أخطاء استخدام المحمول تسبب آلام الرقبة
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
يعانى كثير من الأفراد من الشعور بالأم فى الرقبة وآلام أعلى منطقة الظهر، وقد تكون شكوى يومية متكررة أو تظهر وتختفى كل فترة، ورغم أن العلاج فى المراحل المبكرة لظهور الأعراض قد يكون بسيطاً جداً، إلا أن الإهمال والتأخر فى الذهاب إلى الطبيب يسبب تدهور الحالة وقد تستدعى فى حالات قليلة التدخل الجراحى.
ويوضح الدكتور عاصم بسطويسى أحمد استشارى جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقرى وعظام الأطفال، تعتبر آلام الرقبة وآلام أعلى منطقة الظهر من الأمراض والأعراض الشائعة اليومية التى لا تخلو منها الحالات المعروضة بالعيادات والمراكز الطبية، ويرجع ذلك إلى عوامل عديدة من أهمها تغير طبيعة المجهود اليومى للكثير من الأفراد على اختلاف أعمارهم، والذى يؤدى لحدوث مثل هذه الشكاوى وتكرارها واستمرارها فترات طويلة.
ومن أكثر أسباب حدوث هذه الشكاوى هو الوضع الخاطئ فى طريقة المجهود اليومى من الجلوس أو العمل، مع ما استحدث واستجد فى أسلوب حياة الناس من كثرة استخدام أجهزة الموبيل والكمبيوتر، أو أى وضع يحدث من خلاله البقاء فى وضع ثابت فترة طويلة وخصوصاً ميل الرقبة فى وضع مائل للأمام مع عدم الحركة لفترات طويلة وذلك يحدث عند الجلوس على المكتب لاستخدام الكمبيوتر أو استخدام التليفون المحمول فترات طويلة، وكذلك من الأسباب الأخرى أيضاً عدم ملاءمة وسائل النوم، وفى هذه الأحيان يحدث الألم عند الاستيقاظ مبكراً.
ويقول الدكتور عاصم بسطويسى، كل هذه العوامل تؤدى إلى حدوث تغيرات فى الوحدة الحركية لفقرات العمودى الفقرى والتى تؤدى للألم، من العظام إلى العضلات إلى الأربطة بين الفقرات إلى الغضروف، ومصادر الألم قد تكون شداً والتهاباً فى عضلات الرقبة، أو تآكل فى غضاريف ما بين الفقرات أو خشونة بين المفاصل بين فقرات الرقبة أو ضغط على الأعصاب، وكل مصدر ألم يكون مصاحباً شكوى، قد تكون مختلفة تساعد على تشخيص الحالة، وأى آلام بالطرف العلوى قد تكون مؤشراً للانزلاق الغضروفى والضغط على العصب، وهذه الحالة مختلفة عن الآلام المحددة فى جانبى الفقرات من الجانبين وهى «عضلات الرقبة بالجانبين إلى منطقة الكتف» وهذه تكون ألماً بالضغط مع الحركة، والألم الثابت فى هذا المكان ولا يحدث عنه تسميع بالطرف العلوى.
ويضيف الدكتور عاصم بسطويسى، لكن ليس كل تنميل أو تأثر فى الإحساس بالطرف العلوى قد يكون مؤشراً لحدوث انزلاق غضروفى، بل قد يكون آلاماً بالكتف تسبب الألم فى منطقة أعلى الذراع، أو اختناقاً بالعصب الأوسط فى منطقة الرسغ ما يؤدى لفقدان الإحساس أو تأثر الإحساس باليد، وقد تكون هذه الأعراض متشابهة مع الانزلاق الغضروفى بالرقبة، وكذلك نبحث ونتأكد من الاشتباه بوجود ضعف فى اليد أو فى الطرف العلوى، وهذه تكون مرحلة متأخرة من الانزلاق الغضروفى والضغط على العصب، ما يستدعى تدخلاً طبياً أسرع.
وبالنسبة للتشخيص ما بعد الكشف والفحص الطبى والأخذ بالتاريخ المرضى، وإجراء الفحوصات بداية من الأشعة العادية البسيطة ثم أشعة الرنين المغناطيسى إذا احتاج الأمر، للتأكد من وجود تشخيص الانزلاق الغضروفى أو أى مشاكل أخرى قد لا تكون ظاهرة فى الأشعة العادية.
وأشار الدكتور عاصم بسطويسى، إلى أنه ليس كل إصابة بالانزلاق الغضروفى تستدعى التدخل الجراحى، وهناك خطوات علاج لابد من اتباعها مع الحالات المصابة بالتدريج، وصولاً لأسلوب العلاج الأمثل والأنسب لكل حالة على حدة، وتكون الوقاية من أهم خطوات العلاج، نطلب من المريض عدم الثبات على وضع ثابت فترة طويلة، وعدم الانحناء بالرقبة إلى الأمام، وسائد النوم لا تكون مرتفعة أو منخفضة أو صلبة، لا يكون هناك انحناء بالرقبة فترة طويلة للجانبين أو للأمام نتيجة العمل أو أى مجهود حسب طبيعة وأسلوب حياته.
ثانياً العلاج الطبيعى له دور مهم، والذى يتضمن الكمادات سواء (الساخنة أو الباردة) حسب الحالة واستخدام الموجات الصوتية والتدليك أو التحريك، والتمارين ما بعد ذلك وتحت إشراف دقيق ومتابعة إخصائى العلاج الطبيعى، بالتدريج وبهدوء وحسب ما تتطلب الحالة مع ملاحظة عدم الإسراع بالاستعجال فى الحركة زيادة، وهناك بعض الحالات المرضية تستفسر عن استخدام وفائدة (ساند الرقبة) الذى يركب حول الرقبة، ولكن يستعمل بحذر شديد لأوقات محددة وليس فترات طويلة، لأنه اذا استعمل بشكل خاطئ فترة طويلة قد ينتج عنه ضعف فى العضلات، ولكن يكون الاستخدام أثناء فترة الألم الحاد لراحة العضلات، وأثناء ذلك فترات دون استعماله (فك ساند الرقبة)، مع ضرورة حركة الرأس للأمام وللخلف وللجانبين لمنع حدوث تيبس أو ضعف زائد فى العضلات.
ويوضح الدكتور عاصم بسطويسى، العلاج الدوائى له دور سواء باستخدام الأدوية مضادات الالتهاب أو باسط العضلات أو فيتامين ب لتحسين الإحساس بالطرف العلوى، وكذلك بعض الأدوية الأخرى التى تستخدم لتحسين وظيفة الأعصاب عندما يحدث ضغط على الأعصاب من الغضروف، والدهانات الموضوعية.
واختتم الدكتور عاصم بسطويسى، بأن الحل الأخير بالتدخل الجراحى، ويكون لحالات محددة فقط وليس نسبة كبيرة من المرضى، وهى التى تعانى ضغط الغضروف على العصب وهذا مثبت بأشعة الرنين المغناطيسى وشكوى المريض من تأثر أو عدم الإحساس بالطرف العلوى أو ضعف الحركة به، وفى هذه الحالة فقط قد نلجأ إلى عملية استئصال الغضروف العنقى، بأنواع التدخلات فى هذه الحالة، بداية من التدخل المحدود إلى التدخل الأكبر مع تركيب بعض الزيادات التعويضية مكان الغضروف فى الفقرات العنقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: آلام في الرقبة منطقة الظهر فترات طویلة فترة طویلة قد تکون
إقرأ أيضاً:
تعديل نمط الحياة أفضل لآلام الظهر من التدخل الطبي
قالت دراسة جديدة، أجراها فريق بحثي من جامعة سيدني، إن معالجة عادات نمط الحياة غير الصحية يمكن أن تساعد في تخفيف الألم بشكل أفضل من الرعاية التقليدية.
وأظهرت الدراسة أن المصابين بآلام الظهر، الذين حصلوا على تدريب على نمط الحياة، كانوا يعملون بشكل أفضل، وتحسنت نوعية حياتهم، مقارنة بآخرين تلقوا رعاية قياسية.
وإلى جانب ذلك فقد هؤلاء المرضى المزيد من الوزن، بحسب "هيلث داي".
وفي هذه الدراسة، شارك 350 شخصاً يعانون من آلام أسفل الظهر بشكل عشوائي لتلقي تدريب على نمط الحياة، أو رعاية قياسية أجريت وفق المبادئ التوجيهية الحالية.
وساعد أخصائيو العلاج الطبيعي وأخصائيو التغذية ومدربو الصحة عبر الهاتف المشاركين، الذين تم تعيينهم في مجموعة التدريب، على تحديد أي من عادات نمط حياتهم قد تجعل آلام الظهر أسوأ.
أكثر من الظهروأوضح الباحثون أن عوامل الخطر هذه تشمل: الوزن الزائد، ونقص النشاط البدني، والنظام الغذائي السيئ، وقلة النوم، والتدخين أو الإفراط في تناول الكحول.
وقال الباحث الرئيسي كريس ويليامز: "يجب أن يركز حل آلام الظهر على أكثر من الظهر".
وتابع: "أجسادنا ليست مثل الآلات، نحن أشبه بالنظم البيئية حيث تتفاعل العديد من العوامل وتحدد كيف نعمل ونشعر".
النتائجوبحلول نهاية الدراسة، كان الأشخاص في مجموعة التدريب على نمط الحياة أقل إعاقة، بسبب آلام الظهر مقارنة بمجموعة التحكم.
كما فقدوا في المتوسط حوالي 2 كغم من الوزن، بشكل أكبر من المجموعة التي حصلت فقط على العلاج الطبيعي.
وقال ويليامز: "عندما يعاني شخص ما من آلام الظهر التي لا تتحسن، فيجب أن يتوقع الحصول على رعاية شاملة لمجموعة من العوامل الصحية، وليس مجرد التركيز على ما يحدث في العمود الفقري".
وخلص الباحثون إلى أن مسكنات الألم الشائعة، والإجراءات المستخدمة لعلاج آلام الظهر، قد لا تكون بنفس فعالية مساعدة الشخص على التعامل مع عاداته غير الصحية.