كيف نكون من أبناء الآخرة؟.. بين اتباع الهوى وطول الأمل
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «إنما أخشى عليكم اثنين: طول الأمل، واتباع الهوى، فإن طول الأمل ينسي الآخرة، وإن اتباع الهوى يصد عن الحق، وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، والآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل».
هذه الكلمات العميقة التي تحمل في طياتها حكمة عظيمة ونصيحة شاملة هي تذكير للمؤمنين في كل زمان ومكان.
الدنيا والآخرة: طريقان متعاكسانيصور الإمام علي الدنيا والآخرة كمسافرتين تسيران في اتجاهين متعاكسين؛ فالدنيا تسير نحو الزوال والابتعاد، بينما الآخرة تقترب يومًا بعد يوم. وكل إنسان عليه أن يختار الطريق الذي يسلكه، إما أن يكون من أبناء الدنيا الذين ينغمسون في ملذاتها وزخارفها، أو من أبناء الآخرة الذين يستعدون لها بالأعمال الصالحة والإيمان الصادق.
طول الأمل وأثره على القلوبيشير الإمام علي إلى أول خطر يواجه الإنسان وهو "طول الأمل"، أي الرغبة في حياة طويلة والانشغال بالدنيا دون إدراك أن الحياة قصيرة وزائلة.
طول الأمل يجعل الإنسان ينسى الآخرة، ويغفل عن الاستعداد لها، فتجد المرء يخطط للمستقبل الدنيوي وينسى أن الموت قد يكون أقرب مما يظن.
اتباع الهوى: عائق عن الحقأما الخطر الثاني، فهو اتباع الهوى. الهوى هو ميل النفس إلى الشهوات والرغبات دون ضبط أو توجيه. وعندما يتبع الإنسان هواه، يصدّه ذلك عن الحق، فيبتعد عن طريق الاستقامة ويغفل عن أوامر الله ونواهيه.
كيف نكون من أبناء الآخرة؟يدعو الإمام علي إلى أن يكون المسلم من أبناء الآخرة لا من أبناء الدنيا، مشيرًا إلى أن أبناء الآخرة هم الذين يدركون حقيقة الحياة ويعيشون بهدف الفوز برضا الله وجنته. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
تجديد النية واستحضار الآخرة دائمًا: بأن يدرك الإنسان أن الدنيا دار اختبار وليست مستقرًا.التوازن بين العمل للدنيا والآخرة: فلا يترك المسلم نصيبه من الدنيا، ولكنه يجعل الآخرة هدفه الأسمى.الإكثار من العمل الصالح: بالصلاة، والزكاة، والصدقة، وصلة الرحم، وغيرها من الطاعات.مجاهدة النفس: لضبط الهوى وعدم الانسياق خلف شهوات النفس.التوبة والاستغفار: لتطهير القلب من الذنوب وإعادة توجيه النفس نحو الله.اليوم عمل وغدًا حسابيختم الإمام علي بقوله: «فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل».
هذه العبارة تذكرنا بأن الدنيا دار عمل وسعي، بينما الآخرة هي دار الجزاء، فلا يمكن تعويض ما فات من الطاعات بعد الموت. لذا، على المؤمن أن يغتنم كل لحظة من حياته ليعمل للآخرة، ويتجنب الغفلة والانشغال بالدنيا.
وختاما، هل نحن من أبناء الدنيا الذين يتبعون أهواءهم وينسون الآخرة؟ أم أننا من أبناء الآخرة الذين يسعون لرضا الله وجنته؟ القرار بأيدينا، والعمل الآن، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدنيا الآخرة الدنيا والآخرة الامل الإمام علي النية تجديد النية الإمام علی ا حساب
إقرأ أيضاً:
تحذير خطير.. علامة تظهر أثناء الطهي تكشف إصابتك بالخرف
قال خبراء إن علامة تحذيرية مبكرة لمرض الخرف قد تظهر أثناء الطهي في المطبخ، وتشرح هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن الخرف ليس جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة، إنه متلازمة، مجموعة من الأعراض المترابطة، المرتبطة بتدهور مستمر في وظائف المخ.
سبب وفاة لاعب الإسكواش محمد يحيى السباعيماذا يحدث للجسم عند تناول البقدونس على الريق؟وأعدت جمعية الزهايمر قائمة بالعلامات التحذيرية التي يجب الانتباه إليها، بما في ذلك علامة واحدة قد تظهر أثناء الطهي.
ورغم أن فقدان الذاكرة من الأعراض المعروفة لمرض الخرف، فإنه من السهل تجاهله باعتباره جزءاً طبيعياً من الشيخوخة، وأكدت الجمعية الخيرية أن صعوبة اتباع وصفة مألوفة أثناء الطهي قد تكون مؤشراً على هذه الحالة.
وأوضحت المنظمة ، قد يعاني بعض الأشخاص الذين يعانون من تغيرات في ذاكرتهم بسبب مرض الزهايمر أو أنواع أخرى من الخرف من تغيرات في قدرتهم على تطوير خطة أو اتباعها أو العمل بالأرقام، وقد يواجهون صعوبة في اتباع وصفة مألوفة أو تتبعها".
أعراض الخرفقد تشمل أعراض الخرف مشاكل في:
فقدان الذاكرة
سرعة التفكير
الحدة العقلية والسرعة
اللغة، مثل استخدام الكلمات بشكل غير صحيح، أو صعوبة في التحدث
فهم
حكم
مزاج
حركة
صعوبات في القيام بالأنشطة اليومية