الموقفُ اليمني وتأثيراتُه على الكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
يمانيون ـ بقلم ـ فضل فارس
اليمن وعلى مدى عام وقرابة نصف عام آخر وهي تفرض قرارها على مياهها الإقليمية بتوقيف الملاحة الإسرائيلية وإخراجها عن الخدمة.
اليمن استطاعت بالله وبعزيمتها الفولاذية المستمدة من مشروعها القرآني وحكمة قيادتها أن تجمد وتخرج على طول كُـلّ هذه المدة أحد أهم موانئ الكيان المحتلّة المقابلة للبحر الأحمر -ميناء أم الرشراش المسمى بميناء إيلات- عن الخدمة وحتى أعلن إفلاسه الكامل.
اليمن بتحَرّكها الفعال الحر والشريف عبر البحر استطاعت أن تفرض واقعاً وَحضراً ملاحياً على الكيان العبري عبر المياه الإقليمية المؤدية إليه، حيث قد أضرت وهزت بعمق الكيان الصهيوني وذلك ببتر وَتعطيل خطوط التجارة البحرية إلى موانئه بنسبة قد تكون شبه تامة.
اليمن مثلت -وطوال كُـلّ هذه المدة من الحرب- من موقعها المركزي في محور المقاومة وجبهات الإسناد والمؤازرة للشعب الفلسطيني نقطة ومسار تحول تاريخي غير المعادلة الأمريكية والصهيونية على مستوى المنطقة ككل، حيث استطاعت ضرب العمق الإسرائيلي ونشر حالة الرعب والخوف في مواطنيه، كما حولت العديد من مدنه المحتلّة -كما هي مدينتا “أم الرشراش” و”عسقلان” المحتلّتَين- إلى مدن مليئة بالخوف والرعب الجاثم والمنتشر في أرجائها.
وفيما تمكّنت أَيْـضًا وذلك بتأييد الله ومعونته من التصدي لذلك العدوان الثلاثي عليها وإلجامه بالفشل والانكسار وتكبيده الخسائر الكبيرة أَيْـضًا في قواه ومعنوياته وسُمعته التي باتت تحت الأقدام.
كما أن من تأثيرات الجبهة اليمنية في هذه المعركة التأثير على وضع الطيران إلى مطار بن غريون الدولي في يافا المحتلّة، كذا إلحاق الضرر الكبير في الوضع الاقتصادي لها، وذلك ما جعلهم يدخلون في تصعيد وعدوان عليها.
مع أنها ورغم ذلك الوعد والوعيد وَالترغيب والترهيب الأمريكي والصهيوني والبريطاني والغربي بكله لم تتوقف ولو لساعة واحدة إنما ازدادت صموداً وعنفواناً وعزة في مواصلة الإسناد؛ فهي تعتبر ذلك من أقل ما يمكنها فعله، مع شعورها بالتقصير على إتمام الواجب الكامل الذي ترضاه ويرضاه شعبها وقيادتها وقواتها المسلحة فيما يتعلق بواجباتها ومسؤولياتها الدينية والإنسانية تجاه هذه القضية والمظلومية الفلسطينية التي ليس لها على الأرض مثيل.
إن اليمن ورغم استضعافه الكبير وقلت أَيْـضًا قدراته وَإمْكَاناته وذلك مقارنة بما تمتلكه الكثير من الدول والأنظمة في المنطقة، أَيْـضًا لما يعانيه وتفرض عليه وعلى واقعه وأمنه الداخلي من سنوات وأعوام طويلة من سياسات ومؤامرات أمريكية وإقليمية عدوانية.
إلا أنه لا زال وبرغم كُـلّ ذلك غنياً رافعاً الهامة تجاه أي داع إنساني أَو ديني يفرض عليه، وذلك بما يمتلكه من نهر فياض من الأخلاق والقيم والأسس والمبادئ الدينية والإنسانية والعرفية، التي هي ميراثٌ اكتسبها من تاريخه العريق والمشرف لآبائه وأجداده الأول وتحَرّكهم الصادق مع دينهم ونبيهم وأعلام الهُــدى خلفهم، وهي اليوم تلك الهُوية الإيمَـانية من تحَرُّكِهِ وترسُمُ خطوطَ سيره ومسيرة أبنائه المباركة، التي سوف تواصلُ عزمَها في المسير قُدُماً، ولو بعدَ هذه الجولة، حتى تحرير فلسطين كُـلّ فلسطين وذلك وعد الشعب والسيد القائد رضوان الله عليه.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
بنغلاديش تمنع مواطنيها من السفر الى كيان المحتل
الثورة نت/
أعادت بنغلاديش وضع عبارة “باستثناء إسرائيل” على جوازات سفرها، ما يعني فعليا منع مواطنيها من السفر إلى الكيان المحتل.
وكانت حكومة رئيسة وزراء بنغلاديش المعزولة الشيخة حسينة، أزالت في السنوات الأخيرة من ولايتها عبارة “صالح لكل البلدان باستثناء إسرائيل” التي بقيت مدرجة على جوازات السفر البنغلاديشية لعقود.
ونقلت وكالة “بنغلاديش سانغباد سانغسثا” عن المسؤول في وزارة الداخلية نيليما أفروز، قوله اليوم الاثنين إن السلطات “أصدرت توجيها الأسبوع الماضي” لإعادة طبع عبارة “باستثناء إسرائيل” على جوازات السفر.
وصرح المسؤول في الداخلية لصحيفة “ديلي ستار” المحلية، أنه طُلب من المدير العام لإدارة الهجرة والجوازات اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا التغيير.
وفي عام 2021 شطبت عبارة “باستثناء إسرائيل” من جوازات السفر، لكن الحكومة بقيادة حسينة أوضحت -آنذاك- أن موقف البلاد تجاه العدو الصهيوني لم يتغير.
وفي أغسطس 2024، تركت الشيخة حسينة منصبها وفرّت إلى الهند على وقع احتجاجات شعبية عارمة، بعد أن حكمت البلاد بشكل متواصل قرابة العقدين.
يشار إلى أن بنغلاديش، التي يزيد تعداد سكانها على 170 مليون نسمة أغلبهم مسلمون، لا تربطها علاقات دبلوماسية مع الدولة الصهيونية ، وتدعم رسميا قيام دولة فلسطينية مستقلة.
ويوم السبت الماضي، تظاهر نحو 100 ألف بنغالي في العاصمة داكا تضامنا مع غزة وتنديدا بالإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو في القطاع منذ أكثر من عام ونصف.
واتهم المتظاهرون كلا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بدعم العدو الصهيوني.
وبدعم أميركي مطلق يواصل العدو منذ 7 أكتوبر 2023 حرب الإبادة الجماعية في غزة، والتي خلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.