اليمن يثبت موقفه.. اليد على الزناد
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
يمانيون../
بعد أكثر من عام على إسناد اليمن لغزة، بعمليات عسكرية فاعلة، أسفرت عن تعطل حركة الملاحة الصهيونية في البحر الاحمر بشكل نهائي، ومعها أغلق ميناء أم الرشراش (إيلات المحتلة)، كان من المتوقع أن يأتي موقف اليمن من الإعلان عن توصل لوقف إطلاق النار بين الكيان والمقاومة في غزة، بإعلان انتهاء عمليات الإسناد، أولاً: لأن مبرر الإسناد قد انتهى بوقف إطلاق النار، وثانيًا: كفرصة للتخلص من الضغوط الأمريكية والتحديات بإعادة الحرب العدوانية على اليمن، أو تشكيل تحالفات دولية جديدة تجاهر واشنطن بالعمل من أجلها مع كيان العدو، وتسعى لتشكيل تحالف جديد يترافق مع فشل كبير على الأقل حتى هذه اللحظة.
المفاجأة كان في خطاب السيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله، ضمن إطلالته الأسبوعية على آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بغزة وطوفان الأقصى، وجبهات الإسناد، والذي أكد فيه على أن اليد ستبقى على الزناد، وقسم المرحلة القادمة إلى قسمين، الأول، هو الأيام الثلاثة المتبقية حتى دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفي هذا القسم أكد على استمرار العمليات اليمنية وعدم توقفها، وأنها ستكون للرد على أي عدوان “إسرائيلي” على غزة بارتكاب المجازر وتكرار الغارات العدوانية، والقسم الثاني هو مرحلة ما بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، انطلاقاً من عدم احترام العدو لالتزاماته ومواثيقه، وإمكانية ارتكاب أي حماقات أو أعمال عدائية ضد غزة، وخرق وقف النار المقرر.
اليد على الزناد، هكذا أكد السيد عبد الملك الحوثي، وعمليات القوات المسلحة اليمنية العسكرية “ستستمر إسنادًا للشعب الفلسطيني إذا استمر العدو “الإسرائيلي” في مجازر الإبادة الجماعية والتصعيد قبل تنفيذ الاتفاق”، وما بعد التنفيذ: “سنبقى في مواكبة لمراحل تنفيذ الاتفاق، وأي تراجع “إسرائيلي” أو مجازر وحصار سنكون جاهزين مباشرة للإسناد العسكري للشعب الفلسطيني”. بهذه العبارات الواضحة والبسيطة يقدم اليمن موقفاً متقدمًا جداً تجاه العدو “الإسرائيلي”، وهو يعكس حقيقة معرفة عميقة بهذا العدو الذي لا يحترم المقررات ولا التعهدات، ولا الوسطاء ولا المراقبين، وما يجري جنوب لبنان، مثال حي، يضاف إلى بقية الأمثلة القائمة منذ احتلال فلسطين قبل أكثر من سبعين عامًا.
هذا الموقف المهم يوضع أيضاً في إطار المعادل الموضوعي للتصريحات الأمريكية سواء من الإدارتين القادمة أو المغادرة. ترامب الذي قال إنه سيعمل مع فريق الأمن القومي التابع له، بشكل وثيق مع “إسرائيل”، للتأكد من أن غزة لن تصبح ملاذًا للإرهابيين على حد وصفه، في مؤشر على استمرار المخططات الخبيثة لغزة والمقاومة، وهذا ما لفت إليه السيد عبد الملك الحوثي في خطابه الأسبوعي، من عمل الأعداء على تصفية القضية الفلسطينية.
يكتسب هذا الموقف اليمني الحر والشجاع أهمية أيضاً من وضعه في يد الإخوة في حركات المقاومة حماس والجهاد، يقول السيد: “موقفنا في ما يتعلق بالوضع في غزة مرتبطٌ بموقف إخوتنا الفلسطينيين المجاهدين، مع حركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، والفصائل الفلسطينية: كتائب القسام، وسرايا القدس، موقفنا معهم، مستمرٌ معهم”.
إن الموقف اليمني بإسناد غزة لم يكن فقط لأن العدو “الاسرائيلي” ارتكب مذبحة العصر، فقط، بل هو موقف راسخ إزاء القضية الفلسطينية، الحقة والعادلة، ومظلومية شعبها التي لا تقبل الشك والنقاش، قبل طوفان الأقصى وأثناءه، وحتى بعد وقف إطلاق النار، وكما يؤكد السيد القائد يحفظه الله، “القضية باقية، مظلومية الشعب الفلسطيني لا تزال قائمة، هو شعبٌ من حقه أن ينعم بالحُرِّيَّة والاستقلال، وأن يُرفَعَ عنه هذا الاحتلال الغاشم، الظالم، الجاثم على فلسطين: الاحتلال الصهيوني؛ ولـذلك فالقضية باقية، طالما هناك احتلال لفلسطين، وطالما هناك تهديد للشعب الفلسطيني، وظلم، وإجرام، واستهداف، وقتل، وحصار، وعدوان على هذا الشعب، فالقضية باقية، والصراع مستمر”.
– العهد الاخباري – علي الدرواني
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
السيد بلعرب يرعى إطلاق مبادرة "إحياء العمارة" في "متحف عُمان عبر الزمان"
منح- العُمانية
رعى صاحب السمو السيّد بلعرب بن هيثم إطلاق مبادرة إحياء العمارة بمتحف عُمان عبر الزمان في ولاية منح، بحضور عددٍ من أصحاب السمو والمعالي والسعادة وعددٍ من المهتمين بالتصميم المعماري من متخصصين وخبراء.
واطلع سموّه على أهداف المبادرة التي رُسمت لإحياء الهوية المعمارية العُمانية؛ من خلال تعزيز الوعي بقيمة التصميم المعماري كأحد مكونات الهوية الوطنية، وتوجيه المجتمع إلى استكشاف العمارة العُمانية وفهم تأثيرها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وإبراز الابتكار الذي سطرّه المعماريون العُمانيون خلال القرون الماضية، عن طريق تسليط الضوء على الأساليب التي استخدموها في التصميم والبناء؛ بهدف تشجيع استخدامها بما يعزز الإرث المعماري ويقدم نماذج ناجحة تدمج الابتكار مع الإرث، إضافة إلى إشراك مختلف فئات المجتمع في الحوارات والنقاشات حول التصميم المعماري وتعزيز بيئة داعمة للإبداع والريادة، وتعزيز فرص المعماري في سوق العمل العُماني.
عقب ذلك، تجول سموّه في جناح جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري واطلع على مراحل كل دورة والمشروعات الفائزة بالمركز الأول من دورتي الجائزة بمجسم ثلاثي الأبعاد، كما ضمّ الجناح المشروع الفائز في مسابقة إكسبو اليابان 2025.
ثم تابع سموّه عرضًا مرئيًّا لمحطات العمل المستمر من انطلاق الدورة الأولى من جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري وصولًا لانطلاق مبادرة إحياء العمارة، وتضمّن العرض المرئي الهيكل الجديد والذي تترأسه مبادرات بلعرب بن هيثم وتضّم مجتمع بلعرب بن هيثم، وجائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري، وبرامج بلعرب بن هيثم، إضافة إلى الإعلان عن موعد الدورة الثالثة من جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري والمُزمع إطلاقها نهاية العام الحالي.
واطّلع سموّه على التجربة التفاعلية لإحياء العمارة ومحاورها المتمثلة في: محور التعليم المستمر، ومحور الابتكار، ومحور جاهزية السوق، وهي تصب في خدمة المجال المعماري وإعادة إحيائه في سلطنة عُمان.
ويركز محور التعليم المستمر على رحلة الإلهام المعماري باستعراض تجارب معمارية رائدة، فيما يسلط محور الابتكار الضوء على التقنيات والأساليب والقيمة المضافة التي خلّدها المعماري العُماني، وتوظيفه لها في إعادة تأهيل القرى والحارات القديمة؛ لتحويلها إلى وجهات سياحية مستدامة تحفظ الإرث وتتناسب مع البيئة المحيطة وتدعم التنمية الاقتصادية وتلبي في الوقت ذاته احتياجات الإنسان، ويتيح محور جاهزية السوق للمهتمين فهمًا كاملًا لسوق العمل في المجال المعماري والتوعية بأبرز المسارات المهنية المرتبطة بالتصميم المعماري لتعزيز جاهزية الخريجين لسوق العمل، واكتشاف فرص العمل المُتاحة، وإيجاد شبكات تواصل بين الطلبة والخبراء وأصحاب الأعمال.
تجدر الإشارة إلى أن مبادرة إحياء العمارة تأتي استكمالًا لمسيرة جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري بدورتيها الأولى والثانية، ومسابقة تصميم جناح سلطنة عُمان في إكسبو اليابان 2025، في إثراء المجال المعماري في سلطنة عُمان، وتستهدف المبادرة مختلف فئات المجتمع المهتمة بالتصميم المعماري ومحبيه من المتخصصين والخبراء والطلبة الدارسين لهذا المجال.