الأسبوع:
2025-04-16@19:46:08 GMT

الكبيرة مصر

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

الكبيرة مصر

ورغم أنف كل من زايدوا علي الموقف المصرى من حرب غزة، جاءت الأنباء أخيرًا بإعلان خطة وقف إطلاق النار برعاية مصرية لتنهي معاناة هذا الشعب الأعزل التى طالت، لم تبخل مصر يومًا عن الأشقاء هناك بأي دعم تقدر عليه منذ اليوم الأول للحرب، تحملنا تطاولات كثيرة وافتراءات عديدة، ولكن ذلك لم يثننا عن دورنا المحتوم لنصرة الشعب الفلسطيني المناضل، ليس كل ما يعرف يقال ولكن العبرة دائمًا بالنتائج والتي تثبت كل مرة أن مصر هي الكبيرة عبر تاريخنا الطويل الممتد، لم يدفع أحد مثلما دفعنا من ثمن باهظ طوال أكثر من سبعين عامًا للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتوحيد فصائله وإقامة دولته المستقلة، خضنا الحروب وساهمنا في إعادة الإعمار أكثر من مرة وقدمنا جزءًا من قوت شعبنا لدعم الأشقاء في أحلك الظروف وفتحنا معابرنا لاستقبال الجرحى وعلاجهم في مستشفياتنا، لم نترك مؤتمرا أو منتدى دوليا إلا وتحدثنا فيه عن قضية العرب الأولى وهي قضية فلسطين، لم ننس دورنا وقدرنا ولكن الآخرون نسوا وحاولوا كثيرًا الزج باسم مصر لتبرير إهمالهم لقضية كل عربي غيور على أرض فلسطين، جاء الرد أخيرًا وشاهدنا بأعيننا على الشاشات شعب غزة الأبي وهو يهتف باسم مصر وما قدمته لهم من دعم طوال الأزمة، هم يدركون جيدًا كيف كان الدور المصري على شتى الأصعدة محوريًا وداعمًا بعدم تصفية القضية أو تنفيذ مخططات التهجير، قمنا بما نقدر عليه في السر والعلن حتى كانت لحظة إعلان خطة وقف إطلاق النار لنبدأ بعدها في استكمال دعم الأشقاء لإعادة بناء دولتهم التي انهارت كليا بفعل عدوان غاشم دام قرابة الـ 500 يوم، لا نذكر ذلك من باب التفاخر ولكن ليعلم الجميع أنها الكبيرة مصر مهما حاول البعض أن يحجّموا دورها في المنطقة، أو مهما مرت بها من أزمات اقتصادية كانت كفيلة بأن تجعلنا نغلق بابنا على أنفسنا ونكتفي بمشاكلنا مثلما فعل البعض، ولكن قدرنا أن بابنا لا يغلق أبدًا في وجه الأشقاء أو في وجه كل من يستجير بنا.

. .حفظ الله بلادنا من العبث والعدوان والظلم، حفظ الله الكبيرة مصر كنانة الله في الأرض.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

المرأة عدوة المرأة

ما الذي يحمي الموظف من المسؤول؟ كيف يواجه رئاسة القسم أو حتى إدارة الدائرة؟ قد يعادي المدير موظفًا لتفضيلات شخصية، وهذا لا يمكن التحكم فـيه ولا السيطرة عليه، فهو طبيعة بشرية مشروعة، لكن ألا ينبغي أن تكون هنالك آليات تضبط العلاقة وتوجهها؟ ثم لمن يلجأ الموظف الصغير والضئيل خصوصًا الذي لا يمارس الألعاب الاجتماعية والسياسة فـي مكان عمله عندما يتعرض لسوء المعاملة ممن هم فـي منصب أعلى؟ وكيف يمكن مواجهة الأفكار السائدة عن علاقة المرأة بالمرأة فـي العمل كعقبة لا يمكن التعامل معها، إذ هي من المسلمات التي يجري على إثرها الاستسلام وعدم محاولة علاج المشكلة؟

يحدثني موظف فـي شركة حكومية عريقة عن أحد زملائه الذي استبعد ونبذ وتمت معاملته برعونة فـي مناسبات عديدة لأنه وافد جديد يتفوق على المدير من حيث سنوات الخبرة والدرجة الجامعية، ما قام به هذا الموظف هو طلب لقاء المدير شخصيًا وقال له بوضوح: إنه لا يسعى لأخذ منصبه ولا تهديد مكانته، وأنه أصلًا لا يستطيع تحمل مسؤولية الإدارة وانتقاله لهذه المؤسسة كان لأسباب تتعلق بمحدودية المهام وإنجازها بطريقة تناسب وضعه الصحي. وقد لا يكون عداء المدير لك ناجما عن منافستك له بالضرورة، يمكن ألا يتجاوز الأمر عدم قبولك فـي داخله، فهو لا يحبك ولا تثير إعجابه.

يدعي المسؤولون بأننا نتوهم عداءهم لنا، إنه التلاعب ( gaslighting) وهي لعبة نفسية تعتمد على إيهامك بوجود مشكلة لديك، ولأوضح ذلك، فلنأخذ هذا المثال على ذلك، كان رجل يقلل من درجة الإضاءة فـي بيت الزوجية كل يوم، وعندما تسأل الزوجة عما إذا كان يلاحظ ذلك، ينكر أي تغيير ويبدأ بدفعها للتشكيك فـي بصرها. يدعي المسؤولون أمام من هم أعلى منهم أنهم موضوعيون، وكأن كلمتهم كافـية، أو كأنهم هم الأقدر على تحديد «الموضوعي» ودرجة الالتزام بها من عدمها. أما الاحتجاج الرسمي والعلني، فسيقابل بالرد بأن التصرف فردي ولا يمثل قيم المؤسسة وحرصها على تأمين بيئة صحية للموظفـين.

يواجه الكثير منا هذه المشكلة، عداء شخصي مجاني وغير مبرر بالنسبة للموظف. كنتُ قد أرهقتُ نفسي على مشروع، ظننتُ بأنني سأقدر به، وسأكافأ، دفعني الأمر للسؤال: ترى كيف يسير هذا العالم؟ كيف يمكن أن يحدث هذا بفجاجة دون أن يعتبر ذلك تسلطًا وتعديًا على حقوق موظف صغير لا حيلة له ولا قوة إلا الوثب السريع لينجز عملًا مقدرًا؟ قد يقول أحد منكم: لكن ما الذي يؤكد على أنني أنجزت بالفعل ما أدعي إنجازه؟ وهو سؤال أطرحه على نفسي إذ أشكك بها دومًا، لكن مسؤولين كبارا وآخرين قالوا سواء لديّ أو فـي اجتماعاتهم ما يؤكد مزاعمي هذه.

يقال: إن «المرأة عدوة المرأة»، وهذه عبارة ساذجة، إذ إنه وبقليل من التأمل نشاهد تنافسية الرجل والألعاب الاجتماعية التي يواري خلفها عداءه لزميل له مثلًا، بعكس المرأة التي لم تطور ممارسات واستراتيجيات كافـية للإقدام على السلوك نفسه، بسبب تاريخ عمل النساء وتأخرهن عن المهن، أو حتى معرفتهن للعالم داخل منازلهن فحسب. ما أقصده أن تنافسية الرجل غالبًا ما يتم توريتها بأساليب مدروسة إلا أنها موجودة بالفعل تكتب بيل هوكس فـي كتابها الهام «النسوية للجميع»، والذي ترجم للعربية مؤخرًا : «كان الترابط بين الذكور جانبًا مقبولًا ومؤكدًا للثقافة الأبوية. ببساطةٍ، كانت الفرضيَّة قائمةً على فكرةِ أنَّ الرجال المنظَّمين فـي مجموعات سوف يلتصقون ببعضهم البعض، ويدعمون بعضهم البعض، ويكونون لاعبين فـي الفريق، ويُعْلونَ مصلحة المجموعة على المكاسب الفردية وجلب الاعتراف، فـي حين أن النساء يختلفن فـي ذلك»، فـي إشارة إلى التَّحيّز الجنسي المبطَّن. لقد عرفنا جميعًا بشكل مباشر أننا قد نشأنا اجتماعيًا بوصفنا نساءً وفقَ التفكير الأبوي لنرى أنفسنا أدنى منزلة من الرجال، لنرى أنفسنا كما هو الحال دائمًا وفقط فـي منافسة مع بعضنا البعض للحصول على الموافقة الأبوية، للنظر إلى بعضنا البعض بمشاعرَ من قبيل الغيرة والخوف والكراهية. جعلنا التفكير الجنسي نحكم على بعضنا البعض من دون شفقة، ونعاقب بعضنا البعض بقسوة. ساعدنا التفكير النسوي فـي التخلص من كراهية الذات الأنثوية. لقد مكننا من التحرر من المنافسة المزعومة، تقول بيل هوكس: إن النساء طوّرن بهذا الوعي نوعًا من التضامن بين النساء أطلقن عليه «الأختية»، إلا أن النساء وفـي كثير من الأحيان رفضن مبدأ «الأختية» متجاهلات دور بنيوية النظام فـي إنتاج تنافسية النساء، وبهذا فإنهن يتراجعن ببساطة أمام هذه المنافسة السلبية الشرسة بين النساء، إلا أن النسويات الراديكاليات يواصلن بناء «الأختية» لجعل التضامن بين النساء حقيقة واقعة دون السيطرة على بعضهن البعض، ويمكن أن نلاحظ إذا ما نظرنا بدون تحيز أن هذه الحقيقة ملموسة فـي واقعنا اليومي.

تذهب بيتي فريدان فـي كتابها المهم الصادر فـي الستينيات «اللغز الأنثوي» لدراسة موضوع المنافسة بين النساء وهي ترى أن المنافسة ما هي إلا نتيجة للمنظومة التي تفرض الحرمان من الفرص التي أوهمهن بأن يتحدين بعضهن البعض من أجلها، ناهيك على الأدوار التقليدية للنساء وتكريسها للتنافسية، وبهذا فإن تنافسية النساء ليست فطرية. أما سارة أحمد أهم منظرات النسوية اليوم تكتب فـي كتابها الذي لم يترجم للعربية بعد «عيش حياة يومية نسوية» أن اعتراض النساء على الظلم قد يعزلهن ويضعهن فـي موقف متوتر داخل المجتمع الذي يعشن فـيه، مما يفسر نشأة المنافسة كنتيجة للضغوط الاجتماعية التي تدفع للامتثال مع ما هو سائد. وهي تؤكد ما ذهبت إليه فريدان عن كون المنافسة ليست طبيعية كما هو شائع، إذ إن البنى الثقافـية والسياسية هي التي تعزز قيم وتهمش أخرى، مما «يؤدي لتوترات داخلية بين النساء أنفسهن»، لا تتجاهل بيل هوكس الفروقات الطبقية ودور الرأسمالية فـي الدفع بالمنافسة إلى الواجهة: « أؤمن بأننا نبدأ بحب أنفسنا حقًا عندما نرى المرأة الأخرى كامتداد للذات لا كمنافسة»، وهو ما كتبته الشاعرة والنسوية ادريان ريتش أيضا :«لا تمثل المرأة الأخرى مرآة ولا ظلًا، بل حياة أخرى أتعلم منها وأحب من خلالها».

فـي الحقيقة لا توجد أدلة علمية كما يدعي الناس عن منافسة شرسة بين النساء والنساء على عكس الرجال، بل هي ومع كونها نتيجة للنظام الذكوري نفسه، فهي فكرة اخترعها الرجل لعدم التعامل مع عدالة المؤسسة والمنظومة وعدم وجود قوانين تفرض عدم التحيّز. يكفـي النظر لعدد النساء داخل أي دائرة مقارنة بعدد الرجال، وبأن المرأة عليها -ولكي تنجح- أن تثبت نفسها أضعاف ما يفعله الرجال، إذ إنها الطرف الأكثر قابلية للاستغناء عنه. إن أي رجل يقول ولكن الواقع يختلف، يتجاهل بوعي أو بغير وعي هذه الفكرة، كما أن مسؤولية التنظيم داخل أماكن ومؤسسات العمل هي مسؤولية تقع على عاتق المؤسسة التي ينبغي أن تخلق نظامًا حاكمًا يمنع مثل هذه الممارسات، وبهذا فإن مسؤولية التمييز لا تقع على عاتق «طبيعة المرأة» بل على المؤسسة وأحكامها.

مقالات مشابهة

  • مفتي تعز يحذّرُ المرتزِقةَ من الانخراط في قتال اليمنيين المساندين للشعب الفلسطيني
  • الإفتاء: من حق الزوجة الخروج للعمل إذا رفض زوجها.. ولكن بشروط
  • الأوقاف تصدر تنويها مهما لحجاج غزة
  • المرأة عدوة المرأة
  • سياسي أنصار الله يدين الاقتحامات الصهيونية للأقصى ويؤكد استمرار الانتصار لغزة مهما كانت التداعيات
  • «انصار الله» يدين الاقتحامات الصهيونية للاقصى
  • 5 خطوات بسيطة لإنهاء شجارات الأشقاء وبناء علاقة أقوى بينهم
  • سعيود يترأس اجتماعا مهما وهذا ما أمر به
  • السيسي وأمير قطر يبحثان جهود دعم الأشقاء بقطاع غزة وإرساء الأمن والسلام المستدام
  • نور: جمهور الهلال لم يملأ المدرجات أمامنا حتى في المباريات الكبيرة.. فيديو