أصحاب الحملات : تطوير قطاع الحج والعمرة ضرورة لمعالجة التحديات وتحقيق الكفاءة
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
أعرب عدد من أصحاب حملات الحج والعمرة والمقاولين العاملين في هذا القطاع عن وجود مجموعة من التحديات التي تواجههم خلال فترة الحج، التي تتطلب إيجاد حلول لتسهيل عملهم وتحسين الخدمات المقدمة للحجاج ، مشيرين إلى أهمية إشراك الشباب في هذه الحملات وفتح المجال لهم للانخراط في قطاع الحج والعمرة الذي يحتاج إلى تطوير مستمر لمواكبة التغيرات.
«عمان» التقت بعدد من أصحاب الحملات للاستماع إلى مقترحاتهم وآرائهم من خلال هذا الاستطلاع.
الحوكمة ضرورية
بدأ أحمد بن علي بن عاطف اليافعي صاحب حملة «ابن عاطف» حديثه بتقديم الشكر لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية على جهودها المتواصلة في خدمة الحجاج، مشيرًا إلى أن هذه الجهود لا يمكن إنكارها سواء داخل سلطنة عمان أو في الأماكن المقدسة.
وأكد اليافعي أن العمل البشري دائمًا بحاجة إلى تطوير وتحسين، وهو ما يتم من خلال التشاور والتعاون المستمر. وأضاف: إن العديد من الأمور المتعلقة بتنظيم الحج لا تقع ضمن اختصاصهم بل تحت إدارة السلطات السعودية، وهو ما يستدعي نقل ملاحظات أصحاب الحملات إلى المسؤولين في المملكة.
وتطرق اليافعي إلى قضية الرسوم المفروضة على حملات الحج، والتي تعد من القضايا الأساسية التي تحتاج إلى مراجعة. وأشار إلى أن الحجاج يعبرون عن امتعاضهم من ارتفاع هذه الرسوم، رغم أن بعض الخدمات المقدمة لم تشهد تحسنًا ملموسًا. وفي هذا السياق، دعا إلى إعادة النظر في هذه الرسوم، خاصة أن بعض الخدمات لم تشهد تطورًا ملموسًا رغم التحسينات التي تم إدخالها في السنوات الأخيرة.
كما أشار اليافعي إلى مشكلة انقطاع الكهرباء في المخيمات، مؤكدًا على ضرورة إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، خصوصًا في ظل الرسوم السنوية التي تُدفع مقابل هذه الخدمات. ودعا إلى تحسين مستمر في الخدمات المقدمة، خاصة في مناطق مثل منى وعرفات.
وأشار اليافعي إلى أهمية توضيح الوزارة لأصحاب الحملات البرية بشأن الشروط التي تفرضها السلطات السعودية بشكل جيد، مثل العمر الافتراضي للمركبات والمواصفات المطلوبة، وطالب بتعميم هذه التعليمات على الجميع لضمان الشفافية والتعاون بين جميع الأطراف المعنية. وأكد على ضرورة وضع آلية تضمن التنسيق الفعال بين جميع الأطراف لتجنب أي عوائق قد تؤثر على سير مناسك الحج، بما يساهم في توفير الراحة للحجاج وأصحاب الحملات.
وفيما يتعلق ببطاقة صاحب الحملة التي كانت تُمنح سابقًا مجانًا، فقد أشار اليافعي إلى أن فرض رسوم عليها أثار بعض التساؤلات، وفضل أن يتم تسهيل إجراءات إصدار هذه البطاقة وتخفيف العبء المالي على أصحاب الحملات، مع التأكيد على ضرورة معاملة أصحاب الحملات بشكل مميز لضمان انسيابية عملهم دون تعطيل.
الاندماج
ويؤكد عبد الله طاهر برهام، صاحب حملة الهداية سابقًا وعضو في شركة التعاون العربي، أن عملية دمج شركات الحج أصبح واقعًا لا مفر منه، خصوصًا إذا كان لابد من الاستجابة لمتطلبات السلطات السعودية التي تشترط أن يكون لكل ألف حاج عماني شركة واحدة مسؤولة. ومع هذا التوجه، يشدد برهام على أن نجاح الدمج يعتمد بشكل أساسي على توفير مقومات واضحة، ووضع أسس ونظام إداري متماسك يدعم تحقيق أهدافه.
ويضيف: إن الدمج يجب أن يكون شاملًا وحقيقيًا، بحيث يتم العمل تحت إدارة موحدة وبأسعار موحدة لضمان تحقيق العدالة والكفاءة.
وفي هذا الإطار، أعرب سالم بن أحمد قطن، عضو شركة اتحاد ظفار وصاحب حملة «ضيوف الرحمن» سابقًا، عن شكره وتقديره لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية على جهودها المستمرة في تنظيم قطاع الحج والعمرة. وأكد على ضرورة تحديد الأسعار بشكل واضح ومعلن، بحيث يتمكن الحاج من الاطلاع على قائمة أسعار معقولة ومقبولة، مع ضمان وضوح الخدمات المقدمة دون أي التباس بين ما يُعرض وما يتم تنفيذه خلال الموسم. كما دعا قطن إلى إنشاء شركات كبرى على مستوى المحافظات أو الولايات لتوحيد الحملات تحت إدارة واحدة، مشيرًا إلى أن هذا النهج يمكن أن يسهم في تنظيم العمل بشكل أكثر كفاءة، وتوحيد الأسعار، وضمان تقديم خدمات بجودة عالية ومتساوية للجميع. وأضاف أن مثل هذه المبادرة من شأنها أن تقلل الفروقات بين الحملات وتخلق بيئة تنافسية إيجابية تعود بالنفع على الحجاج، موضحًا أن وجود رؤية واضحة وإدارة موحدة سيؤدي إلى تحسين الخدمات وتبسيط العمليات، بما يعزز من تجربة الحجاج ويرفع مستوى الرضا العام.
تنافس في الخدمات
وأكد حفيظ طاهر الهادي باعمر من شركة اتحاد ظفار أن التنافس في قطاع الطيران أصبح شديدًا، حيث يتلقون العديد من العروض من شركات طيران دولية تسعى لدخول السوق العماني لنقل حملات الحج. وأشار إلى أن هذا التنافس قد يدفع الشركات المحلية إلى الخروج من المنافسة، بل قد تفقد حصتها بالكامل، ما يستدعي ضرورة وجودها بقوة في السوق من خلال تقديم أسعار تنافسية تلبي احتياجات جميع الفئات. وأضاف أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية يجب أن تلعب دورًا أكبر في التنسيق مع شركات الطيران المحلية في تقديم عروض مناسبة ومنافسة للحجاج.
كما تناول باعمر قضية أخرى تتعلق بمعاقبة الحملات في الأماكن المقدسة بسبب تصرفات فردية خاطئة من بعض الحجاج في مناسك الحج. وأوضح أن هذا النظام، الذي يعاقب الحملة بالكامل نتيجة تصرفات فردية، يحتاج إلى إعادة نظر، مشيدًا في الوقت ذاته بالجهود الكبيرة التي تبذلها البعثات المعنية ودعا إلى إيجاد حل عملي لهذه المسألة لتجنب تحميل الحملة مسؤولية تصرفات فردية خارج إرادتهم.
معوقات
من جانبه أشار أحمد الحسان صاحب حملة حج اتحاد ظفار إلى أن الجميع يبذل جهده لتقديم أفضل الخدمات للحاج العماني، لكن من المهم أن تكون لدينا صراحة وشفافية لتحقيق تحسينات في مستوى خدمات شركات الحج. وأضاف أن هناك عددًا من الملاحظات التي، إذا تم أخذها بعين الاعتبار، من شأنها أن تساهم في تحسين الوضع الحالي.
ومن أبرز هذه الملاحظات أن يتم فتح المجال أمام أصحاب تراخيص الحج والعمرة لبيع نشاطهم أو نقله إلى شخص آخر شريطة استيفاء الشروط اللازمة، مما سيسهل على العديد من الأفراد دخول هذا القطاع. كما نوه الحسان إلى ظاهرة الحملات الوهمية التي يجب القضاء عليها بشكل نهائي، مؤكدًا أنها تمثل نوعًا من التجارة المستترة ، داعيا إلى ضرورة مضاعفة الجهود للقضاء على هذه الظاهرة .
كما تطرق الحسان إلى مشاكل أخرى تواجه الحجاج، مثل الحافلات غير المناسبة التي تعرضهم لمشاكل أثناء السفر، مشددًا على ضرورة تشكيل لجنة من الوزارة لمتابعة وتحسين هذا الوضع. وأشار أيضًا إلى أهمية فتح دورات المياه على طول الطريق من صلالة إلى عبري دون تحديد أوقات لغلقها، خصوصًا وأن هناك فئات عمرية متنوعة بين الحجاج تتطلب اهتمامًا خاصًا.
كما طالب بتحديد مواقع الفنادق وأماكن النزل لحملات الحج وذلك لضمان راحة الحاج العماني أثناء أداء مناسك الحج، مع ضرورة إشراف لجنة الحج العمانية على هذا الأمر، وفرض غرامات على من يتجاوز هذه الأماكن المحددة.
وأضاف الحسان: إن إنشاء جمعية لحملات الحج والعمرة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية يعد خطوة مهمة لتنظيم هذا القطاع بشكل أفضل.
فتح المجال للشباب
وقال عبدالله جعبوب من حملة شركة عمان للحج والعمرة: نشكر جميع الجهات المعنية على تعاونهم لإنجاح موسم الحج والعمرة، سواء من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أو الجهات الأخرى ، متساءلا حول متى ستتاح الفرصة للشباب لدخول هذا القطاع وتقديم أفكار جديدة ومتطورة تواكب التغيرات الحديثة. وقال: إن الوقت قد حان للانتقال إلى خيارات أكثر تطورًا ومرونة، مع أسعار معقولة تتناسب مع الخدمات المقدمة. وأشار جعبوب إلى ضرورة التغيير في هذا القطاع، مؤكدًا أن الكثير من الحملات لا تزال تعتمد على تقاليد قديمة، رغم مرور العديد من السنوات على وجودها في السوق ، داعيا إلى ضرورة التفاعل مع التطورات الحديثة والابتعاد عن الأساليب التقليدية التي لا تواكب التغيرات الحالية في القطاع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأوقاف والشؤون الدینیة الخدمات المقدمة أصحاب الحملات الحج والعمرة الیافعی إلى هذا القطاع صاحب حملة العدید من على ضرورة إلى أن فی هذا
إقرأ أيضاً:
التحديات والفرص في تحسين الخدمات العامة: جهود لجنة الخدمات النيابية
أبريل 30, 2025آخر تحديث: أبريل 30, 2025
المستقلة/- في ظل ما يعانيه المواطنون من تحديات تتعلق بمستوى الخدمات العامة في مختلف القطاعات، تتواصل جهود لجنة الخدمات النيابية لتحقيق تطلعات العراقيين من خلال تحسين واقع هذه الخدمات في العاصمة بغداد. ورغم بعض الإشادات بإنجازات الحكومة في هذا المجال، إلا أن هناك حاجة ملحة لتجاوز العديد من العوائق التي تحول دون تحقيق نتائج أفضل في قطاع الخدمات.
تقييم الأداء الحكومي: بين الإنجازات والتحدياتأوضحت عضو لجنة الخدمات النيابية، سروة محمد رشيد، في تصريحاتها الأخيرة أن اللجنة تواصل عملها بشكل دؤوب لمتابعة تقييم أداء الحكومة في هذا المجال. وقد أشارت إلى أن التقييم العام للأداء الحكومي في مجال الخدمات كان “جيداً جداً” من حيث حجم المشاريع المنجزة وجودة الخدمات المقدمة. ولكنها أكدت في الوقت نفسه وجود بعض القضايا التي تتطلب انتباهاً أكبر، مثل ضعف آليات الرقابة الهندسية والإدارية، خصوصاً في مشاريع العاصمة بغداد. هذه القضايا تعيق ضمان تنفيذ المشاريع وفق المواصفات المطلوبة، ما يستدعي تعزيز دور اللجان الفنية والإدارية في الإشراف المباشر على سير المشاريع.
بنى تحتية وسكن: تعزيز جودة الحياة في بغدادعندما نتحدث عن تطوير بغداد، فإن البنى التحتية لا تقتصر فقط على بناء الجسور والمجسرات، بل تشمل مجموعة من المشاريع التي تهدف إلى تحسين حياة المواطنين. رشيد شددت على أهمية تطوير الشوارع الرئيسية والفرعية، وتحديث شبكات المياه والصرف الصحي، وإعادة تأهيل كافة القطاعات الحضرية بما يتماشى مع النمو السكاني المتزايد. وهذا يشمل أيضاً تكثيف الجهود في تحسين المظهر المعماري والتاريخي للعاصمة، من خلال مشروعات تجميل وتأهيل تهدف إلى تعزيز مكانة بغداد التاريخية.
وفيما يتعلق بالسكن، دعت عضو اللجنة إلى ضرورة توسيع بناء المجمعات السكنية والمناطق الحضرية خارج حدود بغداد لتخفيف الازدحام السكاني، وتقليل الضغط على البنية التحتية داخل المدينة. هذا التوجه لا يساعد فقط في توفير بيئة سكنية أفضل، بل يعزز من فرص التنمية الحضرية المستدامة.
النقل والمواصلات: الحاجة لمنظومة حديثةإحدى أبرز القضايا التي تؤرق سكان بغداد هي مشاكل النقل والمواصلات. تشهد العاصمة العراقية ازدحاماً مرورياً خانقاً، ما يتطلب حلولاً مبتكرة وعصرية. رشيد أكدت ضرورة إدخال منظومة نقل حديثة تشمل إنشاء خطوط مترو، وربط المناطق الحيوية بشبكة نقل فعالة ومتطورة. كما طالبت بتطوير شبكة السكك الحديدية الداخلية وربطها مع المحافظات الأخرى لتسهيل التنقل بين المدن. هذه المشاريع يمكن أن تحل العديد من المشاكل التي يعاني منها المواطنون، بما في ذلك الاختناقات المرورية وتوفير وسائل نقل عام ذات كفاءة وسعر معقول.
خدمات متكاملة لمدينة حديثةمن أجل تحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات العامة، أكدت عضو لجنة الخدمات النيابية على ضرورة أن تتبنى الحكومة مشاريع متكاملة تشمل كل القطاعات الحيوية. يجب أن تتضمن هذه المشاريع ليس فقط تطوير الطرق والمواصلات، بل أيضاً بناء مدارس ومرافق صحية حديثة، وكذلك توفير مصادر طاقة مستدامة ونظيفة.
تلك المشاريع تتماشى مع متطلبات التطور العمراني والنمو السكاني في بغداد، وتشكل حجر الزاوية لتحقيق حلم بناء “عراق حديث” يواكب الطموحات الوطنية.
التحديات المستقبليةورغم أن هناك تقدماً ملحوظاً في بعض القطاعات، إلا أن التحديات ما زالت قائمة. من الضروري أن تعمل الحكومة على تحسين آليات الرقابة وتفعيل دور اللجان الفنية لضمان تنفيذ المشاريع بشكل صحيح. كما أن تبني استراتيجيات طويلة المدى تشمل جميع القطاعات وتعمل على تحديث البنى التحتية وتنمية القطاعات الحيوية هو السبيل لتحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، تبقى التطلعات كبيرة، لكن التحديات التي تواجهها بغداد على مستوى الخدمات العامة تمثل فرصة للتحول والتطوير إذا تم التعامل معها بحكمة وبالتعاون بين كافة الجهات الحكومية والمواطنين.
الخلاصةتظل لجنة الخدمات النيابية تعمل بكد لتقييم وتحسين مستوى الخدمات العامة في العراق، وتُظهر جهودها التي تهدف إلى تطوير البنى التحتية وتعزيز وسائل النقل العامة ضرورة اتخاذ خطوات استراتيجية شاملة. إذا كانت الحكومة قادرة على تجاوز التحديات الإدارية والفنية، فإن العراق قادر على تحقيق تطور ملموس في مستوى الخدمات، وبالتالي تحسين جودة حياة المواطنين في بغداد.