قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الأحد، إن معركة “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل غيّرت المعادلات، مؤكدة التزامها باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ صباح الأحد.

جاء ذلك في كلمة مصورة لأبو عبيدة، المتحدث باسم “القسام”، وهي الأولى له منذ 7 أكتوبر الماضي، وأول خطاب له بالتزامن مع بدء وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وقال أبو عبيدة: “نعلن نحن وفصائل المقاومة، التزامنا باتفاق وقف إطلاق النار واستعدادنا لتنفيذ بنوده والالتزام بشروطه، من حيث وقف القتال، والالتزام بالجدول الزمني لعملية التبادل، وتأمين أسرى العدو وصولا لتسليمهم مقابل أسرى شعبنا في كافة مراحل الصفقة”.

وأضاف: “كل ذلك مرهون بالتزام من قبل العدو”.

وتابع أبو عبيدة: “إننا نضع الجميع أمام مسؤولياتهم بشأن انتهاكات قد يرتكبها الاحتلال للاتفاق، والتي قد تعرض العملية للمخاطر من حيث التزاماتنا وقدرتنا على تنفيذ التبادل وتأثير مباشر على سلامة وحياة أسرى العدو في مراحل الصفقة وتفاصيلها وتوقيتاتها”.

وقال: “471 يوما على معركة طوفان الأقصى التاريخية التي دقعت المسمار الأخير بنعش الاحتلال الزائل دون شك”، مشددا على أنّ “التضحيات والدماء العظيمة التي بذلها شعبنا لن تذهب سدى”.

وتابع قائلا: “شعبنا قدم من أجل حريته ومقدساته تضحيات غير مسبوقة على مدى 471 يوما (..)، ربح البيع يا شهداءنا ويا شعبنا المرابط، وهذه التضحيات لها ما بعدها ولن تضيع هدرا، وطاب سعيكم أيها المقاومون الصابرون في ظل الظروف المستحيلة القاهرة”.

ملحمة تاريخية

وذكر أن “المقاومة والشعب في غزة قدموا نموذجا فريدا في قدرة أصحاب الأرض على الفعل المؤثر والصمود”، مضيفا أننا “صنعنا ملحمة تاريخية ليس لها مثيل في العالم، تحية لكم يا شعبنا في غزة يا تيجان الرؤوس، يا من نهضتم نهضة المعتصم لأجل القدس والأرض”.

ولفت إلى أن “معركة طوفان الأقصى بدأت من تخوم غزة، لكنها غيرت وجه المنطقة وأدخلت معادلات جديدة في الصراع مع الكيان”، مؤكدا أن المعركة أدت إلى فتح جبهات قتال جديدة، وأجبرت الكيان على اللجوء إلى قوى دولية لمساندته.

وأردف قائلا: “معركة طوفان الأقصى أوصلت رسالة للعالم، أن هذا الاحتلال كذبة كبيرة وستكون له آثار كبيرة على المنطقة”.

وأشار إلى أننا “قاتلنا مع كافة فصائل المقاومة صفا واحدا في كل مكان من قطاع غزة، ووجهنا ضربات قاتلة للعدو”، منوها إلى أن “مجاهدينا قاتلوا ببسالة شديدة وشجاعة كبيرة حتى آخر ساعات المعركة، ونحن نقاتل في ظروف تبدو مستحيلة”.

واستكمل بقوله: “كنا أمام مواجهة غير متكافئة، لا من حيث القدرات القتالية، ولا من حيث أخلاقيات القتال (..)، بينما نوجه ضرباتنا إلى قوات العدو إلا أنه ارتكب بكل قبح أساليب جديدة من الوحشية والبشاعة ضد شعبنا”.

عظمة هذه المعركة

وأوضح أبو عبيدة أن “مظاهر عظمة هذه المعركة تتجلى في تقدم قادتها لقوافل الشهداء، وعلى رأسهم هنية والعاروري والسنوار”، مشددا على أن “هذا العدو المجرم هو أس البلاء في هذه المنطقة، وكل الجهود والخطط يجب أن تنصب على كيفية تحجيمه”.

وذكر أن “كل محاولات دمج هذا الكيان في المنطقة ستواجه بطوفان الوعي، ومقاومة الشعوب الحرة”، متابعا: “تتعاظم اليوم المسؤولية على أهلنا في الضفة، وتحية خاصة لجنين شقيقة الروح لغزة في البطولة والصمود”.

ونوه إلى أن “التوصل لاتفاق لوقف العدوان الصهيوني على شعبنا، كان هدفا لنا منذ شهور طويلة بل ومنذ بدء العدوان”، معربا عن تقديره لوقوف “أبطال الضفة وقفة عز وشرف رغم كل محاولات التصفية”.

وتابع: “كل التحية والإكبار لأبطال الضفة الغربية العزيزة الذين يقاتلون رغم محاولات التصفية، وندعوهم لتصعيد مواجهة الاحتلال والتوحد على ذلك ونبذ كل محاولات الفتنة وتجميل التعاون مع الاحتلال، وهذا أملنا في كل أبناء فصائل المقاومة الفلسطينية”.

وجدد الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ كل بنوده، مستدركا: “مع تأكيدنا أن كل ذلك مرهونٌ بالالتزام من قبل العدو”.

ووجه الناطق باسم القسام التحية لليمنيين، وقال: “نخص بالتحية إخواننا في اليمن، الذين شعرنا كم يشبهون غزة وتشبههم في العظمة والكرامة، طوبى لليمن توأم الشام في وصية رسول الله”.

وأردف قائلا: “نحيي حزب الله والشعب اللبناني، والإخوة بالمقاومة العراقية الباسلة، والجمهورية الإيرانية، وأحرار الأردن وكل شعوب الأمة”.

وأشار إلى أننا “تلقينا وما زلنا نتلقى للملايين من رسائل الدعم والتأييد من كل شعوب الأمة بلا استثناء، بما فيها الاستعداد للتجند في القسام، نشكرهم ونشكر كل أحرار العالم على وقفاتهم مع المقاومة والقضية الفلسطينية”.

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: أبو عبيدة الاحتلال الإسرائيلي حماس غزة نتنياهو وقف إطلاق النار طوفان الأقصى أبو عبیدة إلى أن من حیث

إقرأ أيضاً:

رسائل نارية من المقاومة.. جثث الأسرى الإسرائيليين تفضح فشل نتنياهو

في مشهد مهيب ومحمّل بالرسائل، سلمت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- اليوم الخميس، الدفعة الأولى من جثث الأسرى الإسرائيليين في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

ولم تكن العملية مجرد تسليم روتيني، بل رافقتها إشارات ورسائل تعكس حجم الخسائر التي تكبدها الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه على قطاع غزة.

تسليم الجثث وسط أجواء مشحونة

جرت عملية تسليم الجثث وسط أجواء مشحونة، حيث سلمت المقاومة جثث أربعة أسرى إسرائيليين، من بينهم أم وطفلاها من عائلة بيباس، الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي خلال محاولات استرجاعهم بالقوة، وفق ما أفاد به مراسل الجزيرة إلياس كرام.

وتم وضع الجثث في توابيت سوداء، حمل كل منها صورة وبيانات صاحبه، وعرضت على منصة تحمل صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هيئة "مصاص دماء".

وفوق الصورة، كُتب أن "المجرم نتنياهو وجيشه قتلا هؤلاء بصواريخهم النازية"، في إشارة إلى مسؤولية الاحتلال عن مقتل الأسرى خلال العمليات العسكرية.

رسائل المقاومة

على أسطح المباني المدمرة في منطقة بني سهيلا بخان يونس، نشرت المقاومة لافتات تبرز الكمائن التي تعرضت لها قوات الاحتلال خلال الحرب، ومن أبرزها "كمين الفراحين" شرقي مدينة غزة، الذي وصفته المقاومة بأنه "لم يكن نزهة، بل محرقة"، مشيرة إلى أنه أدى إلى مقتل ثمانية جنود إسرائيليين.

رافق ذلك عرض صور لبعض الأسلحة التي استخدمتها كتائب القسام في عملياتها، إضافة إلى مقاطع فيديو تُظهر تفاصيل الهجمات التي نُفذت قبل وقف إطلاق النار، كما ألقى أحد مقاتلي القسام بيانًا تضمن سردًا للعمليات التي وقعت شرقي غزة، موضحًا الخسائر التي تكبدها الاحتلال.

في وسط موقع التسليم، نُصبت لافتات توضح عدد العمليات التي نفذتها المقاومة، وعدد الجنود الذين سقطوا خلالها، إضافة إلى صور تظهر المواجهات بين المقاتلين والآليات الإسرائيلية. كما تضمنت إحدى اللافتات عبارة صريحة: "عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت"، في تحذير واضح للاحتلال من مغبة استئناف الحرب.

حضور قيادات المقاومة وتأكيد على استمرار الصمود

المثير في مشهد التسليم كان ظهور قائد المنطقة الشرقية في كتائب القسام، وهو الذي أعلنت إسرائيل مقتله خلال الحرب، كما حضر قائد الكتيبة الشمالية، الذي حاول الاحتلال اغتياله سابقًا، في إشارة واضحة إلى أن اغتيالات الاحتلال لم تحقق أهدافها المزعومة.

إلى جانب ذلك، وضعت المقاومة لافتات تحمل عنوان "النازية الصهيونية في أرقام"، والتي عرضت أعداد الشهداء المدنيين الذين قضوا خلال العدوان الإسرائيلي، إضافة إلى عدد الإصابات والمجازر التي ارتُكبت بحق العائلات الفلسطينية.

ووفق الإحصائيات المنشورة، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين بلغ 61 ألفًا، بينهم 13 ألفًا لا يزالون تحت الأنقاض.

ومن المتوقع أن يثير وصول جثث الأسرى الإسرائيليين صدمة في الشارع الإسرائيلي. وأوضح أن لجنة متخصصة ستقوم بفحص الجثث لتحديد أسباب الوفاة، حيث سيتم نقلها إلى معهد الطب الشرعي جنوب تل أبيب، حيث ستجرى عمليات تشخيص دقيقة قد تستغرق سبع ساعات، تشمل تحليل الحمض النووي والتصوير الشعاعي.

وتمتلك السلطات الإسرائيلية ملفات طبية لجميع الأسرى الذين تم احتجازهم خلال عملية "طوفان الأقصى"، مما سيسرّع من عمليات التشخيص وتحديد المسؤول عن وفاتهم، وهو ما قد يؤدي إلى كشف المزيد من الإخفاقات العسكرية الإسرائيلية.

حماس تحمل الاحتلال مسؤولية مقتل الأسرى

وفي بيان رسمي، شددت حركة حماس على أنها حاولت الحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين بكل السبل الممكنة، متهمة الاحتلال الإسرائيلي بالتعامل بوحشية مع هذه العائلات. ووجهت رسالة إلى عائلات الأسرى القتلى، قائلة إنها كانت تأمل في إعادتهم أحياء، لكن الاحتلال فضل قتلهم، مضيفة أن "نتنياهو يتباكى على قتلاه فقط ليتنصل من مسؤولية قتلهم".

وأكدت الحركة أنها احترمت حرمة الجثث، بينما لم تحترم إسرائيل حياة هؤلاء الأسرى عندما كانوا أحياء، متهمة الحكومة الإسرائيلية بقتلهم بدم بارد إلى جانب 17 ألف طفل فلسطيني خلال العدوان على غزة.

ولم تكن عملية تسليم جثث الأسرى اليوم مجرد خطوة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، بل كانت رسالة سياسية وعسكرية واضحة وجهتها المقاومة الفلسطينية إلى الاحتلال الإسرائيلي، تؤكد من خلالها على حجم الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي في معركة غزة.

وبينما تتصاعد التوترات في الداخل الإسرائيلي، يبقى مصير الأسرى الباقين في غزة معلقًا، وسط تهديدات المقاومة بأن عودة الحرب تعني المزيد من الأسرى في التوابيت.

مقالات مشابهة

  • رسائل نارية من المقاومة.. جثث الأسرى الإسرائيليين تفضح فشل نتنياهو
  • رسائل موجعة من المقاومة لنتنياهو خلال تسليم أول دفعة من جثث الأسرى
  • غزة .. أكثر من 20 فلسطينيا استشهدوا جراء انتهاكات الاحتلال لوقف إطلاق النار
  • أبو عبيدة يعلن تسليم جثامين أسرى استهدفهم الاحتلال بشكل متعمد
  • إعلام العدو: تصاعد المخاوف من استئناف هجمات اليمنيين ضد كيان الاحتلال
  • قتلهم قصف الاحتلال .. أبو عبيدة يعلن تسليم جثامين أسرى إسرائيليين الخميس
  • الكشف عن تفاصيل أكبر مرحلة في صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني
  • حماس: جرائم التدمير والتهجير بالضفة لن تثني شعبنا عن التصدي لمخططات العدو
  • حماس: جرائم الهدم والتهجير تكشف الوجه الفاشي للعدو
  • حماس: الاحتلال ماض في سياسة الإبادة والتهجير والتطهير العرقي لشعبنا