"موكب الكواكب" في ليالي يناير.. كيف يمكن رصد هذه الظاهرة الساحرة هذا الشهر؟
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
في ليالي كانون الثاني/يناير، تكشف السماء عن ظاهرة فلكية نادرة تُعرف بـ"موكب الكواكب"، حيث تصطف الزهرة والمريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون في مشهد كوني مهيب.
هذه اللحظة الفريدة تمنح عشاق الفلك فرصة استثنائية لرصد هذا الاصطفاف، مع إمكانية مشاهدة معظم الكواكب بالعين المجردة، بينما يحتاج رصد نبتون وأورانوس إلى تلسكوبات أو مناظير.
"موكب الكواكب" هو ظاهرة فلكية تحدث عندما تصطف عدة كواكب على جانب واحد من الشمس في السماء. ورغم أن الكواكب لا تصطف تمامًا في خط مستقيم، إلا أنها تبدو قريبة من بعضها على طول "مسير الشمس"، وهو المسار الوهمي الذي تتبعه الشمس والكواكب عبر السماء.
تشرح هانا سباركس، المشرفة على القبة السماوية بمتحف بيشوب للعلوم والطبيعة في فلوريدا، أن هذه الظاهرة ليست نادرة، إذ تحدث مرة واحدة على الأقل كل عام. ولكن في هذه النسخة، يسطع المريخ بشكل خاص لأنه يقع مقابل الشمس، كما يقترب كوكبا الزهرة وزحل من بعضهما بحيث تفصل بينهما درجتان فقط.
ولا تتطلب مشاهدة "موكب الكواكب" معدات متقدمة لرؤيتها، لكن مناظير أو تلسكوبات صغيرة قد تكون ضرورية لملاحظة كواكب مثل أورانوس ونبتون، التي تكون أكثر خفوتاً. ويمكن أن تكون تطبيقات مراقبة النجوم أداة مفيدة لتحديد مواقع الكواكب في السماء، بالإضافة إلى تتبع الأجسام الفلكية الأخرى مثل الأقمار الصناعية والأبراج.
ما هو التوقيت المثالي لمشاهدة هذه الظاهرة؟إنّ أي ليلة صافية خلال الشهر تعد مثالية لرؤية هذا العرض الفلكي. ومع ذلك، تم تحديد يوم 21 كانون الثاني/يناير كأفضل ليلة لمشاهدة الاصطفاف، حيث يكون القمر في مرحلة المحاق. بعد هذا التاريخ، يبدأ القمر في التلاشي تدريجياً، مما يجعل الكواكب أكثر وضوحاً.
كيفن ويليامز، مدير القبة السماوية في جامعة ولاية بافالو، يُفضل الخروج بعد فترة وجيزة من غروب الشمس والتوجه جنوباً. وأضاف أن الزهرة وزحل سيظهران في السماء الجنوبية الغربية، بينما يضيء المشتري في الجنوب، ويظهر المريخ كنقطة برتقالية مائلة للحمرة في الجنوب الشرقي.
وسينضم كوكب عطارد إلى الاصطفاف في نهاية شباط/فبراير، ليصبح الكوكب السابع في هذا العرض الفلكي المذهل. ومع ذلك، فإن زيادة ساعات النهار خلال شباط/فبراير قد تجعل رؤية الكواكب أقل وضوحاً مقارنة بشهر كانون الثاني/يناير.
المصادر الإضافية • AP
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حوالى خمسة أضعاف حجم الأرض.. علماء يرصدون أكثر الكواكب لمعاناً خارج المجموعة الشمسية فيديو: تلسكوب جيمس ويب يبدأ مهمة البحث عن النجوم الأولى والكواكب الصالحة للعيش جبل إيتنا بصقيلية حلبةُ اختبارٍ للعربات الجوّالة التي ستحلّ مكان روّاد الفضاء في اكتشاف الكواكب علم اكتشاف الفضاءفضاءقمر اصطناعيكواكب خارجيةأوروباعلم الفلكالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل حركة حماس قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقف إطلاق النار غزة إسرائيل حركة حماس قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقف إطلاق النار غزة علم اكتشاف الفضاء فضاء قمر اصطناعي كواكب خارجية أوروبا علم الفلك إسرائيل حركة حماس قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقف إطلاق النار غزة دونالد ترامب بنيامين نتنياهو فلسطين إطلاق نار هدنة تيك توك وقف إطلاق النار موکب الکواکب یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
الدُّب … الذي بكته السماء !
مناظير الخميس 1 مايو، 2025
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
* في مساء حزين غابت فيه شمس العام الماضي، صعدت روح صديقي العزيز (عزالدين علي عبدالله)، المعروف بين أصدقائه بـ"عزالدين الدب"، إلى بارئها، وعلى وجهه نفس الابتسامة التي رافقته في الحياة، كأنما كانت تعانق الموت وترحب به، فبكته السماء قبل أن يبكيه البشر، وسالت دموعها فوق مقابر عين شمس في القاهرة، حيث وُري جثمانه الثرى بعد رحلة صمود طويلة، لا يملك من يعرفها إلا أن ينحني احتراماً أمام عظمة هذا الإنسان الفريد.
* لم يكن "الدب" مجرد لقب طريف أطلقه عليه الأصدقاء في صباه بسبب امتلاء جسمه، بل صار مع الأيام رمزاً لقلب كبير يسع الدنيا، وروح مرحة، وجَنان صلب لا تهزه العواصف. ورغم إصابته بالفشل الكلوي لأكثر من عشر سنوات واعتماده على الغسيل المنتظم، لم يكن أحد يصدق أنه مريض، فقد كان صحيح البدن، قوي النفس، عالي الضحكة، حاضر النكتة، سيّال الفكرة، متوقد الذهن.
* عرفته كما عرفه غيري إنسانا مثقفا ومحدثا لبقاً، مجلسه لا يُمل، وحديثه لا يُنسى، وتحليله السياسي والاجتماعي لا يشق له غبار. كان موسوعة متحركة، لا تسأله عن شأن في السودان أو في العالم إلا وتنهال عليك منه الدهشة والإفادة. ولم يكن هذا لشغفه بالسياسة فقط، بل كان عاشقاً للفن والشعر والغناء، يحفظ القصائد والأبيات والأغاني ومَن قالها ولحّنها وغنّاها وتاريخها، وكأنما خُلق ليكون ذاكرة حية لكل شيء جميل.
* عشق الفروسية ونادي الفروسية وسبق الخيل، وكان يحفظ عن ظهر قلب اسماء الفرسان والخيل وصفاتهم وحركاتهم وسكناتهم، وظل طيلة الخمسين عاما الاخيرة من حياته التي لم يغب فيها يوما واحدا عن ميدان السبق مع رفيقه وصديقه (ماجد حجوج) من أعمدة النادي والمؤثرين والمستشارين الذين يؤخذ برأيهم، ومحبوبا من الجميع.
* كان بيت أسرته في حي بانت شرق بأم درمان ندوة يومية يقصدها الناس من كل فج، ينهلون من علمه ويضحكون من قلبهم لطرائفه التي لا تنتهي، وحكاياته التي تتفجر دفئاً وإنسانية، كما لو أنه خُلق من طينة خاصة لا تعرف غير البهجة، رغم معاناته الطويلة مع المرض.
* ثم جاء يوم 15 أبريل، يوم الفجيعة الكبرى، وانفجر جحيم الحرب اللعينة في السودان، وسقطت القذائف على المدن والناس، وأظلمت الحياة، وانعدم الأمان وانهارت المستشفيات، وانقطع الدواء، وتوقفت جلسات الغسيل، فصار عزالدين يخاطر بحياته بحثاً عن مركز يعمل، ينتقل على عربات الكارو بين الدانات والقذائق وزخات الرصاص، ورغم كل ذلك لم تغب ابتسامته، ولم يفقد شجاعته.
* نزح إلى كسلا، ثم بورتسودان، الى ان قادته الأقدار إلى القاهرة، حيث احتضنه أصدقاؤه الأوفياء الدكتور مجدي المرضي، وشقيقه ناصر المرضي، والدكتور صالح خلف الله، وفتحوا له قلوبهم وبيوتهم ووقفوا بجانبه حتى آخر لحظة من حياته، جزاهم الله خير الجزاء، وجعل ما فعلوه في ميزان حسناتهم.
* لكن القلب الذي صمد كثيراً، أنهكته أيام السودان، وضربات الحرب، وعدم انتظام الغسيل وصعوبة الحياة تحت نيران المدافع، فلم يحتمل، واختار الرحيل في صمت هادئ، بابتسامته البهية التي كانت عنواناً له في الحياة، كأنه يقول لنا وداعاً دون نحيب.
* نعزي أنفسنا وأسرته المكلومة، وشقيقاته العزيزات د. سامية، د. سلوى، وسميرة، وأصدقاءه الذين كانوا له عوناً وسنداً، ونبكيه بقدر ما أحببناه، ونترحم عليه بقدر ما أدهشنا بعظمة صبره وروعته وبهاء روحه. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.