من فريق متواضع إلى قاهر الكبار.. سيدات إسبانيا يكتبن التاريخ
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
تعرض الإعلام الإنجليزي ومشجعي كرة القدم في بريطانيا، لصدمة لا توصف، عندما خسرت نسائهن نهائي كأس العالم للسيدات، أمام منتخب لم يكن مرشحا أبدا.
مساء الأحد بتوقيت سيدني الأسترالية، انهمرت دموع الإنجليزيات، بعد هزيمة قاهرة أمام الإسبانيات، اللاتي كتبن تاريخا جديدا لبلادهن، بتحقيق المونديال، متفوقين على المشاكل التي صاحبت المنتخب، والترشيحات التي لم تنصفهم أبدا.
إنجاز منتخب إسبانيا للسيدات، جاء بعد سلسلة من العراقيل التي جعلت الإنجاز أشبه بالمعجزة.
"أزمة التمرد" قبل المونديال
قبل المونديال، قررت 15 لاعبة إسبانية الابتعاد عن المنتخب، لعدم رغبتهن في التدرب بقيادة المدير الفني خورخي فيلدا، "بسبب طريقته في العمل"، وهو ما أثار ضجة واسعة، لا سيما أنه لم يكن يتوقع أن يصل حجم التمرد إلى 15 لاعبة.
المدرب تجاهل اللاعبات وقرر عدم توجيه الدعوة إليهن لمباشرة التحضيرات، وقد استغنى عن أسماء مهمة ولها تأثيرها في نتائج المنتخب، بسبب ما أقدمن عليه، في خطوة جريئة صدمت جميع الجماهير الإسبانية.
وخلال مؤتمر صحفي، رد المدرب الإسباني على قرار اللاعبات وقال: "أتحدى أي لاعبة أن تواجهني، كلّ ما يثار بخصوص قلة الاحترام تجاه اللاعبات غير صحيح
ورغم ابتعاد هذا العدد الكبير من اللاعبات اللواتي لم يعد منهن إلا 3 فقط، إلا أن المنتخب نجح في كتابة التاريخ في أستراليا ونيوزيلندا.
هزيمة "مذلة"
خلال دور المجموعات، تعرض منتخب إسبانيا للسيدات لهزيمة "مذلة"، أمام اليابان، بنتيجة 0-4، وهو ما سلط سكاكين الإعلام الإسباني على المنتخب، وتنبأت الصحافة بخروج قريب.
هزيمة اليابان كانت مثل "الصفعة" التي أيقظت الإسبان، فقام بعدها بإقصاء المنتخبات الأوروبية الكبيرة في عالم كرة القدم النسائية، واحدا تلو الآخر.
إسبانيا أطاحت بسويسرا في دور الـ16، ثم أقصت وصيفة المونديال الماضي، منتخب هولندا، في ربع النهائي، قبل أن تهزم السويد "العنيدة" في نصف النهائي.
أما في النهائي، فكانت تسديدة أولغا كارمونا بتحقيق أول لقب لسيدات إسبانيا عبر التاريخ.
معجزة سيدني
إنجاز الإسبانيا كان بمثابة "المعجزة"، فالمنتخب صنف بالمتواضع في مشاركاته السابقة بالمونديال، ولم يرشحه أي من الخبراء خلال هذه النسخة.
إسبانيا شاركت في المونديال 3 مرات فقط، ولم يسبق لها أن تعدت دور الـ16، قبل هذه النسخة التاريخية.
صدمة الإنجليز جاءت في محلها، فإسبانيا تشابه منتخبا مثل "الدنمارك أو بولندا"، على مستوى الرجال، أما الإنجليز فهم الأقوى في اللعبة بالأعوام الأخيرة.
معجزة سيدني ستبقى عالقة في أذهان الجماهير الإسبانية، حيث أعادت نسائهن بعضا من الكبرياء الذي أضاعه الرجال، في مشاركاتهم المونديالية الأخيرة.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات المونديال منتخب إسبانيا للسيدات اليابان إسبانيا منتخب إسبانيا مونديال السيدات مونديال السيدات 2023 المونديال منتخب إسبانيا للسيدات اليابان إسبانيا رياضة
إقرأ أيضاً:
منتخب مصر في عام الصحوة مع حسام حسن
بعد تهديد بعودة الحقبة المظلمة، لم يكن هناك ختام أفضل لمنتخب مصر مما حدث في عام 2024، على الرغم من عدم التخبطات التي عانى منها منتخب الفراعنة في بداية العام، إلا أن التدارك كان في الوقت المناسب، ليضع أبطال أفريقيا سبع مرات على الطريق الصحيح نحو استعادة الأمجاد.
لقد كان عامًا متذبذبًا للكرة المصرية على صعيد المنتخب الوطني الأول في بدايته، ولكن كل شيء بدأ يسير في اتجاه تصاعدي مع استعادة فكرة المدرب الوطني؛ تلك التي تسببت في أنجح حقبتين للفراعنة تاريخيًا، مع محمود الجوهري، ثم حسن شحاتة. واليوم، يأمل حسام حسن في السير على خطى الثنائي، وفي البداية، كان كل شيء مبشرًا للغاية.
البداية في أمم أفريقياكانت بطولة أمم أفريقيا مطلع العام 2024 مخيبة للآمال تمامًا بالنسبة للمنتخب المصري، بعد خروجه من الدور ثمن النهائي بعد الخسارة أمام جمهورية الكونغو الديمقراطية 7-8 بركلات الترجيح إثر تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، حيث أهدر الحارس المصري محمد أبو جبل ركلة ترجيح، قبل أن يسجل نظيره ليونيل مباسي نزاو ركلة الفوز.
وكانت بداية البطولة سيئة مثل نهايتها، إذ صعد المنتخب المصري ثانيًا في جدول الترتيب بعد المتصدر، منتخب الجبل الأخضر، وبعد نادرة غريبة حيث حصدت مصر 3 نقاط من مبارياتها الثلاث بعدما تعادلت فيها جميعا وبنفس النتيجة، 2-2 أمام موزمبيق وكاب فيردي وغانا على التوالي. وعلى إثر هذا الخروج تمت إقالة المدير الفني للفراعنة روي فيتوريا، ليأتي المدرب الوطني حسام حسن بديلًا عنه.
العودة في تصفيات أفريقيا وكأس العالم وسلسلة FIFAدشن حسام حسن عصره مبكرًا، بالفوز على نيوزيلندا بهدف للا شيء في نصف نهائي بطولة عاصمة مصر، المدرجة ضمن سلسلة FIFA، قبل خسارة المباراة النهائية أمام منتخب كرواتيا بأربعة أهداف لهدفين.
وفي تصفيات أمم أفريقيا، وفرض نفسه كأحد أقوى المنتخبات على الإطلاق في البطولة، بعد سلسلة من النجاحات بدأت بالانتصار على الرأس الأخضر بنتيجة 3-0 في الجولة الأولى من التصفيات، أتبعها بالانتصار بنتيجة بوتسوانا برباعية نظيفة، بعد أداء رائع ارتدى فيه محمود تريزيغيه ثوب الإجادة مسجلًا هدفين في الدقيقة الخامسة والدقيقة 29، أتبعه محمد صلاح بهدف في الدقيقة 56، وقبل نهاية المباراة بلحظات قليلة أكد مصطفى فتحي الفوز بهدف أخير، أثبت فيه للجميع أن المنتخب المصري جاء للمنافسة على الألقاب والبطولات.
وفي الجولة الثالثة استطاع المنتخب المصري الفوز على منتخب موريتانيا بثنائية نظيفة بأقدام الفرعون المصري محمد صلاح ومحمود تريزيغيه أيضًا، بعد مباراة أكل فيها المصريون الأخضر واليابس بـ 16 تسديدة على المرمى، وفي الجولة الرابعة تكرر الفوز على موريتانيا بهدف نظيف، لتمر أول أربع جولات من التصفيات دون أن تهتز شباك المنتخب المصري تحت قيادة العميد.
أحلام المصريين ارتفعت بعد هذا الأداء القوي، والثبات في المستوى، وضمان الوصول إلى أمم افريقيا 2025 في المغرب، على الرغم من التعادل مع الرأس الأخضر بهدف لكل منهما في الجولة الخامسة، ثم التعادل مع بوتسوانا بنفس النتيجة في الجولة السادسة، إلا أن هذا لم يمنع المنتخب المصري من ضمان التأهل، وتثبيت أقدام العميد كمدرب جيد، يستطيع حصد النقاط وإعادة الفراعنة إلى منصات التتويج.
الأداء القوي في تصفيات أمم أفريقيا تكرر مرةً أخرى في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم FIFA 26، إذ قدم المنتخب المصري آداءً مميزًا حتى هذه اللحظة، كان لفيتوريا مدرب الفريق السابق يد فيهما بانتصاره في أول مبارتين، حيث افتتح أحفاد الفراعنة مشوارهم في التصفيات بسداسية نظيفة ضد منتخب جيبوتي، في مباراة تألق فيها محمد صلاح بشكل لافت، مسجلًا 4 أهداف كاملة، إضافة إلى هدف لكل من تريزيجيه ومهاجم المنتخب المتألق مصطفى محمد، ثم بعد ذلك الانتصار أمام سيراليون بهدفين دون رد.
ومع وصول حسام حسن، أظهر رجال المنتخب نجاعةً غير عادية، ورغبة في الفوز واستعادة الأمجاد، فانتصروا بنتيجة هدفين لهدف أمام بوركينا فاسو في الجولة الثالثة، قبل أن يتعادلوا أمام منتخب غينيا بيساو في الجولة الرابعة، حيث تقدم منتخب غينيا بيساو في الدقيقة 42 عن طريق ماما بالدي، قبل أن يدرك محمد صلاح التعادل للمنتخب المصري في الدقيقة 70.
وبعد مرور أربع جولات، يبدو أن عميد لاعبي العالم السابق، أصبح على اعتاب انجاز تاريخي آخر، بقيادة منتخب مصر للوصول إلى كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه، بعدما قاده للمونديال كلاعب قبل 34 عامًا، خاصةً بعد حفاظه على صدارة المجموعة الأولى بالتصفيات بعد أن حصد 10 نقاط من 4 جولات.
تصنيف Coca\Cola FIFA وعام 2025ومع نهاية 2024، يبدو أنه كان عامًا جيد للمنتخب المصري على مستوى التصنيف، فمع نهاية 2023 تواجد في المركز 33 عالميًا برصيد 1518.91 نقطة، ومع نهاية العام الحالي ظل متماسكًا أيضًا في نفس المركز، برصيد 1513.48 نقطة، رغم الهزات العنيفة التي تعرض لها في أمم أفريقيا مطلع العام.
هذا التموقع الإيجابي، مع ارتفاع الطموح، يضع ضغطًا واضحًا على رجال المدرب حسام حسن بأن يتأهلوا بشكلٍ مباشر إلى كأس العالم FIFA 26.
ويلتقي منتخب مصر مع نظيره إثيوبيا يوم 17 مارس 2025 في إطار مواجهات الجولة الخامسة من تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم، ويخوض الفراعنة مباراة ثانية في التجمع ذاته يوم 24 من نفس الشهر أمام سيراليون.
بكل تأكيد المهمة ليست سهلة، لكن عزيمة الفراعنة قادرة على تحويل حلم المونديال إلى حقيقة.