شكراً غزة .. !
نعم أنتِ من تستحقين الشكر!
شكراً لك فقد هزمتِ الأعداء ..
وكشفتِ العملاء ..
وأتحتِ الفرصة لكل ذي نخوة وشهامة أن يثبت نفسه ويلتحق بركب الشرف ويقدم نموذجاً للصمود والإرادة التي لا تقهر ..
وكما يقال ترك الفرصة غصة!
شكراً غزة !
فقد كشفت لنا الوجه الحقيقي لحقوق الإنسان في هذا العالم، وكشفت حقيقة مجلس الأمن الدولي، ومحكمة العدل وغيرها من المنظمات المزيفة.
شكراً غزة !
فقد استفززتِ الغيرة والنخوة ..
والطاقات والإبداع والعزيمة ..
فخرج جيل من أبناء العرب والمسلمين يدمر أساطير سلاح… ويخلق أساطير سلاح جديدة ..
ليعاد تعريف الشرف ومعاني الرجولة !
شكراً غزة !
ففي الوقت الذي سفك الدم المسلم العربي ..
سطعت ألوان التصهين ..!
وزاد مستوى التلوّن ..!
فاستقدم البعض الراقصات ..
ومن مكان ما انطلقت الصواريخ والمسيرات ..
وتفجرت الطاقات ..
وأمام الموت ثبت الأبطال ثبات الجبال الراسيات ..
قصف المدرعات.. تثبيت العبوات.. هروب البارجات ..!
وكانت جولة ستتلوها جولات !
شكراً غزة ..!
فقد عاد العدو خائباً منهزما ..
بعد أن أعلنه العالم مجرما ..
يلملم شعث جيشٍ قهر قهراً
وأمنٍ واستخباراتٍ ضربت تترا
اليوم يا غزة .. بات لنا ما نسجله في تاريخنا ونخبر به أبنائنا ونربي عليه اجيالنا .. فلك الشكر ولك النصر ولك الفخر ..
شكراً غزة !
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله: تلك الأيام .. الستينات
و(أوقفوا الأرض .. أريد أن أنزل) و
(أليس لم تعد تعيش هنا. لقد ماتت وذهبت إلى الجنة. وهي الآن في نيو يورك شارع 1360)
(آه يا أبي. لقد خنقتك أمي وعلقتك في الدولاب
وكم أنا حزينة لذلك)
وهذه كلها هي أسماء مسرحيات كانت تدوي في مسارح العالم أيامئذ
في الستينات وكان المسرح ينافس السينما
و.. أستاذ
تسأل كم عمرنا؟
نحن عشنا تلك الأيام
وأيامها كنا نشاهد فريق المجر. وديستيفانو. وبوشكاش وجارنيشيا و … الأسيد والدحيش وجكسا وطه حمدتو. المذيع الذي يسكر الناس إلى درجة أن الناس كانوا يحملون الراديو داخل الأستاد ليسمعوه وهو يصف المباراة التي يشاهدونها بعيونهم
ونتابع باندونق وتيتو وناصر وماو. وكابلي حين يغني لباندونق يصبح جزءا من هؤلاء
وفي الهجاء أيام الحرب الباردة كانت صحافة الخرطوم تشارك … وستالين يقول للناس عن أرملة لينين ردا على انتقادها له
:: إذا لم تكف هذه المرأة عن حديثها هذا فإن الحزب سوف يقوم بتعيين أرملة أخرى للرفيق لينين
مسرحيات وكورة وكتب والجنيه له جلال وسطوة و …
لكن مسرحيات الزعماء العرب كانت أكثر إثارة
وناصر يشتم فيصل .. وراديو القاهرة يقدم شتائم محمد سعيد لحاكم العراق.
وناصر يحدث المجلس عن الشيخ أبو رقيبة (يقصد الرئيس بورقيبة) ويدعو الملك حسين … ود الملكة زين ..
ويدعو ملك السعودية … ملك الجواري
ويرسل جيشه لقتال السعودية في اليمن
وحميد الدين أمير اليمن يقطع العلاقات بين اليمن ومصر بقصيدة من بحر الرجز
نهدت يمينا ناقتي وقصيدي
وبعدت عن فرعون كل بعيد
وحميد الدين يقدم عرضا شديد البشاعة. ويومي
فالإعدام هناك كان ينفذ علنا والحشد حول الميدان .. والجلاد يغمز الشخص الذي يقدم للإعدام بطرف السيف .. والتعس هذا يركض حول الميدان والدم يتدفق منه الجلاد يتبعه متمهلا ليغمزه مجددا … و … والمسكين حين ينهار يجثو على ركبتيه ويمد عنقه
والزمان لا ينتهي حتى يصبح الجلاد هذا نفسه ضحية يطارده جلاد كان هو نائبه ..
والجماهير تستمتع بمشهد ميدان اليمن ومشهد ميدان شتائم الزعماء وتصفق لعبد الناصر بلعاب سائل حتى صعقتها هزيمة 67 ….
ليأتي مشهد الشعب السوداني
……..
والخرطوم تدعو عبد الناصر
وتستقبله بصورة تجعل الصحافة الغربية تقول في دهشة عارمة
(الخرطوم تستقبل ناصر المهزوم إستقبال الفاتحين)
لكن السودان كان يعلم أن الهزيمة القاتلة هي .. أن تنهار الروح في الأمة …
……..
(٣)
ونوع من الإنهيار كان يضرب العالم كله .. ويجعل العالم (يبيح) كل ما كان محظورا في الزمان كله
واليأس كان شيئا يقدم في كتابات مسكرة و … في الطريق العام الميني جوب كان يظهر يومئذ
ومسرح العبث الذي يقول للناس إنه لا فائدة لا أمل .. لا إله لا حساب …لا ..
والدنيا سجارة وكأس
ونزار يشتهر لأنه يقدم العري شعرا جميلا
….. ومسرحية (في إنتظار جودو) كان ما يجعلها شهيرة هو هذا
(والمسرحية هذه ما فيها هو أن كل أحد أمام كل مشكلة ينتظر السيد جودو .. الذي يقدم الحل
وجودو يظهر فى نهاية المسرحية
وجودو كان رجلا دون رأس …)
وفي أمدرمان كان الشأن ذاته مضمخا بعرق الموردة …
ومسرح أمدرمان يستضيف المغني الزنجي بول روبسون
والفيتوري يكتب قصيدة تقول
يا بول روبسون
عندما تغني .. تتجمع في الأفق سحابة
وتشيح نيو يورك كآبة
لأن غناءك يجلدها .. ويعريها
بحار السفن الغرقى حول موانيها
اللون الداكن فى لوحات الرسامين
اللحم الساخن والسكين …)
والمسرح في الجامعة يقدم (المغنية الصلعاء)
والهرج هذا كله نعوج به أفواهنا عشان ما يقولوا إننا متخلفين
بينما نحن في الحقيقة كنا خارج العالم
فبينما نحن غارقون في هذا كانت إسرائيل تعد السلاح والتدريب والخطط لطحننا عام 67…
(٤)
حتى صوت النذير كنا نطرب له ونرقص بدلا من أن يجعلنا نستيقظ
ففي الأيام ذاتها …. بعلم أو بغير علم … كان توفيق الحكيم يكتب (طريد الفردوس) وهي رواية عن شخص يلزم غرفته شبابه كله …. ذكرا وصلاة .. ولا يخرج للعالم
ويموت …
وحارس الجنة يقول له/ بعد مراجعة كتابه/ أنه ليس من أهل الجنة
والرجل .. حزينا يذهب إلى النار …. وحارس النار يخبره أنه ليس من أهل النار
والحل؟؟
الحل هو أن يعود إلى الدنيا .. ويعاركها.
والرجل الذي يجد نفسه في شوارع القاهرة يمشي مذهولا ويسأل الناس عن الفردوس … أين هي
ويقودنه إلى بار الفردوس .. وهناك يصبح هو حارس البار
و …. و
ثم يتوب .. ويعود إلى الأذكار مشبعا بمعرفة الدنيا
الحكيم يقول إننا لا نحن عرفنا الدنيا .. ولا نحن عرفنا الآخرة
كانت الستينات هي هذا الركام
وما بين عام 2011 واليوم نحن نكرر هذا
كل الفرق هو أن أيام الستينات كنا نكرع الخمر
والآن نكرع الحنظل.
إسحق أحمد فضل الله
الوان