رمضان قادم (1): التخطيط الروحي.. كيفية تجديد النية واستحضار عظمة الشهر
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يبدأ المسلمون في التحضير لهذا الشهر الفضيل ليس فقط من الناحية المادية، بل الروحية أيضًا.
التخطيط الروحي لرمضانإن شهر رمضان ليس مجرد فرصة للصوم عن الطعام والشراب، بل هو فرصة لتجديد العلاقة مع الله تعالى، وزيادة التقوى، والابتعاد عن المعاصي.
ومن أبرز الجوانب التي يجب أن يوليها المسلم اهتمامًا خاصًا هي "التخطيط الروحي" لهذا الشهر الكريم.
تجديد النية: بداية الطريق نحو التغيير
أول خطوة في التخطيط الروحي لشهر رمضان هي تجديد النية. ينبغي للمسلم أن يكون صادقًا في عزمه على الاستفادة القصوى من هذا الشهر، وأن يتوجه إلى الله عز وجل بنية صافية، متمنياً أن يكون شهر رمضان فرصة لتطهير القلب وتجديد العهد مع الله.
تجديد النية ليس فقط بالصوم، بل بالتوجه للعبادة والطاعات بشكل عام، مثل الصلاة، قراءة القرآن، الدعاء، والصدقة.
من الضروري أن يحرص المسلم على إخلاص نيته لله تعالى، ويذكر نفسه دائمًا بعظمة هذا الشهر.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (رواه البخاري).
هذا الحديث يوضح أن النية الصادقة في العبادة هي التي تجعل للأعمال في رمضان تأثيرًا بالغًا في تطهير النفس ورفع الدرجات.
استحضار عظمة الشهر: فهم قيمة رمضان
في رمضان، تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين. إنه شهر يغتنمه المسلمون للابتعاد عن الدنيا والانشغال بالأعمال الصالحة.
لكن لكي نتمكن من الاستفادة القصوى من هذا الشهر، يجب أن نستحضر عظمته في قلوبنا.
ولعل أول خطوة في استحضار هذه العظمة هو التذكير بفضائل رمضان.يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" (البقرة: 185). هذا هو الشهر الذي أنزل فيه أعظم كتاب وهو القرآن، ولذلك فهو شهر القرآن والصلاة والدعاء.
إضافة إلى ذلك، يجب أن نذكر أنفسنا دائمًا بأن رمضان هو فرصة للابتعاد عن الذنوب وتقوية العلاقة مع الله.
وهو شهر تكثر فيه الأعمال التي تُقرِّبنا إلى الله، مثل صلاة التراويح، والصدقة، والإفطار على يد المسلم الفقير، مما يعزز من التضامن بين المسلمين ويزيد من الروحانية في المجتمع.
نصائح لتجديد النية في رمضان:استحضار النية في بداية الشهر: قبل حلول الشهر، اجلس مع نفسك في لحظة هدوء واذكر لله نيتك في الصيام والقيام والعبادة خلال رمضان.
التوبة قبل رمضان: من الأفضل أن يبدأ المسلم بالاستغفار والتوبة إلى الله قبل بداية الشهر المبارك، طلبًا لمغفرته ورحمته.
إعداد خطة عبادية: ضع لنفسك خطة عبادية تشمل قراءة القرآن، صلاة التراويح، الدعاء المستمر، وزيارة الأقارب والتهنئة. هذه الخطة تسهم في تجديد النية وتساعدك على الاستمرار في الطاعة طوال الشهر.
النية في فعل الخير: استحضر نية الإحسان خلال الشهر، من خلال الصدقة ومساعدة الآخرين، فاجعل من رمضان فرصة لخدمة المسلمين والتخفيف عنهم.
الاستعداد الذهني والروحي: ابدأ بالتهيئة النفسية لهذا الشهر وتذكر دائمًا أن رمضان ليس مجرد فترة زمنية، بل هو فرصة لتغيير حياتك للأفضل.
ختامًا، إن شهر رمضان هو شهر عظيم، مليء بالفرص الروحية التي يجب على المسلم أن يستغلها أفضل استغلال، بتجديد النية واستحضار عظمة الشهر، يمكننا أن نبدأ رمضان ونحن على استعداد تام لخوض رحلة الروحانية والطاعة، ونشكر الله على هذه الفرصة المباركة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شهر رمضان رمضان تجديد النية تجدید النیة شهر رمضان هذا الشهر
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: مصادر التشريع في الإسلام أربعة.. والقرآن والسنة الأصل
أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشريعة الإسلامية تستمد أحكامها من أربعة مصادر رئيسية متفق عليها بين العلماء، وهي: القرآن الكريم، السنة النبوية، الإجماع، والقياس، مشيرًا إلى أن هذا الترتيب يعكس منهجية علمية دقيقة في فهم الدين وتطبيقه.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، اليوم الخميس: "مصادر التشريع تعني الأدلة التي تُستمد منها الأحكام الشرعية، لتحديد ما هو حلال وما هو حرام، وقد اتفق الفقهاء على أربعة مصادر رئيسية مرتبة على النحو التالي: القرآن الكريم، ثم السنة النبوية، ثم الإجماع، ثم القياس."
وأوضح أن هذا الترتيب له أصل في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ، فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)، مضيفًا: "الآية تشير بوضوح إلى هذه المراتب؛ فأمر الله بطاعته (أي الرجوع إلى القرآن)، ثم بطاعة رسوله (السنة)، ثم أولي الأمر (العلماء والإجماع)، ثم أمر بالرد إلى الله ورسوله عند التنازع (وهذا يشمل القياس والاجتهاد)."
كما استشهد بحديث النبي ﷺ مع معاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن، وسأله: "بِمَ تَحْكُم؟" فقال: "بكتاب الله"، قال: "فإن لم تجد؟" قال: "فبسنة رسول الله"، قال: "فإن لم تجد؟" قال: "أجتهد رأيي"، فقال له النبي: "الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي الله ورسوله".
وأضاف: "هذا الحديث يوضح الترتيب نفسه: القرآن، ثم السنة، ثم الاجتهاد، الذي لا يكون إلا لأهله، المؤهلين علميًا لاستنباط الأحكام."
وأوضح أن هذا المنهج طبقه الخلفاء الراشدون، وعلى رأسهم أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، الذي كان إذا عُرضت عليه مسألة، بدأ بالقرآن، فإن لم يجد، بحث في السنة، فإن لم يجد، جمع كبار الصحابة وشاورهم، ثم أفتى بناءً على ما اتفقوا عليه.
وأردف: "هذا هو الفهم الصحيح لمصادر التشريع في الإسلام، كما ورد في النصوص وكما طبقه الصحابة، وليس لكل أحد أن يجتهد أو يستنبط دون علم وتأهيل، بل الأمر لأهل الذكر والعلم".