لماذا تعمدت حماس تسليم الأسيرات الثلاث بساحة السرايا؟
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
قال الإعلامي في قناة الجزيرة تامر المسحال إن اختيار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ساحة السرايا في قلب مدينة غزة لإتمام عملية تبادل الأسرى يحمل دلالات إستراتيجية وسياسية عميقة، وذلك في أول أيام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح المسحال أن اختيار ساحة السرايا -التي تعد من أهم الميادين المركزية في مدينة غزة، وتربط شارعي الجلاء وعمر المختار الرئيسيين- لم يكن عشوائيا، حيث تحولت "هذه المنطقة، التي تعرضت لتدمير واسع خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية، إلى مسرح لعملية تحمل رسائل تحدٍ واضحة".
وأفاد بأن مشهد التسليم في قلب مدينة غزة يمثل ردا عمليا على الادعاءات الإسرائيلية بتدمير قدرات حماس والمقاومة الفلسطينية، كذلك يدل على فشل مخططات الاحتلال التي كانت تهدف لإقامة ثكنة عسكرية مركزية بساحة السرايا، بالتالي تؤكد القسام اليوم أنها تسيطر على المنطقة التي دكها الاحتلال طويلا، وزرع فيها قواته لعدة أشهر بعد أن دمر منازلها على ساكنيها، وهجر الكثير من أهاليها.
وسلط المسحال الضوء على الظهور اللافت والقوي لمقاتلي القسام وهم بكامل عدتهم وعتادهم، وبأعداد غفيرة لتنظيم عملية التسليم، وهذا يعكس فشل مزاعم الاحتلال بقدرته على سحق "حماس" وإضعاف قدرتها خلال 15 شهرا من حرب الإبادة التي شنها على القطاع.
إعلانوقد انتشرت عناصر القسام، وخاصة من وحدة النخبة، في استعراض للقوة يحمل رسائل تحدٍ واضحة.
أما الفشل الذريع للاحتلال، فقد تجلى أثناء عملية التسليم، حيث احتشد الآلاف من سكان غزة، بمختلف الأعمار، وبينهم عائلات شهداء وجرحى لحضور عميلة التسليم، وسط هتافات تحيي المقاومة، وتؤكد مواصلة مساندة أهالي قطاع غزة لها، رغم القتل والدمار الكبير الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية، سعيا منها لحرمان المقاومة من الحاضنة الشعبية الكبيرة في القطاع.
يذكر أن صفقة التبادل تشمل الإفراج عن 3 أسيرات إسرائيليات مدنيات مقابل 90 أسيرا فلسطينيا، منهم 69 امرأة و21 طفلا دون سن 18.
وتضم قائمة المفرج عنهم شخصيات بارزة مثل خالد جرار وعبلة سعدات زوجة الأمين العام للجبهة الشعبية، إضافة إلى شقيقات صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الذي اغتيل في لبنان.
وتمت عملية تسليم الأسيرات عبر الصليب الأحمر الدولي، الذي سيتولى نقل الأسيرات الإسرائيليات إلى الجانب الإسرائيلي مباشرة.
آلية مختلفة
ولفت المسحال إلى أن آلية التسليم الحالية تختلف عن الصفقة السابقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، التي تمت عبر معبر رفح بتنسيق مصري.
وأشار إلى الإجراءات الأمنية المشددة التي تحيط بالعملية، حيث تتولى وحدة "الظل" التابعة لكتائب القسام، وهي وحدة نخبوية متخصصة، مسؤولية تأمين الأسيرات وعملية التسليم، وأضاف أن حماس اشترطت خلو سماء غزة من الطيران الإسرائيلي قبل بدء عملية التسليم.
وتأتي هذه العملية بعد 471 يوما من الحرب، حيث نجحت المقاومة في الحفاظ على الأسرى، رغم كل محاولات الاستهداف الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات عملیة التسلیم
إقرأ أيضاً:
على منصة التسليم.. رسائل “قسامية” للاحتلال ولعائلات الأسرى
#سواليف
** الرسائل دونتها “كتائب القسام” بمراسم تسليم جثامين 4 أسرى إسرائيليين، منها:
“قتلهم مجرم الحرب نتنياهو بصواريخ الطائرات الحربية” “ما كنا لنغفر أو ننسى.. وكان الطوفان موعدنا” “عودة الحرب (تعني) عودة الأسرى في توابيت”أرسلت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، الخميس، حزمة رسائل لإسرائيل، تتضمن ردا على مصلحة السجون وتحذيرا لرئيس الوزراء المطلوب للعدالة الدولية بنيامين نتنياهو في حال قرر استئناف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
تلك الرسائل دونتها “كتائب القسام” على لافتات أثناء عملية تسليم جثامين 4 أسرى إسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تجري في منطقة بني سهيلا بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وسلمت “كتائب القسام” جثامين عائلة بيباس (3 أفراد) وجثمان الأسير عوديد ليفشتس، وقالت في بيان الأربعاء إنهم “كانوا جميعا على قيد الحياة، قبل أن تُقصف أماكن احتجازهم من قبل طائرات الاحتلال الصهيوني بشكل متعمد”.
مقالات ذات صلةوجرت مراسم تسليم جثامين الأسرى الأربعة الإسرائيليين ضمن صفقة التبادل في منطقة بني سهيلا شرق مدينة خانيونس قرب مقبرة سهيلا التي شهدت أحداثاً كثيرة خلال فترة الحرب الإسرائيلية على القطاع. ووضعت المقاومة الفلسطينية الجثامين في توابيت خشبية سوداء كانت قد جهزتها مسبقاً لتسليم الأسرى الإسرائيليين فيها للاحتلال، عبر منظمة الصليب الأحمر الدولية، حيث ستشهد المرحلة الأولى تسليم 8 جثامين من ضمنهم 4 اليوم الخميس و4 جثامين الأسبوع المقبل.
وكان كل جثمان من الجثامين الأربعة في تابوت خشبي باللون الأسود ويحمل اسم الأسير بالإضافة إلى صورة نتنياهو وعبارات باللغة العبرية والعربية “قتلهم نتنياهو”، فيما وضع على مقربة منها صواريخ إسرائيلية لم تنفجر في إشارة إلى القصف الإسرائيلي الذي طاولهم خلال أسرهم لدى المقاومة الفلسطينية.
وكتُب على لافتة في موقع التسليم: “قتلهم مجرم الحرب نتنياهو بصواريخ الطائرات الحربية”، في إشارة إلى مصير الأسرى الإسرائيليين الذين أُسروا أحياء.
في لافتة أخرى، بدت غير معتادة هذا الأسبوع، وضعت المقاومة إجمالي أعداد الشهداء والجرحى الفلسطينيين بالإضافة إلى عدد المجازر الإسرائيلية باللغات العربية والعبرية والإنجليزية، فيما وجهت اتهامات “بالنازية” إلى الحكومة الإسرائيلية. وفيما كانت اللافتة الأبرز هي لصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مع عائلة بيباس حيث كتب عليها بالعربية والعبرية والإنجليزية: “قتلهم مجرم الحرب نتنياهو بصواريخ الطائرات الحربية”، فيما وضعت المقاومة أسفل المنصة لافتة أخرى حملت رسالة: “ما كنا لنغفر أو ننسى.. وكان الطوفان موعدنا”.
وردا على رسالة مصلحة السجون، كُتبت على المنصة في منطقة بني سهيلا، الخميس: “ما كنا لنغفر أو ننسى.. وكان الطوفان موعدنا”.
وتشير القسام بذلك إلى أن “طوفان الأقصى” جاء ردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ عقود بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وباللغات العربية والعبرية والإنجليزية كتُب على منصة التسليم: “عودة الحرب (تعني) عودة الأسرى في توابيت”.
وترد القسام بتلك الرسالة على أحاديث رسمية إسرائيلية متواترة عن احتمال عدم بدء مرحلة ثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، واستئناف الإبادة الجماعية في غزة.
كما كُتب على لافتة “كمين الفراحين ليس نزهة.. بل محرقة”، في إشارة إلى كمينين نصبتهما كتائب القسام لقوات إسرائيلية في منطقة الفراحين شرق مدينة خان يونس.
ويعود الكمين الأول إلى 12 فبراير/ شباط 2024، وقتل خلاله قائد الكتيبة 630 احتياط ونائب قائد سرية وجندي، إضافة إلى العديد من الجرحى.
أما الكمين الثاني فيعود إلى 5 أغسطس/ آب من العام نفسه، وأدى إلى قتل وإصابة جميع أفراد القوة الإسرائيلية المتوغلة، وفق القسام آنذاك.
ولمنطقة بني سهيلا التي يجري فيها تسليم الأسرى خصوصية، إذ اجتاحها الجيش الإسرائيلي لمدة 4 أشهر على فترات، وقام بنبش القبور وقتل فلسطينيين، بحثا عن جثامين أسرى إسرائيليين، لكنه عجز عن العثور عليهم.
وفي تأكيد على عجز إسرائيل عن القضاء على قدرات “حماس” العسكرية تماما، يظهر في موقع تسليم الأسرى عناصر ملثمة من كتائب القسام، يرتدون ملابس عسكرية ومدججين بالسلاح.
وفي إشارة إلى جرائم إسرائيل، يحضر عملية التسليم فلسطينيون فقدوا أطرافهم جراء حرب الإبادة الإسرائيلية، إضافة إلى أسرى محررين من سجون إسرائيل.
وباللغات الثلاث أيضا كُتب على لافتة ضخمة الخميس: “النازية الصهيونية في أرقام”، مع رصد رقمي لضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.
وعلى السياق الميداني، شهدت مراسم التسليم ظهور مئات المقاومين من مختلف الأذرع العسكرية المحسوبة على الفصائل الفلسطينية، فضلاً عن أسلحة إسرائيلية تم الحصول عليها خلال يوم هجوم 7 أكتوبر 2023 أو خلال حرب الإبادة الإسرائيلية. وشهد هذا الأسبوع من عملية التسليم، ظهور أسرى محررين أبعدهم الاحتلال إلى غزة شاركوا في حضور مراسم تسليم جثامين أسرى الاحتلال الأربعة شرق خانيونس، بعضهم من الضفة الغربية والقدس والأردن. وأطلقت كلمات عدة كان من أبرزها كلمة باللغة الإنجليزية وجهت فيها المقاومة الفلسطينية رسائل عدة كان من أهمها حجم المجازر الإسرائيلية التي ارتكبها الاحتلال طوال فترة الحرب ولجوء الاحتلال إلى قتل أسراه.