رغم الشهداء والدمار.. الفلسطينيون في جنوب قطاع غزة ينتظرون لحظة العودة إلى منازلهم
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ بعد أكثر من 15 شهرا من حرب الإبادة الإسرائيلية، التي خلفت نحو 47 ألف شهيد وأكثر من 110 آلاف مصاب، وآلاف المفقودين، ودمارا غير مسبوق.
وجاء تنفيذ الاتفاق بعد مماطلة من الاحتلال الإسرائيلي في حدود الساعة 11:30 ظهرا بتوقيت فلسطين (9:30 بتوقيت غرينتش) بعدما كان مقررا في الساعة 8:30 صباحا.
وبدأ النازحون العودة إلى أماكن سكناهم وركام منازلهم، حيث أدت غارات الاحتلال الإسرائيلي إلى تدمير أكثر من 80 بالمئة من المنازل والمنشآت في قطاع غزة.
والصحفية ديما عبد الهادي إن: "الخسائر كبيرة، دمار هائل في غزة وجباليا وبيت حانون وبيت لاهيا وخان يونس ورفح ومناطق وبلدات حدودية محتلة ومدمرة عن بكرة ابيها، ورغم ذلك سيعود الأمل إلى القلوب مع عودة أهل البلد إلى ديارهم المدمرة، ولو بحذر وغصة".
من جانبها، قالت الناشطة الاجتماعية والتربوية بثينة عمر: "كم من حروب مرت على غزة، وكانت في كل مرة تقوم من بين الرماد. فغزة تمكن أهلها من نفض دخان الحروب.. وفي أية حال، ليس توقف الغارات والقصف كافيين لكي نحظى بالسلام، فهناك مهام كثيرة يفترض إنجازها وأول هذه المهام تلبية احتياجات المواطنين من الجوانب كافة"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
من جهته، أعرب الجريح المهندس حازم فورة عن أمله بأن يتمكن من السفر ليتلقى العلاج في الخارج بعد أن أصيب خلال الحرب وبترت ساقة، كما أصيبت زوجته المحامية آيات.
وقالت المربية شيرين عايد: "من عام ونصف تقريبا ونحن نعاني نفس المعاناة، لا يوجد طعام ومياه، ونأمل أن نعود لبيوتنا قريبا بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وتسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي في تهجير أكثر من 85 بالمئة من مواطني قطاع غزة أي ما يزيد على 1.93 مليون مواطن من أصل 2.2 مليون، من منازلهم بعد تدميرها. كما غادر القطاع نحو 100 ألف مواطن منذ بداية العدوان.
ويعيش نحو 1.6 مليون من المواطنين القطاع حاليا في مراكز إيواء وخيام تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية.
وقالت المواطنة أمل أبو غولة، "لقد عشنا المر بكل أشكاله وألوانه، وفقدنا الأحبة والأقارب والأصحاب، وحرمنا الطعام والشراب والكساء، لقد وقفنا في طوابير تعبئة المياه والحصول على طعام التكية وجمعنا الحطب والأخشاب لنطهوا عليها ونسخن المياه للاستحمام، فيا لها من أيام صعبة أتمنى أن أتذكرها ولا أعيشها ولا أتمنى أن يعيشها بشر أيًا كان".
أما المواطن سفيان العطار من بيت لاهيا، فقال: "تمنيت أن أعيش هذه الفرحة وانتظرتها لأشهر وأيام طويلة، لقد اشتقت لمزرعتي ولفراولة بيت لاهيا التي لا ينسى الناس طعمها اللذيذ، لقد عشت في خيمة وسأعود لأعيش في خيمة فوق أرضي التي دمرتها وجرفتها آلات الاحتلال".
وأضاف: "سنعود وسنعمر ونبني من جديد ولن نستسلم للدمار والخراب الذي تزامن مع شلال دم نازف حصد أرواح الشهداء، أطفال ونساء ومسنين وشباب".
وقال المواطن طلال عايش، "أتشوق لأن أعود لغزة بعد خمسة عشر شهرًا من التشرد والنزوح، وسأقوم فور وصولي لهناك بسؤال عن مكان قبر والدي الذي قضى شهيدًا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ولم أتمكن من وداعه واحتضان جثمان".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وأضاف: "لقد أفقدنا العدوان العشرات من الأقارب، وحرمتنا من الاجتماع بهم وقطعت الأوصال بيننا، ومن شدة شوقي للعودة لغزة يجول في خاطري وتراودني فكرة نقل الخيمة من جنوب القطاع ونصبها بأقرب نقطة مسموح الوصول إليها في الوقت الحالي لأكون أول من تطأ قدماه غزة بعد التشرد والنزوح".
وتابع: "لن تمحو لحظات الفرح التي يعيشها الناس، أيام الحزن والتشرد والإبادة الجماعية التي مورست ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة أمام مرأى ومسمع العالم كله دون أن يحرك أحدهم ساكنًا".
واختلطت أجواء الفرحة للنازح محمد شاهين الذي يدرس الطب في الجامعة الإسلامية بدموع الحزن على فقدانه نصفه الثاني شقيقه الوحيد الشهيد يزن الذي كان بالنسبة له الأخ والصديق.
وأعرب عن أمله بأن يعود إلى منزلهم في شمال غزة ليتمكن من إكمال دراسته ليحقق حلم والدته التي توفاها الله قبل ست سنوات.
أما النازحة من منطقة الفراحين شرق خانيونس آمال أبو دقة (60 عاما) فتساءلت كيف لها أن تفرح بانتهاء العدوان بعد أن فقدت فلذة كبدها ابنتها هلا التي تركت خلفها طفلين لا يتجاوز أكبرهما خمس سنوات.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وأوضحت أبو دقة أن ابنتها استشهدت قبل أربعة أشهر عندما ذهبت إلى منزلهم لتجلب لطفليها ألعابهما وما تبقى من ملابسهما، إلا أن قوات الاحتلال استهدفتها بقذيفة أدت إلى استشهادها على الفور وتركت خلفها جرح نازف.
بدوره، أكد النازح المهندس زهير أبو دقة من منطقة الفراحين (52 عاما) أن فرحته باتت منقوصة عندما قرأ ما ورد في وسائل الإعلام عن تحديد الاحتلال "المنطقة العازلة" بـ700 متر، الأمر الذي سيحرمه من العودة إلى أرضه وركام منزله المدمر.
وبين أبو دقة أن منطقة الفراحين التي كانت تعج بالحياة قبل العدوان أصبحت الآن غير قابلة للحياة بعد أن تم تدمير منازلها بالكامل، منوها إلى أنه إذا تم اعتماد المنطقة العازلة فإن أكثر من نصف أهالي المنطقة سيكونون محرومين من العودة إلى أراضيهم ما يعني أنهم أصبحوا لاجئين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بعد نزوحهم أكثر من عام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة خانيونس غزة خانيونس انتهاء الحرب عودة النازحين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العودة إلى قطاع غزة أبو دقة أکثر من
إقرأ أيضاً:
الفلسطينيون يحتفلون باتفاق وقف إطلاق النار في غزة (فيديو)
أعلن الدكتور خليل الدكران، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أن أبناء الشعب الفلسطيني بدأوا منذ الساعة الثامنة والنصف صباحًا بالاحتفال باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي أنهى حربًا وصفت بالإبادة الجماعية واستمرت لأكثر من 15 شهرًا متواصلة، موضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة الحرب عمل على تدمير البنية التحتية والمنازل، مستهدفًا كل ما هو أخضر ويابس.
وقف إطلاق النار في قطاع غزةوشدد “الدكران”، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، على أن السلطات الفلسطينية وجهت تعليمات للمواطنين بتوخي الحذر من المناطق التي لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي موجودًا فيها ولم يتم الانسحاب منها، مؤكدًا أن الاحتلال ركز استهدافه على مناطق في شمال القطاع، بينما استمرت الطائرات الإسرائيلية بالتحليق في سماء المحافظة الوسطى حتى وقت قريب.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني أبدى صمودًا استثنائيًا خلال الأشهر الماضية، ولم يرفع الراية البيضاء رغم التضحيات الجسيمة التي تجاوزت 160 ألف شهيد ومصاب خلال العدوان الإسرائيلي، موضحًا أنه منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في الثامنة والنصف صباحًا وحتى اللحظة، تم تسجيل 10 شهداء وعشرات المصابين الذين تم نقلهم إلى مستشفيات قطاع غزة.
وأوضح «الدكران» أن المستشفيات في غزة تعمل في ظل إمكانيات محدودة بسبب العدوان المستمر، حيث تعمل مستشفى الشفاء بقسم الاستقبال فقط، بينما تستقبل مستشفيات أخرى مثل الأوروبي وناصر وشهداء الأقصى في المحافظة الوسطى وخان يونس، والمستشفى المعمداني في غزة، الحالات الطارئة والإصابات.