الفقر والحرمان.. مداخِلُ الشيطان!!
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
واهمٌ مَنْ يتصور أنَّ حالة الفقْرِ يُمْكِن التعايش معها دون الشعور بقدرٍ مِن اليأس والاضطراب النَّفسي، وربما يفكِّرُ الفقير أحيانا في الانتحار، وقد يصل الأمر إلى أن يتخلَّص من أطفالهِ ومِمَنْ يعولهم.
نعم.. ليس الفقرُ عيباً يُعَيّرُ به من يزاول عملاً محدود الدخل يضمن له حياةً كريمةً متواضعةً مستقرة لا تعصِفُ بدخْلهِ المحدود أزمات طارئة، ولا تُعجِزه الزِّيادةُ المستمرة في أسعار السِّلع الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها وفي مقدمتها الغذاء والكساء والدواء.
فالأسرة الفقيرة تُنْشئُ طفلاً هزيلاً معتلاً، لا يقْوى على الاستيعاب والتَّعَلُّم كما يقدرُ عليه الأَصحَّاء ذوو الأجسام السليمة، لذلك فإن الأُسر الفقيرة لا تعرِفُ التَّرَف، بل تحْرِمُ نفْسَها من أمورٍ كثيرة لتوفر لأبنائها ما يحفظ لهم سلامتهم وتعليمهم في حدود طاقتِها، لاسِيَّما إنْ لاحَظَتْ فيهم ذكاءً ونبوغا وإرادةً في ظل التَّغيرات المعيشية - اقتصاديا وإداريا - التي أصبح مِنْ نتائجِها أَلاَّ يحصُل علي التعليم الجَيِّد إلَّا الطالب القادِر ماديا، ولا يتَمكَّن الطالب الفقير من فرصة التعليم التي تناسب قدراته.
وفي الدولِ الفقيرة يُحْرَمُ مواطنوها من فرصة التثقيف وسعة المَعرِفة، فيْكثُر في أبنائها الجَهْل والتأخر العِلْمي والبَحثي فتظل سوقاً لمنتجات الدول المُتَقدِّمة، وبيئةً خصبة لانتشار الشائعات وحدُوث الفِتَن الطائفية والدينيَّة.
أحياناً يكونُ الفقرُ أحد عوامل تفَكُّك الأسرة بسبب انشغال الوالدين بأعمالٍ إضافية تجْعَلهم خارج البيت مُعْظَم الوقت مما تنعدمُ معهُ الرِّعاية التربوية والسلوكية السليمة والتي يَتَرتَّب عليها بعض حالات انحراف الفتيات والزوجات أخلاقياً للحصول علي المال.. ناهيكَ عن جرائِم النَّصب وطلب الرِّشوَة أو قبولها، واختلاس الأموال العامة، والسرقة التي يلجأُ فيها اللِّصُ أحياناً إلي قَتْلِ ضَحيَّته..
الفقر يُنْقِصُ مِنْ كراَمة الفَرد في المجتمعات الرأسمالية ذات الفروق الشاسِعة في الدخول، فيتَولَّدُ حِقْد طَبقِي يترتَّبُ عليهِ تفَكُك المجتمع، ويضْعُفْ انتماء الفرد للوطن، وربما أدَّى ذلك إلى خِيانَتهِ والعمل لصالح أعدائه، وهي مِنْ عواملِ انهيار الدول.
ملحوظة:
* كل المُشكِلات المذكورة الناتِجة عن الفَقْر تحْدُث في حالات ضَعف الوازع الديني، و غياب الوعي المُجتَمَعي و الوطني.. ولكني ألْفِتُ الانتباه ( واللبيب تكفيه الإشارة ) إلى أن للفقراءِ أعْيُنا ترىٰ حالات الثَّراء، وآذانا تَسمَع عن قصصِ الأثرياء وبذَخِهم الذي يفوق التَّخَيُّل فيشعرون بالحِرمان. ومع الحِرمان يُفْتَحُ البابُ لوسوسةِ الشَّيطان.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
نائبة وزيرة التضامن: «باب أمل» نموذج متميز للتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص
شهدت المهندسة مرجريت صاروفيم، نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي، فعالية إعلان النتائج النهائية للبرنامج التجريبي «باب أمل»، والتي عقدتها مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، ومعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي بعنوان "بناء مسارات نحو الازدهار نشر نتائج تقييم الاثر لبرنامج باب امل ورؤية للتوسع".
حضرت الفعالية السيدة ليلى حسني المدير التنفيذي لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، ودكتور أحمد السيد المدير التنفيذي لمعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعدد واسع من خبراء العمل التنموي والقائمين والشركاء بالمشروع.
وأكدت المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي أن برنامج "باب أمل" هو نموذج متميز للتعاون بين الجانب الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمراكز البحثية، حيث يستهدف تمكين 100,000 أسرة مصرية للخروج من دائرة الفقر المدقع بحلول عام 2028، في خطوة طموحة لمعالجة الفقر بأبعاده المتعددة.
وأضافت صاروفيم أن مثل هذه المبادرات القوية القائمة على نهج تنموي متكامل للخروج من الفقر متعدد الأبعاد هى القادرة على إحداث تغيير ملموس وتعكس العمل التشاركي لتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، مع التأكيد على أهمية التمكين الاقتصادي فى المسارات التنموية مع برامج الحماية الاجتماعية، وهى الرؤية التى تتنتهجها الوزارة ببرنامج تكافل وكرامة، حيث العمل عبر آليات تمكين المستفيدين من الاستقلال الاقتصادي.
وأكدت صاروفيم أهمية العمل على دعم الطبقة المتوسطة فى المجتمع وحمايتها، حيث تعد طبقة محورية فى تكوين المجتمعات وظهير قوي لتحقيق التحولات الاقتصادية والسياسية، مضيفة أن مناقشة النتائج يستهدف تعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية،وطرح تحديات العمل لمزيد من الدعم والتطوير للبرنامج .
ومن جانبها أوضحت الأستاذة ليلى حسني، المديرة التنفيذية لمؤسسة ساويرس أن اللقاء يعكس النتائج والتأثيرات الإيجابية المتنوعة لدارسة برنامج «باب أمل» والطموح من أجل انتشال 100,000 أسرة من براثن الفقر المدقع بحلول عام 2028.
وأضافت أن "باب أمل" أثبت فعاليته في كسر حلقة الفقر المدقع عبر تطوير مسار مستدام وشامل يدمج بين الحماية الاجتماعية، وتعزيز سبل المعيشة، وتوفير الشمول المالي، وتحقيق التمكين الاجتماعي، مشددة على أنها تأمل من خلال التعاون المثمر مع الشركاء إلى توسيع نطاق هذا البرنامج الناجح، والتطلع إلى مستقبل نرى فيه الأسر والمجتمعات أكثر صمودا وقدرة على الوصول لإمكاناتهم الكاملة، مما يساهم في تحقيق نمو مستدام وعدالة اجتماعية."
وتعاونت مؤسسة ساويرس مع الباحثين في J-PAL MENA لإجراء تقييم عشوائي شمل 3,465 أسرة من الأسر الأشد فقرا لتكييف البرنامج وفقا للسياق المصري.
وأظهرت نتائج تقييم البرنامج تأثير إيجابي ملحوظ على الأسر المستهدفة في كسر حلقات الفقر، فضلا عن تحسين فرص العمل للنساء وتحقيق مكاسب معتدلة في تمكين المرأة بما يُراعي الثقافات والتقاليد المحلية.
وأكد الدكتور أحمد السيد، المدير التنفيذي لمعمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا J-PAL MENA انه تم استخدام الأدلة العلمية لإرشاد السياسات ودعم تنفيذ البرامج المؤثرة والتي تعالج الأسباب الجذرية للفقر.
ويعد برنامج "باب أمل" شاهدا على قوة التقييم الدقيق والتعاون في التصدي للفقر متعدد الأبعاد من خلال تكييف نهج التخرج العالمي المشهود لبرنامج BRAC مع السياق الفريد في مصر واختبار تأثيره بشكل دقيق، تمكنا من توليد رؤى قابلة للتنفيذ يمكن أن توجه توسع برامج الحماية الاجتماعية لدعم الأسر الأكثر ضعفا."
وشهد اللقاء على مدى جلساته عرضا لنتائج تقييم البرنامج فى احداث تأثير على الأسر المستهدفة وكسر حلقات الفقر، وتحسين فرص العمل للنساء وتحقيق مكاسب معتدلة في تمكين المرأة بما يُراعي الثقافات والتقاليد المحلية. وتم ادارة ندوة موسعة بمشاركة الشركاء المحليين للبرنامج طرحت التحديات والدروس المستفادة ووضع تصورات لخطط التوسع بالبرنامج .
الجدير بالذكر أنه تم إطلاق "باب أمل" في عام 2018، وهو برنامج طموح يستهدف الأسر شديدة الفقر في أسيوط وسوهاج، و يمثل "باب أمل" النسخة المصرية من منهج التخرج المشهور عالميًا والذي تم تنفيذه في أكثر من 50 دولة، ليصل إلى ما يقرب من 14 مليون شخص.
وقد تم تقييم هذا النهج بدقة في سياقات متنوعة، حيث سلطت تقييمات الأثر الضوء باستمرار على التحسينات الكبيرة والمستدامة في النتائج الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للأسر المشاركة.