قبل أعوام كنتُ مدعوًا على عشاء مع مسئول سعودى كبير، كان المطعم فوق بُرج عال فى مدينة الرياض، تحدثنا عن الفتاوى التى ضيّعتْ بعض شبابنا وجعلتهم يقتلون أنفسهم ويقتلون غيرهم ممن لا يعادوننا ولا نعاديهم، تحدثنا عن ترك المذاهب والتشبث بمذهب واحد مفروض فى المدارس والمساجد والجامعات والإعلام وكأن ما سواه ليس من الإسلام، كيف استند دعاة التشدد والتكفير إلى هذه الآراء التى لا أساس لها، تحدثنا عن تغييب العقل لينتصر تجار الدين الذين حذّر منهم ابن رشد لأن تجارتهم رابحة، لكن فاجأنى المسئول مبتسما : سيعود التنوير و ستنتشر روايات التسامح وتقبّل الآخر وتعدّد الآراء مع عدم تخطئتها، كان الكلام مُدهشا لى، لكنْ وقفَ وطاف بنا فى أرجاء البرج وأشار هنا سوف يُبنى دار للأوبرا ومركز للثقافة هناك، هنا نبنى دارًا للسينما وأخرى للمسرح، بدا الكلام غريبا وكأنه أحلام مسئول، جلسنا ولم أكن مصدقا ما يقوله، كيف لهذه القوى التى أعطت نفسها حق امتلاك الحقيقة دون الناس فهى الآمرة الناهية، وهى التى تحدّد الصواب والخطأ وتتدخل فى حريات الناس الشخصية، كيف لهذه القوى أن تتوارى وتسمح بالتغير؟ وكيف للقوى خارج المملكة أن تعيش وهى تقتات على موائد هؤلاء المتشددين ليكونوا الأذرع لها عند الضرورة؟ بدا الحوار عبثيا, ثم طلب منى المسئول أن أشرح له فكرة قصور الثقافة حيث كنت أرأس الهيئة العامة لقصور الثقافة آنذاك وبعد أن انتهيت طلب أن أصنع تصورا مشابها لقصور ثقافية فى أرجاء السعودية تنشر التنوير والثقافة, وأردف قائلا: "نأخذك شهرا عندنا"تركتُ الهيئة العامة لقصور الثقافة بعد عودتى مباشرة واستمر المشروع الثقافى هناك لأفاجأ أن ما توهمته حلما فى كلام المسئول الكبير كان اتجاها ورؤية بدأت وها هى أمامنا تتحول إلى واقع كبير.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قبل أعوام مدينة الرياض تغييب العقل دار للأوبرا
إقرأ أيضاً:
السفير المصري في نيقوسيا يقيم حفل عشاء على شرف رئيس جمهورية قبرص
أقام السفير محمد زعزوع، سفير مصر في نيقوسيا، مساء أمس الأحد بدار السكن المصري، حفل عشاء على شرف رئيس جمهورية قبرص "نيكوس خريستودوليدس"، وذلك بحضور السفراء العرب بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.
وثمّن الرئيس القبرصي الدور المصري الإقليمي، واصفاً إياه بالدور الرائد والمحوري، باعتبار مصر ركيزة الشرق الأوسط لتحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة.
كما حرص الرئيس القبرصي على الإشادة بالعلاقات الاستراتيجية التي تجمع قبرص ومصر، والعالم العربي عموماً، وإبراز أن الهدف المشترك هو تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية والإقليمية مع مصر والدول العربية.
ومن جانبه، عبر السفير محمد زعزوع عن امتنانه وتقديره لتشريف الرئيس القبرصي حفل العشاء، مشيراً إلى حرص مصر على دعم منظومة العلاقات المصرية-القبرصية بين البلدين باستمرار وفي كافة القطاعات، والسعي نحو توسيع قاعدة الروابط الثنائية في مختلف المجالات، سواء سياسياً أواقتصادياً أو اجتماعياً أو ثقافياً.
وأشار السفير المصري إلى الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع بين مصر وقبرص، مثمناً التميز الذي تتسم به العلاقات الثنائية وتطورها بشكل إيجابي على مختلف الأصعدة، برعاية القيادة السياسية في البلدين.
وأكد على الموقف المصري الثابت الداعم لقبرص اتصالاً بالقضية القبرصية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، كما عبر السفير المصري عن تقدير مصر للدعم الذي تقدمه قبرص لمصر اتصالاً بالموضوعات الحيوية التي تربط مصر بالاتحاد الأوروبي.
كما تم تبادل الرؤى ووجهات النظر بشأن كافة القضايا الإقليمية الهامة، وكذلك الموضوعات الدولية، ذات الاهتمام المشترك، خاصةً مع استمرار اشتعال الأزمات وبؤر الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
ورافق الرئيس القبرصي - خلال الحفل - كلا من وزير الدفاع القبرصي، ونائبة الوزير المعنية بالشئون الأوروبية.