يناير 19, 2025آخر تحديث: يناير 19, 2025

حامد شهاب

كاتب وباحث إعلامي

من أروع ما يمكن أن يقال عن الكاتب والروائي والإعلامي القدير أمجد توفيق أنه يبقى نهرا متدفقا من المياه العذبة الصافية الرقراقة وإن منبعه الروحي والسردي والثقافي والأدبي والقيمي والإنساني لن يتوقف عن الجريان مادارت الأيام.

بل أن مناجم الرجل ما زالت زاخرة بكل الكنوز الثمينة ولن يكون بمقدور الأقمار الإصطناعية أو عمليات الذكاء الإصطناعي إكتشاف معادن الرجل النفيسة وجواهره الثمينة المخبأة بين جوانحه وفي خلجات ضميره المتوقد إشعاعا معرفيا في وقت تصول سفنه عوالم الإبداع بين محيطات الدنيا بحثا عن لؤلؤة أو محارة ثمينة ليضيفها الى سجله الإبداعي الرصين.

تجاوز الرجل كثيرا من المراحل التاريخية لكتابة الروايات وتجاوز حتى أنظمتها وقوانينها الكلاسيكية ولا يتحمل الرجل أن يوضع ضمن إطار مرحلة زمنية أو مكانية بل هو من أعاد وضع مسارات الكتابة الروائية والسردية الصحيحة بعد أن أطلق العنان للإبداع الروحي والسردي الى آفاق أكثر سموا وأكثر إنتاجا وعطاء معرفيا ثرا ليس بمقدور كثيرين من صناع الأدب والروايات أن يغامروا بالخوض في تجربة الرجل الإبداعية بالرغم من أن كثيرين منهم أيضا حاولوا إنصاف ما أنتجته قريحته من أدب روائي متخيل سما بالأدب الى أعلى ميادين رحلاته عبر العصور لكنه ليس بمقدورهم كشف معادن الذهب واللآليء وكل الجواهر المخبئة داخله لكون مناجمها عميقة ومتشعبة ويصعب تحليل عناصرها الكيمياوية والفيزيائية أو أن يكون حتى بمقدور الأقمار الإصطناعية أو عمليات الذكاء الإصطناعي أن تدخل عالمه وما يخبئه من مناجم ومعادن لاحصر لها بل يصعب على الكثيرين أن يكتشفوا ما يمكن أن يخبئه الروائي أمجد توفيق بين مفردات كلماته المتدفقة قوة ومعان ولمعانا وبريقا تقبل التأويل كل على طريقته الخاصة لكنها ليس بمقدورها أن تعطينا تفسيرا متكاملا لما تكمن في دواخل الرجل من ثيمات وأفكار ورؤى ونظريات حديثة تغني الأدب الروائي وتنتقل به الى محيطاته المترامية الأطراف.

دققوا في كل أعمال أمجد توفيق الأدبية من قصص وروايات وحتى مقالات صحفية تجدون أن الرجل أبدع لنا آفاقا جديدة من القدرة على إختراق بنيان اللغة وصهر معادنها لتنتج لنا أدبا جديد حتى وإن ظن البعض أن مساراته الأدبية فيه بعض أوجه الشبه في المضامين لكن من يتعمق بداخله لن يراها هكذا بل يصعب عليه الوصول الى تنظيرات من هذا النوع.

حين يقرأ أدبه الروائي البعض يظن أنه يدخل ضمن تصنيف الملحدين أو لنقل الطبيعيين ممن يحسبون على منظري الطبيعة من الأدباء أو الفلاسفة لكنني أعرف الرجل منذ أكثر من أربعين عاما وهو أقرب الى الله سبحانه وتعالى من كثيرين ممن كان لهم السبق في مجالات الإبداع والتألق وأرى أن لديه صلات حتى مع الملائكة يخاطبهم ويخاطبونه ولديه معه صلات حميمة وربما ليس بعيدا حتى عن الأنبياء وهم جميعا يحترمونه ويجلون الرجل ويتفهمون دوافعه للخروج عن المألوف في بعض الأحيان وهم يدخلونه على الدوام ضمن جماعة (المحتوى الإبداعي الهادف) الذي يرتقي بالبشر الى أعلى مديات الخلق والرفعة والسمو شرط أن يقيموا معه علاقة روحانية إيمانية صادقة مع رب السموات بل هو يرى أن بعض طقوس العبادة أقرب الى أن تكون (ممارسات رياضية) أكثر من كونها تقديم الطاعة والولاء لرب العباد.

في كل حوار يداهمنا الرجل بأن لديه أفكارا جديدة وهو يبحث دوما عن الأرض البكر ليزرع في روابيها الخضراء ومياهها العذبة مزارع نضرة تتخللها الكثير من المزارع النضرة المتنوعة في أشكالها وإنتاجها وهو في كل مرة يدخلنا الى حدائقه الغناء فتبدو لنا أنها مزدانة بكل الأشجار المثمرة مما لذ وطاب من فاكهة الدنيا وما لم يمكن تصوره عن أثمارها وروعة خضرتها وأشكال سيقانها وأرواقها وجذورها حيث تجد الكثير منها أنها تقترب من نخل العراق في عليائه وتمره اليانع الذي يربو على أكثر من ثلاثين نوعا.

وهكذا يتراءى لنا أمجد توفيق وكأنه يعيش في منطقة خضراء خاصة به برغم أنه يدخل كل مناطقنا ويجتاز أحياءنا ومدننا ليشعرنا أنه تجول بين ثناياها ومعالمها وخبر ما يمكن أن يكون له معينا للغته ليختار منها ما يلائم تطلعها وشغفها بأن تجد مبتغاها بين ثنايا أدبه وأبداعه.

أمجد توفيق..تيارات كهرومغناطيسية

الروائي أمجد توفيق يظنه البعض أنه يعيش في أبراج عاجية ومدن فاضلة ولا يفضل الإقتراب من رفقة كثير من الأصدقاء كونهم يظنونه أنه يعيش حالة تكبر وفوقية ونرجسية متعالية برغم أن أمجد توفيق يعشق النرجسية لكنها ليست نرجسية التعالي والغرور بقدر ما يوحي للبعض صعوبة الٌإقتراب منه ومن عالمه وعلى من يريد الإقتراب منه أن يبقي على مسافة منه خشية أن تصيبه أضواءه بالصعقة الكهربائية أو بتيارات كهرومغناطيسية قد تخلق لدى الآخرين حالة من الفزع والرعب ربما لكون الٌإقتراب منه يدخلهم في هذا القلق النفسي المشروع من أن ليس بمقدورهم اللحاق بعالمه فهو مختلف في كل شيء وهو أنيق في كل شيء وهو مبدع ومتجدد في كل شيء ويمقت التكرار وإجترار الكلمات المتداولة وهو ما تكتشفه من كل حواراته التي يجريها معها كبار المتطلعين في أدب الحوار.

الروائي والكاتب أمجد توفيق هو منجم لكل المعادن النفيسة ويصعب على من يدخل مناجمه أن يعرف كيف تنتج وأنواع تلك المعادن التي تحتويها وطريقة صهر معادنها بمفاعله الخاصة..قد يدخلك في أحد مناجمه لكنك ستصاب بالغثيان أو الدوار إن إستمرت جولتك معه الى مالا نهاية.

هو عاشق للحيوان كونه يراه هو أحد الكائنات الحية التي تربطه بالكثير منها صداقات وجسور من العلاقة الطيبة كونه يفهم أحاسيسها ومشاعرها مثلما هي تعرف أحاسيسه ومشاعره تجاهها وقد أقام معها (شراكة حياة) إن صح التعبير وربما تدخلك رواية (الحيوان..وانا) في عالم من هذا النوع بالرغم من أنها لن تكون الأولى وقد لاتكون الأخيرة.

 

أمجد توفيق يعشق المرأة والجمال

والكاتب أمجد توفيق يعشق المرأة مثلما يعشق جمالها وسحرها الخلاب وهو يحترمها ويجلها ويعطيها إهتماما إستثنائيا يليق بمقامها وما تستحقه من إحترام وتقدير ، وقد أولاها مراتب متقدمة في أغلب روايته ونتاجاته القصصية وحتى الإعلامية ويعد تقييم كل عمل أدبي إبداعي بمقدار ما يقدمه بين أولى أولوياته من رؤى قيمية عن الجمال بين ثناياه ..فهو عاشق للفن الرفيع وعاشق للجمال بلا حدود.

وأمجد توفيق يعشق السخرية وقد ولج عالمها في الكثير من رواياته ، ولكن رواية (الساخر العظيم) كانت ربما هي القنبلة النووية الأولى التي القى أولى كرياتها الصغيرة في عالم الرواية حيث كان المتخيل السردي والروحي والقيمي في أعلى مراحل التنضير وفي إختيار الثيمات والتعبير عن القدرة على الإختراق العميق في مكامن الأشياء، لكنها ليست قنبلة تدميرية بل قنبلة معرفية ثقافية حياتية جديدة تبصر البشر وتضع أمامهم نظريات للحياة تختلف عما هو مألوف في عالم الحياة الرتيبة.

وأطمئن الجميع أن أمجد توفيق الروائي والكاتب هو إنسان بسيط ومتسامح كثيرا مع الآخرين ، ولديه قلب محب وصلات وطيدة مع الكثيرين ، وهو إن أبقى مسافة مع الآخرين فهو لغرض صون النفس والإبتعاد عن المجاملات أو من يريد الإقتراب منه للحصول على الشهرة أو أن يكون له دالة في عالم الإعلام والدعاية..فهو حساس كثيرا بل هو متجانس مع نفسه ومع المجتمع بالرغم من أنه لايتوافق مع الكثير من العلاقات الإجتماعية والنماذج السياسية والأنظمة التي لاتحترم الإنسان ولا تحترم حقوقه الآدمية في الحياة.

دعوة لتكريم أمجد توفيق بقلائد الذهب

وهو بالرغم من كل ما قدمه من إبداعات جمة وذات مضمون قيمي كبير في القصة والرواية وفي المقالة الصحفية وفي عالم الإعلام وحصل على دروع الإبداع من جهات عديدة مهتمة بالأدب لكن الرجل لم يكافأ حتى الآن بما يستحق..وهو الراية العراقية الخفاقة والشعلة التي أضاءت سماء الإبداع ومن الظلم على من يقدمون (القلائد النفيسة) لبعض المبدعين أن يتناسوا أن أمجد توفيق لم يكن من بينهم حتى الآن..وأخص بالذكر (أحد مقربيه من عالم الثقافة والإعلام) ممن لم يبادر حتى كتابة هذا المقال لتكريم أمجد توفيق بتلك القلائد الذهبية التي هو أحق منها وهو من كان أقدمهم وأكثرهم غزارة في الإنتاج القيمي والروحي والإبداعي..وقد أشرت له بالتخصيص في مقال سابق من أجل تكريم أمجد توفيق الذي يعد تكريمه تكريما لكل المبدعين الكبار قبل أن يكون تكريما لمبدع عراقي صادق أصيل أثرى ساحة الإبداع بما يرفع رأس كل عراقي الى علياء السماء..

اللهم أني قد بلغت..اللهم فأشهد.. !!

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: بالرغم من الکثیر من فی عالم أن یکون على من

إقرأ أيضاً:

صور الأقمار الصناعية.. مهبط طائرات إماراتي “سري” في أرخبيل سقطرى يقترب من الاكتمال

يمن مونيتور/ أسوشيتد برس/ ترجمة خاصة:

أوشك مهبط طائرات غامض في إحدى جزر أرخبيل سقطرى النائية في اليمن من الاكتمال، حسب صور الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة أسوشيتد برس.

يمكن أن يوفر مهبط الطائرات في جزيرة عبد الكوري، التي ترتفع عن المحيط الهندي بالقرب من مصب خليج عدن، منطقة هبوط رئيسية للعمليات العسكرية التي تقوم بدوريات في هذا الممر المائي. وقد يكون ذلك مفيدًا حيث انخفض الشحن التجاري عبر الخليج والبحر الأحمر – وهو طريق رئيسي لشحنات البضائع والطاقة المتجهة إلى أوروبا – إلى النصف تحت هجمات المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. كما شهدت المنطقة تهريب الأسلحة من إيران إلى المتمردين.

ومن المرجح أن تكون الإمارات، التي يشتبه منذ فترة طويلة في أنها تعمل على توسيع وجودها العسكري في المنطقة ودعمت الحرب التي تقودها السعودية ضد الحوثيين، هي التي بنت المدرج.

في حين ربط الحوثيون حملتهم بالحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، يخشى الخبراء أن وقف إطلاق النار في هذا الصراع قد لا يكون كافياً لوقف المتمردين لحملتهم التي جذبت انتباه العالم إليهم.

إن سوء التقدير في ساحة المعركة من قبل العديد من الأطراف المتحاربة في اليمن، أو الهجمات المميتة الجديدة على إسرائيل أو الهجوم المميت على سفينة حربية أمريكية يمكن أن يحطم بسهولة الهدوء النسبي للبلاد. ولا يزال من غير الواضح كيف سيتعامل الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي سيتم تنصيبه يوم الاثنين، مع الجماعة المتمردة الجريئة.

يقول وولف كريستيان بايس، وهو زميل بارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ويدرس اليمن: “إن الحوثيين يتغذون على الحرب ــ فالحرب مفيدة لهم. وأخيرًا، أصبحوا قادرين على الوفاء بشعارهم الشهير، الذي يعلن بالطبع: “الموت لأميركا، الموت لليهود”. إنهم يرون أنفسهم في هذه المعركة الملحمية ضد أعدائهم اللدودين، ومن وجهة نظرهم، فإنهم منتصرون”.

تظهر هذه الصورة الملتقطة عبر الأقمار الصناعية من Planet Labs PBC مهبط طائرات في جزيرة عبد الكوري في اليمن في 7 يناير/كانون الثاني 2025 عبر AP)) تظهر صور الأقمار الصناعية أن مهبط الطائرات شبه مكتمل

تظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة Planet Labs PBC في 7 يناير/كانون الثاني لصالح وكالة أسوشيتد برس شاجنات ومعدات ثقيلة أخرى على شمال وجنوب المدرج في قاعدة عبد الكوري، والذي يبلغ طوله حوالي 35 كيلومترا (21 ميلا) وحوالي 5 كيلومترات (3 أميال) في أوسع نقطة له.

تم رصف المدرج، مع وضع علامات التعيين “18” و “36” إلى الشمال والجنوب من المدرج على التوالي. اعتبارًا من 7 يناير، كان لا يزال هناك جزء مفقود من المدرج الذي يبلغ طوله 2.4 كيلومتر (1.5 ميل) وعرضه 45 مترًا (150 قدمًا). يمكن رؤية الشاحنات وهي تقوم بتسوية ووضع الأسفلت فوق الجزء المفقود الذي يبلغ طوله 290 مترًا (950 قدمًا).

بمجرد اكتماله، سيسمح طول المدرج للطائرات الخاصة والطائرات الأخرى بالهبوط هناك، على الرغم من أنه من المحتمل ألا يسمح بطائرات تجارية أكبر أو مقاتلات- قاذفات ثقيلة- نظرا لطوله.

وقال خبير الشؤون اليمنية محمد الباشا من شركة باشا ريبورت الاستشارية للمخاطر، بما أن القاعدة تقع في مدى طائرات الحوثيين بدون طيار وصواريخهم، فإن المسافة بين القاعدة والبر الرئيسي لليمن تعني “عدم وجود تهديد من جانب الحوثيين بالصعود على شاحنة صغيرة أو آلية والاستيلاء عليها”.

وقال المتحدث باسم منظمة الطيران المدني الدولي وليام رايلانت كلارك إن المنظمة التي تتخذ من مونتريال مقرا لها، والتي تحدد رموز المطارات الخاصة بها في مختلف أنحاء العالم، ليس لديها أي معلومات عن مهبط الطائرات في عبد الكوري. ويتعين على اليمن، بصفتها دولة عضوا في منظمة الطيران المدني الدولي، أن تقدم معلومات عن مهبط الطائرات إلى المنظمة. ويوجد بالفعل مطار في جزيرة سقطرى القريبة معلن عنه لمنظمة الطيران المدني الدولي.

ولكن هذا ليس المطار الوحيد الذي شهد توسعة في السنوات الأخيرة. ففي مدينة المخا على البحر الأحمر، يسمح مشروع لتوسيع مطار المدينة بهبوط طائرات أكبر حجماً بكثير. وعزا المسؤولون المحليون هذا المشروع إلى دولة الإمارات، ويقع المطار أيضاً على مسار مماثل من الشمال إلى الجنوب مثل مهبط عبد الكوري، ويبلغ طوله تقريباً نفس الطول.

وتظهر صور أخرى التقطتها الأقمار الصناعية من بلانيت لابز مدرجًا آخر غير مملوك قيد الإنشاء حاليًا جنوب المخا بالقرب من ذباب، وهي بلدة ساحلية في محافظة تعز اليمنية. وأظهرت صورة التقطتها بلانيت لوكالة أسوشيتد برس يوم الخميس المدرج مبنيًا بالكامل، رغم عدم وجود أي علامات مرسومة عليه.

تظهر هذه الصورة الملتقطة عبر الأقمار الصناعية من Planet Labs PBC مهبط طائرات في جزيرة عبد الكوري في اليمن في 7 يناير/كانون الثاني 2025 عبر AP)) موقع رئيسي لبلد مزقته الحرب

تعد جزيرة عبد الكوري جزءًا من أرخبيل سقطرى، الذي يفصله عن أفريقيا 95 كيلومترًا فقط (60 ميلًا) وعن اليمن حوالي 400 كيلومتر (250 ميلًا). وفي العقد الأخير من الحرب الباردة، استضاف الأرخبيل أحيانًا سفنًا حربية سوفييتية بسبب موقعه الاستراتيجي.

وفي السنوات الأخيرة، أشرف على الجزيرة المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، الذي يدعو إلى تقسيم اليمن مرة أخرى إلى شمال وجنوب منفصلين كما كان الحال أثناء الحرب الباردة. ودعمت الإمارات العربية المتحدة المجلس وسلحته كجزء من الحرب التي تقودها السعودية ضد الحوثيين، الذين استولوا على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014.

وكانت الإمارات، موطن ميناء جبل علي الضخم في دبي وشركة موانئ دبي العالمية اللوجستية، قد قامت في السابق ببناء قاعدة في إريتريا تم تفكيكها فيما بعد وحاولت بناء مهبط للطائرات على جزيرة ميون أو بريم، في وسط مضيق باب المندب الاستراتيجي بين البحر الأحمر وخليج عدن.

ولكن على النقيض من هذه الجهود، يبدو من المرجح أن يفتح الإماراتيون مهبط الطائرات في عبد الكوري ــ بل وحتى وقعوا على عملهم. وعلى بعد بضعة أشهر إلى الشرق من المدرج، كانت أكوام التراب هناك تحمل عبارة “أنا أحب الإمارات”.

كما تم رصد سفينة إنزال تحمل العلم الإماراتي قبالة ساحل عبد الكوري في يناير 2024 وقبالة سقطرى عدة مرات أخرى في العام، وفقًا للبيانات التي حللتها وكالة أسوشيتد برس من موقع MarineTraffic.com. وقد ارتبطت هذه السفينة سابقًا بالعمليات العسكرية الإماراتية في اليمن.

ولطالما وصفت الإمارات، التي تدير رحلة جوية أسبوعية إلى سقطرى عبر أبو ظبي، جهودها بأنها تهدف إلى توصيل المساعدات إلى الأرخبيل. وعندما طُلب منها التعليق على مطار عبد الكوري، أشارت الإمارات أيضًا إلى عمليات المساعدة التي تقوم بها.

وقالت الحكومة الإماراتية في بيان إن “أي وجود لدولة الإمارات.. يتم بناء على دواعي إنسانية ويتم بالتعاون مع الحكومة اليمنية والسلطات المحلية”.

وتؤكد دولة الإمارات التزامها الثابت بكل المساعي الدولية الرامية إلى تسهيل استئناف العملية السياسية اليمنية، وبالتالي تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار الذي يسعى إليه الشعب اليمني.

كما أحيت الإمارات يوم الجمعة الذكرى الثالثة لهجوم صاروخي حوثي عام 2022 على أبو ظبي، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في مستودع للوقود. وكتب زعيم البلاد، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أبو ظبي، على منصة التواصل الاجتماعي X أن اليوم هو “عندما نتذكر قوة وصمود وتضامن شعب الإمارات”.

ولم يستجب المجلس الانتقالي الجنوبي ومسؤولو الحكومة اليمنية لطلبات متكررة للتعليق على المطار. وقد أثار وجود الإمارات في سقطرى توترات في الماضي، وهو ما استخدمه الحوثيون لتصوير الإماراتيين على أنهم يحاولون استعمار الجزيرة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت وكالة سبأ التي يسيطر عليها الحوثيون إن “هذا المخطط يمثل انتهاكا خطيرا للسيادة اليمنية ويهدد سيادة عدد من دول الجوار من خلال عمليات التجسس والتخريب التي من المتوقع أن تنفذها”.

 

يمر طريق التهريب عبر الجزيرة

إن إنشاء مطار جديد في عبد الكوري من شأنه أن يوفر منطقة هبوط جديدة منعزلة لطائرات المراقبة حول جزيرة سقطرى. وقد يكون هذا أمرا حيويا لمنع تهريب الأسلحة من إيران إلى الحوثيين، الذين لا يزالون خاضعين لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.

وذكر تقرير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن الجيش الأمريكي صادر أسلحة في يناير /كانون الثاني 2024 قبالة سقطرى بالقرب من عبد الكوري. وشملت عملية الضبط، التي شهدت فقدان اثنين من أفراد قوات النخبة البحرية الأمريكية في البحر ويُفترض أنهما قُتلا، سفينة شراعية تقليدية يقول المدعون الأمريكيون إنها متورطة في رحلات تهريب متعددة نيابة عن الحرس الثوري الإيراني شبه العسكري إلى الحوثيين.

ومن المرجح أن يكون تعطيل هذا الطريق للأسلحة، فضلاً عن الهجمات المستمرة التي تشنها الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى على الحوثيين، قد ساهم في إبطاء وتيرة هجمات الجماعة اليمنية في الأشهر الأخيرة. ووفقاً للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فقد وجهت الولايات المتحدة وشركاؤها وحدهم ضربات إلى الحوثيين أكثر من 260 مرة.

في الأسبوع المقبل، سيكون ترامب هو من يقرر ما سيحدث لتلك الحملة. لديه بالفعل خبرة في مدى صعوبة القتال في اليمن – شهد أول عمل عسكري له في ولايته الأولى في عام 2017 مقتل أحد أفراد قوات النخبة البحرية في غارة على مجمع مشتبه به لتنظيم القاعدة. كما أسفرت الغارة عن مقتل أكثر من اثني عشر مدنياً، بما في ذلك فتاة تبلغ من العمر 8 سنوات.

قد يعيد ترامب تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو ما تدعمه الإمارات. ذكر ماركو روبيو، الذي رشحه ترامب لمنصب وزير الخارجية، الحوثيين عدة مرات أثناء شهادته يوم الأربعاء في جلسة تأكيده بمجلس الشيوخ إلى جانب ما وصفه بالتهديدات من إيران وحلفائها.

قد تؤدي أي خطوة أمريكية إلى تصعيد الحرب، حتى مع تعهد زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، مساء الخميس بوقف هجمات المتمردين إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال الباشا، الخبير في الشؤون اليمنية: “لا أرى أي سبيل لخفض التصعيد مع الحوثيين خلال عام 2025. الوضع في اليمن متوتر للغاية. قد يصبح اندلاع الحرب حقيقة واقعة في الأشهر القليلة المقبلة. لا أتوقع استمرار الوضع الراهن”.

 

 

مقالات مشابهة

  • أمجد الشوا: الدولة المصرية لعبت دورًا كبيرًا في تحقيق اتفاق غزة
  • تفاصيل توقيع ''تيليمن'' على اتفاقية مع شركة عالمية في دبي لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الإصطناعية
  • دراسة أميركية: الأقمار الصناعية تظهر تدهور سدود درنة قبل انهيارها
  • اتفاقية بين تيليمن ويونيفرسال سات نت لتوفير الإنترنت الفضائي في اليمن
  • الإمارات تحييّ الذكرى الثالثة لهجوم الحوثيين على أبوظبي وتعتبره امتحاناً
  • صور الأقمار الصناعية.. مهبط طائرات إماراتي “سري” في أرخبيل سقطرى يقترب من الاكتمال
  • «فورسايت 2» خطوة استراتيجية في تطوير برنامج الفضاء الإماراتي
  • الناس معادن!!
  • الأقمار الاصطناعية تظهر شكل غزة قبل وبعد الحرب (صور)