#سواليف

عندما يتحول #الحرم_الجامعي إلى #قاعة_محكمة: واقع لا يليق بالتعليم العالي
بقلم : ا .د. عزام عنانزة

في مشهد يدمي القلب، نجد أساتذة الجامعات، تلك العقول التي كان يُفترض أن تقود نهضة المجتمع وترتقي بوعيه، يتحولون إلى زوار دائمين للمحاكم ومكاتب المحامين. كيف لأكاديميين أفنوا حياتهم في خدمة العلم والمعرفة أن يجدوا أنفسهم محاصرين في أروقة القضاء، بدلاً من قاعات المحاضرات والمختبرات؟ هذا الواقع المؤلم يدفعنا للتساؤل: أين الخلل؟ ومن يتحمل المسؤولية؟

إن الجامعات كانت دائمًا منارات للعلم، فضاءات للبحث والتطوير، وملاذًا لمن يسعون إلى تغيير الواقع نحو الأفضل.

لكنها أصبحت، في بعض الأحيان، مسرحًا لصراعات شخصية، ومرتعًا للشللية، وساحة تتصارع فيها المصالح على حساب القيم الأكاديمية والمهنية. المثير للسخرية أن هذه القضايا التي يفترض أن تجد حلولها داخل أسوار الحرم الجامعي، باتت تُحل في قاعات المحاكم، وكأن القانون أصبح السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق والعدالة.

مقالات ذات صلة الفصل الدراسي الثاني يبدأ غدا .. مواعيد دوام الطلبة حتى بداية شهر رمضان 2025/01/18

هل يعقل أن تصبح النزاعات داخل الحرم الجامعي جزءًا من المشهد المعتاد؟ هل هذا هو النموذج الذي نقدمه للأجيال القادمة؟ بدلًا من أن تكون الجامعة مصدر إلهام، أصبحت مكانًا لتصفية الحسابات وتكريس الانقسامات.

الطريف – إن جاز التعبير – أن بعض هذه القضايا تكشف عن حجم التناقض بين المبادئ التي نُعلمها لطلابنا والممارسات التي تحدث على أرض الواقع. نتحدث عن العدالة، الشفافية، والنزاهة، بينما الواقع يفضح غياب هذه القيم في ممارساتنا اليومية.

الأدهى من ذلك، أن هذه الممارسات لا تؤثر فقط على الأساتذة أنفسهم، بل تطال سمعة الجامعة، مخرجاتها الأكاديمية، وثقة المجتمع بها. كيف يمكن أن نطلب من الطلاب احترام مؤسساتهم الأكاديمية وهم يشاهدون أساتذتهم يُقاضون إداراتهم للحصول على حقوقهم؟

ربما يكون من المضحك المبكي أن الحرم الجامعي، الذي يُفترض أن يكون بيئة للتعليم والابتكار، أصبح محطة انتقالية بين قاعة التدريس والمحكمة. هذا الواقع لا يليق بالمؤسسات التعليمية التي كانت يومًا مفخرة للأوطان.

لكن لنكن واقعيين، المشكلة ليست فقط في الأطراف المتنازعة. إنها منظومة كاملة تحتاج إلى إعادة نظر. القوانين الجامعية التي تفتقر إلى الوضوح، السياسات الإدارية التي تفتقد إلى الحكمة، والعلاقات الجامعية التي تفتقر إلى الاحترام والتقدير، كلها عوامل أدت إلى هذا الانحدار.

نحن بحاجة إلى وقفة جادة. إصلاح جذري يعيد للجامعات مكانتها الحقيقية. إعادة تعريف دور الجامعات كفضاءات للبحث، التعليم، وحل المشكلات، وليس فضاءات لتصدير النزاعات إلى المحاكم.

وإلى أن يحدث ذلك، يبقى السؤال المؤلم معلقًا: كيف لعقول بحجم أساتذتنا أن تُستهلك في معارك لا تليق بمكانتهم ولا بمكانة مؤسساتهم؟ والله عيب… هذا واقع لا يليق لا بالأستاذ ولا بالجامعة، ولا بالرسالة التي خُلق التعليم العالي لأجلها.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الحرم الجامعي قاعة محكمة الحرم الجامعی لا یلیق

إقرأ أيضاً:

خدعة الغازلايتنج.. حين يتحول الحب إلى ساحة تشكيك وتدمير نفسي

كشف الدكتور أحمد أمين، المتخصص في العلاقات الإنسانية، عن خطورة ظاهرة "الغازلايتنج" أو التلاعب النفسي، التي قد تتحول فيها العلاقة العاطفية من مصدر للأمان والدعم إلى ساحة مليئة بالارتباك والتشكيك بالذات.

معلومات لا تعرفها عن خدعة الغازلايتنج

وقال الدكتور أحمد في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد الإخباري، إن "الغازلايتنج هو أحد أكثر أشكال التلاعب النفسي خطورة، حيث يتم فيه زرع الشك داخل عقل الطرف الآخر بشكل ممنهج، لدرجة تجعله يشكك في مشاعره، وفي إدراكه للواقع وحتى في سلامة عقله".

ماذا يحدث عند تناول الكنتالوب يومياشكلهم شباب.. أسرار ظهور النجوم بسن أصغر

وأضاف أمين، إلى انه غالبًا ما يُمارس هذا النوع من التلاعب من قبل شخصية نرجسية، تسعى للسيطرة التامة على العلاقة، حتى لو كان الثمن هو تحطيم ثقة الطرف الآخر بنفسه.

وتابع أمين، أن ما يزيد الأمر خطورة أن الغازلايتنج لا يظهر في شكل عنف مباشر أو إهانة صريحة، بل يتسلل في كلمات وجمل ظاهرها الحب والاهتمام، لكن باطنها تشكيك دائم وإلقاء للّوم على الطرف الآخر.

معلومات لا تعرفها عن خدعة الغازلايتنجأبرز الأمثلة على الغازلايتنج 

وذكر أمين بعض الأمثلة على التلاعب النفسي، والتي تعكس هذا النمط، ومن أبرزها : أن يرد الشريك على شكوى شريكته من جملة جارحة قالها بالأمس بقوله: "أنتِ درامية جدًا.. أنا لم أقل ذلك أصلًا.. أنتِ تتوهمين"، في محاولة لإقناعها بأن مشاعرها غير واقعية.

معلومات لا تعرفها عن خدعة الغازلايتنجعلامات التعرض للغازلايتنج

وكشف امين عن بعض علامات التعرض للغازلايتنج، ومن أبرزها ما يلي :

 - الشعور المستمر بالذنب والاعتذار رغم عدم وجود خطأ واضح.


- الشك المتواصل في الذات وعدم الثقة بالمشاعر.


- الاعتماد الكامل على تقييم الآخرين لإدراك الحقيقة.


- فقدان القدرة على اتخاذ القرار أو التعبير عن الذات.


- تحويل الطرف المسيء لنفسه إلى "الضحية" دومًا.

معلومات لا تعرفها عن خدعة الغازلايتنجالأثار النفسية لخدعة الغازلايتنج 

وأوضح متخصص العلاقات الانسانية، أن أبرز الآثار النفسية لهذه الخدعة أن هذا النوع من العلاقات قد يؤدي إلى تدمير نفسي كامل، حيث تفقد الضحية ثقتها بنفسها، وتدخل في حالة من القلق والاكتئاب والعزلة، وقد تصل إلى مرحلة تشوه صورة الذات.

معلومات لا تعرفها عن خدعة الغازلايتنجكيف يمكن مواجهة خدعة الغازلايتنج ؟

ونصح د. أحمد بضرورة الاعتراف بالمشكلة أولًا، ثم توثيق الأحداث والمشاعر لتقييم الأمور بموضوعية، إلى جانب اللجوء لدعم موثوق من الأصدقاء أو مختصين. 

وشدد أمين، على أهمية إنهاء العلاقة في حال استمرار التلاعب، مؤكدًا أن: "العلاقة الصحية ليست علاقة مثالية، لكنها علاقة يشعر فيها الإنسان بالأمان والتقدير لا بالاتهام والشك".

وأختتم أمين بقوله: "إذا شعرتِ بأنك تفقدين نفسك في علاقة ما، توقفي واسألي: هل هذا حب حقيقي أم غطاء للتلاعب باسم الحب؟".

مقالات مشابهة

  • تمريض حلوان تطلق قافلة صحية داخل الحرم الجامعي للتوعية بالأمراض المزمنة
  • مراسل سانا: أهلي حلب يفوز على أمية بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في نهاية المباراة التي جمعتهما على أرض ملعب الفيحاء بدمشق ضمن بطولة المستقبل لكرة القدم
  • أسواق الأغراض القديمة.. حينما يتحول الفقر إلى ترند
  • خبير سياحي: المتحف المصري الكبير يشوق الزوار ويعيدهم لزمن الفراعنة
  • وزير التّعليم العالي يبحث مع مجلس جامعة حمص واقع العملية التعليمية والصعوبات المعترضة
  • خدعة الغازلايتنج.. حين يتحول الحب إلى ساحة تشكيك وتدمير نفسي
  • إعلام إسرائيلي: 3000 من العاملين بالتعليم وقعوا على عريضة لوقف الحرب بغزة
  • السجيني: مشهد الكلاب الضالة في الشوارع لا يليق.. فيديو
  • التعليم العالي تصدر نتائج امتحانات السنة التحضيرية وتحدد موعد قبول ‏طلبات الاعتراض
  • من الأخوة إلى العزل.. كيف تؤثر الخيارات السياسية على مستقبل الصومال ..عندما يتحول الارتماء في أحضان أمريكا إلى انتحار سياسي!