الاحتشاد اليماني في مسيرات النصر.. تتويجٌ للمواقف المشرّفة ومشاطرة الفرحة مع فلسطين
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
يمانيون../
في مسيرة “مع غزة.. ثبات وانتصار”، شهدت ساحاتُ التظاهر زخمًا جماهيريًّا كَبيرًا وواسعًا وغير مسبوق؛ تتويجًا للمسيرات الشعبيّة السابقة المُستمرّة منذ عام كامل وبضعة أشهر، وتأكيدًا على ثبات الموقف اليمني المساند لغزة، ومباركة لانتصار غزة على العدوان الصهيوني الغاشم، فضلًا عن التأكيد على مواصلة كُـلّ الأنشطة اليمنية المساندة لفلسطين.
السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، وفي خطابه الأخير حول آخر مستجدات العدوان على غزة دعا إلى الخروج المليوني الواسع في الساحات لتتويج مسيراتهم الشعبيّة السابقة، واستجابة لدعوته توافد ملايين اليمنيين إلى مختلف ساحات التظاهر في المحافظات الحرة في لوحة فنية جسدت مدى الالتفاف الشعبي وراء القيادة الثورية وكذا الارتباط اليمني الوثيق بقضايا الأُمَّــة الإسلامية وفي مقدمتها القدس الشريف.
وبالرغم من أن ساحات التظاهر لم تخل من الجموع الغفيرة طيلة عام كامل وثلاثة أشهر من بدء التظاهر الشعبي لإسناد غزة، إلا أن الخروج الشعبي الكبير والواسع وغير المسبوق في مسيرات “مع غزة.. ثبات وانتصار”، ترجم الثبات الشعبي في مناصرة فلسطين، والذي أكّـدت خلالها الجموع الغفيرة استمرارها في الوقوف مع غزة وعدم التخلي عنها مهما حدث، مباركين لإخوانهم في القطاع إعلان وقف إطلاق النار، وفي المقابل كانت الرسائلُ الشعبيّة موازيةً لرسائل القائد، بالتأكيد على البقاء في حالة استنفار دائم وجاهزية عالية لمواجهة أية خروقات من قبل العدوّ الصهيوني، أَو اعتداءات على اليمن من جانب رعاة الكيان، من الأمريكيين والبريطانيين والغربيين، أَو من أدواتهم الإقليميين المتمثلين في النظامين السعوديّ والإماراتي ومرتزِقتهما.
ومع وقف إطلاق النار في القطاع، فَــإنَّ الموقفَ اليمني المساند لغزة يتصدَّرُ الساحةَ العالمية كموقف سياسي وشعبي وعسكري متكامل ليس له مثيل في التاريخ المعاصر.
وفي السياق يؤكّـد السفير عبدالله صبري، أن “احتشادَ ملايين اليمنيين في مئات ساحات التظاهر بمحافظات الجمهورية اليمنية جسَّد وفاءً شعبيًّا والتزامًا في مساندة غزة والانتصار لمظلوميتها”.
ويوضح أن “الشعب اليمني الأبي لم يتخلف عن ساحات التظاهر إسناداً لغزة أسبوعًا واحدًا بخلاف غيره من شعوب العالم الذين أُصيبوا بالفتور والوهن، حَيثُ أُصيب البعض ممن كان يخرج في ساحات التظاهر بالفتور فتراجع خروجه الشعبي، في حين أن بعض الدول العربية والإسلامية لم تقم بأية مسيرة تضامنية تُذكَر”.
ويواصل السفير صبري بالقول: “يعطي الزخم الجماهيري غير المسبوق الكثيرَ من الدلالات العميقة وكان للخروج الأخير دلالاته الكبيرة والعميقة؛ فقد كان خروجًا احتفاليًّا بهذا الانتصار الكبير الذي فرضته المقاومة الفلسطينية، حين انتزعت اتّفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في صفقة عادلة ومشرفة”.
ويضيف صبري “كان الاحتفال اليمني احتفالَ الشريك في النصر والتضامن والمقاومة؛ فقد كان فرحًا بأن الله قد وفَّقنا للانخراط في المواجهة المباشرة ضد العدوّ الصهيوني ومن يدعمه، وتكللت هذه المشاركة بنصر لفلسطين والمقاومة وجبهات الإسناد”.
ويزيد بالقول: “كان الخروج أَيْـضًا رسالةً بأن اليمن -جيشًا وشعبًا وقيادةً- ثابتٌ في الانتصار لغزة، وفي مراقبة تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار، فإن عادوا عُدنا، بدون حسابات سياسية أَو سقوف محدّدة، بل وبكل ما نستطيع عليه من عمل عسكري ومواقف”.
ولم تقتصرْ دلالاتُ التجمهر المليوني الواسع في مختلف الساحات على ما سبق ذكره وحسب وإنما للتجمهر الشعبي الكبير رسائل سياسية وشعبيّة للداخل والخارج، حَيثُ يوضح السفير صبري أنه “على المستوى الداخلي يترجمُ الشعب اليمني الأبي لحمته الوطنية والتفافه الشعبي خلف القيادة الثورية ممثلًا بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، كما أن للتجمهر الشعبي في الساحات رسائل خارجية للعدوان الأمريكي والبريطاني مفادها أنه لن يتمكّن من ردع اليمنيين ولن يحول دون التحام شعب اليمن بالقضية المركزية للأُمَّـة”.
ووفق السفير صبري فَــإنَّ “زخم الساحات يفشل التهديدات الخارجية والمساعي العدوانية الرامية لثني اليمنيين عن موقفهم الإيماني والإنساني والأخلاقي المساند لغزة”، منوِّهًا إلى أن ساحات التظاهر الشعبيّة توصل رسائل مدوية للعدوان السعوديّ ومرتزِقته، مفادها “أن رهاناتهم كانت خاسرة وأن حساباتهم كانت خاطئة، وأن عليهم أن يستفيدوا من تجربة شعبنا في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وألا يختبروا صبرَنا”.
ويجسّد احتشاد الجماهير الشعبيّة الهادرة في مئات ساحات التظاهر، الوعي الإيماني اليماني المتنامي لدى كافة الشعب اليمني، كما أن التجمهر في ساحات التظاهر يترجم عمليًّا جدية التحَرّك ضد العدوّ الإسرائيلي الذي يرتكب أبشع الجرائم في تاريخ البشرية وهنا تحدٍّ للعدو الصهيوني وداعميه.
ووفقَ الناشط الإعلامي سفير الصري، فَــإنَّ احتشادَ ملايين اليمنيين يوصل رسائل اطمئنان إلى الشعب الفلسطيني المكلوم الذي يتعرض لجرائم حرب إبادة على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
ويؤكّـد الناشط الصري، أن الشعبَ اليمني “يترجم في ساحات التظاهر ثباتَه على الموقف المساند لغزة، كما أنه يوصل رسائل التحدي والثبات للعدوان الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي الذين يسعون لثنينا عن موقفنا المناصر لغزة”، لافتًا إلى أن “اليمن صنع موقفاً مشرِّفاً وتاريخيًّا في مساندة غزة، في حين عجزت عن مساندة غزة والانتصار لمظلوميتها غالبية دول العالم”.
ويشير الصري إلى أن “اليمن صنع معجزة العصر في مواجهة قوى الشر العالمي أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا بإطلاقه الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيّرة على عمق الكيان الصهيوني وكذا ضد البوارج والمدمّـرات والسفن وحاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية”.
ومع إعلان وقف إطلاق النار على قطاع غزة فَــإنَّ الموقف اليمني يتصدّر الساحة العالمية كموقف استثنائي صمد في مناصرة غزة والانتصار لها منذ بدء معركة طوفان الأقصى وحتى وقف إطلاق النار.
وما يميز الموقف اليمني أنه يبرز في حين أن اليمن لا يزال يعاني من حصار دولي خانق وتكالب عدواني استهدف كافة مقدرات الشعب اليمني على مدى عشرة أعوام ما يجعلُ وقوفَه مع فلسطين أمرًا مستحيلاً وضربًا من خيال، وهو ما جعل العدوّ الصهيوني والأمريكي يندهشُ بثبات وتميز الموقف اليمني وجرأته في مواجهة أقوى دول العالم الغربي.
وفي هذا السياق يقول الناشط الإعلامي عبد الخالق القاسمي: “خرجت الحشود الجماهيرية في اليمن كالمعتاد يوم الجمعة، نصرة للأقصى وغزة، لكن المتميز في الخروج الأخير أنه كان برائحة النصر”.
ويضيف: سارع كُـلُّ أبناء الشعب اليمني للخروج؛ مِن أجلِ نَيْلِ الأجر والثواب من الله والحصول على وسام النصر مع المقاومة الفلسطينية الباسلة.
ويؤكّـد القاسمي أن التجمهر الشعبي الكبير في الساحات أتي لتهنئة الصامدين في غزة الذين أجبروا العدوَّ الصهيوني على النزول من على الشجرة وتبديد أحلامه المتمثلة في تهجير سكان غزة، والقضاء على المقاومة في فلسطين وإخراج الأسرى بالقوة.
ويحكي أن صمودَ المقاومة الفلسطينية وثبات الغزاويين إضافة إلى الإسناد اليمني واللبناني والعراقي أسهم بشكل كبير في إفشال المخطّطات الصهيونية الرامية لسحق المقاومة الفلسطينية واحتلال كافة قطاع غزة.
وفي ختام حديثه يؤكّـد القاسمي أنه “بعد مرور عام وثلاثة أشهر لم يفلح الكيان الصهيوني في أيٍّ من أهدافه التي وضعها قبل عدوانه الوحشي النازي على قطاع غزة”.
محمد ناصر حتروش المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة وقف إطلاق النار الموقف الیمنی الشعب الیمنی المساند لغزة الشعبی ة ف ــإن
إقرأ أيضاً: