انتهاكات واسعة وجرائم في قرى بمحلية الحصاحيصا
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
كشفت لجنة مقاومة الحصاحيصا عن انتهاكات خطيرة تعرضت لها قريتا “عبدالرحمن” و”أربجي” بمحلية الحصاحيصا في ولاية الجزيرة، تضمنت تهجيرًا قسريًا وتدميرًا ممنهجًا، إلى جانب عمليات قتل ونهب واسعة النطاق..
التغيير: الخرطوم
أفادت لجنة مقاومة الحصاحيصا بأن قرية “عبدالرحمن” بريف المسلمية شهدت تدميرًا متعمدًا للبنية التحتية بعد أن قامت قوات الدعم السريع بكسر قنوات الري المائية في المنطقة، ما تسبب في إغراق كامل للقرية.
ووفقًا للتقارير، غمرت المياه المساجد والمنازل والمدارس، متسببةً في خسائر مادية جسيم ة وتحويل المباني إلى أنقاض، فضلًا عن الأضرار البيئية الكارثية الناتجة عن ذلك.
وأشارت اللجنة عبر عدة منشورات على صفحتها الرسمية بمنصة “فيس بوك” إلى أن سكان القرية تعرضوا للتهجير القسري، أعقبه احتلال القرية واستخدامها كمعسكر لعناصر قوات الدعم السريع.
وقد تعرض المواطنون قبل تهجيرهم لانتهاكات واسعة شملت النهب والاعتداءات الجسدية، إلى جانب عمليات قتل استهدفت شبابًا من القرية.
في قرية أربجي، أكدت التقارير أن قوات الدعم السريع اقتحمت القرية وارتكبت انتهاكات واسعة بحق السكان العزل، مما أسفر عن مقتل عدد من المواطنين، بينهم:
الشيخ يحيى إبراهيم، مؤذن مسجد قرني. الشيخ النذير، مؤذن مسجد أنصار السنة. أحمد كمر. مواطن لم تُعرف هويته بعد.ووفقا للجنة تفاقمت الأوضاع في قرية “عبدالرحمن” بعد إغراقها بالكامل، ما يهدد بتدهور الوضع البيئي والصحي للسكان في المناطق المحيطة.
وفي الوقت ذاته، يعاني سكان قرية أربجي من صدمة نفسية واجتماعية جراء أعمال العنف والقتل التي طالتهم، بحسب اللجنة.
دعوات للتحقيقوتطالب جهات حقوقية ولجان المقاومة بفتح تحقيق مستقل وشفاف للكشف عن مرتكبي الانتهاكات ومحاسبتهم، ودعت إلى توفير الحماية العاجلة للسكان المدنيين في المناطق المتضررة.
ويشهد السودان منذ اندلاع النزاع المسلح بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023 حالة من التدهور الأمني والإنساني.
وتسببت الاشتباكات المتواصلة في سقوط آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى، فضلًا عن تهجير الملايين من منازلهم، إلى جانب تدمير البنية التحتية والخدمات الأساسية في العديد من المناطق.
كما تفاقمت الأزمة الإنسانية بسبب نقص الغذاء والماء والدواء، وسط دعوات دولية متكررة لوقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي للأزمة.
الوسومالحصاحيصا السودان جرائم وانتهاكات قوات الدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحصاحيصا السودان جرائم وانتهاكات قوات الدعم السريع قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
ما خيارات قوات الدعم السريع بعد خسارتها وسط السودان؟
الخرطوم- منذ تحوله من الدفاع إلى الهجوم قبل 6 أشهر، استمر الجيش السوداني في تقدم ميداني على حساب قوات الدعم السريع واستعاد السيطرة على وسط البلاد وجنوبها الشرقي واقترب من تحرير الخرطوم.
ويتوقع مراقبون تركيز قيادة الدعم السريع على إقليمي دارفور وكردفان لضمان وجودها العسكري والسياسي في أي تسوية محتملة، واستمرار الدعم من قوى إقليمية وتجنب الانهيار.
ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب، في منتصف أبريل/نيسان 2023، ظلت قوات الدعم السريع تسيطر على غالب ولاية الخرطوم، قبل أن تتمدد في 4 من ولايات دارفور الخمس، وولايتي الجزيرة وسنار ومواقع في ولاية النيل الأزرق وشمال ولاية النيل الأبيض.
هجوم شاملوظل الجيش، نحو 17 شهرا، في حالة دفاع عن مواقعه العسكرية الرئيسية، وتدريب قوات جديدة واستنفار المتطوعين والحصول على أسلحة نوعية بعد تعزير علاقاته مع قوى إقليمية ودولية، مما مكنه من إعادة بناء قدراته العسكرية.
ومند 26 سبتمبر/أيلول الماضي، تحول الجيش من الدفاع إلى الهجوم الشامل، وأطلق عملية الجسور بعبوره جسور النيل الأبيض والفتيحاب والحلفاية التي تربط أم درمان مع الخرطوم والخرطوم بحري، واستعاد السيطرة على مواقع إستراتيجية في العاصمة.
إعلانوكانت معركة جبل موية في ولاية سنار، التي حولته قوات الدعم السريع إلى قاعدة لوجيستية، نقطة تحول للجيش وفتحت الباب أمام إعادة السيطرة على ولايتي الجزيرة وسنار، وأطراف ولاية النيل الأزرق، ثم شمال النيل الأبيض.
وفي ولاية الخرطوم خسرت الدعم السريع مصفاة الجيلي لتكرير النفط التي تحيط بها مقار عسكرية مهمة، وتبع ذلك تقهقرها من محليتي الخرطوم بحري وشرق النيل وغالب جسور العاصمة العشرة، وقبلها محلية أم درمان ومعظم محلية أم بدة.
ونقل الجيش عملياته مؤخرا من الشرق إلى غرب النيل ونزع قوات الدعم السريع من القصر الجمهوري ومجمع الوزارات والمؤسسات والمصارف، والسوق العربي أكبر أسواق العاصمة وأعرقها، ومنطقة الخرطوم المركزية بوسط العاصمة ومنطقة مقرن النيلين وجزيرة توتي.
وفي غرب وسط البلاد، استعاد الجيش السيطرة على مدينتي أم روابة والرهد بولاية شمال كردفان، وفك الحصار عن الأبيض حاضرة الولاية، ويزحف لتحرير شمالها الذي لا تزال تنتشر فيه قوات الدعم السريع.
خسائر فادحةوبإقليم دارفور صمد الجيش، والقوات المشتركة للحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانبه، أمام أكثر من 180 هجوما لقوات الدعم السريع على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وكبدها خسائر فادحة في محور الصحراء ودمر قاعدة الزرق الإستراتيجية، وضيق الخناق على الإمداد العسكري الذي يعبر عبر الأراضي الليبية.
وكشفت مصادر عسكرية للجزيرة نت أن هذه القوات باتت على قناعة بأنها فقدت ولاية الخرطوم ولم يعد لديها ما تدافع عنه، لكنها تحاول تأخير سيطرة الجيش على ما تبقى من العاصمة لتقديرها أن القوات الكبيرة في وسط البلاد والخرطوم ستتفرغ للزحف غربا نحو إقليمي كردفان ودارفور لطردها من المواقع التي تنتشر فيها.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها، إن قوات الدعم السريع كانت تخطط لإعلان الحكومة الموازية من داخل القصر الجمهوري، وبعث قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" أحد مستشاريه مع مجموعة أخرى لهذا الغرض وظل يحرض قواته على القتال عن القصر ومنطقة المقرن بغرب الخرطوم في خطابه الأخير قبل 5 أيام من خسارته القصر.
إعلانوحسب المصادر ذاتها، فإن قيادة الدعم السريع تسعى إلى الدفاع عن مناطق سيطرتها في ولايات دارفور من خارج الإقليم عبر تعزيز وجودها العسكري في ولايتي غرب كردفان وشمالها، وتفعيل تحالفها مع قائد الحركة الشعبية -شمال عبد العزيز الحلو في جنوب كردفان، والسعي لإحداث فرقعة إعلامية عبر هجمات انتحارية في شمال البلاد انطلاقا من شمال دارفور.
من جانبه، قال فولكر بيرتس، المبعوث الأممي السابق إلى السودان، إن النجاحات العسكرية الأخيرة التي حققها الجيش السوداني سوف "ترغم قوات الدعم السريع على الانسحاب إلى معقلها في إقليم دارفور غرب البلاد". وأوضح في تصريح لوكالة أسوشيتد برس "لقد حقق الجيش نصرا مهما وكبيرا في الخرطوم، عسكريا وسياسيا، وسيقوم قريبا بتطهير العاصمة والمناطق المحيطة بها من الدعم السريع".
ولكن التقدم لا يعني نهاية الحرب حيث تسيطر هذه القوات على أراض في منطقة دارفور الغربية وأماكن أخرى.
وأضاف بيرتس "ستقتصر قوات الدعم السريع إلى حد كبير على دارفور. سنعود إلى أوائل العقد الأول من القرن الـ21″، في إشارة إلى الصراع بين الجماعات المتمردة وحكومة الخرطوم، في عهد الرئيس السابق عمر البشير.
كرّ وفرّبدوره، يرجح الباحث والخبير العسكري سالم عبد الله أن فقدان قوات الدعم السريع وسط السودان، سيدفعها إلى الاستماتة في الدفاع عن مواقعها في ولايات كردفان ودارفور لضمان بقائها في المشهد السياسي والعسكري، وخلق استقرار في مناطق سيطرتها لتشكيل حكومة موازية مع حلفائها الجدد يتيح لها تقديم نفسها في صورة جديدة بعد ما ارتكبته من انتهاكات في ولايات وسط البلاد.
ووفقا لحديث الخبير للجزيرة نت، فإن معلومات تفيد بأن هذه القوات "استقدمت خلال الأسابيع الماضية مقاتلين تابعين لها كانوا في اليمن وليبيا ومرتزقة جددا للزج بهم في الحرب للسيطرة على الفاشر".
إعلانوبرأيه، فإن الدعم السريع تسعى بهذه الخطوة إلى ضخ روح جديدة بعد تدمير قوتها الصلبة خلال معارك ولاية الخرطوم، وضمان استمرار الدعم العسكري الخارجي، وتجنيب قيادتها تحميلها مسؤولية أخطاء الفترة السابقة، و"دائما يدفع القادة ثمنا غاليا وربما يفقدون حياتهم في حال خسروا الحروب".
من جهته، يقول مسؤول في المكتب الإعلامي لقوات الدعم السريع للجزيرة نت إن "الحرب كر وفر، وإنهم خسروا معارك ولم يخسروا الحرب".
ويوضح المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنهم لا يزالون يحتفظون بمكاسب عسكرية في وسط السودان وغربه وستكون هناك مفاجآت خلال الفترة المقبلة.