فلسطينيون لـبن غفير أثناء تسليم الأسيرات: وينك؟ ابن غزة كسر عينك
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
هتفت الجماهير الفلسطينية لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على هامش تسليم الأسيرات الإسرائيليات الثلاث، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة.
وعلت هتافات التأييد والتحية إلى كتائب القسام وقائدها العام محمد الضيف مساء اليوم الأحد، إضافة إلى أصوات التكبير في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، التي شهدت عملية تسليم الأسيرات الإسرائيليات إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ووثقت كاميرا الجزيرة تسارع الكثير من الفلسطينيين لتقبيل رؤوس مقاتلي كتائب القسام، الذين ظهروا بكامل لباسهم العسكري وأسلحتهم ومركباتهم.
وحضر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بقوة في الهتافات الفلسطينية، إذ قال فلسطينيون احتشدوا في ساحة السرايا "بن غفير وينك وينك.. ابن غزة كسر عينك".
وقدم بن غفير ووزراء حزبه (عظمة يهودية)، اليوم الأحد، استقالتهم من الحكومة الإسرائيلية، وذلك رفضا لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة .
وكان بن غفير صوّت في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) أمس الأول ضد الاتفاق، بعدما هدد بالاستقالة من الحكومة في حال التصديق عليه، وقال في مقطع فيديو إنه يشعر بـ"الفزع" بعد الاستماع إلى تفاصيل الاتفاق.
إعلان
وصباح الأحد، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ بناء على الموعد الذي حدده الوسطاء الساعة 06:30 (بتوقيت غرينتش)، لكن إسرائيل أرجأت ذلك مشترطة تسلم قائمة الأسيرات الثلاث المفترض الإفراج عنهن اليوم، في حين قالت حماس إن تأخرها في تسليم القائمة كان لأسباب "فنية ميدانية".
ولاحقا، سلمت حماس قائمة الأسماء للوسطاء، في حين نشرت كتائب القسام أسماء الأسيرات الثلاث، ليعلن مكتب نتنياهو عن دخول وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى بقطاع غزة حيز التنفيذ الساعة (09:15 بتوقيت غرينتش).
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نفذت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، هجوما كبيرا على قواعد وثكنات ومستوطنات غلاف غزة وقتلت مئات الجنود والضباط الإسرائيليين.
وكذلك أسرت القسام ما لا يقل عن 240 إسرائيليا، وقد أُطلق ما يزيد على 100 منهم خلال هدنة إنسانية مؤقتة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في حين قُتل عشرات من المحتجزين في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ أكثر من 15 شهرا.
ومساء الأربعاء الماضي، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني توصّل الوسطاء إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لافتا إلى أن المرحلة الأولى منه ستستمر 42 يوما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار کتائب القسام بن غفیر
إقرأ أيضاً:
لماذا تعمدت حماس تسليم الأسيرات الثلاث بساحة السرايا؟
قال الإعلامي في قناة الجزيرة تامر المسحال إن اختيار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ساحة السرايا في قلب مدينة غزة لإتمام عملية تبادل الأسرى يحمل دلالات إستراتيجية وسياسية عميقة، وذلك في أول أيام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح المسحال أن اختيار ساحة السرايا -التي تعد من أهم الميادين المركزية في مدينة غزة، وتربط شارعي الجلاء وعمر المختار الرئيسيين- لم يكن عشوائيا، حيث تحولت "هذه المنطقة، التي تعرضت لتدمير واسع خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية، إلى مسرح لعملية تحمل رسائل تحدٍ واضحة".
وأفاد بأن مشهد التسليم في قلب مدينة غزة يمثل ردا عمليا على الادعاءات الإسرائيلية بتدمير قدرات حماس والمقاومة الفلسطينية، كذلك يدل على فشل مخططات الاحتلال التي كانت تهدف لإقامة ثكنة عسكرية مركزية بساحة السرايا، بالتالي تؤكد القسام اليوم أنها تسيطر على المنطقة التي دكها الاحتلال طويلا، وزرع فيها قواته لعدة أشهر بعد أن دمر منازلها على ساكنيها، وهجر الكثير من أهاليها.
وسلط المسحال الضوء على الظهور اللافت والقوي لمقاتلي القسام وهم بكامل عدتهم وعتادهم، وبأعداد غفيرة لتنظيم عملية التسليم، وهذا يعكس فشل مزاعم الاحتلال بقدرته على سحق "حماس" وإضعاف قدرتها خلال 15 شهرا من حرب الإبادة التي شنها على القطاع.
إعلانوقد انتشرت عناصر القسام، وخاصة من وحدة النخبة، في استعراض للقوة يحمل رسائل تحدٍ واضحة.
أما الفشل الذريع للاحتلال، فقد تجلى أثناء عملية التسليم، حيث احتشد الآلاف من سكان غزة، بمختلف الأعمار، وبينهم عائلات شهداء وجرحى لحضور عميلة التسليم، وسط هتافات تحيي المقاومة، وتؤكد مواصلة مساندة أهالي قطاع غزة لها، رغم القتل والدمار الكبير الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية، سعيا منها لحرمان المقاومة من الحاضنة الشعبية الكبيرة في القطاع.
يذكر أن صفقة التبادل تشمل الإفراج عن 3 أسيرات إسرائيليات مدنيات مقابل 90 أسيرا فلسطينيا، منهم 69 امرأة و21 طفلا دون سن 18.
وتضم قائمة المفرج عنهم شخصيات بارزة مثل خالد جرار وعبلة سعدات زوجة الأمين العام للجبهة الشعبية، إضافة إلى شقيقات صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الذي اغتيل في لبنان.
وتمت عملية تسليم الأسيرات عبر الصليب الأحمر الدولي، الذي سيتولى نقل الأسيرات الإسرائيليات إلى الجانب الإسرائيلي مباشرة.
آلية مختلفة
ولفت المسحال إلى أن آلية التسليم الحالية تختلف عن الصفقة السابقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، التي تمت عبر معبر رفح بتنسيق مصري.
وأشار إلى الإجراءات الأمنية المشددة التي تحيط بالعملية، حيث تتولى وحدة "الظل" التابعة لكتائب القسام، وهي وحدة نخبوية متخصصة، مسؤولية تأمين الأسيرات وعملية التسليم، وأضاف أن حماس اشترطت خلو سماء غزة من الطيران الإسرائيلي قبل بدء عملية التسليم.
وتأتي هذه العملية بعد 471 يوما من الحرب، حيث نجحت المقاومة في الحفاظ على الأسرى، رغم كل محاولات الاستهداف الإسرائيلي.