تنامي القلق الإسرائيلي من تركيا في سوريا.. هل يندلع الصراع؟
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
في اليوم التالي لسقوط بشار الأسد، سارع الجيش الإسرائيلي إلى تدمير الكثير من مستودعات الأسلحة في سوريا، بالإضافة إلى احتلال مرتفعات جديدة في جبل الشيخ قرب دمشق، مما يعبّر عن قلق بالغ ويثير التساؤلات.
تدريجيا بدأت، تتضح أسباب القلق الإسرائيلي، حيث نشرت صحيفة جيروزاليم بوست بعد مرور شهر كامل على فرار الأسد من سوريا تقريرا نقلت فيه مضامين تقدير موقف صادر عن لجنة فحص ميزانية الأمن وبناء القوة (ناغل)، حيث حذر التقرير من التحالف السوري التركي.
ونبه إلى أنه قد يتطور إلى تهديد يفوق خطر إيران، كما أوصت اللجنة بالاستعداد لمواجهة مباشرة مع تركيا، واعتبرت أن الأخيرة لديها "طموحات استعادة نفوذها العثماني".
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة يسرائيل هيوم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعا طارئا مع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) لمناقشة تداعيات التدخل التركي في سوريا.
مفاجأة إسرائيليةكانت الأوساط الإسرائيلية قد شهدت طرح أسئلة حول أسباب عدم قدرة الاستخبارات على توقع سقوط الأسد، حيث وجه محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة يديعوت أحرونوت رونين بيرغمان في 9 ديسمبر/كانون الأول 2024 انتقادات للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لأنها فشلت في توقع السقوط السريع للأسد، متهما إياها بعدم القدرة على تقديرات الموقف المستقبلية.
إعلانوفيما يبدو فإن تل أبيب لم تفشل في توقع سقوط الأسد فحسب، بل كانت تراهن على بقائه في السلطة لكن وفق رؤية تعمل عليها، وهذا ما أشارت له صحيفة ميدل إيست آي في تقرير لها نشرته آواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتحدثت الصحيفة عن مخطط إسرائيلي كان يهدف لتقسيم سوريا إلى 3 كتل، بحيث يبقى الأسد في العاصمة دمشق، ويقوم كيان كردي شمال شرق سوريا، وآخر درزي جنوبها، والهدف هو تقليص نفوذ إيران وحزب الله، ومنع تركيا من التوسع في سوريا.
وبحسب الصحيفة، فإن انهيار بشار الأسد وفشل الخطة الإسرائيلية هو ما دفع تل أبيب إلى تدمير قدرات سوريا العسكرية.
الدعم الإسرائيلي لقوات سوريا الديمقراطيةبعد أسبوعين من سقوط بشار الأسد، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن اتصالات يجريها مسؤولون إسرائيليون مع قوات سوريا الديمقراطية، مع الإشارة إلى وجود دراسة لدعم الأكراد "بطرق غير عسكرية".
وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير ناقش ضمن اجتماع مصغر في الأسبوع الأول من الشهر الجاري إمكانية تقسيم سوريا إلى كانتونات إدارية.
وتتالت التحذيرات الإسرائيلية للولايات المتحدة من التخلي عن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حيث دعا المحلل العسكري الإسرائيلي عيدو ليفي ضمن تقرير نشره في معهد واشنطن إلى استمرار الدعم الأميركي لقسد من أجل تحجيم هيئة تحرير الشام.
كما طالب ليفي واشنطن بإعادة تقييم احتياجات قسد لضمان استمرار سيطرتها على شمال شرق البلاد، ومنع كلّ من الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، وتحرير الشام من السيطرة على المنطقة.
وفي 10 يناير/كانون الثاني الجاري أبدت إلهام أحمد رئيسة دائرة الشؤون الخارجية للإدارة الذاتية (الذراع الإدارية لقسد) استعدادهم للتعاون مع أي جهة تطالب القوات الأميركية بالبقاء في سوريا وخاصة إسرائيل.
ومن الواضح أن قسد تحاول الاستفادة من تأثير إسرائيل في الأوساط الأميركية لثني إدارة دونالد ترامب عن فكرة الانسحاب من سوريا، وتوفير بديل إقليمي حال قررت واشنطن بالفعل تقليص حضورها في سوريا.
إعلانومن جهته، يتعاطى الجانب التركي مع انفتاح قسد على إسرائيل بقلق بالغ، ويحاول تسريع الحسم الميداني، وهذا ما دفعه لتكثيف الهجمات الجوية على مواقع القوات قرب منطقة منبج التي تعتبر بوابة الوصول إلى الرقة، كما دفع الجيش الوطني السوري بتعزيزات كبيرة وزاد التصعيد الميداني محاولًا كسر خط الدفاع التابع لقسد قرب سد تشرين.
جندي أميركي يشرف على أفراد من قوات سوريا الديمقراطية أثناء هدمهم تحصينات وحدات حماية الشعب (رويترز-أرشيف)منطقة إسرائيلية عازلة داخل سوريا
في 10 يناير/كانون الثاني الجاري، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين التخطيط لإبقاء السيطرة على مساحة داخل الأراضي السورية تبلغ مساحتها 15 كيلومترا، بهدف التأكد أن الإدارة الجديدة والموالين لها لن يتمكنوا من إطلاق صواريخ باتجاه هضبة الجولان.
وسارعت تركيا إلى جانب دول عربية أخرى لمطالبة إسرائيل بسحب قواتها من الأراضي السورية.
وبحسب ما أكدته مصادر مطلعة لموقع الجزيرة نت، فإن الإدارة السورية الجديدة طلبت من الجانب التركي مرارا استخدام قنواته الدبلوماسية مع الدول الإقليمية والولايات المتحدة من أجل دفع القوات الإسرائيلية لمغادرة الأراضي السورية.
وفقا للمصادر، فإن الإدارة السورية منفتحة على توقيع شراكة دفاعية مع تركيا تتضمن توفير الحماية للأجواء السورية، وإقامة نقاط مراقبة في بعض مناطق الجنوب السوري بالتنسيق مع القوات الأممية لسحب الذرائع الإسرائيلية التي تستخدمها للتوغل ضمن الأراضي السورية، لكن يبدو أن الجانب التركي يتمهل تجنبا لإثارة المزيد من الحساسية.
تحذيرات تركية من رغبة إسرائيل بالتوسعكانت تركيا قد بدأت إطلاق تحذيرات من التوسع الإسرائيلي في سوريا قبل سقوط الأسد، وواصلت تحذيراتها في المرحلة التي تولت فيها إدارة جديدة البلاد، ففي أكتوبر/تشرين الأول 2024 حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن إسرائيل تتحرك نحو دمشق، وأن سيطرتها على العاصمة السورية قد تؤدي إلى تغيير كبير في الخريطة الجيوسياسية لأنها قد تمتد إلى الشمال السوري وتهدد الحدود الجنوبية لتركيا.
إعلانوتصدت تركيا إعلاميا وسياسيا للنشاط الإسرائيلي في سوريا، في ظل عدم وجود خيارات كبيرة أمام الإدارة السورية الجديدة التي تولت البلاد في مرحلة انتقالية دون امتلاكها لمؤسسة عسكرية فعالة بعد أن دمر الجيش الإسرائيلي سلاح الطيران وغالبية مستودعات الأسلحة بمجرد فرار الأسد خارج البلاد.
وفي منتصف يناير/كانون الثاني الجاري طالب أردوغان إسرائيل إنهاء الأعمال العدائية التي تمارسها في سوريا، وإلا فإن النتائج التي ستظهر ستضر الجميع.
ورغم التحذيرات التركية، فيبدو أن أنقرة لا تزال تفضل الطرق الدبلوماسية، ففي آواخر ديسمبر/كانون الأول 2024 أوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن الجانب التركي نقل رسائل إلى إسرائيل من أجل فتح قنوات تنسيق واتصال في سوريا، في خطوة تعكس رغبة أنقرة بعدم حصول صدام بين قواتها والقوات الإسرائيلية.
ومن غير المستبعد أن يلجأ الطرفان في نهاية المسار لتفعيل قنوات اتصال فعالة في سوريا، والعمل على مناقشة المخاوف المتبادلة سواء الدعم الإسرائيلي لتنظيم قسد، أو تخوف تل أبيب من تهديد هضبة الجولان من قبل الإدارة السورية الجديدة.
وقد تلعب إدارة ترامب بعد وصولها للبيت الأبيض رسميا دورا فعالا في مثل هذا التنسيق، إلى جانب دول إقليمية أخرى تمتلك علاقات جيدة مع كل من أنقرة وتل أبيب.
وبالفعل ظهرت مؤشرات توحي بإمكانية تدخل إدارة ترامب لمنع المزيد من التوتر في سوريا حيث كشفت القناة 12 الإسرائيلية في 13 يناير/كانون الثاني الجاري عن نصيحة وجهها مسؤولون في إدارة ترامب لتل أبيب بتجنب الإدلاء بتصريحات ضد الحكومة السورية الجديدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ینایر کانون الثانی الجاری سوریا الدیمقراطیة الأراضی السوریة الإدارة السوریة السوریة الجدیدة الجانب الترکی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
سوريا .. إتلاف أكثر من 100 مليون حبة كبتاغون
سرايا - أتلفت قوات الأمن في الإدارة السورية الجديدة، الأحد، في دمشق كميات كبيرة من المخدرات، من بينها نحو 100 مليون حبة كبتاغون، كانت تنتج على نطاق واسع، خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقال بدر يوسف، المسؤول من إدارة العمليات العسكرية في الإدارة الجديدة في دمشق،: "أتلفنا كميات كبيرة من الحبوب المخدرة"، موضحاً أن "عدد حبوب الكبتاغون يبلغ نحو 100 مليون حبة، بالإضافة إلى الحشيش بكمية تراوح بين 10 أطنان و15 طناً"، قامت عناصر الأمن بإحراقها.
وأضاف من مقر قيادة الفرقة الرابعة في الجيش السوري، التي كان يقودها شقيق بشار الأسد، ماهر، وحيث تمّ ضبط هذه الحبوب وإتلافها، أن العملية شملت أيضاً "المواد الأولية التي تستخدم في تصنيع الحبوب المخدرة".
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا قد أفادت من جهتها عن إتلاف هذه المواد "التي تم ضبطها في مقرات الفرقة الرابعة التابعة للنظام البائد".
وعُرف حكم بشار الأسد، الذي أطاحت به فصائل معارضة قبل أكثر من شهر، بإنتاج الكبتاغون، الذي أغرق الأسواق في الشرق الأوسط.
ودعمت عائدات بيع الكبتاغون طوال سنوات الحرب المستمرة منذ 13 عاما حكومة الأسد، وحوّلت سوريا إلى أكبر دولة في العالم تعتمد على عائدات المخدرات، وأصبح أكبر صادرات سوريا متجاوزا جميع صادراتها القانونية مجتمعة، وفقاً لتقديرات مستمدة من بيانات رسمية، جمعتها وكالة فرانس برس، خلال تحقيق عام 2022.
وفي مدينة اللاذقية في غرب سوريا، أفادت وكالة سانا مساء السبت عن ضبط "مستودع ضخم من بقايا النظام البائد بمدينة اللاذقية يختص بتعليب حبوب الكبتاغون ضمن ألعاب الأطفال والأثاث المنزلي".
وأفاد مسؤول من قوات الأمن عرّف عن نفسه باسم أبو ريان بأن "كمية الحبوب تبلغ ربما 50 مليون حبة إلى 60 مليون حبة" كبتاغون، مضيفاً أن "ملكيتها تعود للفرقة الرابعة".
وأوضح أن مكان المستودع "قريب من مرفأ اللاذقية" وكان "معداً لتجهيز وتغليف المواد المخدرة، وتصديرها عبر المرفأ لدول مجاورة".
وتابع أنه سيتم تسليم هذه الكميات "لفرع مكافحة المخدرات ليقوم بإتلافها"، مضيفاً أن "هذا أكبر مستودع بالمنطقة".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 644
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 19-01-2025 05:07 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...