إدغار آلان بو، الكاتب والشاعر الأمريكي، يُعتبر واحدًا من أبرز أعمدة الأدب الغربي، ومؤسس أدب الرعب والقصص البوليسية. ولد في 19 يناير 1809، وكان لإبداعاته الأدبية تأثيرٌ عميق على الأدب العالمي. ومع ذلك، فإن وفاته في السابع من أكتوبر 1849 تظل لغزًا غامضًا أثار العديد من التكهنات على مر العقود.
 

حياة مضطربة وإبداع خالد

عاش بو حياة مليئة بالتحديات؛ فقد نشأ يتيمًا بعدما فقد والديه في طفولته، وعانى من الفقر والخسائر العائلية والاضطرابات النفسية.

على الرغم من ذلك، أنتج أعمالًا خالدة مثل قصيدته الشهيرة “الغراب” وقصته البوليسية “جرائم شارع مورغ”. ترك بو بصمة مميزة في الأدب، مستخدمًا لغة غنية ورؤية عميقة للجانب المظلم من النفس البشرية.

الأيام الأخيرة: علامات استفهام بلا إجابات

في أواخر سبتمبر 1849، اختفى إدغار آلان بو لعدة أيام قبل أن يُعثر عليه في حالة مزرية في مدينة بالتيمور. كان يرتدي ملابس لا تخصه، ويعاني من هذيان شديد. تم نقله إلى المستشفى، حيث توفي بعد أربعة أيام دون أن يستعيد وعيه الكامل.


 

لم تُسجل أسباب وفاته رسميًا، وغياب السجلات الطبية الدقيقة أدى إلى ظهور العديد من النظريات حول ما حدث له. وتشمل الاحتمالات:

التسمم بالكحول أو المخدرات: بو كان معروفًا بمعاناته مع إدمان الكحول، ويُعتقد أن ذلك ربما لعب دورًا في حالته الصحية.

جريمة اختطاف سياسي (Cooping): هناك نظرية تشير إلى أنه قد تم اختطافه وإجباره على التصويت لصالح مرشحين سياسيين تحت تأثير المخدرات، وهي ممارسة شائعة آنذاك.

مرض عضوي: اقترحت دراسات حديثة أنه ربما توفي بسبب داء الكلب أو مضاعفات مرض مزمن.

جريمة قتل: يعتقد البعض أنه تعرض لاعتداء أدى إلى إصابته بصدمة دماغية أودت بحياته.

الغموض يستمر

رغم مرور أكثر من 170 عامًا على وفاته، لم يتمكن المؤرخون أو العلماء من تحديد السبب الحقيقي لوفاته. لكن غموض نهاية إدغار آلان بو يبدو متماشيًا مع حياته وأعماله الأدبية، التي امتازت بتركيزها على الرعب النفسي والغموض
 

إرث أدبي خالد

ترك بو إرثًا أدبيًا أثرى الأدب العالمي وألهم أجيالًا من الكتاب والشعراء. تحولت أعماله إلى مصدر إلهام في الأدب، والمسرح، والسينما، ولا تزال تُقرأ وتُدرس حتى اليوم. أما وفاته، فهي تظل أحد أكثر الألغاز إثارة في تاريخ الأدب.


 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشاعر القصص البوليسية إدغار آلان بو المزيد

إقرأ أيضاً:

زيادة وتيرة التصحر و77% من اليابسة صارت أكثر جفافا

مع التغيرات المناخية المتسارعة واستمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض، تشير الدراسات إلى أن مساحات أكبر من الكوكب باتت أكثر جفافا، ويميل معظمها إلى التصحر، حيث صارت أكثر من 3 أرباع أراضي العالم أكثر جفافا مما كانت عليه خلال 30 عاما السابقة.

وتفيد دراسة أعدتها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر -في ديسمبر/كانون الأول 2024- بأن حوالي 77% من مساحة اليابسة صارت أكثر جفافا خلال العقود الثلاثة (حتى عام 2020) بالمقارنة مع فترة 30 عاما السابقة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تسرب نفطي جديد يهدد بتلويث حوض الأمازونlist 2 of 2أكثر من قطاع النقل.. كيف تساهم تربية الماشية بتغير المناخ؟end of list

كما توسعت مساحات الأراضي الجافة على مدار نفس الفترة، بواقع نحو 4.3 ملايين كيلومتر مربع، وهي مساحة أكبر بنحو الثلث من مساحة الهند، وباتت تغطي في الوقت الحالي 40.6% من إجمالي مساحة اليابسة على كوكب الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية.

كما أظهرت الدراسة أنه "قد تم خلال العقود الأخيرة تحويل نحو 7.6% من مساحة اليابسة حول العالم، وهي مساحة أكبر من مساحة كندا، من أراضي غير جافة إلى أراضي جافة. ومنذ عام 2000، ارتفع معدل حدوث الجفاف بنسبة 29%، وتشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2050 قد يتأثر 75% من البشرية بالجفاف.

 %45 من مساحة اليابسة تصحرت في أفريقيا (الفرنسية) هاجس عالمي

وحسب الدراسة، تُشكّل الأراضي الجافة الآن 40.6% من إجمالي مساحة الأرض في العالم (باستثناء القارة القطبية الجنوبية). وتضاعف عدد سكان الأراضي الجافة خلال 30 عامًا الماضية ليصل إلى 2.3 مليار نسمة، أي ما يزيد على 25% من سكان العالم. وفي أسوأ سيناريوهات تغير المناخ، قد يرتفع هذا العدد إلى 5 مليارات نسمة بحلول عام 2100.

ويشمل التحول نحو الجفاف أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك غرب الولايات المتحدة، البرازيل، معظم أوروبا، آسيا، وسط أفريقيا. وإذا استمرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مسارها الحالي، فستصبح نسبة 3% إضافية من المناطق الرطبة في العالم أراضي جافة بحلول عام 2100.

ومن المرجح أن تتوسع الأراضي الجافة أيضا في الغرب الأوسط الأميركي، ووسط المكسيك، وأجزاء من فنزويلا والبرازيل والأرجنتين، ومنطقة البحر المتوسط بأكملها، وساحل البحر الأسود، وكذلك جنوب أفريقيا وجنوب أستراليا. ولا يُتوقع أن تنتقل أي منطقة في العالم من الجفاف إلى مناخ أكثر رطوبة في المستقبل حسب الدراسة.

إعلان

وتشير التقديرات إلى أن ما بين 25 و35% من الأراضي الجافة تعاني بالفعل من التصحر، ويقوم الجفاف على فترات مؤقتة من قلة الأمطار والتساقطات، أما التصحر فهو تحول دائم لا تعود فيه الأرض إلى حالتها السابقة.

ويحدث التصحر غالبا عندما يصبح مناخ منطقة ما أكثر جفافا، وتصبح الأراضي الخصبة قاحلة نتيجة عوامل ناجمة عن الأنشطة البشرية، لا سيما تغير المناخ وسوء استخدام الأراضي.

وعلميا عندما لا تحصل التربة على رطوبة كافية لاستدامة حياة النباتات التي تموت ومعها ميكروبات التربة اللازمة للحفاظ على دورات حياتها، يؤدي ذلك في النهاية إلى ظروف أشبه بالصحراء. وإذا تدهورت التربة نتيجة سوء الإدارة فقد تصبح هذه الظروف دائمة.

ويمكن للممارسات غير المستدامة -كالرعي الجائر- أن تسبب التعرية وتدهور الأراضي. ففي كل عام، يُفقد عمليا 24 مليار طن من التربة الخصبة بسبب التعرية. كما أن الأساليب الزراعية، كالحراثة واستخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية الكيميائية، التي تقتل البكتيريا النافعة وتزيل العناصر الغذائية المهمة، قد تُؤدي إلى جفاف الأرض.

كما تساهم إزالة الغابات في التصحر، مما يقلل من إنتاجية الزراعة والثروة الحيوانية، فلا تستطيع التربة بدون الأشجار الاحتفاظ برطوبتها. وتشير التقديرات إلى أن 50% من الغابات الاستوائية بأميركا الجنوبية وأفريقيا وجنوب شرق آسيا قد أزيلت بالفعل لأغراض تربية الماشية أو إنشاء مزارع فول الصويا وزيت النخيل.

ويمكن أن يؤدي الإفراط في استخراج المياه من طبقات المياه الجوفية، عادة لأغراض الري، إلى التصحر. ومن الأمثلة البارزة على ذلك أن الإفراط في ري القطن أدى إلى سحب كميات كبيرة من المياه من بحر آرال في آسيا الوسطى، الذي كان في السابق رابع أكبر بحيرة في العالم، مما أدى إلى انكماش البحيرة إلى عُشر حجمها.

إعلان

ويساهم النمو السكاني والتوسع العمراني أيضا في التصحر، إذ يزيدان الضغط على موارد الأرض والنظم البيئية وطبقات المياه الجوفية والمراعي، والحقول الزراعية القريبة من المدن. كما يؤدي التصحر بدوره إلى تفاقم التوسع العمراني العشوائي غالبا، إذ يفر الناس إلى المدن عندما تصبح أراضيهم غير منتجة.

التصحر وتدهور الأراضي والجفاف العالم يكلف 878 مليار دولار سنويا (الأوروبية) سيناريوهات صعبة

وتحذر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر من أنه إذا استمرت اتجاهات تدهور الأراضي الحالية في العالم، فقد تنخفض المحاصيل الزراعية بنسبة 50% بحلول عام 2050.

ويؤدي التصحر إلى خفض كمية الأخشاب المتاحة للوقود أو البناء. هذه الآثار تُفاقم الفقر والجوع لأن الفقراء هم الأكثر اعتمادا على الموارد الطبيعية والزراعة للبقاء على قيد الحياة.

وفي المناطق الجافة، تتدهور أو تُستنزف العديد من طبقات المياه الجوفية بسبب استنزاف كميات كبيرة من المياه للزراعة، مما يسبب ندرة في المياه. وعندما يُلحق التصحر الضرر بالنظم البيئية، قد تتعرض النباتات والحيوانات لخطر الانقراض. كما يؤثر فقدان التنوع البيولوجي على سبل العيش.

ويزيد التصحر أيضا من وتيرة العواصف الترابية التي قد تحمل جسيمات دقيقة ومسببات أمراض أو مسببات حساسية ضارة بصحة الإنسان. وفي منطقة الصحراء الكبرى والشرق الأوسط وجنوب وشرق آسيا، ساهمت العواصف الترابية في 15% إلى 50% من جميع وفيات أمراض القلب والرئة، حسب بيانات منظمة الصحة العالمية.

كما تُهدد الرمال المتحركة استقرار البنية التحتية والأراضي الزراعية، وعلاوة على أنه عندما تموت الأشجار بالمناطق الجافة، تاركةً وراءها كميات كبيرة من الخشب الجاف للحرق، يمكن أن تتزايد وتيرة حرائق الغابات.

وينتج عن التصحر ما يعرف بالهجرة المناخية، إذ تصبح الأراضي غير صالحة للسكن، ويضطر الناس إلى الهجرة إلى أماكن أخرى للبقاء على قيد الحياة. وهو ما قد يُؤدي إلى صراعات اجتماعية وسياسية في مناطق أو دول أخرى، نتيجة التنافس على الموارد ومواطن الشغل، لا سيما المناطق التي تعاني من ندرة الموارد أصلا.

إعلان

كما يؤدي التصحر أيضا إلى إطلاق الكربون المخزن في التربة، ولأن عدد النباتات المتبقية لامتصاص الكربون من الغلاف الجوي قليل فإن التصحر يساهم في تغير المناخ.

ووفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، يُعتبر التصحر حالةً دائمة لكن عكس مساره ممكنٌ باتخاذ حلول وتدابير استثنائية.

ومن بين هذه الحلول: إنشاء الغابات الصغيرة، تكثيف زراعة الأشجار والنباتات الأخرى بالأماكن غير المأهولة بما فيها الأشجار الصحراوية مثل أشجار الأكاسيا والعرعر دائمة الخضرة والنباتات التي تكيفت مع التربة الصحراوية ذات الملوحة العالية وقلة العناصر الغذائية، الحفاظ على المياه واستعادة مواردها من خلال زراعة الأراضي المتدرجة، جمع مياه الأمطار، أنظمة الري بالتنقيط، إزالة النباتات الغازية، إعادة زراعة النباتات الأصلية.

ومن شأن هذه التدابير -حسب اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر- أن تقاوم توسع الجفاف والتصحر، وتحافظ على الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي مما تُعزِز امتصاص الكربون ومكافحة تغيّر المناخ، ويحفظ الأمن الغذائي العالمي.

مقالات مشابهة

  • أول رضيع في العالم يتعافى من مرض نادر بفضل علاج جيني رائد.. ما القصة؟
  • 1000 يوم فى الفضاء.. أطول رحلة فى العالم| ما القصة؟
  • الإمارات ثانية أكثر دول العالم أماناً في 2025
  • الإمارات ثاني أكثر دول العالم أماناً في 2025
  • غرف سوداء تُهاجم آلان عون.. والأخير يردّ
  • زيادة وتيرة التصحر و77% من اليابسة صارت أكثر جفافا
  • ھﯿﺌﺔ حارة حريك فياﻟﻮطﻨﻲ اﻟﺤﺮ ردت على آلان عون: اﺣﺬروا أھﻠﻨﺎ ورﻓﺎﻗﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﻟﻐﺎته
  • بعد سنوات من الغموض.. عادل إمام يكشف سر الاسم الأشهر في مدرسة المشاغبين
  • مدن العالم تغرق بـ«ظلام دامس».. ما القصة؟
  • أكثر من 50 ألف شهيد في قطاع غزة