حلول مقترحة لقضية اللاجئين السوريين بالأردن
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
حلول مقترحة لقضية اللاجئين السوريين في الأردن
النظام السوري لا يرغب بعودتهم، لأن جلهم ضده، وقد هرب معظمهم من هذا النظام في أول سنوات الحرب.
تظهر الدراسات الدولية بوضوح أن عودة اللاجئين لبلادهم بكل دول العالم تواجه مصاعب عدة، وليست مضمونة على الإطلاق.
تطلب الدول المانحة من الأردن أن يوفر العجز الكبير في هذه المساعدات من موازنته، وهو أمر صعب للغاية، إن لم يكن مستحيلا.
أظهرت استطلاعات أن 97% من اللاجئين السوريين بالأردن و 92% في لبنان لا يرغبون بالعودة حاليا ما لم يضمن النظام السوري عدم التعرض لهم.
بروتوكول الأمم المتحدة لتنظيم أمور اللاجئين حول العالم (1951) يفرض على الدول المجاورة استقبال اللاجئين لكنه لا يفرض على الدول المانحة أية مبالغ لضمان حياة كريمة لهم.
من الحلول مقايضة ديون الأردن أي تخفيض الديون الخارجية بنسبة معينة تتيح للأردن استخدام العائدات المتوفرة من خدمة الدين للإنفاق على اللاجئين والمجتمعات المحلية.
* * *
وصلت معاناة اللاجئين السوريين، خاصة في دول الجوار، اي الأردن ولبنان وتركيا، مستويات غير مسبوقة. يبلغ عدد هؤلاء اللاجئين قرابة 7.5مليون نسمة، منهم 3.5 مليون في تركيا، و 1.5 مليون في لبنان و 1.4 مليون في الأردن حسب احصائيات تلك الدول. سأتناول هنا قضية اللاجئين السوريين في الأردن تحديدا، وإن انطبقت حالتهم في أمور عدة على مثيلاتها في الدول الأخرى.
تتمثل المعضلة الاولى في ان حجم المساعدات الدولية لهؤلاء اللاجئين انخفضت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وذلك نتيجة تحويل الكثير من هذه المساعدات لأوكرانيا، إضافة إلى ظاهرة «إرهاق المانح» وهي ظاهرة معروفة في أوساط الدول المانحة، حيث يخف حماسها لتقديم مثل هذه المساعدات مع مرور الزمن. وقد بلغ هذا الانخفاض حدودا أصبح من الصعب معها حتى تقديم الغذاء للاجئين بعد فترة وجيزة.
تطلب الدول المانحة من الأردن أن يوفر العجز الكبير في هذه المساعدات من موازنته، وهو أمر صعب للغاية، إن لم يكن مستحيلا. لقد قدم الأردن فوق ما يستطيع في هذا المجال، واستضاف عددا يقارب 15% من سكانه، وهذا عبء كبير لا تستطيع دول غنية القيام به، فما بالك دولة كالأردن فاق الدين العام فيها مائة بالمئة، و بلغ حجم البطالة فيها حوالي 23%.
المعضلة الاخرى هي قصور القانون الدولي في هذا المجال. إذ أن بروتوكول الأمم المتحدة الخاص بتنظيم أمور اللاجئين حول العالم، والذي اقر عام 1951، يفرض على الدول المضيفة المجاورة استقبال اللاجئين دون تحديد العدد، ولكنه لا يفرض على الدول المانحة أية مبالغ ملزمة لضمان حياة كريمة لهؤلاء اللاجئين.
بمعنى آخر، فإن المساعدات الدولية للاجئين هي «منة» من تلك الدول، تمنحها وتحجبها كما تشاء، بينما استضافة الدول المجاورة للاجئين «مسؤولية» لتلك الدول بغض النظر عن قدراتها المالية.
صحيح أن الأردن لم يصادق على هذا البروتوكول، ولكنه لا يمكنه إغفاله ايضا. وقد تقدم الأردن بخطط وطنية عدة للتعامل مع الاستضافة السورية، إلا أنه من الواضح أن قدراته لا تسمح بحال من الأحوال أن يفعل أكثر من ذلك.
هناك أمر ثالث لا يتم الحديث عنه بإسهاب، وهو أن ذات البروتوكول الأممي لا يسمح بالعودة غير الطوعية للاجئين، ومن يفعل ذلك من الدول يخالف القانون الدولي. ولقد خرج العديد من المسؤولين اللبنانيين والأتراك بوعود انتخابية لتنفيذ مثل هذه العودة القسرية، وكلها مخالفة للقانون الدولي.
لم يفعل الأردن ذلك، فبالرغم من عدم مصادقته على البروتوكول المذكور، فإن طبيعة النظام الأردني الإنسانية لا تسمح بذلك، كما أن الأردن المتلقي للعديد من المساعدات الخارجية لا يستطيع الدخول بمثل هكذا مجازفة من شأنها أن تؤثر على مجمل علاقاته مع الدول المانحة.
هناك عامل هام جدا لا يتم تسليط الضوء عليه بما فيه الكفاية، وهو أن جل اللاجئين السوريين لا يرغبون بالعودة طالما لم يضمن لهم النظام السوري عدم التعرض لهم. وقد اظهرت استطلاعات أخيرة للرأي أن 97% من اللاجئين السوريين في الأردن و 92% منهم في لبنان لا يرغبون بالعودة تحت الظروف الحالية.
هذا بالإضافة إلى أن النظام السوري لا يرغب بعودتهم، لأن جلهم ضده، وقد هرب معظمهم من هذا النظام في أول سنوات الحرب.
تظهر الدراسات الدولية بوضوح أن عودة اللاجئين لبلادهم في كافة دول العالم تواجه مصاعب عدة، وهي عودة ليست مضمونة على الإطلاق، تدل على ذلك أمثلة عديدة كاللاجئين الفلسطينيين واللاجئين من الحرب الباكستانية الهندية، واللاجئين القبارصة من الأتراك واليونان. في الأردن، لم يعد اغلب اللاجئين العراقيين الى بلادهم حتى بعد مرور عشرين عاما على انتهاء الحرب.
إذن، تواجه الدول المضيفة، ومنها الأردن، وضعا صعبا للغاية، فهي لا تستطيع زيادة مساعداتها من مواردها المالية للاجئين، كما لا تستطيع ترحيلهم أيضا، كما أن استيعابهم في الاقتصاد المحلي يواجه صعوبات اقتصادية وسياسية، علاوة على أن استدامة وضعهم الحالي يخلق مشاكل إنسانية وسياسية واقتصادية وأمنية.
ما العمل إذا؟ هناك حاجة لحلول خلاقة من شأنها تلبية احتياجات كافة الأطراف، بما في ذلك الدول المضيفة.
من هذه الحلول التي تستحق الدراسة بجدية من المجتمع الدولي هو النظر في إمكانية مقايضة الديون الأردنية يتم من خلالها تخفيض الديون المترتبة على الأردن للعالم الخارجي بنسبة معينة تتيح للأردن استخدام العائدات المتوفرة من خدمة الدين للإنفاق على اللاجئين والمجتمعات المحلية.
وبهذا، يستفيد الأردن على المدى الطويل بتخفيض ديونه، كما تتوفر له موارد إضافية يستطيع استخدامها لرفع مستوى معيشة المجتمعات المحلية الأردنية وتوفير حياة كريمة للاجئين والاستفادة من بعض خبرات العمالة السورية، بشكل يكبر من حجم الاقتصاد الأردني ولا يؤثر على العمالة الأردنية.
إن اقتراحا كهذا يشكل أحد الحلول التي قد تعالج بعض عناصر المشكلة إن لم يكن كلها. بالطبع، يتعين على المجتمع الدولي تجاوز موقفه التقليدي بأن وضع الأردن الاقتصادي لا يتيح له تخفيض دينه.
إن معضلة اللاجئين السوريين تحتاج لحلول جديدة، وقد يكون هذا أحدها. أما إصرار المجتمع الدولي على تحمل الأردن وحده الأعباء الناتجة عن تخفيض المساعدات الدولية المقدمة للاجئين دون تقديم فوائد له فلن يأتي بنتيجة.
*د. مروان المعشر نائب رئيس مؤسسة كارنيغي للدراسات، نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن الأسبق
المصدر | مؤسسة كارنيغيالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الأردن اللاجئين السوريين النظام السوري الأمم المتحدة القانون الدولي المساعدات الخارجية اللاجئین السوریین النظام السوری هذه المساعدات فی الأردن
إقرأ أيضاً:
بعد عرضها بمسلسل ساعته وتاريخه .. القصة الكاملة لقضية متحرش الجامعة الأمريكية
عرض مسلسل ساعته وتاريخه في الحلقة التاسعة ضمن الأحداث المستوحاة من ملفات المحاكم، حلقة عن التحرش تناول خلالها قضية المتحرش أ ب ز الشهير بمتحرش الجامعة الأمريكية، والذي قام بهتك عرض ثلاث فتيات لم يبلغن ثماني عشرة سنة ميلادية وتهديدهن وفتاة أخرى كتابةً بإفشاء أمور مخدشة بشرفهن.
جاءت أحداث المسلسل مستوحاه من فصول تلك القضية الشهيرة إعلاميًا بواقعة متحرش الجامعة الأمريكية، حيث عرضت الحلقة جريمة تحرش لشاب مراهق قام ببطولتها الفنان الشاب حمزة دياب، قام خلالها بالتحرش بالفتيات ونشر صورهم وهو ما تم في القضية الشهيرة.
تفاصيل الحلقة التاسعة من مسلسل ساعته وتاريخه
تناولت الحلقة التاسعة لمسلسل ساعته وتاريخه، نقاش بين الفنانة شهيرة الصاوي التي تقوم بدور والدة الشاب، والتي أكدت له ضرورة السفر إلى الساحل الشمالي للاختباء بعيدا بعد انتشار صورته على منصات التواصل الاجتماعي في اتهامه بالتحرش بالفتيات، والذي أكد لها بأنها ادعاءات ضده إلا أنها تأكدت من ذلك وأثناء تهريبها له قامت بتسليمه في كمين شرطة.
أيضا تضمنت حلقة مسلسل ساعته وتاريخه لقطات لمحاولة والد أمجد الشاب المتحرش للتوصل إلى حلول مع أسر الفتيات إلا أنه يفشل ويصل لوالدة أمجد مقطع فيديو يظهر فيه نجلها وهو يبتز فتاة ويحاول هتك عرضها فتقوم بتسليمه لكمين شرطة ثم تقضي المحكمة عليه بحكم حضوري بمعاقبته بالحبس ثلاث سنوات مع الشغل لاتهامه بالتحرش بالفتيات وتعمد إزعاج الغير.
ساعته وتاريخه يعرض قصة متحرش الجامعة الأمريكية
والقضية المستوحاه منها حلقة مسلسل ساعته وتاريخه هي قضية الشاب أ ب ز - طالب الجامعة الذي تحرش بالفتيات في غضون عام 2020، وتم اتهامه بالتعدي على فتيات بالجامعة الأمريكية في القاهرة ثم صدر ضده حكما نهائيا وبات من محكمة النقض بتأييد السجن 8 سنوات ضده، حيث وجهت له النيابة العامة اتهامات إفشاء أمور خادشة بشرف فتيات وتعمد مضايقتهن بإساءة استعمال أجهزة الاتصالات وتهديده لهن بإفشاء صورهن وطلب استمرار علاقة غير شرعية معهن.
حيث أحال النائب العام المتهم أ ب ز إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمحاكمته عن الاتهامات المسندة إليه من هتكه عرض ثلاث فتيات لم يبلغن ثماني عشرة سنة ميلادية وتهديدهن وفتاة أخرى كتابةً بإفشاء أمور مخدشة بشرفهن، وكان تهديده مصحوبًا بطلب استمرار علاقته الجنسية معهن، وتعمده مضايقتهن بإساءة استعمال أجهزة الاتصالات.
القصة الكاملة لقضية متحرش الجامعة الأمريكية
كما شملت الاتهامات تحرشه باثنتين منهن بالقول والإشارة عن طريق وسائل اتصال لاسلكية بقصد حملهما على استمرار علاقاته الجنسية معهما، واعتدائه على حرمة حياة إحداهن الخاصة بالتقاطه صورًا لها دون رضاها أثناء تقبيلها في مكان خاص، واستخدامه حسابًا عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي بهدف ارتكاب جريمته، فضلًا عن إحرازه جوهر الحشيش المخدر بقصد التعاطي.
وأقامت النيابة العامة الدليل قِبَل المتهم مما تحصل من إقراراته بتحقيقات «النيابة العامة»، وشهادات المجني عليهن وعدد من الشهود، وما أسفرت عنه تحريات الشرطة، وما قدمه المجني عليهن من رسائل نصيَّة وصور ملتقطة للمحادثات التي أُجريت بينهن وبين المتهم، وما أثبته تقرير «مصلحة الطب الشرعي» من احتواء العينة المأخوذة من المتهم على أحد نواتج تعاطي جوهر الحشيش المخدر.
حكاية القضية الحقيقة لحلقة مسلسل ساعته وتاريخه الذي استوحى تفاصيل الحلقة من القضية، بدأت في الرابع من يوليو 2020 حيث ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهم أ ب ز لاتهامه بالتحرش بالفتيات وابتزازهن، وبعد قرابة شهيرن من التحقيقات استمعت خلالهم النيابة لكافة الأطراف المجني عليهن والمتهم والشهود، إحيلت القضية إلى محكمة الجنايات.
حيث أحالت النيابة القضية في 29 سبتمبر 2020 للجنايات لمحاكمة المتهم عن الاتهامات المسندة إليه من هتكه عرض ثلاث فتيات لم يبلغن ثماني عشرة سنة ميلادية، وتهديدهن بإفشاء أمور مخدشة بشرفهن، وكان تهديده مصحوبًا بطلب استمرارعلاقته الجنسية معهن.
ومع مرور الوقت، وعندما كان المتهم خلف القضبان ظهرت قضية أخرى تتهمة بهتك عرض فيتات نظرتها محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس التي عاقبت المتهم بالسجن ٨ سنوات مع الشغل عن الاتهامات الموجه اليه وبراءته من بعض الاتهامات الأخرى.
لم يخرج المتهم من داخل الحجز، حتى تم رفع بلاغ ضدة، بإساءة استخدام موقع التواصل الاجتماعي وتهديد وابتزاز الفتيات، ومع مرور الوقت نظرت المحكمة، قضية المتهم بإساءة موقع التواصل الاجتماعي وقضت بمعاقبتة بـ 3 سنوات سجن.
لم ينتظر المحامي كثيراً، وقدم إستئناف على حكم المحكمة، بمعاقبة موكلة بـ 3 سنوات في تهمة إساءة استخدام موقع التواصل الاجتماعي، وتم برءاة المتهم، ثم قضت محكمة القاهرة الاقتصادية بمعاقبة المتهم المتهم بهتك عرض 3 فتيات وتهديدهن وإساءة استخدام أدوات الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعى، بالحبس 3 سنوات مع الشغل، وإحالة الدعوى المدنية للمحكمة المختصة.