الأسبوع:
2025-01-19@18:45:21 GMT

البكالوريا.. و"هموم" الثانوية

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

البكالوريا.. و'هموم' الثانوية

"هذه سنة كبيسة مليئة بالضغوط والهموم".. جملة يرددها الآباء والأمهات وهم يتنفسون الصعداء، بمجرد اجتياز ابنهم الثانوية العامة بنجاح حتى لو كان المجموع منخفضا، فمنذ عشرات السنوات كان ومازال هذا العام الدراسي له وقع خاص على البيوت والأسر التى تعلن فيه حالة الطوارئ، وتشد الحزام توفيرا لنفقات الدروس الخصوصية التى تتجاوز عشرات الآلاف من الجنيهات.

بكاء وعويل الطلاب فور الخروج من لجنة الامتحان الذى جاءت أسئلته صعبة ومعقدة، وساعات عصيبة يقضيها أولياء الأمور انتظارا ولهفة للاطمئنان على أبنائهم وعلى أدائهم فى الامتحان أو انتظارا للنتيجة، مشهد الأمهات الجالسات على الأرصفة حول المدارس وأمام اللجان، تحت قيظ شمس يوليو الحارقة، وهن يتضرعن للمولى عز وجل أن يوفق فلذات أكبادهن ويكلل تعب الأسرة كلها بالنجاح، هو مشهد استفز مشاعري كثيرا، وتساءلت ألم يحن الوقت للخلاص من هذا الرعب وهذه الأوجاع التى تعيشها أسر طلاب الثانوية العامة؟

قلت مرارا إن الضغط النفسي والذهني الذى يتعرض له الطلاب وآباءهم أعتقد أنه ليس له مثيل فى أى نظام تعليمي آخر، ناهيك بالطبع عن الاستنزاف المادى الذى يتعرض له كل بيت لديه طالب فى الثانوية العامة.

فالإنفاق على الدروس الخصوصية لطالب الثانوية العامة، هو انفاق من نوع خاص، ويستغل أباطرة الدروس الخصوصية سنويا هذا الحدث لاستنزاف جيوب أولياء الأمور حتى تعدى إجمالي ما ينفق على الدروس الخصوصية خلال العام الدراسي الواحد ما يزيد على عشرة مليارات جنيه سنويا.

قبل أيام قرأت تعليقا لرئيس الوزراء حول نظام الثانوية العامة لخص فيه كل الهموم التى يتعرض لها الطلاب وأولياء الأمور، عندما قال "الكل يشتكي من منظومة الثانوية العامة، شيء قاس بالنسبة لي كمسؤول وكأب، وكل سنة يطلع خبر انتحار بسبب إخفاق في الثانوية العامة، وانهيار نفسي وعصبي".

كنت قد كتبت فى هذه المساحة من قبل وقلت، للأسف يبدو أنه لا خلاص من هذه الدائرة المفرغة ولا مفر من هذا الاستنزاف المادي والنفسي للطلاب وذويهم، فلم تزد كل محاولات تطوير الامتحانات إلا تعقيدا للمشهد دون بارقة أمل للخروج من هذا الكابوس، وللأسف تمتد مأساوية المشهد إلى يوم إعلان النتائج، الذى غالبا ما نسمع فيه عن حالات انتحار، وحزن يسيطر على البيوت خاصة مع حصول الطالب على درجات متوسطة أو ضعيفة لا تؤهله للدخول إلى الكلية التى يحلم بها، فيضطر الى إعادة الكرة من جديد والتقدم إلى جامعة خاصة، وبالتالي الدخول إلى دائرة جديدة من الاستنزاف المادي.

وقتها قلت أيضا: إلى السادة القائمين على أمر امتحانات الثانوية العامة.. رفقا بأولياء الأمور وكفاكم تعقيدا، طالبت بذلك فى كل موسم امتحانات للثانوية العامة، وعندما أعلن وزير التعليم منذ أسابيع عن نظام جديد للثانوية العامة تحت اسم "شهادة البكالوريا" تمنيت أن يكون ذلك بادرة وخطوة على طريق وضع حد لهموم وأوجاع البيوت جراء مشكلات الثانوية العامة.

النظام الجديد يخضع الآن للحوار المجتمعي، ونتعشم أن يخرج بمخرجات تخدم العملية التعليمية خلال المرحلة الثانوية، وأن يزيح عن كاهل الأسر المصرية أعباء ثقيلة تحملوها على مضض خلال السنوات الماضية، وتمنى أيضا البحث عن اسم آخر للنظام الجديد فالبكالوريا كانت بنت زمانها، ومتوافقة مع مسميات عصرها، وبالتأكيد فإن العقول المبدعة لن تعجز عن وجود اسم يتناسب مع المرحلة ومع نظام تعليمي يتطلع للأفضل.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الثانویة العامة الدروس الخصوصیة

إقرأ أيضاً:

مسئول اتحاد أمهات مصر تكشف عن تخوفات أولياء الأمور من نظام البكالوريا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عبرت عبير أحمد، مسئول اتحاد أمهات مصر، عن رؤية عدد من أولياء الأمور، مؤكدة أن هناك بعض المميزات في نظام البكالوريا، وهناك بعض التخوفات لدى أولياء الأمور.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية عبر "سبيس" على منصة "أكس" حول نظام البكالوريا الجديد عقدتها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
وأشارت إلى أن من المميزات تقليل عدد المواد مما يقلل تشتت الطالب مقارنة بالنظام القديم للثانوية العامة ويساعده على التحصيل أكثر والتركيز أكثر.
وأضافت أن نظام التحسين وأن الطالب أمامه فرصتين يقلل الضغط النفسي على الطالب ويساعده، مشيدة بما قيل عن أن النظام الجديد سيقضي على الدروس الخصوصية بأنه سيكون إنجازا كبيراً.

وأوضحت أن النظام الجديد أظهر أن أولياء الأمور لديهم وعي ويرغبون في التطوير، مؤكدة أن هناك تخوف لدى أولياء الأمور من النظام الجديد بخصوص التحسين خوفا من ارتفاع التنسيق في القبول بالجامعات.
وأشارت إلى أن من ضمن التخوفات ما أثير بشأن إضافة مادة التربية الدينية، خاصة وأنه ليس هناك تكافؤ بين الطلاب، موضحة أنه من الأفضل أن تكون مادة نجاح ورسوب فقط، 

ولفتت إلى أنه من ضمن التخوفات أن النظام الجديد والمسارات الجديده تحتاج مدرسين لديهم الخبرة للعمل عليه، وكذلك ما يخص تدريس مادة البرمجة.

أدارت الحوار خلال الجلسة إسراء طلعت - عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشارك فيها كمتحدثين الدكتور حسام بدراوي، أحد المشاركين في جلسة الحوار المجتمعي لوزارة التربية والتعليم حول نظام البكالوريا، وشادي عبدالله، متحدث وزارة التربية والتعليم، والدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، وعبير أحمد، مسئول اتحاد أمهات مصر، والدكتورة رغدة محمود، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بمشاركة عدد من أعضاء التنسيقية والجمهور.

مقالات مشابهة

  • وزير التربية والتعليم: الثانوية كانت «كابوس» في البيوت المصرية وهذه مزايا نظام البكالوريا
  • متحدث التعليم: نظام البكالوريا بديل الثانوية ما زال في مرحلة الحوار المجتمعي
  • نظام البكالوريا الجديد.. دليلك الشامل لمعرفة بديل الثانوية العامة
  • رضا حجازي: البكالوريا نظام تعليمي مختلف عن الثانوية العامة.. ويجب أن تكون فلسفة التغيير تأهيل الطالب لسوق العمل
  • البكالوريا المصرية.. نواب: تعهد الحكومة بتطبيق توصيات الحوار المجتمعى ينهي متاعب الثانوية العامة
  • مسئول اتحاد أمهات مصر تكشف عن تخوفات أولياء الأمور من نظام البكالوريا
  • خبراء: نظام الثانوية الجديد يتطلب مزيدا من الدراسة لمواكبة سوق العمل
  • «البكالوريا» بديل الثانوية يثير الجدل.. الحكومة تعتبره الطريق لتحقيق نهضة تعليمية والبعض يطالب بدراسته (ملف خاص)
  • خبير تربوي عن نظام البكالوريا: بداية النهاية لظاهرة الدروس الخصوصية