بوابة الوفد:
2025-03-28@20:51:57 GMT

نظام التعليم الحديث في مصر.. بين الواقع والمأمول

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

جلست أتأمل تلك الأوراق التي تتحدث عن نظام جديد يُدعى "الباكالوريا الدولية"، والذي يراد له أن يُطبّق في بلادنا. فكرة براقة، ومصطلحات تبدو في ظاهرها أشبه بموسيقى جميلة تطرق أذن المواطن المثقل بهموم التعليم التقليدي. نظام يدّعي مواكبة العصر، ويرفع لواء العالمية، ويعدنا بجيل مبدع، مفكر، وصاحب رؤية.

 

لكن السؤال الذي لا يمكن أن أغض الطرف عنه: هل نحن مستعدون حقاً؟

 

إن التعليم يا سادتي ليس مجرد تغيير في المناهج أو تبديل أسماء الشهادات، بل هو بناءٌ متكامل، يشمل العقل، والقلب، والمجتمع.

فكيف ننتقل إلى نظام عالمي ونحن لم نحسم بعد مشكلات الفصول المكتظة، والمعلمين الذين أرهقهم ضيق ذات اليد، والمناهج التي تَقتل روح الإبداع؟

 

لا أُنكِر أن "الباكالوريا الدولية" تبدو فكرة ملهمة، فهي تُعزز التفكير النقدي، وتُشجع الطالب على البحث والتحليل، وتُهيئه ليصبح جزءاً من عالم أكبر. لكنني أخشى أن يضيع هذا الحلم الجميل وسط واقعنا المحلي المليء بالتحديات. كيف سنُقنع معلمينا – الذين بالكاد يجدون الوقت لفهم المناهج الحالية – أن يتبّنوا منهجاً جديداً يتطلب منهم مهارات تعليمية وأدوات تربوية مختلفة؟

 

ثم أين هو الطالب المصري البسيط من هذا النظام الذي يحتاج إلى تجهيزات تقنية، وفصول حديثة، وموارد تعليمية متقدمة؟ أليس من الواجب أولاً أن نبني الأساس قبل أن نحلم بالسماء؟

 

إنني أخشى يا سادتي أن يصبح "الباكالوريا" مجرد اسم رنان يُضاف إلى قائمة أحلامنا المؤجلة، أو أن يتحول إلى تجربة محدودة لا يستفيد منها إلا القليل ممن يملكون القدرة على الالتحاق بالمدارس الخاصة التي تستطيع توفير هذا النظام.

 

لكن مع ذلك، لا أُريد أن أكون ناقداً بلا أمل. ما أرجوه هو أن تكون "الباكالوريا الدولية" بداية حقيقية لإصلاح منظومتنا التعليمية. أن نبدأ بالاعتناء بالمعلم قبل المنهج، وبالفصل قبل الشهادة، وبالطالب قبل الألقاب.

 

التعليم هو أساس النهضة، وإذا أردنا حقاً أن نبني جيلاً جديداً يقود مصر إلى المستقبل، فعلينا أن نتعامل مع هذا الملف بحكمة، وبصيرة، وصبر. ولعلنا حينها، نستحق أن نقول إننا صنعنا نظاماً تعليمياً حديثاً، لا مجرد صورة جميلة تخفي تحتها ذات المشكلات القديمة.

 

إن مصر يا سادتي تستحق الأفضل.. ولكن هل نحن مستعدون لصنعه؟

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر الواقع والمأمول

إقرأ أيضاً:

حرائق الغابات الحالية الأضخم على الإطلاق في تاريخ كوريا الجنوبية

أعلن رئيس إدارة الكوارث في سول أن حرائق الغابات المستعرة منذ نحو أسبوع في جنوب شرق كوريا الجنوبية والتي خلفت 26 قتيلًا حتى اليوم، أصبحت "الأضخم على الإطلاق" في تاريخ البلاد.

وقال لي هان-كيونغ اليوم الخميس، إن "النيران تنتشر بسرعة، وإن مساحة الغابات المتضررة وصلت إلى 35,810 هكتارات، متجاوزة بأكثر من 10 آلاف هكتار المساحة التي تضررت من حريق الساحل الشرقي عام 2000، والذي كان الأكبر على الإطلاق".

أخبار متعلقة إدانة أوروبية.. ترامب يفرض رسومًا جمركية على السيارات المستوردةليست المرة الأولى.. طفل يتسلل عبر السياج الخارجي البيت الأبيض

وأضاف أن الحصيلة البشرية لضحايا هذه الحرائق بلغت حتى اليوم 26 قتيلًا.

الواقع القاسي لأزمة المناخ

وأشار المسؤول الكوري الجنوبي إلى أن هذه الحرائق "تكشف مجددًٍا الواقع القاسي لأزمة المناخ"، مشيرًا إلى أن عاملي الجفاف الشديد والرياح العاتية زادت من حدة الأضرار.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } حرائق الغابات مستعرة منذ أسبوع في كوريا الجنوبية - أ ف ب

وقال: "لقد كشف هذا الحريق مجددًا عن الواقع القاسي لأزمة مناخية لم نشهد لها مثيلًا من قبل".
وأوضح أن مستوى الأمطار التي هطلت في المناطق المتضررة هذا الموسم لم يصل إلى نصف المعدل الطبيعي.

مقالات مشابهة

  • الواقع المر في دراما رمضان 2025.. سرد قصص الحرب والفقر
  • أيمن عاشور: التعليم العالي تلتزم بأعلى المعايير الدولية في التميز المؤسسي
  • الصلاة وقيام الليل وامتحان الباكالوريا في محاكمة "أولاد فشوش" رشقوا سيارات بالبيض في الدار البيضاء من باب التسلية
  • حرائق الغابات الحالية الأضخم على الإطلاق في تاريخ كوريا الجنوبية
  • وسائل التواصل الاجتماعي وبناء الوعي المأزوم والمشوه!
  • الأسرة الزراعية بحمص تناقش تحديات الواقع الزراعي
  • قضايا الدولة تطعن على حكم إلغاء قرار وزير التعليم بإضافة اللغة العربية والتاريخ لمجموع المدارس الدولية
  • التكيّف مع ديناميكيات عمل الجيل القادم في العصر الحديث
  • التعليم تطعن على حكم إلغاء إضافة العربي والدين لمجموع الشهادات الدولية
  • هل تحكم العالم اليوم أسوأ نخبة سياسية في تاريخه الحديث؟