قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية)"أ ف ب": دبت الحياة ببطء في قطاع غزة اليوم مع بدء عودة آلاف النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم إثر دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين اسرائيل وحماس حيز التنفيذ، والذي وضع حدا لخمسة عشر شهرا من الحرب.

ويواجه أكثر من مليوني فلسطيني غالبيتهم نازحون معاناة لا توصف إثر الدمار الهائل الذي خلفته الحرب.

فبعد 15 شهرا من حرب مدمرة، أعلنت إسرائيل الأحد دخول وقف إطلاق النار مع حماس في قطاع غزة حيز التنفيذ بتأخير حوالى ثلاث ساعات بسبب تأخر حماس في تسليم قائمة بثلاث رهائن يفترض الإفراج عنهن خلال النهار.

وقبل يوم من عودة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يحيي تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء آمال إحلال سلام دائم في قطاع غزة، ولو أن إسرائيل احتفظت بحق استئناف القتال.

- "طريق مرعب" -

لم تنتظر رنا محسن (43 عاما) بدء التهدئة وتوجهت مع زوجها وأطفالهما الأربعة إلى منزلهم في مخيم جباليا، وتقول لفرانس برس "فرحتي لا توصف، نحن في منزلنا أخيرا. صحيح انه مجرد ركام لكنه منزلنا، نحن محظوظون لأن جزءا من السقف لا يزال صامدا".

وبدت مدن ومخيمات القطاع أكوام ركام، فيما اغلقت معظم الشوارع بحجارة المباني المدمرة مع حفر كبيرة توسطت العديد من الطرقات.

وتضيف محسن بشيء من الحماسة "جهزنا أغراضنا منذ الليل وخرجنا في الصباح. ننتظر هذه اللحظة" منذ بداية الحرب، لكنها تتدارك "الطريق كان مرعبا، حجم الدمار لا يمكن تخيله، مبان ومعالم اختفت تماما، كأنها مدينة أشباح أو مدن مهجورة".

وتتابع "مشاعرنا مختلطة بين الفرح بالنجاة والحزن والقهر على كل ما فقدناه وعشناه. كل شيء بسيط يعيدنا للحياة سيكون له طعم، اشتقنا للحياة الطبيعية".

ومع دخول وقف النار حيز التنفيذ صباحا، اكتظت الشوارع الرئيسية في مدن ومخيمات القطاع بعشرات آلاف المواطنين العائدين إلى منازلهم، وغالبيتهم مشيا على الأقدام أو على عربات تجرها حمير أو شاحنات وهم يحملون بعضا من أمتعتهم وخيامهم، وخصوصا من مدينة غزة باتجاه مناطق شمال القطاع، بحسب المصدر نفسه.

وانتشر آلاف من عناصر شرطة حماس بلباسهم الأزرق الرسمي لتنظيم حركة المرور، وتأمين دخول شاحنات المساعدات.من جهتهم، جاب عناصر القسام الجناح العسكري لحماس باسلحتهم الرشاشة شوارع القطاع، وهم يعتلون مركبات بعضها ذات دفع رباعي.والتقط مواطنون صورا تذكارية بهواتفهم المحمولة مع بقايا دبابات إسرائيلية مدمرة.

- "لن اقاوم مشاعري" -

في مدينة رفح جنوب القطاع يقول أحمد البلعاوي (29 عاما) "نشعر كأننا في يوم عيد، انتظرنا هذه اللحظة طويلا، نحن بحاجة لكثير من الراحة والطعام والوقت لاستيعاب ما مررنا به".

لكنه يتابع بحسرة "ما إن عدت الى المدينة حتى شعرت بصدمة، لا أعرف هل نفرح بالعودة لرفح أم نحزن على ما حل بها. جثث متحللة، ركام ودمار في كل مكان، مناطق كاملة مسحت تماما لكن رغم كل هذا، سنعيد بناءها وسنبدأ من جديد".

ويقول عبود لظن (20 عاما) الذي نزح من غرب مدينة غزة إلى وسطها "الحياة عادت الى المدينة. لا اصدق أن الحرب انتهت وان مئات المواطنين في الشوارع يعودون الى منازلهم في تل الهوى وحي الرمال. الجميع مصدومون، الناس يتعانقون ويبكون. لا يمكنني تخيل رد فعلي حين أصل الى بيتنا بعد قليل، لن اقاوم مشاعري اكثر".

ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2,4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل إلى أنحاء أخرى من القطاع.

وحجم الدمار اللاحق بغزة من جراء الضربات الجوية الاسرائيلية والقصف المدفعي وقتال الشوارع يؤشر إلى أن إعادة الإعمار قد تستغرق أكثر من خمس سنوات، وفق وكالات دولية.

وبحسب آخر تقييم للأضرار أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، فقد تضرّر، حتى الأول من ديسمبر، أو دُمّر ما يقرب من 69 بالمئة من مباني القطاع، أي ما مجموعه 170,812 مبنى.

ووفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فإن إعادة الإعمار قد لا تنجز قبل العام 2040.

وأكّدت إسرائيل وقطر اليوم أن وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره في غزة بين إسرائيل وحركة حماس دخل حيز التنفيذ بعد تأخير، بعدما تلقت إسرائيل من حماس قائمة بأسماء ثلاث رهينات سيتم إطلاق سراحهن الأحد.

وبحسب خطة وقف إطلاق النار، ستستعيد إسرائيل 33 رهينة تحتجزهم حماس في غزة منذ هجومها المفاجئ على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، في سياق هدنة أولية مدتها 42 يومًا.

وأحصت وزارة الصحة التابعة لحماس اليوم استشهاد 15 فلسطينيا وإصابة 25 آخرين بنيران الجيش الإسرائيلي خلال الساعات ال24 الأخيرة في قطاع غزة، لافتة الى أن حصيلة القتلى ارتفعت الى 46913 شخصا منذ بدء الحرب بين الحركة وإسرائيل قبل أكثر من خمسة عشر شهرا.

وقالت الوزارة في بيان إن حصيلة الحرب "ارتفعت الى 46913 شهيدا و 110750 اصابة" منذ السابع من اكتوبر العام 2023.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار حیز التنفیذ فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تحسم مصير اتفاق غزة خلال أيام

أكد مسؤولون إسرائيليون، الأحد، أن تل أبيب ستنتظر لـ"بضعة أيام" فقط من أجل البت في مصير المقترح الجديد، الذي نسبته لمبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول استمرار الاتفاق بين إسرائيل وحماس، بدلاً من المضي في المرحلة الثانية من الاتفاق، وفق ما كان مخططاً في اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار.

وقال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة جيروزاليم بوست: "نحن على استعداد لإعطاء فرصة لبضعة أيام، ولكننا لن نسمح لها بالاستمرار إلى أجل غير مسمى"، وفق تعبيرهم.
وأضاف المسؤلون أن "إسرائيل أعطت حماس بضعة أيام للتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح رهائن إضافيين، وإذا رأينا أن المفاوضات لا تجري بحسن نية، فسوف نعود إلى القتال في غزة". حماس ترفض تمديد المرحلة الأولى من اتفاق غزة - موقع 24قال القيادي بحركة حماس محمود مرداوي، الأحد، إن "الحركة لن توافق على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مثلما طلبت إسرائيل". وواجهت إسرائيل انتقادات حادة، الأحد، إثر إيقافها دخول جميع المواد الغذائية والإمدادات الأخرى إلى غزة، اليوم، وتحذيرها من "عواقب إضافية" إذا لم تقبل حماس اقتراحاً جديداً لتمديد وقف إطلاق النار الهش.

وقالت إسرائيل، الأحد، إن هناك اقتراحاً أمريكياً جديداً يدعو إلى تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار طوال شهر رمضان  وعيد الفصح اليهودي، الذي ينتهي في 20 أبريل (نيسان).
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن هذا الاقتراح ينص على أن تطلق حماس سراح نصف الرهائن في اليوم الأول، ثم تطلق سراح الباقين عند التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق نار دائم.

وحذرت حماس من أن أي محاولة لتأخير أو إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار سيكون لها "عواقب إنسانية" على الرهائن، مؤكدة أن السبيل الوحيد لتحرير الرهائن هو من خلال الاتفاق القائم.

وعقد نتانياهو، السبت، اجتماعا استمر 4 ساعات حضره كبار المسؤولين الأمنيين وفريق المفاوضات بقيادة جال هيرش وممثلين عن الشاباك وعدد من الوزراء بمن فيهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش. مصر تطالب بالتنفيذ الكامل لاتفاق وقف النار في غزة - موقع 24دعا وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، اليوم الأحد، إلى التطبيق الأمين والكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وحث الاتحاد الأوروبي على ممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل لتنفيذ بنوده.

وفي ختام الاجتماع تقرر اعتماد الخطة التي اقترحها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والتي تنص على: موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار لمدة 42 يوماً، يتم خلالها في اليوم الأول إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء وإعادة نصف جثث الرهائن المحتجزين لدى حماس، وفي اليوم الأخير إطلاق سراح المجموعة الثانية من الرهائن وإعادة جثث الرهائن المتبقين.
وقال نتانياهو: "إذا كانت حماس تعتقد أنها تستطيع تمديد وقف إطلاق النار أو الاستفادة من شروط المرحلة الأولى دون إطلاق سراح الرهائن، فإنها مخطئة بشكل رهيب".

السعودية: وقف المساعدات إلى غزة "ابتزاز" و"عقاب جماعي" - موقع 24أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها الشديدة لقرار إسرائيل الأخير بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأضاف "حماس تسيطر حالياً على كل الإمدادات والبضائع المرسلة إلى قطاع غزة. وهي تستغل سكان غزة الذين يحاولون الحصول على المساعدات، وتطلق النار عليهم، وتحول المساعدات الإنسانية إلى ميزانية إرهابية موجهة ضدنا. ولن نقبل هذا تحت أي ظرف من الظروف".

وتنتظر إسرائيل والوسطاء حالياً زيارة مبعوث ترامب ستيف ويتكوف إلى المنطقة، والمتوقعة بحلول نهاية الأسبوع. وقال مصدران مطلعان على المفاوضات: "في هذه المرحلة الأمور متوقفة. ولا يتوقع حدوث أي اختراق قبل الزيارة".
وخلص مسؤول إسرائيلي إلى أنه "ليس هناك يقين بنسبة 100% بأن حماس ستوافق على إطلاق سراح المزيد من الرهائن. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن الاستعدادات تجري للعودة إلى الحرب خلال أيام".

مقالات مشابهة

  • «حماس»: استمرار غلق معابر القطاع أمام المساعدات عقاب جماعي بحق المدنيين الأبرياء
  • كشف تفاصيل خطة القاهرة لإعمار غزة.. ومقترحان مصري وأمريكي لتمديد المرحلة الأولى
  • إسرائيل تحسم مصير اتفاق غزة خلال أيام
  • إسرائيل توقف دخول المساعدات الإنسانية لغزة وتهدد بعودة الحرب
  • حكومة غزة: منع إسرائيل إدخال مساعدات حرب إبادة لتجويع القطاع
  • إسرائيل توقف دخول المساعدات إلى غزة مع دخول رمضان.. وحماس ترد: جريمة حرب
  • إسرائيل تُقرر وقف إدخال كافة البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة
  • آلاف النازحين من مخيمي طولكرم ونور شمس يستقبلون رمضان في الملاجئ تحت وطأة العدوان
  • حماس وإسرائيل.. هل تستأنف المفاوضات أم الحرب؟
  • حماس: "لا تقدم يُذكر" في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة