منذ متى كان لليهود والصهاينة أية عهود، والقرآن الكريم وصفهم فى الكثير من آياته بأنهم ينقضون العهود والمتتبع لتاريخهم قديمًا وحديثًا يرى أن هذه الرذيلة تكاد تكون طبيعة فيهم، فقد أخذ الله عليهم كثيرًا من المواثيق، على لسان أنبيائه ورسله، ولكنهم نقضوها، وعاهدهم النبى صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة، فكانوا ينقضون عهدهم فى كل مرة.
وفى سورة البقرة آيات كريمة صرحت بأن اليهود قد نقضوا العهود، إلا القليل منهم ونجد ذلك فى قوله تعالى:
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِى إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ)
(البقرة: 83)
استحضرت مواقفهم فى القرآن الكريم عندما اشتد قصفهم وغدرهم قبل التوقيع على الهدنة بـ٤٨ ساعة، وقتلهم للعشرات من المدنيين بدم بارد أثناء احتفالاتهم بوقف إطلاق النار، وكان عشرات الآلاف من الشهداء لاتكفيهم ولاترضى غرورهم أو تشبع رغباتهم فى سفك الدماء ورغم الجهود التى بذلتها مصر وقطر لإتمام هذه الصفقة إلا ان الصهاينة ليس لهم عهود يحفظونها وهم يعلمون أن الإفراج عن أسراهم لدى فصائل المقاومة الفلسطينية بمثابة التخلص من صداع أهالى الأسرى وسيتانفون الحرب فور استلام اسراهم بسبب أو بدون سبب، والأسرى الفلسطينيين تحت ايديهم سواء داخل سجونهم أو داخل بيوتهم، وقد بدت بوادر هذه الخيانة ونقد العهود من تصريح ترامب أثناء حديثه مع نتنياهو، بان أمريكا ستدعم إسرائيل فى حالة خرق الهدنة وما أكثر آلاعيب إسرائيل فى هذا الشأن ولازالت تمارس هذه السياسة فى الشمال اللبنانى ولازالت القرى التى تقع فى الجنوب اللبنانى تحت نيران إسرائيل وتعاود إطلاق النار والتوغل فى لبنان متى شاءت وأين شاءت
ولاننكر ان الهدنة ووقف اطلاق النار ستمكن المجاهدين من التقاط أنفاسهم وتضميد جراحهم، وللمدنيين المحاصرين داخل المخيمات ان يخلدوا إلى النوم لعدة ساعات بهدوء منذ ١٥ شهرًا، دون ان يستيقظوا على الغارات واصوات المدافع والقنابل وهدم المنازل فوق رؤوسهم.
وأعلم ويعلم غيرى ان وقف اطلاق النار لن يدوم وستقوم إسرائيل بالانقلاب على بنود الاتفاق فور الإفراج عن آخر أسير إسرائيلى لدى المقاومة.
أتمنى ان تكون توقعاتى خاطئة وأتمنى اقرار سلام عادل يضمن قيام دولتين، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه خصوصا اذا كان الشريك فى الصفقة المجرم نتينياهو، والراعى الرسمى لاطماع إسرائيل هو من هدد الشرق الأوسط بالجحيم اذا لم يتم اقرار وقف إطلاق النار قبل توليه مقاليد الحكم، وقد كان له ما اراد ولاعزاء لتشرذم العرب ووهنهم وقلة حيلتهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طارق يوسف هموم وطن سورة البقرة والأسرى الفلسطينيين
إقرأ أيضاً:
ممثل فلسطين أمام محكمة العدل الدولية: إسرائيل تستخدم منع المساعدات كسلاح حرب
قال ممثل فلسطين أمام محكمة العدل الدولية، إن إسرائيل تستخدم منع المساعدات كسلاح حرب.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين إسرائيل و"حماس".
وأكد آل ثاني، أن "قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أنه "نعمل مع حماس وإسرائيل بشأن خطوات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف أن سريان الاتفاق بدأ يوم الأحد، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تبلغ 42 يوما وتشهد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية حتى حدود قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.