أكد رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان مساعد وزير الخارجية الكويتي لحقوق الإنسان السفير طلال المطيري اليوم الأحد ضرورة إنهاء احتلال الأرض الفلسطينية والإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مشددا على أنه “لا يمكن السكوت أمام وضع مستمر في التدهور ضحيته الإنسان الفلسطيني”.

جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير المطيري لدى افتتاح أعمال الدورة ال52 للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان بمشاركة الجهات الحكومية المعنية في الدول الأعضاء ومنظومة العمل العربي المشترك والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني المتمتعة بصفة مراقب.

وقال السفير المطيري إن اجتماع اليوم يعقد وقد مر 55 عاما على إنشاء اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان مبينا أن هذا “يلقي على عاتق أعضاء اللجنة مسؤولية تعزيز المرجعيات والحفاظ على المكتسبات وتنسيق المواقف والنهوض بالشراكات وتوحيد الصف والتصدي للتحديات”.

وأضاف “نلتقي وقد اقتحم المستوطنون -وما زالوا- باحة المسجد الأقصى نلتقي والاعتداءات على القرى الفلسطينية متواصلة نلتقي ومشاعر الكراهية الدينية تتزايد على نحو مقلق نلتقي وأطفالنا عرضة لما من شأنه المساس بقدسية مؤسسة الأسرة”.

وأكد في هذا السياق أن “التهديدات كبيرة والتحديات جسيمة ولا خيار أمامنا سوى توحيد الكلمة والتحرك على نحو منظم ومنسق والمبادرة دوليا بطرح مشاريع قرارات تخدم أولوياتنا ومصالحنا وعقد ما نراه من فعاليات على هامش المحافل الكبرى لعرض جهودنا وطرح مرئياتنا وأولوياتنا”.

وأشار إلى أن جدول أعمال الدورة الحالية يترجم مختلف الشواغل العربية مشددا على أن فلسطين كانت وما زالت وستظل أولوية الأولويات في ظل ما تشهده من انتهاكات متواصلة على يد الاحتلال الاسرائيلي فيما طالب قوة الاحتلال بأن تنهي فورا احتلالها للأرض الفلسطينية وأن تفرج فورا عن جميع المعتقلين الفلسطينيين وجثامين الشهداء.

وتابع “هذا صوت العقل وصوت المنطق وصوت القانون الدولي” مؤكدا أنه يجب على المجتمع الدولي ضمان المساءلة والحد من الإفلات من العقاب والتحدي الصارخ للشرعية الدولية.

وأكد المطيري أنه “لا يمكن السكوت أمام وضع مستمر في التدهور ضحيته الإنسان الفلسطيني ولا يمكن السكوت أيضا أمام تطاول البعض في الغرب على المصحف الشريف معربا عن إدانته واستنكاره لهذا الفعل المشين والعمل المستفز والتصرف غير المقبول.

ورحب في هذا الإطار بالقرار الصادر في 11 من يوليو الماضي عن مجلس حقوق الإنسان في (جنيف) الذي يدين صراحة تدنيس القرآن الكريم ويرفض على نحو قاطع هذه الأفعال مثمنا الجهد العربي في هذا الشأن.

وقال إن “حديثنا عن أرضنا المسلوبة في فلسطين وعن المصحف الشريف وما يتعرض له من تدنيس يقودنا لأمر جلل يمس الفطرة والوحدة الطبيعية للأسرة”.

وتابع “نحن أرض الحضارات نحن مهد الديانات نحن الأكثر إيمانا بكرامة الإنسان وعلينا نحن أن نتصدى قانونيا وسياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا لأي مد يهدد مجتمعنا وأسرتنا على النحو الذي ارتضاه لنا ديننا”.

وأشار إلى أن هذه بعض من القضايا المطروحة على أعمال الدورة وتضاف إليها قضايا الاتجار بالبشر والتحولات المناخية .

ونوه المطيري بانضمام سلطنة عمان إلى الميثاق العربي لحقوق الإنسان مؤكدا أنه قرار حكيم وتوجه سليم وإضافة نوعية لهذه الوثيقة المرجعية.

ودعا الى تنسيق وتوحيد الجهود العربية للتصدي لكل ما يهدد المجتمع والأسرة والفطرة السليمة قانونيا وسياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا.

ولفت إلى الفعاليات المصاحبة للذكرى ال75 للاعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي مقدمتها “حملة تحفيز التعهدات” التي تشجع الأمم المتحدة من خلالها الدول على تقديم ما يصل إلى خمسة تعهدات أساسية يتم إبرازها خلال منتدى جنيف رفيع المستوى ديسمبر المقبل قائلا “نشجع بقوة المجموعة العربية بأن تسهم في هذا الشأن على نحو يمكنها من مسايرة الركب”.

ومن جهتها قالت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية هيفاء أبو غزالة في كلمتها ان التحديات في قضايا حقوق الإنسان أضحت “متعددة ومتنوعة ودقيقة فمنها ما يمس ديننا ومنها ما يمس أمننا واستقرارنا ومنها ما يمس قيمنا المجتمعية ولا خيار أمامنا سوى العمل الجاد”..

وأشارت أبو غزالة إلى أن “الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال محروم من أرضه وإنسانيته وأبسط حقوقه والكتب السماوية تحرق وتدنس نهارا جهارا بحجة حرية التعبير ومؤسسة الأسرة والزواج تجابه مفاهيم دخيلة على مجتمعنا العربي مهد الديانات وموطن الحضارات”.

كما اكدت ان الأزمات الداخلية ببعض البلاد العربية وما يرافقها من نزوح يفاقم معضلة بيع الإنسان مشيرة إلى ان “هذه الجريمة الشنعاء جريمة الاتجار في البشر وما يتولد عنها من استغلال للمرأة والفتاة”.

وشددت أبو غزالة على أن مجابهة هذه التحديات تقتضي مضاعفة الجهد ووحدة الصف وتوحيد الكلمة وتعزيز التعاون والتشبيك وإيلاء الأهمية القصوى للتدريب وبناء القدرات.

وأعربت عن الشكر إلى المجموعة العربية بمجلس حقوق الإنسان لما تبذله من جهد لنصرة القضايا العربية وإعلاء لقيمنا النبيلة داعية إلى مزيد من التنسيق بين اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان ومجلس السفراء العرب في جنيف.

وتناقش اللجنة على مدى ثلاثة أيام مشروع جدول أعمال يتضمن 12 بندا منها التصدي للانتهاكات والممارسات الاسرائيلية العنصرية في الاراضي العربية المحتلة وملف الأسرى والمعتقلين العرب في السجون الاسرائيلية إضافة إلى جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب المحتجزين لدى سلطات الاحتلال في مقابر الأرقام.

كما تناقش اللجنة سبل حماية الفطرة السليمة والقيم الإنسانية النبيلة عبر صد مفاهيم دخيلة على المجتمع العربي تمس قدسية مؤسسة الأسرة والزواج بين ذكر وأنثى وتأثير التحولات المناخية على التمتع بحقوق الإنسان بالإضافة إلى متابعة الأنشطة المزمع عقدها تخليدا لمرور 75 سنة على اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكذا مرور 20 سنة على اعتماد الميثاق العربي لحقوق الإنسان.

ومن المقرر أن ترفع التوصيات الصادرة عن اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان في دورتها ال52 إلى الدورة العادية القادمة ال160 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري في سبتمبر المقبل للنظر في اعتمادها.

المصدر كونا الوسومالجامعة العربية حقوق الإنسان

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: الجامعة العربية حقوق الإنسان اللجنة العربیة الدائمة لحقوق الإنسان حقوق الإنسان على نحو فی هذا

إقرأ أيضاً:

مشيرة خطاب تكشف عن تحد كبير يواجه ذوي الهمم هذه الأيام

انطلقت فعاليات الجلسة الافتتاحية لاحتفال المجلس القومي لحقوق الإنسان برئاسة السفيرة مشيرة خطاب، باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والعمل على دعم تمكينهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والرياضي، بما يتماشى مع أهداف الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والمنعقدة بأحد فنادق القاهرة الكبرى.

وأكدت السفيرة مشيرة خطاب، أن اجتماع اليوم بالغ الأهمية لمعرفة مقترحات ورؤية الحضور والمشاركة في الارتقاء بأوضاع الأشخاص ذوي الهمم، وكيفية دعم الجهود المبذولة من الدولة لحصولهم على حقوقهم كاملة.

وأشارت "خطاب" خلال كلمة لها إلى أن المجلس القومي لحقوق الإنسان دوره رفع الوعي فيما يخص قضايا الأشخاص ذوي الهمم، مؤكدة أن الدستور المصري كفل الحقوق للجميع دون تمييز بما فيه ذوي الهمم.

ولفتت إلى أن كود البناء يمثل واحدة من التحديات التي تواجه ذوي الهمم، مطالبة بمراعة هذا الأمر عند البناء، موضحة بأن المشكلة كانت بارزة في المباني القديمة.

يشارك في الجلسة الافتتاحية الدكتور طلعت عبد القوي رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية والمهندسة أمل مبدى، رئيس اللجنة البارالمبية المصرية.

كما يشارك في الاحتفالية جمع كبير من ذوي الهمم ورؤساء وممثلي الأحزاب السياسية، إضافة لعدد من الجمعيات والوزارات المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

مقالات مشابهة

  • “الحصيني”: أجواءٌ من باردة لباردة جداً على معظم الجزيرة العربية.. والرياض تسجّل 5 ْمئوية
  • وزارة الخارجية تحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان
  • حمدان بن محمد يعتمد تشكيل مجلس إدارة “القيادات العربية الشابة”
  • وزارة الخارجية تحتفل باليوم العالمى لحقوق الإنسان
  • مشيرة خطاب تكشف عن تحد كبير يواجه ذوي الهمم هذه الأيام
  • اسحاق حجار أول جزائري يشارك في “الفورمولا1”
  • مدرب منتخب العراق: مجموعتنا صعبة في “خليجي 26” ولا يمكن التكهن بنتيجتها
  • “شلقم” يحذر الدول العربية من “سقوط مأساوي”
  • العرفي: يمكن البناء على “مبادرة خوري”
  • “تعليم مكة” يختتم الملتقى التعريفي بحقوق الطفل وواجباته بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان