انهيار عرش الدولار.. ماذا ينتظر الأخضر بعد اعتماد عملات جديدة منافسة له؟
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
مع ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة وتخفيض وكالة فيتش التصنيف الائتماني الأمريكي أصبح الاقتصاد الأمريكي عددًا من الأزمات، وأصبح هنالك حالة من عدم الرضا عند الأمريكيين على سياسات الرئيس جو بايدن الاقتصادية، وما زاد الوضع سوءً هو ما كشفه موقع ياهو فاينانس عن انخفاض 8% في حصة الدولار من الاحتياطات العالمية فى عام 2022 وهو ما أثار تساؤلات عما إذا كانت أيام هيمنة الدولار تقترب من نهايتها.
تحدثت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، خلال جلسة استماع في الكونجرس، مشيرة إلى أنه لا توجد عملة حاليًا يمكن أن تحل محل الدولار، وتصر يلين على أنه "لن يكون من السهل على أى بلد ابتكار طريقة للالتفاف على الدولار"، ولكنها حذرت من أن حصة الدولار من الاحتياطيات العالمية قد تستمر فى الانخفاض حيث تتطلع البلدان إلى "التنويع".
وتعود هيمنة الدولار على التجارة العالمية وتدفقات رأس المال إلى ما لا يقل عن 80 عامًا وذلك يرجع لعدة أسباب أبرزها أن الولايات المتحدة هي أكبر اقتصاد في العالم، كما أن النفط والسلع الأساسية الأخرى مسعرة بالدولار.، ورغم ذلك، فإن الأحداث الآخيرة والزيادات الكبيرة فى أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطى الفيدرالى لوقف التضخم المحلى، والحرب التجارية مع الصين، والعقوبات الأمريكية التى تم فرضها بعد الحرب الأوكرانية تسببت فى مطالبة المزيد من الدول بتنفيذ التجارة بعملات أخرى إلى جانب الدولار.
ومن جانبها، بدأت دول كبيرة مثل الهند والإمارات رسميًا التداول مع بعضهما البعض بعملاتهما المحلية، كما أعلنت الحكومة الهندية يوم الاثنين أن شركة النفط الهندية الرائدة في مجال تكرير البترول استخدمت الروبية المحلية لشراء مليون برميل من النفط من شركة بترول أبوظبى الوطنية وليس الدولار.
وخلال قمة البريكس الرابعة عشرة العام الماضى، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تدابير لإنشاء "معيار عملة دولي" جديدة. فى غضون ذلك، تحث الصين منتجى النفط والمصدرين الرئيسيين على قبول مدفوعات اليوان، فيما قالت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط، إنها "منفتحة" على فكرة تداول عملات أخرى. وحتى الحلفاء القدامى، مثل فرنسا، أجروا معاملات بغير الدولار منذ أن شددت الولايات المتحدة عقوباتها. وفى أبريل، قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أن على أوروبا أن تقلل اعتمادها على الدولار الأمريكى من أجل الحفاظ على "استقلاليتها الاستراتيجية" وتجنب أن تصبح تابعة لأمريكا.
ومن جانبها، قالت وزيرة الخزانة الأمريكية إن العقوبات قد حفزت بعض البلدان على البحث عن بدائل للعملة - لكنها كانت مصرة على أن الدولار سيظل مهيمنًا. وقالت إن الدولار يلعب الدور الذى يلعبه فى النظام المالى العالمى لأسباب وجيهة للغاية لا تستطيع أى دولة أخرى تكراره، بما فى ذلك الصين لدينا أسواق مالية مفتوحة ذات سيولة عميقة، وسيادة قوية للقانون. وعندما سُئلت عما إذا كان الوضع الدولى للدولار آخذ فى التراجع، قالت يلين إنها لا ترى “عمليًا أى حل بديل مفيد لمعظم البلدان لاستخدام الدولار كعملة احتياطية”.
وتابعت : "يجب أن نتوقع بمرور الوقت زيادة تدريجية فى حصة الأصول الأخرى فى احتياطيات الدول - رغبة طبيعية فى التنويع. لكن الدولار هو الأصل الاحتياطى المهيمن بعيدًا ".
ووفقًا لبيانات من تكوين احتياطى العملات الأجنبية التابع لصندوق النقد الدولى (COFER)، شكل الدولار الأمريكى 58.36% من احتياطيات النقد الأجنبى العالمية فى الربع الاخير من العام الماضى. وجاء اليورو فى المرتبة الثانية، حيث يمثل حوالى 20.5% من الاحتياطيات.
عملات جديدة منافسة للدولاروفى الوقت نفسه، فإن اليوان الصينى - الذى يعتقد البعض أنه أكبر تهديد للدولار - شكل 2.7% فقط من الاحتياطيات فى الفترة نفسها وما يقرب من ثلث ذلك تحتفظ به روسيا، وفقًا لورقة صندوق النقد الدولى لعام 2022.
وانتهز الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب الفرصة، وهاجم سياسات إدارة بايدن الاقتصادية خلال مقابلة مع شبكة فوكس نيوز مساء الخميس. واعتبر ترامب، أن فقدان الدولار لهيمنته عالميا سيكون أكبر من خسارة أى حرب، محذرا من فقدان هذه الهيمنة وقال: "بلادنا ستذهب إلى الجحيم". وأضاف أن قوة الولايات المتحدة تقل بخصوص عملتها الدولار، وتابع: "أنا لا أتحدث فقط عن قيمة عملتنا، أنا أتحدث عن حجم تداول عملتنا فى جميع أنحاء العالم".
وتابع قائلاً "عندما تنظرون إلى مطاراتنا، وإلى بوابات المحطات، وإلى طرقاتنا القذرة وشوارعنا المعطلة وكل شيء آخر، فنحن نبدو وكأننا دولة من دول العالم الثالث".
ثم تابع: "لدينا شيء قوى للغاية وهو دولارنا.. لكن ألقِ نظرة على ما يحدث الآن مع الدول الأخرى التى لا تتعامل به، وأنت تعلم أن الصين تريد استبداله بعملة اليوان، وكان هذا أمرا لا يمكن تصوره، بينما فى الوقت الحالى تفكر الناس فى هذا الأمر".
وقال ترامب أن التضخم الذى يعانى منه الأمريكيين الان يرجع إلى قطاع الطاقة، وتحدث الرئيس السابق عن قرار إدارة بايدن حول وقف التنقيب على النفط ووصف وقف التنقيب البرى والبحرى بالأمر المحزن للغاية.
وفى إبريل الماضى أطلق ترامب نفس التحذير من فلوريدا حيث قال فى خطاب أمام أنصاره: "عملتنا تنهار وقريبا لن يكون الدولار هو العملة العالمية، إنها هزيمة غير مسبوقة فى 200 عام، وهذا سيبعدنا عن مكانتنا كقوة عظمى"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة فى حالة فوضى. اقتصادنا ينهار، والتضخم خارج عن السيطرة".
ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي، محمد عبدالعزيز، إن مستوى الاحتياطي النقدي في العالم انخفض لـ60%، بدلاً من تقييمه بالدولار بنسبة 90%، وأن أغلب دول العالم تسعى جاهدة الآن لتوسيع الاحتياطي النقدي الأجنبي لها ما بين الذهب وتداول العملات الأجنبية بعيدًا عن الدولار.
وأضاف في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الدول الآن تبحث عن عملات منافسة للدولار في التعاملات الدولية، وهو أمر ليس بجديد بل تحاول دول العالم التوصل لعملات جديدة منافسة للدولار منذ 10 سنوات، متابعاً أن مجموعة البريكس قد تختار مجموعة من العملات للقضاء على الدولار، أو قد تلجأ مرة أخرى لاستخدام الذهب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدولار سعر الدولار سعر الدولار اليوم البريكس الولایات المتحدة الدولار تقترب
إقرأ أيضاً:
انهيار البيتكوين يدفع المستثمرين للذعر.. ماذا يحدث في سوق العملات الرقمية؟
سجَّلت العملات المشفرة تراجعا كبيرا خلال اليوم، وأشهرها عملة بيتكوين، وإيثر، إذ تراجعا إلى أدنى مستوياتهما، ليسجل سعر البيتكوين نحو 88 ألفا و567 دولارا وهو أدنى مستوى له منذ بداية الشهر، إذ ترجع أسباب الانخفاض إلى تراجع ثقة المستثمرين، بسبب تزايد القلق بشأن النزاعات التجارية العالمية، ما أثر سلبًا على معنويات المستثمرين، ووفقا لموقع «بيبن كريبتو»، فقد تراجع مؤشر «CMC100» لأكثر من 8%.
تراجعت سعر عملة البيتكوينووفقا لبيانات وكالة رويترز فقد، تراجعت «عملة البيتكوين»، بنحو 6%، إذ تُعد هي أكبر عملة مشفرة في العالم، من حيث القيمة السوقية، لتسجل أدنى مستوى لها، إذ سجَّلت ولأول مرة مستوى أدنى من 90 ألف دولار منذ منتصف يناير، كما تراجعت عملة إيثر لتسجل نحو 2590 دولارا بتراجع يقدر بنحو 11%، لتسجل أدنى مستوى لها منذ أكتوبر.
هبوط جماعي للعملات الرقميةوشهدت سوق العملات الرقمية موجات بيع عنيفة أدت إلى هبوط جماعي قوي للعملات الرئيسية وكذلك عملات الميم، حيث تم تصفية ما يقرب من 150 مليار دولار خلال الـ24 ساعة الماضية، كما تراجع أداء أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى على أسواق العملات الرقمية، بالإضافة إلى اختراق منصة «Bybit» وتصفية المراكز المالية ما تسبب في زيادة المخاوف بشأن أمان العملات الرقمية، وقاد الهبوط انزلاق حاد لعملة سولانا التي هبطت 25% منذ الجمعة الماضية هبوطًا من مستويات الـ180 دولار إلى أدنى 135 دولارا الآن، وتتأثر سولانا بجنون عملات الميم الرقمية التي يتم إنشاؤها على شبكتها.