يحتفل بها الأقباط في عيد الغطاس.. ما أصل البلابيصا؟
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
«بلابيصا» هي كلمة تتردد كثيرًا بالتزامن مع احتفال الأقباط اليوم، بعيد الغطاس 2025، أول الأعياد السيدية الكبرى في العام الميلادي الجديد عقب عيد الميلاد المجيد، ويتساءل البعض حول ما معناها؟ وما علاقتها بالعيد؟ هو ما نستعرضه خلال السطور التالية.
ما هي بلابيصا عيد الغطاس؟وحول كيف صنع بلابيصا عيد الغطاس التي أشبه بفوانيس من البرتقال المفرغ الذي يوضع داخله شمعة منيرة ويعلق أو يلهو به الأطفال وقديما كان يجولون به في طرقات البلدان للاحتفال والغناء ويحملونه أو يضعونه على عود قصب وقد يصنعونه من البوص أيضا.
وتعد البلابيصا من تراث الشعب القبطي – والتي تعرف أيضا باسم قناديل عيد الغطاس – وكذلك القصب مع القلقاس من أساسيات احتفالات الأقباط بعيد الغطاس (عيد الظهور)، ويحمل الأطفال في هذا العيد القصب مع البرتقال والشموع ويصنعون منه قناديل مبهجة مزينة بالصلبان يتغنون بترانيم عيد الغطاس.
معنى كلمة بلابيصا؟وكلمة بلابيصا مأخوذة من الكلمة القبطية واليونانية (بي. لامباص) ومعناها المصباح وكانت تطلق على مصابيح البرتقال وتسمى قنديل الغطاس، وأصل الكلمة في الهيروغليفية تعني الشموع، في معنى آخر لتلك الكلمة تعني عاري العري لتشير إلى المعمودية التي ينزل فيها الطفل عاريا، وكذلك تشير إلى مظاهر الاحتفال قديما في مصر بـ«عيد الغطاس»؛ إذ كانوا يغتسلون بالمياه في النيل.
وبحسب الانتشار الحديث لشكل البلابيصا فهي عبارة عن برتقالة مفرغة يجري حفر شكل الصليب على جوانبها، وتوضع شمعة في داخلها وتعلق بخيوط حتى يمكن حملها.
وبحسب المصادر التاريخية، فقد ارتبطت البلابيصا بعيد الغطاس في عهد الدولة الفاطمية؛ إذ كان الأقباط يحتفلون بـ«عيد الغطاس» على ضفاف النيل، ويحملون هذه المصابيح؛ إذ يعرف عيد الغطاس بأنه عيد الأنوار، ووقع الاختيار على فاكهة البرتقال لأنها فاكهة الموسم.
وأما عن الشكل القديم لها فكانت تتكون البلابيصا من عود قصب موضوع عليه صليب من الجريد المثقوب من الأربعة أطراف، وفي كل ثقب تُغرس شمعة مشتعلة، وفي الأعلى تغرس برتقالة لتتوسط الشموع، وكان الأطفال في القرى يرفعون الصلبان المضيئة ليسطع النور في أرجاء القرية المُظلمة.
وأخذت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الاحتفال بعيد الغطاس من الرسل وحددوا موعده ليكون في 11 طوبة وفقا للتقويم القبطي المتبع في الكنيسة الأرثوذكسية، إذ يُعتبر أحد أقدم الأعياد في الكنيسة، حيث بدأ الاحتفال به في القرن الثاني الميلادي، يستمر الاحتفال به 3 أيام حتى الاحتفال بعيد عرس قانا الجليل، أحد الأعياد المسيحية.
يتميز عيد الغطاس بأنه يتوسط خمسة أعياد سيدية تحتفل بها الكنيسة خلال أربعين يومًا وهي أعياد الميلاد، الختان، الغطاس، عرس قانا الجليل، دخول السيد المسيح الهيكل، ويُعد هذا العيد الأشهر على المستوى العادات الشعبية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عيد الغطاس عيد الغطاس 2025 الكنيسة بعید الغطاس عید الغطاس
إقرأ أيضاً:
هدايا تقدمها السفن لشط العرب
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
حمل لنا شط العرب شحنات هائلة من الهدايا والعطايا والهبات بكميات ربما لا يعرفها عامة الناس، لكنها معروفة ومألوفة في عموم القرى الساحلية أو الواقعة على ضفاف الانهار. .
بداية نذكر ان طول مجرى شط العرب من جزيرة السندباد إلى رأس البيشة يزيد على 100 كيلومترا، وفي هذا المجرى الطويل ثلاثة موانئ عراقية وثلاثة إيرانية. كانت تتعامل كلها مع شتى أنواع السفن التجارية. ولهذه السفن عادات تشبه الطقوس الموسمية. فالسفن المشحونة بصناديق الموز والبرتقال والتفاح ما ان تغادر موانئ شط العرب نحو البحر حتى تبدأ برمي صناديق الفاكهة، فتنطلق القوارب المحلية من الجهتين (العراقية والإيرانية) وتتسابق في التقاط العدد الأكبر من صناديق الموز. .
اذكر أيضاً ان لجان فحص المنتجات الغذائية رفضت بضاعة سفينة كانت محملة بالبرتقال، ولما أرغموها على مغادرة الميناء نحو البحر قرر ربانها رمي الصناديق كلها في مجرى شط العرب، فاستيقظ الناس صباح اليوم التالي ليجدوا مياه النهر وجداوله ممتلئة بالبرتقال الذي غطى مسطحات واسعة من المنطقة المحصورة بين (الفداغية) و (الفاو) في يوم امتلأت فيه البيوت والسواقي بسلال البرتقال. آخذين بعين الاعتبار أن البرتقال لا يغرق لأن قشرته مليئة بجيوب الهواء الصغيرة التي تساعد على إعطائه كثافة أقل من الماء. .
احيانا تلجأ السفن المغادرة إلى رمي كميات كبيرة من الألواح الخشبية المخصصة للعزل والتستيف، فتهرع القوارب من الضفتين لالتقاط الألواح الخشبية اللازمة لتسييج البساتين. .
واحيانا يدرك ربان السفينة حاجة القرى فيرمي لهم اعداداً من البراميل المغلقة (الفارغة) او الحاويات المطاطية المغلقة. فيلتقطها ابناء القرى القريبة. يستخدمونها لحفظ المياه او لتخزين المنتجات النفطية. .
لكل سفينة فائض من المواد والبضاعة التالفة، لكنها تمثل ثروة للفقراء. فيجود عليهم ربابنة السفن، واحيانا يتعمدون تخفيف سرعة السفينة لكي يوفروا الجهد، ويمنحوا ابناء القرى فرصة الاستحواذ على المواد المفيدة. .
احياناً تضطر السفن إلى الانتظار فترمي مخطافها في (الصنگر) أو (الزيادية)، أو (سيحان) أو (المعامر) فيتجمع القرويون حولها بقواربهم الصغيرة، وهنا تبدأ المقايضة وتبادل المواد. منتجات زراعية أو حيوانية مقابل كميات من الشاي أو السكر او المعلبات أو السجائر الإفرنجية. .
لكن هذه المظاهر اختفت وانحسرت، لم يعد لها أي أثر بسبب توقف الملاحة في امتداد هذا المجرى الملاحي الحيوي. .