بعد مرور سنوات على الأحداث المؤلمة التي شهدها فيلم "مرعب 2" (Terrifier 2)، يعود الجزء الثالث بجرعة ضخمة من الرعب والدماء، من خلال تتبع قصة المهرج الرهيب آرت (ديفيد هوارد ثورنتون).

وتدور أحداث الفيلم هذه المرة في فترة أعياد الميلاد لترسّخ فكرة الكوميديا السوداء منذ المشاهد الافتتاحية، حين يظهر المهرج القاتل متنكرا في زي سانتا كلوز، لتتحول هدايا عيد الميلاد التي يقدمها إلى جرعة كبيرة من الدماء والأعضاء المقطوعة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الشرطة الهندية تحتجز مشتبها به في محاولة قتل نجم بوليود سيف علي خانlist 2 of 2ثورة السينما.. نهاية عصر الأبطال الخارقين وظهور حقبة الأفلام العائليةend of list

حقق فيلم "مرعب 3" (Terrifier 3)، الذي بدأ عرضه في صالات العرض الأميركية نهاية سبتمبر/أيلول 2024، نجاحا جماهيريا ضخما غير متوقع، ليصبح الفيلم غير المصنف الأكثر ربحا على الإطلاق، حيث حقق قرابة 90 مليون دولار حتى الآن.

دماء وجثث وأعضاء متناثرة

يبدأ "مرعب 3" بالفتاة الصغيرة التي تستمع إلى أصوات في الدور الأول من منزلها، وتعتقد أنه صوت سانتا الذي جاء لترك الهدايا أسفل شجرة عيد الميلاد، لكنها تواجه الحقيقة الصعبة حين يقتل المهرج كل أفراد أسرتها.

يظهر العنف الشديد منذ المشاهد الأولى للفيلم، مع تقطيع الأعضاء وتناثر الأحشاء والدماء التي أغرقت الشاشة، حتى إن بعض محبي أفلام الرعب لم يستطيعوا تحمل كل هذا الكم من الرعب الجسدي.

إعلان

البعض اعتبر أن هذا العنف الزائد إحدى نقاط ضعف الجزء الثالث رغم نجاحه الجماهيري الكبير، وعلى الجانب الآخر، وجد آخرون أنه الجزء الأفضل والأكثر رعبا ووحشية، خاصة أولئك الذين يستمتعون بالأسلوب الدموي العنيف الذي يميز السلسلة، من أطراف مبتورة، وتقطيع بالزجاج والمنشار الكهربائي، بالإضافة إلى التهام الفئران الذي يعد أحد أكثر المشاهد المثيرة للاشمئزاز.

ناجية أخيرة ومهرج لا ينطق

لا يقدم العمل رعبا معقدا صعب الفهم أو التفسير، لمن يريد أن يبحث عن معنى أعمق وراء تلك المذابح، ومع ذلك فإن أداء الممثلين جذب انتباه الجمهور، كما أن ظاهرة "الناجية الأخيرة" التي قدمتها بطلة الفيلم لورين لافيرا في دور سيينا شو، لعبت بقوة على مشاعر الجماهير لمتابعة ماذا سيحدث لها.

لا يمكن أبدا إغفال أداء ثورنتون، الذي لم يتحدث أبدا خلال الفيلم، وقدم دوره بالكامل من خلال إيماءات وجه غريبة ومركبة، وحركات جسم ميكانيكية تؤكد على الآلية والوحشية التي يرتكب بها جرائمه.

المهرج السادي الذي لا نعرفه

وكان الجزء الأول من "مرعب" عُرض خلال 2018 في عدد قليل من دور العرض، بميزانية منخفضة تقدر بـ250 ألف دولار، لكن إيراداته اقتربت من 9 ملايين دولار حول العالم.

أحداث الجزء الأول دارت حول مهرج قاتل يختار ضحاياه ليقتلهم في نهاية الأمر بوحشية وعنف دموي، وركز الفيلم على فكرة المهرج والتناقضات التي يحملها، بين طبيعته كمصدر للتسلية والضحك، وظهوره السادي في الفيلم، وهو ليس الظهور الأول لمهرج شرير أو قاتل أو مرعب في السينما العالمية.

أما الجزء الثاني "مرعب 2″، فعُرض عام 2022، لكنه، وعلى عكس الجزء الأول، لم يكن مشوقا ولا مخيفا، بل كان مقززا، ومثل الجزء الأول لم يعرف الجمهور القصة الخلفية لذلك المهرج القاتل، ولم يعرف أحد دوافعه للقتل.

اعتمد مخرج الجزء الثاني حينها داميان ليون على المؤثرات الخاصة والماكياج المتقن، وهو ما ميز ذلك الجزء بالفعل، بعيدا عن سطحية الحوار والحبكة.

نجاح غير متوقع للجزء الثالث

رغم الآراء المتعددة التي وجدت العمل دمويا وسطحيا، فإن نجاح "مرعب 3" الجماهيري كان لافتا. وتقول سامنثا سكافيدي، التي لعبت دور فيكتوريا هيس، في لقاء مع موقع "نو فيلم سكول" إن هذا النوع من الأفلام يمنح بعض الشعور بالراحة للمشاهدين وهم يتابعون حكاية الأبطال، التي هي بالتأكيد أسوأ كثيرا من معاناتهم الشخصية، حين يجدون أن الأبطال يحاربون قوى خارجية لا يمكن لأحد مواجهتها، وهو ما يسمى بمتعة الشماتة (schadenfreude).

إعلان

وتضيف سكافيدي أن شخصية فيكتوريا التي لعبتها في الفيلم هي مثال على المأساة، حيث سلب منها المهرج القاتل هويتها الجسدية ولم تعد حتى قادرة على النظر إلى المرآة.

لماذا يحب الجمهور أفلام الرعب؟

ربما تبدو أفلام الرعب أفلاما سطحية، لكنها في الحقيقة من أكثر الأنواع التي يتفاعل معها الجمهور نفسيا وجسديا، حيث إن الخوف يمكن أن يكون مثيرا، وقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يبحثون عن تجارب عاطفية مكثفة، يستمتعون أكثر من غيرهم بأفلام الرعب، لأن فيلم الرعب يشبه رحلة مليئة بالتقلبات الشعورية المختلفة، كما تسمح أفلام الرعب باستكشاف تجارب ومشاعر غير آمنة في إطار آمن.

كما اكتشفت الدراسات أن الأشخاص الذين يميلون إلى أفلام الرعب يخافون مثلهم مثل الآخرين، لكنهم يدركون مشاعر الخوف بصورة مغايرة، ويفضلون أفلام الرعب لأنها تحفز عتبة الخوف المثلى لديهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سينما أفلام الرعب الجزء الأول

إقرأ أيضاً:

وفاة المخرج الأمريكي المخضرم ديفيد لينش عن عمر 78 عاما

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

توفي المخرج والكاتب الأمريكي ديفيد لينش ، الذي أحدث ثورة في السينما الأميركية برؤيته الفنية السريالية المظلمة في أفلام مثل "Blue Velvet" و"Mulholland Drive" والمسلسل التلفزيوني "Twin Peaks"، عن عمر ناهز 78 عاما. 

وفق موقع “فارايتي”، أعلنت عائلته وفاته في منشور على فيسبوك ، وكتبت، "هناك فجوة كبيرة في العالم الآن بعد أن لم يعد معنا. ولكن، كما كان يقول، "ابق عينك على الكعكة وليس على الثقب".

كشف لينش في عام 2024، أنه تم تشخيص إصابته بانتفاخ الرئة بعد أن أمضى حياته في التدخين، ورجح أنه لن يتمكن من مغادرة منزله للإخراج بعد الآن.

بعد سنوات قضاها كرسام ومنتج لأفلام الرسوم المتحركة القصيرة والأفلام الحية، اقتحم لينش الساحة بفيلمه الروائي الطويل الأول "Eraserhead" عام 1977، وهو عمل مرعب ذو طابع ساخر أسود أصبح من المعالم المزعجة في عالم أفلام منتصف الليل. وسرعان ما نال أسلوبه الغريب الذي لا يقبل المساومة اهتمام هوليوود ومؤسسة صناعة الأفلام الدولية.

ترشح ديفيد لينش لجائزة الأوسكار أربع مرات، كما حصل على جائزة أوسكار فخرية عن إنجاز مدى الحياة عام 2020.

مقالات مشابهة

  • ما أبرز المراسيم التي وعد ترامب بتوقيعها بيومه الأول؟
  • استقالة بن غفير وأعضاء حزبه من الحكومة الإسرائيلية احتجاجا على اتفاق غزة
  • الكسب غير المشروع يتسلم كشوف موظفى الدولة لتقديم إقرارات الذمة المالية
  • أحمد السقا ومخرج العتاولة يعدان الجمهور بصراعات كثيرة ومختلفة
  • رئيس جامعة المنصورة الأهلية يعتمد تدشين وحدة حقوق الانسان
  • الأوامر التنفيذية التي يعتزم ترامب تنفيذها في اليوم الأول من رئاسته
  • دماء داخل البيوت.. الجرائم الأسرية عرض مستمر.. خبراء: من أخطر الظواهر التي تهدد المجتمعات الحديثة وغياب الأدوار الثقافية والتربوية سبب رئيسي
  • وفاة المخرج الأمريكي المخضرم ديفيد لينش عن عمر 78 عاما
  • ممدوح عباس عن زيزو : رجع مرعب