موقع النيلين:
2025-01-19@15:13:06 GMT

آخر المعارك المصيرية

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

مطلع هذا العام 2025، سيتذكره التاريخ السوداني طويلاً، لأحداثٍ رمزية تمخضت عن هزيمة مليشيات “الدعم السريع” في عدة محاور على ميدان القتال ، هي هزيمة لـ ميليشيات وتنظيمات، ولمشروع إقليمي ضخم ذي امتدادات وعلاقات ومصالح دولية كبرى.
ويشهد مسرح الأحداث آثار هذه الهزيمة في الموقف الأمريكي المتمثل في العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة على رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش “البرهان”، وحملات التحريض العنصري التي نفذتها قيادات حلف “تقدم” ونتج عنها استهداف الجالية السودانية بدولة جنوب السودان .

منذ العام ٢٠١٩م، كان السودان دولة “مختطفة” أو “رهينة” ، وبكل الأحوال “شبه دولة” سياسياً، واقتصادياً وسيادياً، والآن يعيش حرباً طاحنةً، وتدخل فيها سياسياً وأمنياً غالب دول المنطقة، واختلفت قوة الأطراف داخلها بحسب المراحل الزمنية.

السودان اليوم ساحة صراع دولي واقليمي، هذه حقيقة اكتشفها السودانيين اثناء الحرب وربما قبل اندلاعها، ولكن ما يحتاجونه الآن هو مجاراة فرحتهم والأمل الكبير الذي سكنهم، بعد أن رأوا ما لم يتحقق في قرابة عامين، وتركهم نهباً للفراغ، يُنجز مضاعفاً في أسابيع ،بتحقيق انتصارات مفصلية على العدوان المليشي ، وبالتالي المضي قدماً في هزيمة مشروع دولي يستهدف سيادة البلاد .

الموقف الامريكي ضد رئيس مجلس السيادة ،هو (انتصار)، لأنه سيدفع الدولة لأن تبدأ طريقاً جاداً في العودة لنفسها ولشعبها، والتوقف عن مطاردة سراب الانخراط في الحلف الغربي.
العقوبات الأمريكية على رئيس مجلس السيادة والتي جاءت رغم مواقفه المهادنة للمشروع الغربي في السودان ، تعتبر نقطة حاسمة ستغلق الباب أمام انتظار رضا “الأمريكان” ورفع العقوبات التي فرضت ابان نظام “البشير” ، الشعب السوداني جدير بمستقبلٍ زاهٍ لا تتحكم فيه أي محاور إقليمية.

أدرك السودانيون مبكراً، وقرأوا جيداً من كتاب التجارب الإقليمية ، والانظمة الحاكمة التي رهنت قرارها الوطني لمصالح حلفاءها الدوليين،أن الأنظمة التابعة لا تستطيع أن تبني تنمية، ولا تستطيع أن تحارب وتنتصر، ولا تستطيع أن تُشيد أوطاناً.

الحاضنة السودانية أدت دورها بإتقان، و أنتجت مشهداً تاريخياً أبهر العالم، حين انخرطت في صفوف معركة الدفاع عن السيادة ، وما زالت تقاوم لتفتح الطريق الى سودان الغد ، وكان أفضل ما فيه جرأة مواجهة استقواء الداخل بالخارج في الصراع الداخلي المدمر للوطن والدولة والمجتمع.

وفي ذات الوقت، دولياً.. لا يمكن الاستغناء عن السودان ، فهو مفتاح أفريقيا منذ القدم، ، بالنسبة للاستراتيجيتين الغربية والشرقية ، فمسألة ركنه في درج النسيان كما يلوح الغرب غير حقيقي ، السودان منطقة جيوسياسية مهمة للجميع ، وبات لزاماً على القيادة الاتجاه نحو الحلف الذي يضمن مصالح بلادنا داخلياً وخارجياً.

يجب أن يدفع الموقف الأمريكي المفعم بالابتزاز ، قيادة الدولة إلى وضع يدها مع الشرقيين ، (تركيا وإيران وروسيا)، فقد كان السودان مزدهراً في حقبة سابقة ، استخرجت “الصين” البترول ، وبالتالي انتعشت البلاد اقتصادياً، وبلغ سعر الدولار جنيهين، أما (روسيا وإيران) فقد ساهمتا في تطوير الترسانة الحربية السودانية ، التي ظهرت في مصانع السلاح التي كانت تحقق اكتفاء ذاتي للجيش السوداني ، ودمرتها مليشيات التمرد أثناء الحرب .

آن الأوان لأن تتخلى القيادة السودانية عن مواقفها الضبابية وسياسة الامساك بالعصا من المنتصف ، وأن تخرج للعالم في موقف جريء يعبر عن دولة قوية ذات سيادة ، وليس نظام مفكك يلهث طالباً رضا المستعمر .
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

لجنة التحقيق في أحداث كمبو طيبة تؤدي القسم أمام نائب رئيس مجلس السيادة

 

 بعد استعادة الجيش السوداني لمدينة ود المدني في الحادي عشر من الشهر الجاري، انتشرت مقاطع فيديو توثق لانتهكات واسعة شملت القتل والإغراق ضد مدنيين عزل، ارتكبها أفراد يتبعون للجيش والقوات المتحالفة معه، داخل ود مدني، وفي مناطق أخرى من الولاية، من ضمنها كمبو خمسة

التغيير: بورتسودان

أدى القسم أمام نائب رئيس مجلس السيادة ، مالك عقار اير ببورتسودان اليوم ، رئيس وأعضاء لجنة التحقيق في الأحداث التي وقعت مؤخرا بكمبو طيبة بولاية الجزيرة.

يأتي ذلك استنادا على القرار الصادر من رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان بتكوين اللجنة.

بعد استعادة الجيش السوداني لمدينة ود المدني في الحادي عشر من الشهر الجاري، انتشرت مقاطع فيديو توثق لانتهكات واسعة شملت القتل والإغراق ضد مدنيين عزل، ارتكبها أفراد يتبعون للجيش والقوات المتحالفة معه، داخل ود مدني، وفي مناطق أخرى من الولاية، من ضمنها كمبو خمسة.

ووفقا لإعلام مجلس السيادة أكد رئيس اللجنة ياسر بشير البخاري، مساعد أول النائب العام لجمهورية السودان ، في تصريح صحفي، أن اللجنة ستباشر أعمالها فورا، باستجواب الشهود وسماع اقوالهم وجمع البينات، والوقوف على كل الأسباب والظروف والملابسات التي أدت إلى الاحداث، وحصر الخسائر، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لانفاذ القانون ، مشيرا إلى أن الأجهزة العدلية والنظامية ستعمل على إحقاق الحق، وبسط سيادة القانون.

وكان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان قد أصدر قراراُ بتكوين اللجنة، برئاسة ياسر بشير البخاري مساعد أول النائب العام لجمهورية السودان وعضوية آخرين .

يذكر أن منظمات دولية وكيانات سياسية حقوقية داخلية أدانت الانتهاكات التي ارتكبت بعد استعادة ودمني بواسطة الجيش السوداني، مطالبة بمحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة.

الوسومكمبو خمسة ودمني ولاية الجزيرة

مقالات مشابهة

  • لجنة التحقيق في أحداث كمبو طيبة تؤدي القسم أمام نائب رئيس مجلس السيادة
  • العدل والمساواة ترفض قرارات الإدارة الامريكية ضد رئيس مجلس السيادة
  • الصناعات الدفاعية: قرار الخزانة الامريكية ضد رمز السيادة استهداف صريح لكسر إرادة الشعب السوداني
  • مجلس دينكا أبيي يستنكر العقوبات الأمريكية على رئيس مجلس السيادة
  • تجمع قوى تحرير السودان يؤكد إدانته ورفضه للقرار الأمريكي بحق رئيس مجلس السيادة ورمز السيادة الوطنية
  • الخارجية السودانية تعبر عن قلقها إزاء الأحداث في جوبا إثر الاعتداءات التي استهدفت أشخاص وممتلكات المواطنيين السودانيين
  • الشعب السوداني تأذّي ولايزال يتأذي من بعض أبناء دولة جنوب السودان
  • السودان يرفض عقوبات الخزانة الأمريكية على رئيس مجلس السيادة
  • الخارجية السودانية: نرفض ونستنكر العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان