الأسبوع:
2025-04-22@09:48:51 GMT

الصمود انتصار

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

الصمود انتصار

يمكننا أن نعدد عشرات الأسباب والشواهد التي تدلل على أن المقاومة الفلسطينية انتصرت على العدو الإسرائيلي، رغم كل عمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبها في غزة، ورغم هذا الدمار الهائل وغير المسبوق في التاريخ الذي قتل فيه مجرمو الحرب كلَّ أشكال الحياة في قطاع غزة بحثًا عن تحقيق انتصار وهمي على أبطال الصمود.

ولكن 470 يومًا في تاريخ أمتنا العربية هي الشاهد الأعظم على أن الصمود وحده هو الانتصار، رغم كل الدمار، ورغم تحالف الظلم والجبروت والكذب والخداع الذي جمع كلَّ العالم تقريبًا ودون مبالغة في مواجهة 30 ألف مقاتل.

علينا أن نبدأ مع علماء الاجتماع دراسةَ الإجابة على أسئلة من نوع: كيف لم ينكسر هؤلاء؟!!.. ومن أين أتوا بكل هذا الصمود الذي لا يمكن أن يخضع لتقييم العقل أو معايير العلوم العسكرية أو السياسية أو النفسية؟!!.. فعلى الرغم من مئات الآلاف من أطنان القنابل التي أُلقيت على أصغر ميدان حرب في التاريخ والتي استقبلها الأبطال برؤوسهم، وصدورهم، وأولادهم، وإخوتهم، وأخواتهم، وزوجاتهم، وآبائهم، وأمهاتهم، ومعلميهم، وعلمائهم، وقادتهم، وزروعهم، وطيورهم، وكل ما هو حي على أرضهم، فإنهم أقبلوا واستُشهدوا وما بقي منهم شاهد على هذا الجحيم، لم يرتعدوا ولم يتوارَوا ولم يتخفَّوا من جحيم العالم الذي فتحه اليهود، وتفرج عليه الأهل وشركاء الدين والوطن وكأنهم يفرحون ويمرحون لأن رموز الصمود والتحدي والرجال يموتون ليبقوا هم بلا وصف في كتب اللغة في استمتاعهم وتلذذهم بتقبيل أيدي المجرمين.

الصمود الذي كان عنوانًا في 470 يومًا، لابد أن التاريخ خصص له صفحات لم يكتب فيها أحدٌ من قبل، بل كتبت فقط المقاومة الفلسطينية بأسطر من نور أسماءَ شهداء وأبطال تحت الأرض وفوق الأرض جوعى ومرضى، ولكنهم أقوياء كالصخور لا تجرؤ أطنان القنابل على أن تكسر صمودَهم أو رجولتهم. إنه الإيمان بالتاريخ والوطن، وقبل ذلك وفوق كل ذلك الإيمان بالله.

الدرس الذي تعلَّمناه من الأبطال، أن الأوطان لا يحميها إلا الرجال، وأن التاريخ تصنعه المقاومة، وأن الحقيقة هي أن الانتصار هو الصمود، وأن الهزيمة هي الانكسار. والوجوه التي خرجت تفرح وترفع رايات النصر من بين أنقاض غزة لابد أن يسجل من تحت أقدامها رواةُ العصر آلافَ الروايات، وملايين الحكايات التي تسطر كيف أن طفلًا لم يتجاوزِ العاشرة من عمره يتحدى أحط مجرمي العالم، رغم أنه فقد الأب والأم والعائلة، وكيف أن الرعب كان يقتل نتنياهو وأتباعَه رغم أنهم يملكون أقوى وأحطَّ أسلحة الكون.. الروايات سوف تتحدث عن الصخور والأنقاض كيف حمت واحتضنت ضلوعَ أبطال ظلوا يتربصون ويختطفون من الموت لحظات ذهبية كي يقتلوا عدوًّا قبل أن يسلموا أرواحهم إلى خالقها.

سوف تحكي روايات غزة أن العالم، كل العالم، قد تواطأ لكي يقتل أطفالنا هناك جوعًا ومرضًا وحصارًا، ولكنِ الحقيقة أن إسرائيل قد سلَّمت بكل ما أراد الأبطال، فلم يقتلوا حماس ولم ينهوها ولم يقضوا عليها، بل باعترافهم تجددت حماس.. ولم يخرجوا كثيرًا ببنادقهم، بل تجرَّعوا الذل والمهانة حتى يتسلموا أسراهم.. ولم يمكثوا كملوك بني إسرائيل في أرض غزة، بل انسحبوا صاغرين.. ولم يغيِّروا خريطة الشرق الأوسط، بل ستغيِّر الانقسامات حكومةَ مجرم الحرب، وتضعه في قاعات الزنازين بدلًا من كرسي الحكم. إنه الصمود الذي يعني انتصارًا.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

مدرب بيلباو: تسديدة فالفيردي الاستثنائية كسرت صمودنا

أثنى إرنستو فالفيردي مدرب أتلتيك بيلباو، على أداء فريقه رغم الخسارة القاتلة أمام ريال مدريد، بهدف نظيف في الليجا، مؤكدا أنهم حاولوا الصمود.

مدرب بيلباو: تسديدة فالفيردي الاستثنائية كسرت صمودنا

وظل التعادل السلبي، قائما بين الفريقين، حتى الدقيقة (90+3) عندما أطلق فيدي فالفيردي، قذيفة مميزة سكنت شباك بيلباو، مساء الأحد.

وقال فالفيردي في المؤتمر الصحفي "حاولنا الصمود وتقديم مباراة مفتوحة أكبر وقت ممكن، رغم أننا لعبنا الخميس الماضي في الدوري الأوروبي".

وتابع "حاولنا تطبيق الضغط العالي مرات عديدة، والريال كان خطيرا في الهجمات المرتدة".

ونوه "نجحنا في الصمود، ولكننا استقبلنا هدفا في الأمتار الأخيرة من لعبة فردية رائعة من فيدي فالفيردي".

كما أشار فالفيردي إلى أن "الأهداف تأتي دائما من موقف ما"، وأن لاعبيه "أرهقوا تماما" في الوقت الذي جاء فيه هدف فالفيردي من "تسديدة استثنائية".

وأقر مدرب بيلباو أيضا، بأنه خطط للمباراة "من وجهة نظر دفاعية"، بينما لم يكن له "خيارات كثيرة" في الجانب الهجومي.
 

مقالات مشابهة

  • توحيد الصف الفلسطيني أساس الصمود
  • منتخب مصر للبوتشا يكتب التاريخ بميداليتين في بطولة العالم بالبحرين
  • لأول مرة في التاريخ .. عراقي مرشح لمنصب بابا الفاتيكان المقبل
  • جون سينا يصبح أكثر مصارع فوزًا بلقب WWE عبر التاريخ
  • مدرب بيلباو: تسديدة فالفيردي الاستثنائية كسرت صمودنا
  • سياسي يهودي: “حماس مثل مانديلا… وصمونا بالإرهاب ثم أنصفه التاريخ”
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما
  • عُمان وروسيا والتاريخ الذي لا ينتهي
  • قصة الإمبراطورية التي تأكل نفسها
  • حمدان بن محمد: فخورون بفرق عمل «الإمارات لتموين الطائرات» الذي يعكس تفرد منظومة الطيران في دبي