التحولات العربية .. ما بين آمالنا ومصالحهم
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
شمسان بوست / كتب _ فتاح المحرمي.
مع التوصل إلى اتفاق الهدنة في غزة، وقبله إسقاط نظام الأسد وصعود حكومة انتقالية جديدة، ظهرت بوادر أمل للانتقال من الحرب إلى السلام، ولكن هذا لا يعني الأمل المفرط فيه وأن الأوضاع سوف تصبح جنة وحسب نظرتنا العاطفية قصيرة المدى لتلك الأحداث، أو على نفس نسق المواقف والأقوال التي نسمعها هنا وهناك، فالسياسة تحركها المصالح وليس المواقف والتصريحات، كما وأن النظام الدولي يسير وفق مبدأ الأقوى ثم الأقل قوة، وهكذا تتوزع المصالح.
وإذا ما أعدنا التذكير بمراحل مماثلة سواء بعد سقوط نظام صدام في العراق، وسقوط النظام الليبي، وأحداث السودان، وغيرها من الأحداث سنجدها كانت ما بعد التحول في المواقف ووعود التصريحات عكس ما صارت عليه فيما بعد، والأمل الذي كان حينها تلاشى مع مرور السنوات .. فهل تحققت آمال ما بعد إسقاط صدام والقذافي .. وهل استقر البلدان .. وماذا عن تأثير صانعي القرار الدولي على تلك الأحداث؟.
أنها السياسة تحركها المصالح وليس المواقف .. ومتى ما استمر توافق حفظ المصالح الدولية، وحسن الجوار كان الأمر إيجابي نسبياً، والعكس في حال التعارض، ولا ننسى الإشارة في هذا السياق إلى تأثير ظهور أولويات على الساحة الدولية وقضايا ذات أهمية، لكونه يجمد قضايا واحداث على حساب أخرى، كما هو حال الملف اليمني بالنسبة للتطورات في المنطقة التي بدورها تقل عن أهمية صراع أوكرانيا.
ان هذا الواقع يتطلب منا أن لا نستبق الأحداث وننظر بعاطفة إلى مرحلة تحول مقبلة لسنا من يصنع قرارها ، بل أن نأخذ بعين الاعتبار المتغيرات من حولنا ونتوافق معها ونحسب حساب درجة التأثير لصانعي القرار الدولي ومصالحهم، وان تكون نظرتنا استراتيجية طويلة المدى، والتحرك بحيز يتوائم مع مكانتنا وثقلنا وامكانياتنا بين القوى الدولية في هذه المرحلة، فكما يقال السياسة هي فن الممكن، وهذا ليس خضوع ولكن استجابة مرحلية نؤسس من خلالها للبناء مستقبلاً.
19 يناير 2025م
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
«حماة الوطن» بالشرقية يعقد ندوة «التحديات العالمية والإقليمية في ظل التوازنات الجديدة»|صور
نظّم حزب حماة الوطن بالشرقية ، ندوة بعنوان « التحديات العالمية والإقليمية في ظل التوازنات الجديدة – إستراتيجيات المواجهة والتكيف » ، بحضور الدكتور أشرف سعد سليمان أمين عام حزب حماة الوطن بالشرقية ، واللواء سمير فرج الخبير العسكري ، واللواء أسامة الجمال المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية ، والدكتور أحمد عبدالمعطي نائب محافظ الشرقية.
أكد الدكتور أشرف سعد سليمان أمين عام حزب حماة الوطن بالشرقية ، أن الندوة تستهدف تسليط الضوء على التحولات الجيوسياسية العالمية والإقليمية وتأثيراتها على مصر والمنطقة ، وتناقش إستراتيجيات المواجهة والتكيف مع التحديات، ودور مصر في تعزيز مكانتها الإقليمية ، مشيراً إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار جهود الحزب لرفع الوعي العام بالقضايا الوطنية والدولية، وتعزيز الحوار حول التحديات الراهنة، في ظل التغيرات العالمية المتسارعة.
وأوضح اللواء سمير فرج الخبير العسكري ، الجهود المصرية في التعامل مع التوازنات الجديدة التي تشكلها القوى الكبرى على الساحة الدولية، من خلال إستراتيجياتها الدبلوماسية، مؤكداً أن مصر تسعى إلى تحقيق التوازن بين مصالحها الوطنية ودعم القضايا العربية، مما يعكس دورها الريادي في الحفاظ على الأمن والسلم الإقليميين.
وقدّم اللواء سمير فرج ، رؤية شاملة لدور مصر في التصدي للأزمات وتعزيز التعاون الإقليمي ، مؤكداً أن تلك الندوة تأتي في توقيت حرج يشهد فيه العالم تغيرات جيوسياسية وإقتصادية كبرى ، والهدف من هذه الندوة ، مناقشة هذه التحولات وتأثيراتها على المنطقة العربية، مع التركيز على دور مصر كمحور إستقرار وداعم رئيسي للسلام الإقليمي والدولي.
وأشار اللواء أسامة الجمال المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية ، إلى أنه في ظل الأزمات المتصاعدة بالشرق الأوسط، تلعب مصر دورًا بارزًا في تعزيز الحلول السلمية والنهوض بالتعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة.
وشرح اللواء أسامة الجمال ، أهمية الدور المصري في دعم استقرار المنطقة من خلال الوساطات الفعّالة في النزاعات، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة.
وتأتي هذه الندوة في إطار رؤية أوسع تسعى إلى تعزيز مكانة مصر كدولة محورية في المنطقة، قادرة على قيادة التحولات الإيجابية، وداعمة للسلام والتنمية المستدامة، مما ينعكس إيجابيًا على إستقرار الشرق الأوسط بأكمله.