أستاذ علوم سياسية: مواجهة أزمات التضخم والبطالة «أبرز التحديات» أمام ترامب
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
أكدت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية، عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيواجه العديد من التحديات الكبرى التي تشمل أزمات داخلية وخارجية وتتطلب استراتيجيات فعّالة للتعامل معها.
وأضافت «بكر»، فى حوار لـ«الوطن»، أن قضايا الصحة العامة لا تزال فى دائرة الاهتمام بعد تجربة جائحة كورونا، حيث يتطلب الأمر تخطيطاً محكماً وإدارة فعّالة، فضلاً عن تحديات الملفات الخارجية التي تنتظر «ترامب» مع عودته إلى البيت الأبيض، خاصة الوعود التي قطعها على نفسه أمام الأمريكيين، وأبرزها إيقاف الحرب الروسية - الأوكرانية.
مع عودة «ترامب» للبيت الأبيض.. هل تشكل الانقسامات بين الجمهوريين والديمقراطيين خطراً على النسيج الأمريكى؟
- من المحتمل أن تواجه إدارة دونالد ترامب عدة تحديات بارزة، تشمل الانقسام السياسى، وسف تستمر حالة الانقسام السياسى فى الولايات المتحدة، حيث سيظل الجمهوريون والديمقراطيون يختلفون بشكل عميق حول مجموعة من القضايا، ما يزيد من حالة الاستقطاب فى المجتمع الأمريكى ويكون من الصعب تحقيق توافق مجتمعى، إلا أن «الكونجرس» يتمتع بغرفتَيه بأغلبية جمهورية، مما سيُيسر تمرير القوانين المهمة.
كيف سيواجه «ترامب» التحديات الاقتصادية والتوترات الدولية فى ولايته الثانية؟
- بخصوص الاقتصاد فسيحتاج «ترامب» إلى معالجة القضايا الاقتصادية، بما فى ذلك التضخم والبطالة والنمو الاقتصادى، وفى حالة استمرار الأزمات الاقتصادية قد يضع ذلك ضغوطاً على حكومته.
كما سيواجه ضغوطاً فى السياسة الخارجية، فمع التوترات المتزايدة مع الصين وروسيا، بالإضافة إلى التحديات فى الشرق الأوسط، يتعين على «ترامب» اتخاذ قرارات حاسمة بشأن السياسة الخارجية قد تؤثر على مكانة الولايات المتحدة العالمية، فقد يتبنى الرئيس الأمريكى عدة استراتيجيات لمواجهة التضخم والركود الاقتصادى، من بينها تحفيز النمو الاقتصادى بخفض الضرائب وزيادة الحوافز الضريبية للشركات والأفراد لتعزيز الاستثمار والإنفاق الاستهلاكى.
كما قد يسعى إلى تقليل الأعباء التنظيمية على الشركات لدعم النمو والابتكار، بالإضافة إلى أنه سيركز على تعزيز الإنتاج المحلى عبر حوافز للتصنيع، ودفع الشركات لإعادة توطين الإنتاج فى الولايات المتحدة، وخلق فرص عمل، وتعزيز الاقتصاد المحلى بفرض قيود حمائية على المنتجات المصنّعة جزئياً أو كلياً خارج الولايات المتحدة.
وكيف سيتعامل «ترامب» مع قضايا الصحة العامة والعدالة الاجتماعية بعد جائحة كورونا؟
- ستظل الصحة العامة قضية أساسية بعد تجربة جائحة كورونا، حيث تمثل إدارة هذا الملف بشكل فعّال والتخطيط لمستقبل الصحة العامة تحدياً كبيراً فى الفترة المقبلة.
كيف سيتعامل «ترامب» مع التحديات التى قد تنشأ نتيجة استراتيجياته لتعزيز إنتاج الطاقة ودعم الاقتصاد المحلى؟
- يسعى «ترامب» فى ولايته الثانية إلى تشجيع إنتاج الطاقة من خلال دعم قوى لصناعات النفط والغاز والفحم، بهدف تقليل تكاليف الطاقة وتعزيز استقلالية الولايات المتحدة فى هذا القطاع الحيوي، بالإضافة إلى ذلك.
ويركز على تعزيز التجارة من خلال إعادة التفاوض على الاتفاقيات التجارية أو تطبيق اتفاقيات جديدة لتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الأمريكية فى الأسواق العالمية، فلذا فهناك توقعات بأنه سيضع استراتيجيات محددة للتعامل مع اختناقات سلسلة التوريد لضمان تدفق السلع والخدمات بشكل سلس، ما يدعم الاقتصاد المحلى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ترامب البيت الأبيض الشرق الأوسط الولایات المتحدة الصحة العامة
إقرأ أيضاً:
بوليتيكو: صعوبات سياسية وعسكرية تواجه حملة ترامب ضد الحوثيين
نشرت مجلة "بوليتيكو" تقريرا قالت فيه إن محدودية الأسلحة المتوفرة والأزمة الإقليمية المتصاعدة قد تلاحق الولايات المتحدة في معركتها ضد الحوثيين.
فحملة القصف التي تشنها الإدارة ضد الجماعة تتعارض مع التوجهات السياسية والصناعية للولايات المتحدة.
وبحسب التقرير فإن المسؤولين في البنتاغون وعدوا بعدم تحول القتال المتجدد مع الحوثيين في اليمن إلى حرب لا نهاية لها، مع أن الأمر يزداد تعقيدا بالفعل.
فقد تعهدت إدارة ترامب بملاحقة الحوثيين حتى ينهوا هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.
ومع ذلك، فإن حملة القصف التي بدأت منذ أيام تصطدم بالقيود السياسية والصناعية الأمريكية، بما في ذلك مخزونات محدودة من الأسلحة الدقيقة، وأزمة إقليمية أوسع، وجماعة تمرد لن تتراجع على الأرجح، حتى في مواجهة مع قوة عسكرية عظمى.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل: "يمكن للحوثيين تحديد متى ينتهي هذا، وحتى ذلك الحين، ستستمر الحملة بلا هوادة" مضيفا: "جميع الخيارات مطروحة".
ومنذ بداية الغارات الأمريكية، ضربت المقاتلات والسفن الحربية أكثر من 30 هدفا في اليمن.
واستهدفت القيادة الحوثية ومخازن الصواريخ، في عملية قال الرئيس دونالد ترامب ستستمر حتى "تحقيق أهدافنا". وحذر من أي هجوم حوثي ضد أهداف أمريكية سيعتبر هجوما إيرانيا وستكون له تداعيات "خطيرة".
وتعلق المجلة أن الحوثيين نجو من عشرات الغارات الجوية والهجمات الصاروخية في ظل إدارة بايدن.
وبينما يؤكد البيت الأبيض على أن هذا الوضع سيتغير بقيادة ترامب، يواجه المسؤولون الأمريكيون أيضا تفاقم التوترات في الشرق الأوسط واحتمال تجدد القتال بين "إسرائيل" وحماس في غزة. وفي يوم الثلاثاء، شنت "إسرائيل" أكبر هجوم لها على القطاع ومنذ وقف إطلاق النار في كانون الثاني/ يناير، رغم أن حماس لم ترد بعد.
وقال بلال صعب، المسؤول الدفاعي السابق أثناء إدارة ترامب الأولى: "أتركوا الأمر للحوثيين، فسيقاتلون حتى آخر رجل في حركتهم" و"لن يستسلموا ويرحبون بالقتال مع الولايات المتحدة".
وأي حملة أمريكية مستمرة ضد الحوثيين ستكون مختلفة عن حملة القصف في عهد بايدن، من حيث النطاق والقوة.
فقد نسقت إدارة بايدن غاراتها التي شنتها ما بين 2023- 2024 مع الفرنسيين والبريطانيين كجزء من تحالف أوسع. ولا يبدو أن إدارة ترامب مهتمة بإعادة تشكيل هذا التحالف.
وقالت دانا سترول، المسؤولة البارزة في البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط أثناء إدارة بايدن: "العنصر المهم والمفقود هذه المرة هي القوة متعددة الجنسيات".
وتواصل قوة أمنية بحرية تابعة للاتحاد الأوروبي بقيادة إيطاليا مهمتها في البحر الأحمر، فيما تستمر مهمة أوسع بقيادة أمريكية تسمى "حارس الرخاء" تقوم بمرافقة السفن التجارية، لكن حملة القصف الجديدة هي عمل منفرد للولايات المتحدة.
وسلطت وزارة الدفاع الأمريكية، الثلاثاء، الضوء على جهودها المنفردة. وتحدث وزير الدفاع بيت هيغسيث مع وزير الدفاع القطري الشيخ سعود آل ثاني، وفقا للبنتاغون، "لمناقشة العمليات الأمريكية للقضاء على تهديد الحوثيين للتجارة الأمريكية واستعادة حرية الملاحة الأمريكية".
وقالت المجلة إن حملة القصف قد تزيد من أعباء إمدادات الأسلحة الأمريكية التي تكافح بالفعل لمواكبة الشحنات المستمرة منذ ثلاث سنوات إلى أوكرانيا والجهود السابقة ضد الحوثيين والصواريخ للهجمات الإسرائيلية في غزة والدفاعات ضد الهجمات الإيرانية.
وتقول سترول: "نعلم أن قطاع الدفاع لا يواكب معدل الإنفاق العسكري الأمريكي ولا يدعم حلفاؤه وشركاؤه مثل أوكرانيا وإسرائيل".
وأطلقت الولايات المتحدة أكثر من 800 صاروخ خلال حملة القصف الجوي التي شنتها عام 2024 ضد الحوثيين في اليمن، بما في ذلك 135 صاروخا من طراز توماهوك، بلغت تكلفة الصاروخ الواحد مليوني دولار، بالإضافة إلى 155 صاروخا تقليديا من سفن حربية أمريكية، تتراوح كلفة الصاروخ الواحد منها بين مليوني دولار و4 ملايين دولار.
إلا أن بارنيل، المتحدث باسم البنتاغون أكد على أن الجهود الأخيرة "ليست هجوما بلا نهاية والأمر لا يتعلق بتغيير النظام". لكن مسؤولين وضباطا عسكريين سابقين حذروا أيضا من أن الضربات هذه المرة ستلحق المزيد من الضرر.
وقال الجنرال المتقاعد كينث ماكينزي الذي قاد القيادة المركزية ما بين 2019-2022 في عهد كل من ترامب وبايدن: "ظلت الإدارة السابقة تعيش في أسر التصعيد، وقيدت نفسها بكل ما يلزم القيام به" و"هذه الأهداف أوسع وأعمق مما اختارت إدارة بايدن ضربه". وعلق قائلا إنه في حين أن مهمة طويلة الأمد قد ترهق البنتاغون وتحول انتباهه عن ردع الصين، لكنها ستضمن أيضا حرية الملاحة عبر أحد أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم. وقال: "هناك مخاطر، ولكنني أعتقد أن هناك مخاطر كبيرة بعدم التحرك".
كما أن تغيير البروتوكول قد يطيل أمد القتال. فترامب، على عكس عهد بايدن، يسمح للقادة في المنطقة بتحديد متى وأين يشنون الضربات، بدلا انتظار موافقة من الرئيس.
ونقلت المجلة عن نائب الأدميرال كارل توماس، رئيس الاستخبارات البحرية، قوله إن الولايات المتحدة وجهت "ضربة هجومية قوية" إلى الجماعة المتمركزة في اليمن. وأضاف: "سنرى إلى أي مدى يريدون الوصول".
وفي النهاية سيظل دور إيران مهما ومدى سيطرتها على الحركة الحوثية والمدى الذي ستستمر فيه العمليات. ويقول صعب،المسؤول الدفاعي السابق: "المشاهد هو إيران، وهذا يطرح تساؤلا حول ما إذا كان لدى الإيرانيين هذا النوع من النفوذ على الحوثيين ودفعهم إلى الهدوء".