شفق نيوز:
2025-03-31@22:51:32 GMT

بغداد.. مشاجرة مسلحة تودي بحياة طفل مستطرق

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

بغداد.. مشاجرة مسلحة تودي بحياة طفل مستطرق

بغداد.. مشاجرة مسلحة تودي بحياة طفل مستطرق.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي بغداد مقتل طفل مشاجرة مسلحة

إقرأ أيضاً:

فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (4) عملية السويس وتفاصيل العبور الذى كاد يودى بحياة بنتنياهو

بعد أن انضم نتنياهو لوحدة المخابرات العسكرية (أمان) أثبت كفاءته في العديد من المهام الخاصة لهذه الوحدة، وكان أبرزها تفجير 13 طائرة عربية على أرض مطار بيروت، ومع ذلك فإن نتنياهو كان يريد أن يقوم بعملية كبرى يستطيع من خلالها أن يبرز اسمه داخل إسرائيل، فقد كان شغوفًا بأن يتحدث الإسرائيليون عن أعماله وبطولاته، وهذا ما قاله لأحد زملائه التابعين لسلاح المظلات الإسرائيلي، والذى وردت أقواله في تقارير أمريكية سرية تتبع وزارة الخارجية الأمريكية، ويطلق عليه “بيري حارامي”، فوفق ما أورده أن “بيبي” كان يريد أن يكون قائدًا للوحدة “أمان”، وذلك على الرغم من صغر سنه، وضعف رتبته، ويضيف: إلا أنني كنت من أشد المعجبين بشخصيته، حيث إن لديه طموحًا عظيمًا ويستطيع التصرف في كل المواقف الصعبة، ومن السهل أن يحصل على ثقتك، إلا أنه من الصعب أن يؤمن بأن شخصًا ما صديقه، فهو لديه طبيعة الشك، وإذا كان يحب “إسرائيل” فعلًا، فهو يحبها لذاته، لأنه من خلال إسرائيل سيحقق المجد لنفسه هكذا كان يتصور، لديه انطباعات سيئة عن كل من حوله، حتى قادته كان يتهمهم بالقصور في التفكير والإدراك، ويعتقد بيري أنه ربما كان السبب الرئيسي وراء ذلك نشأته في الولايات المتحدة، وسنوات الدراسة التي قضاها هناك مما جعله مغرورًا إلى حد كبير، ولكن غروره بثقة.

ويضيف أن من حق بيبى أن يكون مغرورًا لأن لديه إمكانات جيدة، ولديه القدرة على استغلالها، إلا أن عيبه الأساسى أنه مندفع ولا يتسطيع أحد أن يوقف اندفاعه، إلا إذا قرر هو ذلك، وغالبًا ما يكون قراره نابعًا من رؤية شخصية لا يشاركه فيها أحد.

ويقول: إن الشيء المؤكد- وربما تكون هذه هى الحقيقة الوحيدة فى حياة بيبى- أنه يكره العرب أكثر من التخيل، نحن جميعًا كإسرائيليين نكره العرب، لكننى أعتقد بصفتى الشخصية أنه يمكن فى يوم ما أن أحب العرب إذا كان هناك سلام فيما بيننا، وأعتقد أن هذا هو شعور بقية الإسرائيليين، إلا أن بيبى مختلف كثيرًا عن كل الإسرائيليين فهو يكره لدرجة العنف، ولا مجال للمساومة أو التراجع للوراء، كان دائمًا ما يردد أنه يطلب من الله أن تأتى عاصفة من السماء فتبيد كل العرب وتقضى عليهم، وتئول الأرض العربية للإسرائيليين.

ويقول: وهو لديه اقتناع جازم بأن العرب سيهاجمون إسرائيل طالما توافرت لهم مصادر القوة التى تمكنهم من ذلك، حتى فى العمليات الخاصة التى كنا نخوضها ضد أهداف عربية، كان بيبى أكثرنا حماسة وشراسة فى التعامل مع الشخصيات والأهداف العربية، بل فى إحدى العمليات فى بيروت، وكان ذلك فى عام1971، قتل بيبى وحده 9 أفراد من العرب، وكان من الممكن أن يستمر دون مراعاة لأوامر قادته العسكريين، وأنه أحيل للتحقيق، لأن تصرفه كان سيُفشل العملية كلها، وكان دائمًا يردد أنه يحب أن يرى الدماء العربية على الأرض، وأن كرهه الشديد للعرب كان سببه أن هؤلاء العرب سيمنعونه من تحقيق هدفه فى أن يكون شخصًا عظيمًا فى داخل إسرائيل وخارجها.

ويضيف: كان يهوى ركوب الطائرات والانتقال، وكان يرى أن الطائرة التى يركبها يجب أن تكون آمنة من أى غدر، وكان يقول: لو أن العرب اكتشفوا أن هذه الطائرة بها إسرائيليون لن يترددوا فى الهجوم عليها، والانتقام منّا، كان دائمًا يصفهم بالغباء وعدم القدرة على التصرف، وأنه حق طبيعى لإسرائيل أن تقود هؤلاء العرب، وأن دول العالم المتمدينة عندما قررت أن تحتل الدول العربية كانت صائبة فى هذا الاتجاه، لأن العرب خلقوا ليستعمروا.

كان هذا جزءا مما أورده بيرى حارامى، والغريب أن هذه المذكرات المسربة من الخارجية الأمريكية للعديد من القنوات الدبلوماسية الدولية، والتى حصلت عليها القنوات الدبلوماسية العربية، تؤكد أن نتنياهو عندما وصله أمر المذكرات استنكرها بشدة بعدما تولى رئاسة الوزراء فى إسرائيل، ونفى ما ورد بها، وأنه طلب من زميل سلاحه أن يكذِّب ذلك، وأنه من الأفضل مادامت سرية ألا يُثار حولها أى لغط، وبعيدًا عن هذه المذكرات، فإننا نعود إلى أوراق نتنياهو ذاتها التى يبدو فيها كرهه الشديد لمصر والمصريين، وهذا ما يؤكده أصدقاؤه الذين شاركوه فى إحدى العمليات الخاصة فى منطقة قناة السويس وكان ذلك فى عام 1969، حيث صدرت الأوامر لنتنياهو ومجموعة من رفاقه فى الوحدة الخاصة “أمان” بعبور قناة السويس والقيام بعملية كبرى كانت تستهدف تدمير منشآت بترولية وعسكرية فى وقت واحد، فى ذلك الوقت كان الجيش المصرى يخوض حرب الاستنزاف ضد الإسرائيليين، وكانت العمليات المصرية قد بدأت تحقق نجاحًا أرعب الإسرائيليين، وكان المقاتلون المصريون يتميزون بالشجاعة فى تنفيذ عملياتهم على حد ما يرى نتنياهو ذاته، ولذلك قررت قيادة الأركان الإسرائيلية القيام بعملية كبرى هدفها أن تصيب المصريين بالإحباط، حتى يدركوا مدى قوة الجيش الإسرائيلى، وتقول الأوراق الخاصة لنتنياهو، وهذه الأوراق تسربت لأن نتنياهو قبل الانتخابات الإسرائيلية كان يريد أن ينشر جزءًا من هذه الأوراق الخاصة ليطلع الشعب الإسرائيلى على بطولاته، وعهد بهذه المهمة لأحد الناشرين الأمريكيين، إلا أنه تراجع عن الفكرة بعد ذلك، وعلى الرغم من أنه سحب أصول هذه الأوراق والمذكرات، إلا أن هذه الأوراق أخذت طريقها للعديد من الجهات.

فى هذا الجزء المهم يقول نتنياهو: إنه فى عام 1969، كان لدينا إدراك عميق بأن المصريين يخططون لعملية عسكرية كبرى ضد إسرائيل، وأن هذه العملية يمكن أن تزلزل الكيان الإسرائيلى، وكان لدينا معلومات أن عبد الناصر قرر أن يخوض هذه العملية ضد إسرائيل قبل أن يبدأ عام 1970، وأنه حصل على أسلحة ومعدات ثقيلة من العديد من الدول الشرقية، وأن الدول العربية قررت أن تقتطع جزءًا من دخلها القومى لمعاونة عبد الناصر فى تحقيق هدفه، وأن سبب تأخيره عن القيام بهذه العملية يعود إلى بعض المعوقات فى التنسيق مع السوريين والأردنيين، وأرجع نتنياهو ذلك إلى أن عبد الناصر كان يدرك أن الجبهتين السورية والأردنية مازالتا ضعيفتين، وأنه لم يعد فى إمكانهما بعد مواجهة إسرائيل عسكريًا، ويقول: لقد أطلعنا نحن أفراد الوحدة الخاصة على بعض التفاصيل الخاصة بخطة عبد الناصر العسكرية والتى كان محورها أنه يريد أن يشتت الانتباه العسكرى الإسرائيلى فى أكثر من جبهة، ومن ثم يكون فى إمكان العرب تحقيق نصر حاسم على إسرائيل، وكان من الصعب أن نقاتل على أكثر من جبهة عربية لفترات طويلة نسبيًا مع الدول العربية، بخاصة إذا كان الموقف يتعلق بهجوم من الدول العربية على إسرائيل.

ويضيف: لقد كان الجيش الإسرائيلى على استعداد دائم لأن يأخذ زمام المبادرة فى بدء العمليات العسكرية ضد العرب، إلا أن الجيش الإسرائيلى كان سيرتبك إذا ما أخذ العرب هذه المبادرة، كما أنه كان هناك تخوف لدى القيادات العسكرية فى وحدة “أمان” من أن يكون عمل عبد الناصر العسكرى مدعمًا من القوى الدولية، وكنا نعرف أن الولايات المتحدة لن تترك إسرائيل، إلا أننا لم نكن متأكدين من مدى العون والمساعدة الأمريكية لإسرائيل، كما أن عبد الناصر كان شخصية ذات تأثير إقليمى واسع، ولذلك فإن المساعدة التى سيحصل عليها لابد أن تكون كبيرة، كما كان هناك تفكير بأن عبد الناصر يعد لخطة “الانتشار العربى” وفق ما أطلق عليها الإسرائيليون فى ذلك الوقت من خلال الهجوم على محاور سيناء والجولان، ثم تطوير العمليات العسكرية داخل إسرائيل ذاتها.

ويضيف: لقد كانت المسألة كبيرة وكان أمام القيادات العسكرية خيار “إما” أن تكون إسرائيل، وإما أن تفنى من خلال العملية العسكرية الكبرى، وكنت أعرف أن الجيش الإسرائيلى كله فى حالة استعداد وترقب، كما صدرت الأوامر للعديد من الوحدات الخاصة بأن تقوم بعمليات محدودة هدفها شل التحرك المصرى، وتأجيل تنفيذ أى عملية عسكرية، حتى تتم إسرائيل تحصيناتها الدفاعية والهجومية، حيث كان هناك جناحان للجيش الإسرائيلى جناح دفاعى يتولاه وزير الدفاع ورئيس الأركان الإسرائيلى، وجناح هجومى تتولاه وحدات العمليات العسكرية الخاصة، وكان من ضمن وحدات الجناح الهجومى”أمان”، ويعترف نتنياهو أن كل الإسرائيليين فى ذلك الوقت سواء كانوا عسكريين أو مدنيين لم يكن يشغل حديثهم سوى عبد الناصر ومدى إحتمال أن تكون هناك عملية عسكرية كبيرة ضد إسرائيل بقيادة عبد الناصر، ويعتقد نتنياهو أن هذه الأزمة التى خلقها عبد الناصر لنفسه عبر تصريحاته وتلميحاته بالحرب ضد إسرائيل وحدت الشعب الإسرائيلى سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، وأصبح الجميع مترقبًا للخطر، وأن هذا الشعور الواحد بالأزمة كان أكثر الأشياء إيجابية فى حياة إسرائيل، حيث كانت القيادات المدنية تطالب العسكريين بضرورة التحرك وتطويق الأزمة والقضاء على الخطر المصرى والعربى القادم، وأن نتنياهو كان لديه أصدقاء يعملون فى مجلس الوزراء الإسرائيلى كثيرًا ما كانوا يحكون له عن الأزمات فى داخل المجلس وأن الحكومة فى حالة انعقاد دائم، وأن الخلافات تختصر فى أن العديد من القيادات المدنية تطالب بعملية عسكرية كبرى وجديدة ضد مصر، تقضى على مخططاتهما ضد إسرائيل وأن هذه القيادات المدنية تطالب بضرورة أن يكون هدف هذه العملية هو التخلص من عبد الناصر شخصيًا بتصفيته، وأن نتنياهو كان يؤيد هذه الفكرة تمامًا، حيث كان يرى أن استمرار عبد الناصر فى مصر يشكل أخطر تحدٍ يواجه الدولة العبرية، وأن خطره لا يقتصر على حدود بلده، وإنما على حدود البلدان المجاورة، فى حين أن القيادات العسكرية فى داخل مجلس الوزراء الإسرائيلى كانوا يرفضون أفكار المدنيين، ويرون أن أى عملية جديدة يجب أن يتم التخطيط لها جيدًا، وأنه ليس من السهل فى هذه المرحلة إدارة عمليات عسكرية جديدة ضد مصر، لأن الأخيرة حصنت دفاعاتها وحصلت على العديد من الأسلحة الدفاعية المتطورة، وأنه لا سبيل أمام إسرائيل سوى القيام بالعمليات العسكرية المحدودة، وأن القيادات العسكرية كانت ترى أن هذه العمليات المحدودة سوف ترعب المصريين، وتقضى على روحهم المعنوية العالية التى يديرون بها عملياتهم ضد إسرائيل، ويرى نتنياهو أنه كان هناك شعور مشترك لدى كل الإسرائيليين بالكره الشديد للمصريين والسوريين تحديدًا، لأنهم يخططون لتدمير دولة إسرائيل من الداخل، وكان طبيعيًا أن يكون هناك تفكير مماثل فى ضرورة التخطيط والانقضاض على العرب.

وتقول المعلومات: فى هذه الليلة التى كان يتسامر فيها نتنياهو مع زميله “دورون” قدم إليهما زميلهما الثالث ”عاموس” الذى طلب من الاثنين التوجه فورًا إلى غرفة الاجتماعات، حيث يعقد هناك اجتماعًا طارئًا، ويقول نتنياهو لقد أحسست منذ أن أبلغنا عاموس بهذا الاجتماع الطارئ بأن هناك عملية كبرى نحن بصدد تنفيذها، و توقع أن تكون هذه العملية فى مصر، ويقول إنه كان تواقًا لأن يقوم بأى عملية ضدها، ولكنه كان يدرك أن هذه العملية ستكون من العمليات المحدودة، إلا أن هناك هاجسًا كان يراوده بأنه ربما نجح المدنيون فى إقناع العسكريين بتنفيذ العملية العسكرية الكبرى ضد مصر، ومن ثم ستكون وحدته ضمن التشكيلات المقاتلة، لقد عقد اجتماع ضم بعض أفراد الوحدة ولم يكن جميعهم، الأمر الذى أدرك معه نتنياهو أنها من العمليات المحدودة، وبعد أن تم شرح أبعاد العملية التى كانت تتطلب عبور قناة السويس، وتدمير منشآت عسكرية ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لإسرائيل وأن العملية ستتم من خلال زوارق مطاطية وأن العملية كانت فى إطار “ج”، وهى من العمليات شديدة الأهمية والخطورة ولذلك كان هناك اختيار دقيق للشخصيات المكلفة بتنفيذ العملية.

وبعد يومين من الاجتماع تم نقل نتنياهو ورفاقه إلى سيناء، حيث كان مقررًا أن تنفذ العملية فى اليوم التالى، وهناك التقى أفراد الوحدة الخاصة بقيادة ضابط كبير فى الجيش الإسرائيلى شرح لهم على خريطة جغرافية طبيعة منطقة قناة السويس والعراقيل التى يمكن أن تواجههم بالإضافة إلى تزويدهم بأسلحة صغيرة لمواجهة أى عقبات فى التنفيذ وأن الضابط الإسرائيلى أكد لهم أن هذه العملية إذا ما نُفذِت وفق الخطة الموضوعة لها فإن نسبة نجاحها تزيد على 90%، كما أنه رسم لهم طريق العودة وأن هناك وحدة خاصة تتبع لقيادته ستكون مسئولة عن أمنهم فى حالة العودة، وأكد أن المنطقة التى ستسبح فيها الزوارق المطاطية هى من أكثر المناطق أمنًا، وأن المصريين لن يكتشفوا هذه العملية، وأشار أكثر من مرة إلى ضعف نظام التأمين العسكرى المصرى للمنشآت والمنطقة الأخرى من القناة، ويعترف نتنياهو ورفاقه بأنه بعد هذا الاجتماع ارتفعت روحهم المعنوية كثيرًا وأصبح لديهم نوع من التأكد أن هذه العملية ستنجح فى تحقيق أهدافها وأن نتنياهو استيقظ فى اليوم المحدد للعملية منذ الصباح الباكر وقبل شروق الشمس بنحو ساعتين، حيث إنه كان قريبًا من منطقة القناة وبدأ يلقى بنظره إلى الضفة الأخرى.. لقد كانت لديه رغبة عميقة فى أن يدرس طبوغرافية هذه المنطقة جيدًا، ولم يكن يقلقه منظر بعض الجنود المصريين الذين رآهم يحملون السلاح ويسيرون عشرات الأمتار ثم يعودون وبدأ يقترب أكثر وأكثر من القناة، ولا يخفى نتنياهو إعجابه بقناة السويس، وإنه فكر كثيرًا فى أن هذه القناة يجب أن تئول بالكامل لإسرائيل وأن تسيطر على مواردها، و كان يفكر فيها من منطلق الأهمية الإستراتيجية الكبرى لهذه القناة التى تربط الشرق بالغرب، وكان يتمنى أن يكون حول هذه القناة مدن إسرائيلية عديدة، ويعترف نتنياهو بأن هناك العديد من الأفكار الكثيرة التى راودته خلال هذه الفترة ثم بدأ يجهز نفسه مع بقية الأفراد بأداء تدريبات رياضية وتدريبات نهائية على العملية وتم التدريب على الرماية العسكرية، ثم تدريب على الالتحام بأسلحة صغيرة ثم تدريب على الهروب بعد تنفيذ العملية، ثم تدريبات حول الاختباء لفترة زمنية فى مواقع متعددة، وقد استغرقت هذه التدريبات خمس ساعات، وطلب منهم قائد العملية أن يستريحوا ويتخلصوا من كل شحنات عواطفهم وأمرهم بالنوم، إلا أن نتنياهو يقول: إنه لم يذق طعم النوم وأنه لم يكن خائفًا من تنفيذ هذه العملية، إلا أنه كان يفكر فى كيفية تحقيق أقصى قدر ممكن من النجاح وأنه كان يفكر فى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية ستكتب وتقول كثيرًا عن هذه العملية بعد نجاحها وأنه من الممكن أن يستقبلهم رئيس الوزراء الإسرائيلى لتهنئتهم بنجاح العملية بالإضافة إلى أن وسائل الإعلام ستُجرى معهم أحاديث عديدة.

ويقول نتنياهو: إنه قفز من هذه العملية إلى النتائج التى ستتحقق قبل أن تبدأ، وفى الساعة السابعة من مساء يوم 18 أغسطس 1969، صدرت الأوامر بالتجمع لأفراد الوحدة المكلفين بتنفيذ العملية وكان مقررًا أن يلتقوا برتبة عسكرية كبيرة وأن هذه الرتبة سترابط فى الموقع الذى كانوا يقيمون فيه لحين الانتهاء من تنفيذ العملية، وأن هذه القيادة العسكرية هى التى ستتلقى من قائد وحدتهم التمام بتنفيذ العملية والانتهاء منها، ويقول نتنياهو: إنه لم يشغله أمر هذه الرتبة إلا أنه كان يعرف أنه رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية أو نائبه على أقصى تقدير، وكان هناك اهتمام غيرعادى بوصول هذه الرتبة، وبعد نصف ساعة أى فى السابعة والنصف وصلت هذه القيادة، حيث شجعهم هذا المسئول العسكرىعلى تنفيذ العملية ونقل لهم تحيات رئيس دولة إسرائيل ورئيس وزرائها ووزير الدفاع و قال لهم: إن كل فرد فى إسرائيل ينتظر نتيجة عملكم الباهر وأنه يأمل أن تخرج صحف إسرائيل غدًا وهى تحمل عناوين هذا الانتصار الكبير على المصريين، وأكد لهم أن المنشأة العسكرية التى سيقومون بتدميرها تعد من المنشآت الإستراتيجية وأنها ستكلف المصريين ثمنًا باهظًا ثم دعا لهم بالتوفيق فى العملية وانتهى الاجتماع فى الساعة الثامنة ثم طلب منهم قائد العملية الاسترخاء لمدة ساعتين والعودة فى الساعة العاشرة.

مكث نتنياهو وزميلاه “دورون وعاموس” وكل منهم لا يريد أن يتحدث فى شيء، إلا أنه وفق ما يروى نتنياهو أن “دورون وعاموس” كانا خائفين من تنفيذ هذه العملية، وأن عاموس كان أكثر ما يخشاه أن يقع فى أسر المصريين وأن نتنياهو كان أكثرهم شجاعة وكان يخشى من رحلة العودة وعدم تأمينها بالدرجة الكافية، وبعد صمت استمر طويلًا تم تجميعهم فى الساعة العاشرة، ثم طلب منهم قائد العملية الاستعداد وارتداء القفازات الرأسية وحمل المعدات والأسلحة اللازمة، على أن يعودوا فى الساعة الحادية عشرة.

ويقول نتنياهو: لقد كان من الأشياء الصعبة فى هذه العملية تلك الأحمال الثقيلة التى كان يحملها كل فرد للقيام بدوره فى العملية وأنها كانت مرهقة للغاية وأنه تشاور مع أصدقائه فى ضرورة تخفيف هذه الأحمال حتى يتمكن من الجرى والاختباء إلا أن أحدًا لم يرد عليه.

وفى الساعة الحادية عشرة أفصح نتنياهو عن رغبته تلك لقائد العملية، مشيرًا إلى أن هذه الأحمال الثقيلة ستكون قيدًا على تحركاتهم أثناء تنفيذ العملية إلا أن قائد العملية أكد له أن كل هذه الأحمال من أجل تأمين سلامته وسلامة تنفيذ العملية.

كان مقررًا أن تبدأ الزوارق المطاطية الإبحار فى الساعة الثانية عشرة والنصف وكان مقررًا أن تنتهى العملية فى الساعة الثانية والنصف وأن الزوارق المطاطية ستبحر بهم إلى مكان محدد من قناة السويس على أن يتم إبحارهم بعد ذلك من خلال السباحة وأن هناك نقاطًا متفرقة سيقومون بالسباحة فيها على أن يتجمعوا فى منطقة معينة قريبة من الضفة الأخرى للقناة، وطلب قائد العملية من معاونيه تجهيز الزوارق المطاطية والتأكد من سلامتها ثم طلب منهم التحرك إلى مواقع أخرى قريبة من تنفيذ العملية، كانت الساعة تقارب الثانية عشرة وفى الثانية عشرة و10 دقائق، كان الجميع أمام الموقع والزورق المطاطى الذى كان من المفترض أن يعتليه والذى كان سيرافقه فيه دورون وعاموس، إلا أنه فجأة طلب منهم قائد العملية التحرك للتنفيذ بينما كانوا يستعدون لاختبار زوارقهم وقواربهم، وبعد فترة غير قصيرة من السير داخل القناة بهذه الزوارق المطاطية إذ بنيران كثيفة تدك هذه الزوارق، الأمر الذى كان غير متوقعًا على الإطلاق.

ويعترف نتنياهو بأن المصريين نصبوا كمينًا لإفشال هذه العملية وأن هذا الكمين لا يعتقد أنه خاص بهذه العملية وإنما هو توقع من المصريين بأن إسرائيل ستدبر عملية من خلال القناة ضدهم، وفوجئ الإسرائيليون بهذه النيران التى كانت تلاحقهم جميعًا فتم إصدار الأوامر السريعة والعاجلة بالعودة والانسحاب، خاصة وأن هذه الزوارق غير قادرة على التعامل مع هذه النيران، كما أنه أصبح لا هم لدى أى فرد شارك فى هذه العملية سوى إنقاذ نفسه من هذه النيران، خاصة وأن المصريين نجحوا فى أن يصيبوا الزوارق المطاطية التى أصبحت أيضًا عاجزة عن أن تعود إلى البر للانسحاب، حيث امتلأت هذه الزوارق بالمياه، وبينما كان نتنياهو يستعد لإطلاق نيران سلاحه ومتشبثًا بالزورق الذى يعتليه فإذا برصاصتين تمران بجواره وتجبرانه على أن يغادر الزورق ويقفز إلى مياه القناة.. وبسبب الأحمال الثقيلة، غاص نتنياهو إلى قاع القناة وكان مشرفًا على موت حقيقى، ونجح عاموس وزميله دورون فى إنقاذه من الموت المحقق، وكان دورون سباحًا جيدًا فقرر أن يقوم هو بالمهمة على أن يقوم عاموس بتدبير قارب يمكنهم من الانسحاب، وفى خلال دقائق معدودة تم إنقاذ نتنياهو من عمق قناة السويس الذى كان سيبتلعه، ويعترف زميلاه بأنه لو تأخرت عملية الإنقاذ أكثر من ذلك ولو للحظات لكان نتنياهو قد فارق الحياة لأنه بعد إنقاذه كان مملوءًا بالماء بالإضافة إلى أنه لم يكن مدركًا لما يحدث.. وبدأت عملية إسعافات سريعة حتى يفيق ويسترد وعيه، وبالفعل تحقق ذلك.. وفى أثناء الانسحاب والعودة تابعهم المصريون بإطلاق النيران الكثيفة عليهم.. من كل جانب، وساعتها قفزوا من القارب وبدأت رحلة العوم ولكنها كانت لفترة طويلة، إلا أنه بعد لحظات من القفز من جديد فى الماء أصابت النيران المصرية الزورق، واشتعل القارب.

وتؤكد المعلومات أن “دورون” رفض الأمر العسكرى بالقفز إلى الماء من القارب ولكن عاموس أقنعه بضرورة الامتثال لهذا الأمر وأن دورون كان يخشى على نتنياهو الذى كان بين الموت والحياة ولذلك اعترف نتنياهو ورفاقه بأنه كُتب لهم عمر جديد بعد هذه العملية، وأنها كانت المرة الأولى التى يشعر فيها بأنه قريب من الموت ويتعامل مع هذه الكميات الكبيرة من النيران، حيث أكد أن هذه العملية لا يمكن أن تُمحى من ذاكرته حيث ارتبطت كثيرًا بمشاعر البغض والكراهية التى يحملها نتنياهو لمصر والمصريين، ولذا فانه بعد تنفيذ هذه العملية زاد اقتناعه بأهمية القضاء على القوة العسكرية المصرية لأنها هى القوة الوحيدة والمؤهلة للتعامل مع إسرائيل فى المنطقة.

«نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. قاتل محترف.. كيف خطط نتنياهو وشقيقه لاغتيال الرئيس جمال عبد الناصر؟!

كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى» بـذور التطـرف ( 2)

فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (1) سليل الإرهاب

«نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. كتاب جديد لـ مصطفى بكري يكشف فيه بالوثائق استراتيجية الكيان الصهيوني للهيمنة على المنطقة

مقالات مشابهة

  • انفجار في منجم فحم بإسبانيا يودي بحياة أربعة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين
  • طعناً بالسكين.. عشريني يفقد حياته بسبب مشاجرة في سوق كلار
  • تركيا.. حادث مروع في يوم العيد يودي بحياة عائلة بالكامل
  • سيارة تودي بحياة سيدة على طريق مطار بورسعيد
  • عشرات القتلى بين جنود ومدنيين في هجوم شرق بوركينا فاسو
  • فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (4) عملية السويس وتفاصيل العبور الذى كاد يودى بحياة بنتنياهو
  • بغداد.. شخص يقتل خاله ويلوذ بالفرار
  • كارثة في ميانمار.. زلزال بقوة 7.7 ريختر يودي بحياة المئات
  • مقتل شاب وإصابة آخر برصاص عصابة تقطع في صحراء اليتمة بالجوف
  • وفاة صادمة في نادي 15 مايو.. سقوط عارضة مرمى يودي بحياة لاعبة ناشئة|تفاصيل