شهدت ولاية الدقم تحولًا كبيرًا في مجالات التطور والعمران بفضل احتضانها للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم التي أطلقت حركة اقتصادية نشطة في الولاية ومحافظة الوسطى ككل، وقد ساهم ذلك في تأسيس العديد من الشركات والمؤسسات، مما عزز من بناء مجتمع اقتصادي فعّال ودعم مشاريع البنية الأساسية في المنطقة.

ومن المتوقع أن تشهد الدقم مجموعة من المشاريع الاستراتيجية من أبرزها مشروع توسعة طريق الدقم - محوت الذي سيبدأ هذا العام، كما تستعد كلية الدقم الجامعية لاستقبال أول دفعة من طلابها في مارس المقبل، لتكون بذلك أول مؤسسة تعليم عال في محافظة الوسطى.

من جانب آخر تعمل وزارة الصحة على تعزيز الخدمات الصحية في الولاية بإنشاء مستشفى جديد ، بالإضافة إلى بناء مركز صحي في منطقة ظهر.

التطور والعمران

وقال سعادة الشيخ بدر بن ناصر الفارسي والي الدقم "إن الولاية شهدت تسارعًا كبيرًا في التطور والعمران خلال العقود الماضية، وأصبحت الآن وجهة سياحية واستثمارية واعدة، حيث يبلغ عدد سكان الولاية حوالي 23 ألف نسمة، وتشهد الولاية مشاريع تنموية تواكب التطور السريع. وتوازي هذه المشاريع تلك التي تنفذها هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ومن أبرزها رصف الطرق الداخلية في منطقة صاي ومركز المدينة والمناطق المجاورة لها، بالإضافة إلى الطرق الداخلية في المنطقة الصناعية، وإنشاء مسلخ بلدي وغيرها من المشروعات.

شراكة القطاع الخاص

وأكد سعادة والي الدقم أن هناك شراكة مع المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وعدد من الشركات العاملة في المنطقة، تهدف إلى تطوير وتحديث سوق الجمعة في منطقة ظهر، كما يجري العمل حاليًا على تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع الواجهة البحرية في منطقة رأس مدركة، من خلال مخصصات برنامج تنمية المحافظات، بالإضافة إلى ذلك تم تحديث وتوسعة الحدائق والمنتزهات لتوفير متنفس سياحي للزوار والسكان على حد سواء.، ومن المتوقع أن يتم خلال هذا العام استكمال رصف وإنارة الطرق الداخلية في القرى والمناطق التابعة للولاية، كما سيشمل العمل إنشاء متنزهات جديدة في منطقة رأس مدركة وهيتام، إلى جانب تطوير مداخل القرى والمتنزهات على طول الشواطئ.

الزيارة السامية

وأضاف سعادته أن الزيارة السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ للولاية في فبراير الماضي بمناسبة افتتاح مشروع مصفاة الدقم، لها دلالة كبيرة على أهمية الولاية، حيث ساهمت في التعريف بموقعها المميز وما تتمتع به من مقومات تجعلها جاذبة للاستثمار والسياحة. إذ إن مناخها البارد على مدار العام، إضافة إلى بنيتها الأساسية المتطورة وموقعها الاستراتيجي على بحر العرب، يجعلها مركزًا رئيسيًا للاستثمارات والمشاريع الكبرى مثل مشاريع الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى المشاريع المتعلقة بقطاع النفط والغاز. كما ساعدت هذه الزيارة على تعزيز استضافة الولاية للعديد من الفعاليات والمعارض والندوات، ما يعكس الأهمية المتزايدة للدقم في الساحة الاقتصادية.

وأشاد سعادة الوالي بدور القطاع الخاص في دعم المجتمع المحلي من خلال المساهمة في مشاريع متنوعة، وتوفير فرص العمل، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن دعم الفرق الخيرية والمدارس في الولاية. وأكد أن القطاع الخاص يعد شريكًا رئيسيًا مع المؤسسات الحكومية في مسيرة تنمية وتطوير ولاية الدقم.

الكلية الجامعية والتطور التعليمي

وأوضح سعادة الشيخ والي الدقم أن وجود ميناء الصيد البحري في الولاية يمثل نقطة محورية لدعم وتنمية قطاع الصيد البحري، حيث يسهم في إقامة مشاريع ومصانع متخصصة في التصنيع السمكي والتعليب، كما يساهم في تنظيم قطاع الصيد الحرفي ودعم الصيادين المحليين.

وأضاف سعادته أن عدد المدارس الحكومية في الولاية يبلغ 6 مدارس. ومن المتوقع أن تبدأ كلية الدقم الجامعية في استقبال أول دفعة من الطلبة والطالبات في مارس المقبل، مما سيسهم في تشجيع الشباب على مواصلة دراستهم وتعميق ثقافتهم العلمية، كما سيعزز النشاط التجاري في الولاية.

الصناعات الحرفية و

وأشار سعادة الوالي إلى أن ولاية الدقم تتمتع بثراء في الصناعات الحرفية مثل النسيج والصوف والخشب، حيث يشارك العديد من الحرفيين المحليين في معارض داخلية وخارجية للتعريف بهذا الموروث التقليدي. وتعتبر هذه الصناعات جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية للولاية، مما يسهم في تعزيز السياحة وتسويق المنتجات الحرفية.

توسعة الطريق

وأكد سعادة الشيخ أن من المتوقع أن يبدأ في عام 2025 مشروع توسعة طريق الدقم ـ محوت، الذي سيسهم في تعزيز انسيابية الحركة المرورية وتحسين اشتراطات السلامة، خاصة خلال فترة الصيف عندما تتزايد حركة المركبات نتيجة لموسم خريف ظفار. كما أكد سعادته أن زيارة معالي وزير الصحة الأخيرة للولاية تطرقت إلى موضوع إنشاء مستشفى جديد بالولاية يتماشى مع التوسع السكاني والاحتياجات الصحية المتزايدة. وأضاف أن هناك خططًا لإنشاء مركز ظهر الصحي في منطقة ظهر، وهو مطلب ملح من المواطنين بسبب الكثافة السكانية في المنطقة. كما تم توجيه الدعم للمستشفى الحالي والمراكز الصحية في منطقتي رأس مدركة وهيتام من خلال تزويدها بأجهزة ومعدات طبية جديدة لتلبية احتياجات السكان المتزايدة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من المتوقع أن بالإضافة إلى فی الولایة فی المنطقة فی منطقة

إقرأ أيضاً:

هذا ما ينتظره لبنان مع بداية الولاية الثانية لترامب

كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": مع بداية الولاية الثانية غير المتتالية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، غدا الإثنين في 20 كانون الثاني الجاري، والتي تتزامن مع بداية عهد رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي انتخب في 9 منه، يتطلّع لبنان الى معرفة كيفية تطوّر العلاقة بين البلدين، وأثر السياسات الأميركية على الواقع اللبناني.
مصادر سياسية مطّلعة تحدّثت عن أنّ ترامب في ولايته الثانية سينتهج سياسة خارجية جديدة، لا سيما تجاه منطقة الشرق الأوسط، غير أنّ هذا لا يعني أبداً أنّها لن تكون لصالح "إسرائيل". إلّا أنّ لبنان يُمنّي النفس، لا سيما مع انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، أن ينعم لبنان بالمزيد من الأمن والإستقرار خلال المرحلة المقبلة. فمن خلال علاقة عون بدول الخارج، ولا سيما بالولايات المتحدة الأميركية التي تواصل دعمها للمؤسسة العسكرية، سيُطالب الإدارة الأميركية بمجوعة أمور:
1- تثبيت اتفاق وقف إطلااق النار وتنفيذ القرار 1701 وحلّ مسألة الحدود البريّة: الضغط على "إسرائيل" لتنفيذ انسحابها الكامل من القرى الحدودية التي دخلت اليها بشكل موسّع بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 26 تشرين الثاني الفائت وليس قبله، ودخوله حيّز التنفيذ في 27 منه. علماً بأنّه رغم وجود اللجنة "الخماسية" لمراقبة تنفيذ هذا الإتفاق التي يرأسها الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، واصلت "إسرائيل" خروقاتها الفاضحة له على مرأى من أعضاء اللجنة، ومن ضمنها قوّات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان. فضلاً عن التطبيق الكامل للقرار 1701 بما فيه انسحاب القوّات "الإسرائيلية" من جميع الأراضي اللبنانية المحتلّة، ولا سيما من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر وبلدة النخيلة وسواها.

2- الدعم المالي والمساعدات الإقتصادية: من خلال المساعدة على حلحلة الأزمة الإقتصادية والمالية عبر القيام بإجراءات تُبعد الحصار الدولي الذي فرضته سابقاً على لبنان، وتُعيد الإستثمارات الى البلاد، ولا سيما عودة شركات النفط الدولية للقيام بعمليات التنقيب عن النفط واستخراجه من البلوكات البحرية في المنطقة الإقتصادية الخالصة التابعة للبنان. فضلاً عن المشاركة في المؤتمر الدولي الذي ستقيمه فرنسا بعد تشكيل الحكومة لدعم لبنان مالياً ومساعدته في تأمين التمويل لإعادة إعمار البلاد بعد العدوان "الإسرائيلي" الأخير.
3- تخفيف الضغوطات على حزب الله: بعد أن مُني الحزب بخسائر كبيرة خلال الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة، على "إسرائيل تخفيف أو وقف العقوبات التي تفرضها على شخصيات في الحزب أو مرتبطة به. وهذا الأمر يُمكن أن يحصل في حال جرت التسوية الأميركية- الإيرانية من خلال العودة الى الإتفاق النووي الإيراني.
4- تحديات العلاقات الثنائية والتعاون الأمني: من الممكن أن تتواصل العلاقات الأميركية - اللبنانية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث تدعم الولايات المتحدة القوات المسلحة اللبنانية بمساعدات تدريبية وتجهيزات. ولكن، مع سياسات ترامب الجديدة، قد تتغير آلية هذه المساعدات أو يتم ربطها بشروط سياسية جديدة تتعلق بالإصلاحات الداخلية في لبنان.

من هنا، تجد المصادر أنّ لبنان يترقّب بعد بداية ولاية ترامب الثانية ما ستؤول إليه سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاهه، مع الأخذ في الحسبان أن العديد من الملفات الإقليمية والمحلية قد تشهد تطورات جديدة تؤثر في مستقبل العلاقات بين البلدين. على أن تكون السياسة الأميركية تجاه حزب الله، وإيران، والنزاع مع "إسرائيل"، والتعاون الاقتصادي والأمني، جميعها عوامل حاسمة في تحديد شكل هذه العلاقة.

مقالات مشابهة

  • "بودكاست الدقم بوابة المستقبل" يستعرض فرص الاستثمار الواعدة ويقدم أفكارا مبتكرة للمؤسسات
  • بودكاست الدقم بوابة المستقبل يبحث فرص الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة
  • مستشفى بالبصرة تُحدث نقلة نوعية في علاج السرطان
  • هذا ما ينتظره لبنان مع بداية الولاية الثانية لترامب
  • نقلة نوعية.. تجربة القطار الكهربائي السريع «فيلارو» على السكة الحديد بألمانيا (فيديو)
  • أستاذ زراعة: الصادرات الزراعية المصرية شهدت نقلة نوعية نتيجة جهود الدولة
  • أستاذ زراعة: نرى نقلة نوعية في حجم الصادرات المصرية بعد تحسين جودة إنتاج المحاصيل
  • صديقة للبيئة.. أفران الغاز تحدث نقلة نوعية في صناعة الفخار بالصعيد
  • مترو الإسكندرية.. نقلة نوعية في وسائل النقل والتنمية الاقتصادية