قال الإعلامي في قناة الجزيرة تامر المسحال إن اختيار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ساحة السرايا في قلب مدينة غزة لإتمام عملية تبادل الأسرى يحمل دلالات إستراتيجية وسياسية عميقة، وذلك في أول أيام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وأوضح المسحال أن اختيار ساحة السرايا -التي تعد من أهم الميادين المركزية في مدينة غزة، وتربط شارعي الجلاء وعمر المختار الرئيسيين- لم يكن عشوائيا، حيث تحولت "هذه المنطقة، التي تعرضت لتدمير واسع خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية، إلى مسرح لعملية تحمل رسائل تحدٍ واضحة".

وأفاد بأن مشهد التسليم في قلب مدينة غزة يمثل ردا عمليا على الادعاءات الإسرائيلية بتدمير قدرات حماس والمقاومة الفلسطينية، كذلك يدل على فشل مخططات الاحتلال التي كانت تهدف لإقامة ثكنة عسكرية مركزية بساحة السرايا، بالتالي تؤكد القسام اليوم أنها تسيطر على المنطقة التي دكها الاحتلال طويلا، وزرع فيها قواته لعدة أشهر بعد أن دمر منازلها على ساكنيها، وهجر الكثير من أهاليها.

وسلط المسحال الضوء على الظهور اللافت والقوي لمقاتلي القسام وهم بكامل عدتهم وعتادهم، وبأعداد غفيرة لتنظيم عملية التسليم، وهذا يعكس فشل مزاعم الاحتلال بقدرته على سحق "حماس" وإضعاف قدرتها خلال 15 شهرا من حرب الإبادة التي شنها على القطاع.

إعلان

وقد انتشرت عناصر القسام، وخاصة من وحدة النخبة، في استعراض للقوة يحمل رسائل تحدٍ واضحة.

أما الفشل الذريع للاحتلال، فقد تجلى أثناء عملية التسليم، حيث احتشد الآلاف من سكان غزة، بمختلف الأعمار، وبينهم عائلات شهداء وجرحى لحضور عميلة التسليم، وسط هتافات تحيي المقاومة، وتؤكد مواصلة مساندة أهالي قطاع غزة لها، رغم القتل والدمار الكبير الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية، سعيا منها لحرمان المقاومة من الحاضنة الشعبية الكبيرة في القطاع.

يذكر أن صفقة التبادل تشمل الإفراج عن 3 أسيرات إسرائيليات مدنيات مقابل 90 أسيرا فلسطينيا، منهم 69 امرأة و21 طفلا دون سن 18.

وتضم قائمة المفرج عنهم شخصيات بارزة مثل خالد جرار وعبلة سعدات زوجة الأمين العام للجبهة الشعبية، إضافة إلى شقيقات صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الذي اغتيل في لبنان.

وتمت عملية تسليم الأسيرات عبر الصليب الأحمر الدولي، الذي سيتولى نقل الأسيرات الإسرائيليات إلى الجانب الإسرائيلي مباشرة.

آلية مختلفة

ولفت المسحال إلى أن آلية التسليم الحالية تختلف عن الصفقة السابقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، التي تمت عبر معبر رفح بتنسيق مصري.

وأشار إلى الإجراءات الأمنية المشددة التي تحيط بالعملية، حيث تتولى وحدة "الظل" التابعة لكتائب القسام، وهي وحدة نخبوية متخصصة، مسؤولية تأمين الأسيرات وعملية التسليم، وأضاف أن حماس اشترطت خلو سماء غزة من الطيران الإسرائيلي قبل بدء عملية التسليم.

وتأتي هذه العملية  بعد 471 يوما من الحرب، حيث نجحت المقاومة في الحفاظ على الأسرى، رغم كل محاولات الاستهداف الإسرائيلي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات عملیة التسلیم

إقرأ أيضاً:

لماذا اليمن في المرتبة الخامسة عالميًا من حيث المخاطر التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية؟

احتل اليمن المرتبة الخامسة عالمياً من حيث المخاطر التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية، وفقاً للتقرير السنوي لبرنامج الأغذية العالمي الذي أكد أن القيود التي فرضها الحوثيون ونقص التمويل يشكلان تحديات على قدرته في استمرار تقديم المساعدات.

وبحسب التقرير القُطري السنوي لعام 2024 للبرنامج الأممي صدر في ابريل 2025م، فقد ظل اليمن طوال العام «بيئة عالية المخاطر»، حيث تمت مواجهة مجموعة من المخاطر شملت محاولات التدخل، وضعف الرقابة على المساعدات، وقيود التمويل، وديناميكيات الصراع المتزايدة التعقيد.

وأكد البرنامج أن اليمن لا يزال ضمن فئة المخاطر الأعلى في ملف المخاطر القُطرية للأغذية العالمي، حيث احتل المرتبة الخامسة بين أعلى مستويات المخاطر من بين جميع عمليات البرنامج البالغ عددها 85 عملية في جميع أنحاء العالم.

وبشأن ظروف عمل البرنامج الأممي، بيّن التقرير أن الديناميكيات السياسية في مناطق سيطرة الحوثيين تسببت في فرض قيود وتأخيرات أثرت سلباً على العمليات والأنشطة الإنسانية ومراقبة الوصول.

كما أن النقص في التمويل الذي برز نتيجة لتغير أولويات المانحين والمنافسة بين عمليات الطوارئ في دول مختلفة، شكّل تحدياً لقدرته في الحفاظ على استمرارية العمليات الإنسانية على نطاق واسع.

ومع أن الأمم المتحدة نددت علناً وفي أكثر من مناسبة بحملة الاعتقالات التي نفذها الحوثيون وطالت أكثر من 70 من العاملين لدى المنظمات الأممية والدولية الإنسانية، إلا أن تقرير الأغذية العالمي تناولها بلغة ناعمة جداً.

وقال البرنامج: إن التوترات الجيوسياسية أدت إلى ارتفاع المخاطر التي تهدّد سلامة الموظفين وسلامة العمليات؛ «ما أدى إلى احتجاز موظف من برنامج الأغذية العالمي وآخرين يعملون في المجال الإنساني».

تقدم كبير

على الرغم من هذه العقبات، يذكر التقرير أن المكتب القُطري لبرنامج الأغذية العالمي أحرز تقدماً كبيراً في عملية إعادة الاستهداف والتسجيل في مناطق سيطرة الحوثيين ومناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً على السواء. وذكر أنه هدف من هذه الجهود ضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، وزيادة شفافية البرامج والمشاريع التابعة له وتعزيز الاستقلالية التشغيلية.

وقال التقرير إن البرنامج استمر في تعزيز قدراته على إدارة المخاطر المؤسسية من خلال الاستثمار في أنظمة وصفها بالفعالة لتعقب وتتبع السلع وتعزيز آليات وأنظمة رقابة متعددة المستويات.

وأشار البرنامج إلى أنه فعَّل مجموعة من استراتيجيات إدارة المخاطر، منها مبدأ «لا توزيع دون رقابة»: لدعم نزاهة البرامج والمشاريع والتخفيف من مخاطر تسرب المساعدات الغذائية وحرفها عن مسارها.

وإلى جانب ذلك، تم إدماج إدارة المخاطر في عملية صناعة القرار التشغيلي من خلال المشاركة الفاعلة لوحدة إدارة المخاطر التابعة للمكتب القطري في لجان الحوكمة، فضلاً عما تلعبه من دور استشاري فاعل.

وأكد البرنامج الأممي أنه تم إيلاء اهتمام وتركيز خاصّين بمراقبة المخاطر وتحديد مدى قبول المكتب التعامل معها، ووضع أدلة ومبادئ توجيهية تشغيلية تشمل مجالات المخاطر الرئيسية، بما في ذلك مجال مراقبة وصول المساعدات، وإدارة بيانات المستفيدين، والتعامل مع الادعاءات والممارسات المحظورة.

وحتى نهاية العام الفائت، أوضح البرنامج أنه تم تنفيذ جميع توصيات المراجعة الداخلية، باستثناء إجراءات الاستهداف والتسجيل التي لا تزال قيد التنفيذ، وقال إن التقييم المؤسسي الطارئ لاستجابة برنامج الأغذية العالمي في اليمن (2019 - 2024) الذي تم إطلاقه عمل على تعزيز أطر المساءلة، وأنه من المتوقع أن تكون مخرجات هذا التقييم خلال العام الحالي.

تقليص المساعدات

وفق التقرير، تجلّت القيود المالية والتشغيلية في الانخفاض الكبير في حجم المساعدات التي يقدمها برنامج الأغذية، فمع تعليق أجزاء كبيرة من العمليات الإنسانية خلال معظم العام، انخفض عدد الأشخاص الذين تلقوا المساعدات بنسبة 44 في المائة مقارنة بعام 2023. كما انخفضت كمية المساعدات الغذائية الموزعة بنسبة 81 في المائة.

وبالإضافة إلى ذلك، انخفضت التحويلات النقدية المقدمة بالدولار بأكثر من النصف. وفي حين أثر ذلك في المقام الأول على الأنشطة في مناطق سيطرة الحوثيين، فقد تأثرت كذلك مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً بانقطاع المساعدات بسبب نقص التمويل، حيث قدّم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية بحصص مخفَّضة لمعظم الأشخاص المستفيدين من المساعدات في جميع أنحاء البلاد.

ونتيجة لنقص التمويل، اضطر برنامج الأغذية العالمي في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي إلى تعليق برنامج الوقاية من سوء التغذية بشكل كامل، ما ترك 2.4 مليون طفل وامرأة وفتاة حامل ومرضع عرضة للخطر دون أي دعم أو مساعدات.

مقالات مشابهة

  • حماس: فوجئنا بأن المقترح الذي نقل لنا يتضمن نزع سلاح المقاومة
  • حماس”: عملية الدهس هي دلالة واضحة على أن المقاومة مستمرة
  • خبير عسكري: هذه رسائل القسام من عودة تفجير المنازل المفخخة
  • الناطق العسكري لكتائب القسام: لا يزال إخوان الصدق في اليمن يصرّون على شلّ قلب الكيان الصهيوني وقوفاً إلى جانب غزة التي تتعرض لحرب إبادة شعواء
  • لماذا اليمن في المرتبة الخامسة عالميًا من حيث المخاطر التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية؟
  • كتائب القسام تعرض فيديو للجندي الأسير عيدان ألكسندر
  • لماذا ترك العرب غزة وحدها؟
  • الجميّل في ذكرى انطلاق المقاومة اللبنانية: على حزب الله تسليم سلاحه
  • القسام تقصف مستوطنة نير إسحاق بمنظومة رجوم قصيرة المدى
  • القسام تقصف مستوطنة نير إسحاق بمنطومة رجوم قصيرة المدى