدفق الإيقاع الذي يدفع المشاهد بانتظار المزيد كل دقيقة، وبلمسة لا تخلو من الكوميديا السوداء.

في أحد مشاهد الفيلم المصممة بعناية، يحدث شجار ما بين الشاب والسائق داخل التاكسي .. كيف ترى هذا المشهد في ضوء ما يحدث في فلسطين والوطن العربي حاليًا من انقسامات وصراعات.. وكيف ترى طبيعة العلاقة بين الجيلين (الشاب وسائق التاكسي)؟

 بالفعل، لقد تمت صياغة هذا المشهد بعناية شديدة خلال مرحلة كتابة السيناريو، فهو يعكس طبيعة العلاقة والاختلافات ما بين الشاب وسائق التاكسي، سواء على مستوى العمر أو حتى التناقض ما بين اختلاف قامتهم الطولية. فالبطل الشاب يتسم بالسذاجة كونه يعيش في أوروبا، لكنه ليس مذنبًا لأن لديه بطاقة إقامة أوروبية تجعله يتنقل حيثما شاء.

أما سائق التاكسي فهو رجل عادي يحاول أن يؤدي عمله بضمير حي لإعالة أسرته، لكن الاحتلال يحصرهما في مكان واحد.

يعطينا هذا المشهد لمحة عن العقلية التي يتعامل بها الاحتلال مع الفلسطينيين، والتي تقوم على مبدأ "فرق تسد". لقد رأيت الكثير من الفلسطينيين يتعرضون لشتى أنواع الإهانة على نقاط التفتيش، بينما يقف الجنود هناك ويشربون الكوكاكولا ويلتقطون صورًا ذاتية ومقاطع فيديو على "تيك توك" وهم يحملون السلاح؛ وهذا مستوى آخر من المأساة التي يعيشها الفلسطينيون يوميًا.

 تطرق المخرج إيال سيفان في فيلمه الوثائقي "آلية برتقال يافا" إلى الآلية التي سرق بها الاحتلال الأرض وحتى البرتقال.. برأيك هل تتماس رمزية البرتقالة في فيلمك مع رؤية سيفان .. أم أنك هناك رمزية أخرى أردت إبرازها من خلال البرتقالة؟

 لم يسعني الحظ لمشاهدة فيلم سيفان، لكنني قرأت العديد من المراجعات الإيجابية بخصوصه. في الواقع، أردت الإشارة إلى "البرتقالة" كرمز في نهاية الفيلم، لإضفاء نوع من الراحة على الرحلة التي خاضها البطلين على طول الطريق، وكأنها نوع من أنواع المكافأة لهما ولصبرهما على المعاناة التي خاضاها على نقطة التفتيش.

أيضًا، يمكن أن تلعب البرتقالة كرمز لكل ما تبقى لنا من أراضينا المحتلة، فهي بمثابة استعارة لطعم الوطن المفقود. عندما تسنح الفرصة لزيارة فلسطين، دائمًا ما يطالبني أبناء وطني من المغتربين أن أُحضر لهم شيئًا من رائحة الوطن؛ حفنة رمل أو غصن زيتون أو حتى برتقالة. لذلك أردت التأكيد على كل هذه المعاني شديدة الإنسانية من خلال رمزية البرتقالة.

تشتهر يافا ببرتقالها عالي الجودة، لقد كان هناك العديد من البساتين التي تم قطعها عند بناء مدينة تل أبيب. ولأنهم – بطلي الفيلم - لم يتمكنوا من الذهاب إلى يافا، فإنهم يتذوقون برتقالها. إنها استعارة، إنها رائحة من يافا.

طوال مشاريعك السابقة حرصت على كتابة سيناريوهات أفلامك بمفردك.. هل أنت من المؤمنين بفكرة سينما المؤلف؟ وهل طريقة العمل هذه هي الأمثل بالنسبة لك للتعبير عما يشغلك من قضايا وهموم؟

 بالتأكيد، أرغب بالعمل مع كاتب/ة سيناريو خلال الفترة المقبلة، لكنني كما تعلم تركت قطاع غزة لدراسة صناعة الأفلام في بولندا قبل سنوات مضت، ومن الصعب إيجاد كاتب مشارك - غربي على الأغلب - يتفهم طببعة الصراع الفلسطيني والمعاناة التي يعيشها سكان الداخل تحت وطأة الاحتلال.

لدي العديد من الأفكار التي أرغب في تحويلها إلى سيناريوهات مكتوبة، ولكن تكمن المعضلة في طبيعة عملي الفردية، فالعملية تتطلب مزيدًا من الوقت وتستغرق شهورًا طويلة حتى تتبلور الفكرة وتبدو حية على الورق. فكما سبق وأشرت أن عملية الكتابة هي الأساس في صناعة الأفلام.

 كمخرج، قدمت ستة مشاريع قصيرة حتى الآن .. هل هناك خطط لتقديم فيلمك الطويل الأول؟

 بالفعل، لدي فكرة لمشروعي الروائي الطويل الأول، لكنه لا يزال في مرحلة كتابة السيناريو. والآن، انتهيت من مشروعي التسجيلي الطويل الأول والذي سيصدر خلال الخمسة أشهر المقبلة ويحمل اسم "ابن الشوارع"؛ وهذا العمل هو امتداد لفيلم قصير يحمل نفس الاسم كان قد صدر قبل خمسة أعوام؛ واتتبع خلاله قصة "خضر"، طفل يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، تحاول عائلته إصدار وثيقة هوية له تثبت وجوده وتمنحه الحق في التعليم والرعاية الصحية والتنقل خارج مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت. ومن خلال هذه العملية، يتم الكشف عن العديد من أسرار العائلة القديمة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: برتقالة من يافا البرتقالة کتابة السیناریو الطویل الأول العدید من من خلال

إقرأ أيضاً:

"إكسترا نيوز" تستعرض اصطفاف شاحنات المساعدات أمام معبر رفح استعدادا لدخول غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشف عوض الغنام، مراسل فضائية "إكسترا نيوز"، من أمام معبر رفح، تفاصيل تنفيذ وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات لقطاع غزة.

وقال خلال مداخلة هاتفية لفضائية "إكسترا نيوز"، مساء اليوم السبت، إن هناك اصطفاف لمئات الشاحنات من المساعدات الإغاثية والإنسانية استعدادا لدخولها إلى قطاع غزة.

وأضاف أن هناك اصطفاف لعشرات الشاحنات التابعة لمنظمة اليونيسيف الخاصة بمؤسسة الأونروا، موضحًا أن أغلب الشاحنات مساعدات مصرية خالصة للشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أنه تم الإتفاق علي عبور 600 شاحنة في اليوم من معبر رفح، مؤكدًا أن أغلب الشاحنات مصرية خالصه من خلال المنطقة اللوجيستية بمحافظة شمال سيناء.

مقالات مشابهة

  • "أبوطالب" يطالب بالنزول الي الجمعيات وحل المشاكل التي تواجه الفلاحين بالمنوفية
  • مجلس الشورى ينعى عضو المجلس الدكتور محمد عبد الله الكبسي
  • غزة..8 شهداء بنيران الاحتلال خلال الساعة الأولى من بدء وقف إطلاق النار
  • طارق العريان يحصل على جائزة مخرج الأفلام المفضل في حفل JOY Awards
  • "إكسترا نيوز": مصر جاهزة لاستقبال مصابي غزة
  • مراسل «إكسترا نيوز»: مصر جاهزة لاستقبال جرحى غزة
  • "إكسترا نيوز" تستعرض اصطفاف شاحنات المساعدات أمام معبر رفح استعدادا لدخول غزة
  • بالستي يمني في الساعات الأخيرة يهز يافا المحتلة
  • 5 شخصيات فلسطينية لن يفرج عنها الاحتلال في المرحلة الأولى(أسماء)