بعد انتظار طويل وأملٍ خالج قلوب سكان قطاع غزة لأكثر من 15 شهرًا، تحقق حلم وقف إطلاق النار، ليبدأ أهالي القطاع باستنشاق نسائم الراحة بعد معاناة استمرت لأسابيع طويلة، مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وقف إطلاق النار

وعلى مدار 466 يومًا، عانى القطاع من هجمات عنيفة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، استهدفت دون تمييز الأطفال وكبار السن والنساء، كرد فعل على العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة الإسلامية “حماس”، وشهدت هذه الفترة تصعيدًا غير مسبوق، أعلنت حركة “حماس” وتل أبيب اليوم ، التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، شمل أيضًا صفقة تبادل أسرى، لتنتهي بذلك فصول الحرب القاسية التي بدأت شرارتها في السابع من أكتوبر من العام قبل الماضي، لتفتح بابًا جديدًا من الأمل للسكان الذين أنهكتهم آلة الحرب.

اتفاق وقف إطلاق النار والمقرر بدايته 8:30 صباح يوم الأحد 19/1/2025، والذي تمتد المرحلة الأولى منه لـ42 يوماً تفرج حماس خلالها عن 33 من المحتجزين الإسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن أكثر من 1890 أسيراً فلسطينياً لديها، والتأكيد على التزام الوسطاء بضمان تنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاثة خلال التوقيتات المتفق عليها، وبما يضع حداً للمأساة الإنسانية التي عانى منها سكان القطاع لأكثر من عام نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية والتي خلفت ورائها أكثر من 50 ألف من الشهداء وأكثر من 100 ألف من الجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء، وانهيار كامل للبنية التحتية للقطاع، الأمر الذي جعله غير صالح لأي صورة من صور الحياة الإنسانية.

ويأتي هذا الاتفاق بين المقاومة وتل أبيب والذي ينقسم إلى عدة مراحل في وقت تعيش فيه غزة أزمة إنسانية كبيرة، بعدما فقد القطاع نحو 46 ألف شهيد، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، وعقب سلسلة من المحادثات المتقطعة التي جرت برعاية مصرية وقطرية وأمريكية، بهدف التوصل إلى هدنة تنهي حربًا مدمرة استمرت لمدة 15 شهراً وأطول الحروب الإسرائيلية منذ حرب 1948.

وينص الاتفاق بين حماس وإسرائيل، وفقًا لما نشرته وسائل الإعلام عبرية وفلسطينية، على انسحاب كامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من جميع مناطق قطاع غزة، بما في ذلك محوري نتساريم وفيلادلفيا، على أن يتم ذلك على مراحل، بينما ينص الاتفاق على فتح معبر رفح بشكل كامل لضمان حركة البضائع والمساعدات الإنسانية، مع إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا وفقًا لبروتوكول إنساني ترعاه دولة قطر.

ويستهدف الاتفاق إغاثة وإيواء المتضررين من خلال إدخال 200 ألف خيمة و60 ألف كرفان لتوفير الإيواء العاجل، إلى جانب إعادة تأهيل المستشفيات في القطاع وإدخال فرق طبية وجراحية ومشافي ميدانية، وتبادل الأسرى، بحيث يتم الإفراج عن 1000 أسير فلسطيني، بينهم نساء وأطفال دون سن 19، مقابل تسليم 33 أسيرًا إسرائيليًا بين أحياء وجثامين. ويُستكمل التفاوض لاحقًا لتسليم بقية الأسرى.

أكدت قطر اليوم الأحد، بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، موضحه أن إسرائيل تسلمت أسماء ثلاث رهينات إسرائيليات تحتجزهن «حماس» وسيتم الإفراج عنهن اليوم.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في تدوينة عبر منصة «إكس»، تعليقا على ما يتردد حول موعد بدء وقف إطلاق النار في غزة، نؤكد أنه تم تسليم أسماء الرهائن الثلاثة الذين سيتم الإفراج عنهم اليوم للطرف الاسرائيلي وهم ثلاث مواطنات إسرائيليات تحمل إحداهن الجنسية الرومانية وأخرى الجنسية البريطانية وبالتالي بدأ وقف إطلاق النار.

ولم تدخر مصر جهداً منذ اليوم الأول للأزمة لمحاولة احتوائها على كافة المستويات، حيث شكلت مصر غرفة دائمة لمتابعة الأزمة والتي إرتكز عملها منذ اللحظة الأولى على ضرورة تكثيف دخول المساعدات لأهالي القطاع للتخفيف من وطأة الحرب، وأعلنت مراراً وتكراراً عن فتح معبر "رفح" من الجانب المصري على مدار الساعة لإدخال المساعدات واستقبال جرحى والمصابين.

وتؤكد مصر على أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتسوية القضية الفلسطينية في إطار حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

تلتزم مصر بالتنسيق مع الشركاء قطر والولايات المتحدة بالعمل الدائم لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والتنفيذ الكامل لبنوده من خلال تدشين غرفة العمليات المشتركة التي ستتخذ مصر مقراً لها لمتابعة عمليات تبادل المحتجزين والأسرى ودخول المساعدات الإنسانية، فضلاً عن حركة الأفراد بعد استئناف عمل معبر رفح.

من جانبه، أوضح اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، أن مصر لم تكتف بدورها السياسي كوسيط لتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية، بل امتد دورها ليشمل الجوانب الإنسانية والإغاثية. وأكد أن مصر سارعت بإرسال قوافل مساعدات كبيرة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، الذي ظل مفتوحًا رغم التحديات، وشملت المساعدات مواد غذائية وأدوية وإمدادات طبية عاجلة، ما ساهم في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، وبرزت من خلاله مصر كداعم إنساني رئيسي في المنطقة.

وأشار فرحات إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد استمرار الجهود المصرية في إعادة إعمار قطاع غزة، وهي مسؤولية تتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية، ومصر تعمل على وضع خطة شاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة، إلى جانب ترميم المدارس والمستشفيات والمنازل، لضمان توفير حياة كريمة للشعب الفلسطيني، مما يعكس التزامها المستمر بدعم القضية الفلسطينية.

وأكد أن نجاح اتفاق وقف إطلاق النار ما كان ليتحقق لولا الجهود المصرية الحثيثة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي عززت مكانة مصر كوسيط موثوق ومؤثر على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث قادت مصر تحركات دبلوماسية مكثفة واتصالات مباشرة مع الأطراف المعنية، إلى جانب استضافة اجتماعات لتنسيق الجهود وضمان تنفيذ الاتفاق، وهو ما يجسد سعيها الدائم لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حماس فلسطين تل أبيب غزة وقف إطلاق النار المزيد اتفاق وقف إطلاق النار قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة بوساطة مصرية.. عاجل

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل تسلمت قائمة المحتجزات للإسرائيليات من حركة حماس.

وأضاف: «بدأنا في إخطار عائلات المحتجزات اللائي سيتم الإفراج عنهن اليوم».

وكانت حركة حماس قد أعلنت أسماء المحتجزات الإسرائيليات الثلاث المقرر الإفراج عنهن اليوم ضمن صفقة التبادل، وهن «رومي جونين وإميلي دماري ودورون شطنبر خير»، وفقًا لنبأ عاجل نقلته قناة القاهرة الإخبارية.

ووفقا لوثيقة وقف إطلاق النار، تستمر المرحلة الأولى من الاتفاق لمدة 42 يوما بدءا من اليوم الأحد، تبدأ بانسحاب القوات الإسرائيلية شرق القطاع وبعيداً عن المناطق المكتظة بالسكان والنازحين في كامل القطاع، وتسهيل عودة النازحين إلى أماكن سكنهم.

وستؤدي المرحلة الأولى من الاتفاق إلى الإفراج عن العشرات من الاسجناء الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، إلا أن هذا الملف ما زال يخضع لمفاوضات شاقة حيث ما تزال الحكومة الإسرائيلية تتحفظ على بعض الأسماء التي طالبت بها حركة حماس.

وتشمل المرحلة الأولى أيضاً تسهيل وتكثيف دخول المعونات الإنسانية والمساعدات الطبية والغذائية، إلى جانب مستلزمات الدفاع المدني، والسماح بإدخال الوقود المشغل للآليات وتوزيعها «بشكل آمن وفعّال»، وإعادة تأهيل المستشفيات والمرافق الصحية الفلسطينية.

ويشترط الاتفاق أن تقوم القوات الإسرائيلية بما يلزم لتسهيل خروج الجرحى والمصابين إلى خارج القطاع لتلقي العلاج، عن طريق المعابر التي ينص عليها الاتفاق.

وبالنسبة لحركة حماس، على الحركة أن تقوم بتسليم 33 رهينة إسرائيلي بينهم نساء وأطفال ومجندات في الجيش الإسرائيلي بالإضافة إلى كبار السن، بما في ذلك رفات الرهائن الذي توفوا مسبقاً، وفق آليات محددة يفصلها الاتفاق.

 

مقالات مشابهة

  • اقرأ غدًا في "البوابة".. اتفاق وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ
  • بفرحة تخنقها غصة.. الغزيون يحتفون ببدء اتفاق وقف إطلاق النار
  • الاتفاق يدخل حيّز التنفيذ و«ترامب» يحذّر «نتنياهو»: إذا لم يحترمونا سوف يندلع الجحيم
  • بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة بوساطة مصرية.. عاجل
  • هل تحول وقف إطلاق النار في غزة إلى مجرد سراب؟
  • غزة تنتصر.. بعد 471 يوما من العدوان.. اتفاق وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ
  • بين الخرائط.. كيف سيقضي سكان غزة أول أيام وقف القتال؟
  • قبل دخوله حيز التنفيذ| 3 مراحل لوقف إطلاق النار في غزة.. ومساعدات مصرية لإنقاذ سكان القطاع
  • اعرف موعد بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة بعد الاتفاق رسميًا