بوابة الوفد:
2025-04-27@07:10:46 GMT

نظام التعليم الحديث في مصر.. بين الواقع والمأمول

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

جلست أتأمل تلك الأوراق التي تتحدث عن نظام جديد يُدعى "الباكالوريا الدولية"، والذي يراد له أن يُطبّق في بلادنا. فكرة براقة، ومصطلحات تبدو في ظاهرها أشبه بموسيقى جميلة تطرق أذن المواطن المثقل بهموم التعليم التقليدي. نظام يدّعي مواكبة العصر، ويرفع لواء العالمية، ويعدنا بجيل مبدع، مفكر، وصاحب رؤية.

 

لكن السؤال الذي لا يمكن أن أغض الطرف عنه: هل نحن مستعدون حقاً؟

 

إن التعليم يا سادتي ليس مجرد تغيير في المناهج أو تبديل أسماء الشهادات، بل هو بناءٌ متكامل، يشمل العقل، والقلب، والمجتمع.

فكيف ننتقل إلى نظام عالمي ونحن لم نحسم بعد مشكلات الفصول المكتظة، والمعلمين الذين أرهقهم ضيق ذات اليد، والمناهج التي تَقتل روح الإبداع؟

 

لا أُنكِر أن "الباكالوريا الدولية" تبدو فكرة ملهمة، فهي تُعزز التفكير النقدي، وتُشجع الطالب على البحث والتحليل، وتُهيئه ليصبح جزءاً من عالم أكبر. لكنني أخشى أن يضيع هذا الحلم الجميل وسط واقعنا المحلي المليء بالتحديات. كيف سنُقنع معلمينا – الذين بالكاد يجدون الوقت لفهم المناهج الحالية – أن يتبّنوا منهجاً جديداً يتطلب منهم مهارات تعليمية وأدوات تربوية مختلفة؟

 

ثم أين هو الطالب المصري البسيط من هذا النظام الذي يحتاج إلى تجهيزات تقنية، وفصول حديثة، وموارد تعليمية متقدمة؟ أليس من الواجب أولاً أن نبني الأساس قبل أن نحلم بالسماء؟

 

إنني أخشى يا سادتي أن يصبح "الباكالوريا" مجرد اسم رنان يُضاف إلى قائمة أحلامنا المؤجلة، أو أن يتحول إلى تجربة محدودة لا يستفيد منها إلا القليل ممن يملكون القدرة على الالتحاق بالمدارس الخاصة التي تستطيع توفير هذا النظام.

 

لكن مع ذلك، لا أُريد أن أكون ناقداً بلا أمل. ما أرجوه هو أن تكون "الباكالوريا الدولية" بداية حقيقية لإصلاح منظومتنا التعليمية. أن نبدأ بالاعتناء بالمعلم قبل المنهج، وبالفصل قبل الشهادة، وبالطالب قبل الألقاب.

 

التعليم هو أساس النهضة، وإذا أردنا حقاً أن نبني جيلاً جديداً يقود مصر إلى المستقبل، فعلينا أن نتعامل مع هذا الملف بحكمة، وبصيرة، وصبر. ولعلنا حينها، نستحق أن نقول إننا صنعنا نظاماً تعليمياً حديثاً، لا مجرد صورة جميلة تخفي تحتها ذات المشكلات القديمة.

 

إن مصر يا سادتي تستحق الأفضل.. ولكن هل نحن مستعدون لصنعه؟

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر الواقع والمأمول

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي: لا جدوى من الحديث عن أي خطوط حمراء دون وقف إطلاق نار كامل

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن الرئيس الأوكراني زيلينسكي، قال إنه لا جدوى من الحديث عن أي خطوط حمراء دون وقف إطلاق نار كامل، وأن التفاوض مع الروس بعد تطبيق وقف إطلاق النار يعد بالفعل تسوية كبيرة من جانب أوكرانيا.

زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة للتعامل إيجابيا مع مقترحات الشركاء دون مخالفة الدستورالغرب يشجعه على الحرب.. روسيا تتهم زيلينسكي بإفشال محادثات لندنروسيا: زيلينسكي مستعد لنسف عملية السلام بأي ثمنترامب: التعامل مع زيلينسكي أصعب من بوتين

وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إحباط هجوم إرهابي على مصنع للبتروكيماويات في مقاطعة نيجني نوفغورود خطط له اثنان من آسيا الوسطى بناء على تعليمات كييف.

وبحسب ما ذكره الأمن الفيدرالي الروسي ، فقد تم تحييد العميلين لاستخبارات كييف اللذين خططا للهجوم الإرهابي في مقاطعة نيجني نوفغورود باستخدام مسيرات مزودة بمتفجراتف.

وفي وقت سابق، نشر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي فيديو يكشف فيه الجاسوس المولدافي المطرود من روسيا دميتري روسناك عن رأي رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية بودانوف في المواجهة الروسية الأوروبية.


 

مقالات مشابهة

  • خالد أبو بكر: الإعلام ليس مجرد وظيفة بل شغف لا ينتهي
  • 4 ذهبيات جديدة للكويت في بطولة قطر الدولية للجوجيتسو
  • جلسة تبحث تجليات المسكوت عنه في النص والحياة
  • سيكولوجيا الإنكار.. لماذا يخاف البعض رؤية ما يحدث في غزة؟
  • مليونية تُرسخ إرادة شعب لا يلين
  • البابا فرانسيس عاشق كرة القدم.. لم ينس ناديه الأرجنتيني حتى بعد ترأسه الفاتيكان
  • دراسة: أحفورة 'استثنائية' تكشف عن أقدم نوع نمل معروف للعلم الحديث
  • في شهر التوعية.. مشروبات طبيعية لتهدئة القولون
  • التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية
  • زيلينسكي: لا جدوى من الحديث عن أي خطوط حمراء دون وقف إطلاق نار كامل