نتانياهو واتفاق غزة.. "إطار" مدروس أم مقامرة خطيرة؟
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن رواية رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو المتعلقة بقطاع غزة، تواجه اختبارات سياسة واستراتيجية من داخل إسرائيل وخارجها، مشيرة إلى أن نتانياهو وصفها بـ"الإطار"، وليس بـ"الصفقة".
وأضافت جيروزاليم بوست تحت عنوان "استراتيجية نتانياهو لوقف إطلاق النار المؤقت.. توقف مدروس أم مقامرة محفوفة بالمخاطر؟"، أنه مع الاتفاق على إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية، في مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني، إلى جانب وقف إطلاق النار في غزة، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي في مناطق محددة، يسعى نتانياهو إلى تأطير هذا التطور، ليس باعتباره نهاية للحرب، ولكن باعتباره توقفاً استراتيجياً، كما قال إن وقف إطلاق النار مؤقت.
وتلفت الصحيفة إلى أن نتانياهو يواجه تشككاً من جانب قاعدته السياسية وأعضاء ائتلافه، كما يشكك العديد من ناخبيه وحلفائه في الادعاء بأن هذا مجرد إجراء مؤقت.
بعد بن غفير..سموتريتش يهدد بإسقاط حكومة نتانياهو إذا لم تحتل قطاع #غزة https://t.co/xqLTLpSpBM
— 24.ae (@20fourMedia) January 19, 2025
استئناف القتال
وبعد ما يقرب من عام ونصف من القتال ضد حماس، يبدو أن احتمال وقف العمليات لمدة 42 يوماً والسماح للمدنيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة، وسحب الجيش الإسرائيلي من المناطق الحضرية في القطاع، يبدو للبعض أن ما يحصل نهاية للحرب، وليس فترة استراحة قصيرة، حيث يزعم المنتقدون أن استئناف القتال سيكون مستحيلاً تقريباً، بمجرد سريان وقف إطلاق النار، وعودة الحياة إلى طبيعتها في غزة، خصوصاً مع تزايد نفوذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وبحسب الصحيفة، سعى نتانياهو إلى طمأنة حكومته، حيث ورد أنه قال خلال اجتماع الحكومة، الجمعة الماضية: "أصررت على أننا نستطيع العودة إلى الحرب بدعم أو عدم معارضة من الرئيس الأمريكي، أعطى ترامب دعمه لهذا النهج، وإذا قالوا لنا لا، فسنفعل ذلك على أي حال"، وهي تصريحات تعكس محاولات نتانياهو التأكيد على أن إسرائيل تحتفظ باستقلالها، حتى تحت أعين حلفائها الأكثر أهمية.
المخاطر السياسية
وذكرت الصحيفة، أن الاختبار الحقيقي لهذا الإطار، سيأتي في غضون 6 أسابيع، ولكن هناك مخاطر سياسية كبيرة، تتمثل في وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي استقال من الحكومة احتجاجاً على الهدنة، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي هدد باتباع النهج نفسه، ولذلك فإنه بدون العودة إلى الحرب سوف تفقد الحكومة الحالية شرعيتها في الحكم.
وأضافت جيروزاليم بوست، أن عدم اليقين يمتد إلى ما هو أبعد من حدود إسرائيل، فقد تؤثر الشخصية المزدوجة لترامب، باعتباره "صانع الصفقات"، الذي يسعى إلى إنهاء الحروب، وداعماً للأهداف العسكرية الإسرائيلية، على عملية صنع القرار، متسائلة: "فهل يدعم ترامب عملية شاملة لتفكيك حماس، أم أن نفوره من الصراعات المطولة سوف ينتصر؟".
ترامب يعلّق على بدء سريان اتفاق #غزةhttps://t.co/y8Wh0x0hPi
— 24.ae (@20fourMedia) January 19, 2025
مفترق طرق
وأضافت الصحيفة، أنه مع ترسخ وقف إطلاق النار، تقف حكومة نتانياهو عند مفترق طرق، وسوف تحدد الأسابيع المقبلة، ما إذا كان هذا "الإطار" سيؤدي إلى استئناف القتال، أو يمثل نهاية الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، ولكن من الواضح أن المخاطر التي تواجه نتانياهو وائتلافه وأمن إسرائيل أصبحت أعلى من أي وقت.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة عودة ترامب غزة وإسرائيل نتانياهو وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
عاجل.. بن غفير: إذا تم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سنستقيل من الحكومة
قال إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي ، اليوم الخميس، أنه إذا تم اتفاق وقف إطلاق النار بغزة فإن حزب "عوتسما يهوديت" سوف يستقيل من الحكومة.
حكومة إسرائيل تُصوت على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. الجمعة إسرائيل تضع عقبةً في طريق إنجاز اتفاق غزة
وبحسب"روسيا اليوم"، أشار إلى أن "هذه صفقة من شأنها أن تؤدي إلى وقف الحرب، في حين أن حماس لم تُهزم بعد، ولم نحقق أهدافنا"، مشددا على أنه "إذا تقرر استئناف القتال ضد حماس كما طلبنا فسنعود إلى دعم الحكومة".
وأضاف: "الصفقة الحالية تطلق سراح مئات القتلة وتقر الانسحاب من فيلادلفيا ووقف الحرب وستنهي كل إنجازاتنا، يجب وقف المساعدات الإنسانية والوقود عن غزة بالكامل من أجل إعادة المخطوفين وأدعو نتنياهو إلى التروي ووقف هذه الصفقة السيئة وعدم إعادتنا للوراء".
وأكد أنه "لن نتعاون مع اليسار لإسقاط حكومة نتنياهو لكن لن نبقى في حكومة تبرم صفقة كهذه، مستعدون لدفع أثمان باهظة لتحرير مخطوفينا لكن المطروح أثقل مما نحتمل.. الفرحة التي تابعناها في غزة والضفة الغربية تظهر من هو الذي خضع في هذه الحرب".
هذا وأعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني اليوم الأربعاء، التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين إسرائيل و"حماس".
وأكد آل ثاني أن "قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أنه "نعمل مع حماس وإسرائيل بشأن خطوات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف أن سريان الاتفاق يبدأ يوم الأحد المقبل وتتحدد ساعة تنفيذه لاحقا، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تبلغ 42 يوما وتشهد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية حتى حدود قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.
وفي وقت سابق، وصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة بأنها "صفقة استسلام".
وحث بن غفير وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، على إبلاغ رئيس الوزراء نتنياهو بأنه سينسحب من الحكومة إذا تم التوقيع على هذه الصفقة، التي يعتبرها استسلامًا لحركة حماس.
ودعا بن غفير سموتريتش للانضمام إليه والتعاون من أجل العمل ضد هذه الصفقة، مشيرًا إلى أن حزب "العظمة اليهودية" ليس لديه القوة الكافية لمنعها بمفرده، لكن معًا يمكنهم ذلك.
وأكد أنه يمكنهم التوجه إلى رئيس الحكومة وإبلاغه بأنه إذا تم تمرير الصفقة، فإنهم سيعملون على إسقاط حكومة نتنياهو.