أسرار القواعد الجوية الغامضة قرب اليمن.. ماذا تخفي تلك الجزر؟
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
أفاد موقع "إنسيد أوفر" أن هناك أعمال بناء تجري في جزيرة عبد الكوري بالقرب من اليمن؛ حيث يتم إنشاء مدرج هبوط طويل يبلغ طوله حوالي 3 كيلومترات. وتظهر الصور التي التقطتها شركة بلانيت لابز في آذار/مارس الماضي، أن هناك مركبات وأعمال بناء متقدمة في هذا المدرج الإسمنتي الذي سيكون قادرًا على استقبال طائرات هجومية ومراقبة ونقل، وحتى بعض القاذفات.
وتطرق الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أهمية موقع جزيرة عبد الكوري بالقرب من القرن الأفريقي ومضيق باب المندب، وما هي الجهة التي تقف وراء بناء هذا المهبط الغامض في المنطقة.
وأضاف الموقع أنه لوحظت أعمال البناء في البداية في يناير/كانون الثاني 2022، لكنها توقفت ثم استؤنفت مؤخرًا، وأنه بحلول 23 ديسمبر/كانون الثاني 2024، تم الانتهاء من 1800 متر من المدرج، مطلية بمؤشرات المسافة وعلامات تشبه "مفاتيح البيانو" عند الطرف الجنوبي، كما تم تبليط ساحة الانتظار. وفي 28 ديسمبر/كانون الثاني، كان جزء من القسم الشمالي من المدرج لا يزال قيد الإنجاز، لكن نهايته كانت تحمل بالفعل العلامات المرسومة، مما يشير إلى تسارع وتيرة العمل.
وأكد الموقع أنه تم بناء ما يبدو أنه معسكر يضم عشرة تحصينات جديدة في خيسات صالح، على بعد أربعة أميال إلى الغرب من المدرج، ويظهر على الطريق علامات استخدام مكثف حديث. ويبدو أنه تم بناء رصيف بحري جديد على شاطئ كلمية، المواجه للجنوب والمحمي، وبالتالي فهو أفضل حماية من الهجمات المحتملة بطائرات الحوثيين المسيرة مقارنة بالرصيف المستخدم على الساحل الشمالي.
ويرى الموقع أن هناك شكلاً من أشكال موقع خدمة يبدو على أعلى نقطة في تل يبلغ ارتفاعه 100 متر في الغرب، بجوار الطرف الشمالي من المطار، وأنه بالوتيرة التي تسير بها الأعمال، من المتوقع أن تكون المنشأة قادرة على استضافة عمليات جوية في غضون أسابيع قليلة، وفي ذلك الوقت قد يتضح لمن ولأي غرض تم بناء هذا المطار الذي يسيطر على المداخل البحرية إلى خليج عدن.
وأضاف الموقع أنه بالعودة إلى أذار/مارس من العام الماضي، أظهرت نفس صور الأقمار الصناعية لعبد الكوري ما بدا أنها أكوام من الأتربة مرتبة لتشكيل عبارة "أحب الإمارات"، لكن قد لا تكون الإمارات هي الطرف الوحيد المتورط في بناء ما يبدو بكل المقاييس قاعدة جوية. ففي الفترة نفسها، صرح مسؤول دفاعي أمريكي بأن الولايات المتحدة تعزز "دفاعاتنا الصاروخية في جزيرة سقطرى" تحسبًا لهجوم محتمل من قبل متمردي الحوثي على القواعد الأمريكية في المنطقة.
وشدد الموقع على أن سقطرى، هي الجزيرة الرئيسية في ذلك الأرخبيل الصغير وتبعد حوالي 100 كيلومتر عن عبد الكوري. ونقل الموقع عن الجيش الأمريكي تصريحه لوكالة أسوشييتد برس بأنه غير متورط في بناء مطار عبد الكوري وأنه لا يوجد أي "وجود عسكري" أمريكي في أي مكان آخر في اليمن، ومع ذلك يشير التقرير إلى وجود مشروع لإعادة دمج جزيرة سقطرى (اليمنية رسميًا) في سلسلة دفاع جوي إقليمية مشتركة تعرف باسم تحالف الدفاع الجوي للشرق الأوسط بفضل جهود الإمارات.
ولفت الموقع إلى أنه في عام 2018؛ نشرت الإمارات قوات في جزيرة سقطرى، مما أثار خلافًا مع الحكومة اليمنية في المنفى، وأنه بعد ذلك بعامين، اندلعت اشتباكات بين الانفصاليين اليمنيين المدعومين من الإمارات العربية المتحدة وقوات أخرى متواجدة.
وأكد الموقع أنه بالعودة إلى تحالف الدفاع الجوي للشرق الأوسط ، فهو نظام اتصالات موحد يربط جميع أجهزة الإنذار المبكر التي نشرتها الدول المشاركة تحت إشراف القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، واصفا إياه بأنه شبكة إنذار راداري مشتركة تسمح بتحديد وتتبع التهديدات الجوية في الوقت الفعلي، مثل الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز. ومن بين دول الشرق الأوسط المشاركة، بالإضافة إلى الإمارات، إسرائيل والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر والبحرين والأردن.
ويرى الموقع أنه إذا كانت سقطرى يمكن أن تستضيف تحالف الدفاع الجوي للشرق الأوسط، فمن المنطقي بالتبعية تقريبًا أن تستضيف الجزيرة المجاورة قاعدة جوية للسيطرة بشكل أفضل على منطقة خليج عدن بعيدًا عن أعين المتطفلين، ومن المحتمل أيضًا أن يكون للولايات المتحدة في هذه الحالة بعض المصالح المباشرة بالنظر إلى الحرب المفتوحة ضد الحوثيين منذ أن بدأوا في عرقلة حركة الملاحة البحرية على طول البحر الأحمر.
ويبين الموقع أن سقطرى وعبد الكوري ليستا المثال الوحيد للجزر التي يتم احتلالها بعيدًا عن الأضواء السياسية الدولية؛ ففي مايو/أيار من عام 2021، تم الحديث عما كان يحدث في جزيرة ميون (المعروفة أيضًا باسم بريم)، التي تقع في مضيق باب المندب على مسافة قصيرة من الساحل اليمني، وأنه على تلك البقعة الصغيرة من الأرض، الواقعة في مسطح مائي يعد من بين أهم المسطحات المائية في العالم وبالتالي نقطة استراتيجية، لوحظ بناء مدرج للهبوط مع هياكل دعم ملحقة به.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل مباشر على تورط الإمارات في تلك الأعمال التي قد تؤدي إلى إنشاء قاعدة جوية، إلا أن هناك معلومات تشير إلى أن أبو ظبي حاولت قبل سنوات الحصول على موطئ قدم للعمليات العسكرية في اليمن لدعم السعودية في حربها ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
ويختتم الموقع التقرير بالقول إنه على الرغم من الانسحاب الرسمي للإمارات من الحملة ضد متمردي الحوثي، فمن المرجح أن تدهور الأوضاع في البحر الأحمر سمح لأبو ظبي باستئناف مبادرة التوسع الاستراتيجي في منطقة المضيق بموافقة واشنطن، التي قد يكون لها أيضًا دور نشط في بناء هذه البنية التحتية للمطارات الجديدة تحسبًا لاستخدامها المستقبلي المحتمل كنوع من القاعدة الجوية البديلة لدييغو غارسيا، مع الأخذ في الاعتبار التطورات الأخيرة المتعلقة بعودة سيادتها إلى حكومة جزر موريشيوس. وهذه المشاريع تمثل تحركات استراتيجية بعيدًا عن الأنظار، لتعزيز النفوذ العسكري الإماراتي والأمريكي في المنطقة، في ظل تراجع نفوذ القوى التقليدية مثل السعودية.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية اليمن الإمارات السعودية السعودية اليمن الإمارات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الموقع أنه عبد الکوری الموقع أن فی جزیرة أن هناک
إقرأ أيضاً:
أقمار صناعية تكشف عن مهبط طائرات قيد الإنشاء في جزيرة باليمن.. ما علاقة الإمارات؟
كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، بناء على تحليل صور أقمار صناعية، عن مهبط طائرات غامض قيد الإنشاء في جزيرة عبد الكوري النائية في اليمن، مرجحة أن تكون دولة الإمارات هي الجهة الواقفة وراء بناء هذا المهبط.
ويعد المهبط، الذي يقترب من الاكتمال، أحد المشروعات المثيرة للجدل في دولة تعاني حربا مدمرة، وسط مخاوف من تصاعد النزاع مجددا.
وتشير الصور إلى أن المهبط قد يوفر قاعدة لعمليات عسكرية في هذه الجزيرة الواقعة على المحيط الهندي قرب مدخل خليج عدن. وقد تكون هذه العمليات مفيدة في مراقبة الممرات البحرية الرئيسية التي شهدت انخفاضا كبيرا في حركة الشحن التجاري بسبب هجمات الحوثيين وعمليات تهريب الأسلحة، وفقا للوكالة.
وذكرت الوكالة أن الإمارات العربية المتحدة، التي طالما اشتُبه في سعيها لتوسيع وجودها العسكري في المنطقة، يُرجح أنها الجهة المسؤولة عن بناء هذا المهبط. وقد أُنشئ المدرج ليخدم الطائرات الخاصة والطائرات الأصغر، بينما يُستبعد استخدامه للطائرات التجارية الكبرى أو القاذفات الثقيلة نظرًا لطوله.
وقال محمد الباشا، خبير الشؤون اليمنية، إن بعد جزيرة عبد الكوري عن البر اليمني يجعلها بمنأى عن أي هجمات برية من الحوثيين، مضيفا: "لا يوجد خطر من الحوثيين بالاستيلاء على الموقع عبر المركبات البرية، وهو ما يمنح الموقع أمانا نسبيا".
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "بلانيت لابز" في 7 كانون الثاني /يناير 2025، معدات ثقيلة وشاحنات تعمل على المهبط الذي يمتد بطول 2.4 كيلومتر وعرض 45 مترا. ورغم أن جزءا بطول 290 مترا من المدرج لا يزال قيد الإنشاء، فإن المهبط يبدو جاهزا لاستقبال الطائرات بمجرد اكتماله.
ووفقا للوكالة، فقد لوحظت علامات رقمية تشير إلى اتجاهات المدرج "18" و"36"، فيما يتم تعبيد الأجزاء المتبقية، ما يعكس تقدما واضحا في العمل.
يشار إلى أن الحكومة الإماراتية أكدت سابقا أن وجودها في اليمن يهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية بالتعاون مع الحكومة اليمنية والسلطات المحلية.
وأضافت في بيان: "تظل الإمارات ثابتة في التزامها بجميع المساعي الدولية الرامية إلى تسهيل استئناف العملية السياسية اليمنية، وبالتالي تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار الذي يسعى إليه الشعب اليمني".
ورغم ذلك، تتهم جماعة أنصار الله "الحوثي" الإمارات بمحاولة "استعمار الجزيرة" وتنفيذ عمليات تجسس، وفقًا لوكالة أنباء "سبأ" التابعة لهم، والتي قالت في تشرين الثاني / نوفمبر 2024: "تمثل هذه الخطط انتهاكا خطيرا للسيادة اليمنية وتهديدا للأمن الإقليمي".
حسب التقرير، فقد يصبح المهبط الجديد نقطة انطلاق لعمليات مراقبة تهريب الأسلحة عبر البحر. وأكد تقرير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن الجيش الأمريكي اعترض في كانون الأول /يناير 2024 شحنة أسلحة قرب جزيرة عبد الكوري، كانت موجهة إلى الحوثيين من إيران.
وقال وولف كريستيان بايس، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن "الحوثيين يعتمدون على الحرب كوسيلة لتحقيق مصالحهم، وهم يرون في ذلك انتصارا ضد أعدائهم"، مشيرا إلى أن الوضع في اليمن قد يشهد تصعيدا جديدا إذا استمر التوتر الإقليمي على هذا النحو.
الأهمية الاستراتيجية لعبد الكوري
جزيرة عبد الكوري جزء من أرخبيل سقطرى، الذي يقع على بعد 95 كيلومترا فقط من أفريقيا و400 كيلومتر من اليمن. خلال الحرب الباردة، كانت الجزيرة موقعا استراتيجيا استضاف السفن الحربية السوفيتية.
وتشرف على الجزيرة حاليًا قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، الذي يسعى لإعادة تقسيم اليمن إلى شمال وجنوب. وأثار الوجود الإماراتي في الأرخبيل توترات سياسية، خاصة مع اتهامات الحوثيين لهم بتوسيع نفوذهم العسكري.
وحذر خبراء من أن تصعيد التوترات الإقليمية قد يؤدي إلى انهيار الهدوء النسبي في اليمن. وقال محمد الباشا: "لا أرى طريقة لخفض التصعيد في عام 2025 مع الحوثيين. الوضع متوتر للغاية، وقد نشهد اندلاع الحرب مجددًا خلال الأشهر المقبلة".