صنداي تايمز: فلسطينية خضعت لعملية قيصرية بدون تخدير في غزة
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
قالت صنداي تايمز إن شيماء فتوح تحملت آلاما لا يمكن تصورها عند ولادة ابنتها بعد انهيار منظومة الرعاية الصحية أثناء الحرب على غزة، وهي الآن تخشى على حياة طفلتها التي تعيش معها بخيمة في أوج الشتاء مع استمرار القتال وندرة الغذاء.
ووصفت الصحيفة -في تقرير بقلم أمل حلس وغابرييل وينجر- الوالدة وهي مستلقية على طاولة العمليات، وعيناها تنظران إلى الجرّاح الذي يشرف على عملية الولادة، ووصفت شعورها حينئذ وقالت "كان الألم يتجاوز التحمل البشري.
ولأنه لم يكن هناك تخدير ولا مسكن للألم، ظلت شيماء طوال الساعة التي استغرقتها العملية القيصرية تتألم عند كل شق بالسكين وكل تلاعب بداخلها، وكل غرزة عندما كان جرحها يُخاط، وذلك بعد انتظار دام 14 ساعة، وسط قصف كثيف يطال أحد المستشفيات القليلة العاملة المتبقية في القطاع المحاصر.
وقالت شيماء (23 عاما) إنها شعرت بسعادة "غامرة" عندما تم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل الأربعاء الماضي، وأضافت أن "الانتظار حتى صباح (اليوم) الأحد -عندما يدخل الاتفاق حيز التنفيذ- يشبه انتظار أول أيام العيد" رغم القصف الإسرائيلي المستمر الذي قتل فيه أكثر من 100 فلسطيني وجرح أكثر من 260 آخرين منذ الإعلان عن الاتفاق، بينهم 31 امرأة و27 طفلا.
إعلان
انهيار الرعاية الصحية
وذكرت الصحيفة أن الافتقار إلى الرعاية الصحية ترك الشابة الفلسطينية وطفلتها تواجهان حالة من المعاناة، تحت خيمة في عز الشتاء مع استمرار القتال، وقالت "أشعر بألم عميق لأن شام طفلة صغيرة مليئة بالحياة، لكنها ظلت تعاني منذ البداية. وفي كل مرة أنظر إليها ينفطر قلبي".
ويشارك آلاف الفلسطينيين في جميع أنحاء غزة شيماء معاناتها، بعد أن استُنفدت الرعاية الطبية وأصبحت غير موجودة في العديد من الأماكن، ولم يبق أي من المستشفيات التي قدمت خدمات الأمومة قبل بدء الحرب قيد التشغيل، مما أدى إلى زيادة كبيرة في معدل وفيات الأمهات، حسب الأطباء في الميدان.
وفي مستشفى ناصر في خان يونس، توفيت 6 نساء على الأقل أثناء الولادة بسبب العدوى ونقص المعدات والمرافق وسوء التغذية، خاصة أن منظومة الرعاية الصحية في غزة قبل بدء الحرب كانت تعاني، إذ أن هناك 3412 سريرا بالمستشفيات تخدم سكانا يزيد عددهم على مليوني نسمة، أي 1.55 سرير لكل ألف نسمة، حسب دراسة أميركية غزية مشتركة.
وقد أدى نمط الهجمات والقتال الإسرائيلي المتكرر على المستشفيات وحولها إلى تدمير منظومة الرعاية الصحية إلى حد "الانهيار الكامل تقريبا" -حسب الأمم المتحدة- حتى الرابع من ديسمبر/كانون الأول، وقالت منظمة الصحة العالمية إن 17 مستشفى فقط في غزة ظلت تعمل بسعة إجمالية تبلغ 1500 سرير.
وولدت شام بالجنوب، بعد أن عجزت أمها عن الحصول على فحوص منتظمة في مستشفى كمال عدوان، وعانت من صعوبة الحصول على التغذية السليمة، وتقول "كل ما كان علينا أن نأكله هو الأطعمة المعلبة التي سببت لي العديد من الأمراض، مثل الإسهال والتهابات المعدة، مما جعل حملي صعبا للغاية".
سوء التغذية
كانت شيماء تعيش مع زوجها العامل اليدوي في جباليا شمال غزة مع طفليهما عندما شنت إسرائيل عمليتها البرية هناك، ففرت الأسرة جنوبا إلى خيمة في مدينة غزة، ثم جاءها المخاض فتوجهت عبر الأنقاض وتحت القصف إلى أقرب منشأة طبية، وهي عيادة خاصة سابقا لتضع مولودها.
إعلانوقالت "لم يكن هناك تعقيم مناسب أثناء العملية، ولا علاج مناسبا بعد الولادة. كنت خائفة من الإصابة بعدوى، خاصة أن الأطباء والممرضات كانوا منهكين بسبب ضغوط الحرب والتدفق المستمر للضحايا".
ومع أن الرضاعة الطبيعية يُنظر إليها على أنها شريان حياة حيوي للأمهات والرضع لمنحهم أفضل بداية ممكنة، فهي صعبة في غزة لأن العديد من الأمهات لا يستطعن إنتاج ما يكفي من الحليب لأطفالهن، وذلك بسبب فقدان الأدوية والعقاقير الأساسية، بما في ذلك حمض الفوليك والحديد والمضادات الحيوية وأدوية ارتفاع ضغط الدم.
ويصف غسان سلام رئيس قسم التوليد وأمراض النساء بمستشفى ناصر هذه الأحوال بقوله "مرضانا يعانون من سوء التغذية، والمرضعات يعانين من سوء التغذية. إنهن لا يحصلن على طعام وهن محرومات من التغذية الأساسية. إنهن يأتين إلينا وهن يعانين من فقر الدم وانخفاض مستويات الهيموغلوبين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الرعایة الصحیة
إقرأ أيضاً:
«أنتم عماد التطوير».. الرعاية الصحية ببورسعيد تحتفي بعيد العمال
وجهت الهيئة العامة للرعاية الصحية رسالة تقدير وامتنان لجميع العاملين في صفوفها، مشيدة بدورهم المحوري وتفانيهم في تقديم أفضل الخدمات الطبية للمواطنين ودعم مسيرة منظومة التأمين الصحي الشامل، تزامنًا مع احتفالات عيد العمال.
وأعرب الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، عن فخر الهيئة بامتلاكها قوة عاملة تتجاوز 42 ألف موظف من الكفاءات الطبية والإدارية والفنية. وأوضح أن الكادر الطبي، الذي يشمل الأطباء والصيادلة والتمريض والفنيين الصحيين، يمثل نحو 68% من إجمالي العاملين، بينما يشكل الكادر الإداري والفني والخدمي، بما في ذلك الإداريين والمتخصصين في التكنولوجيا والدعم اللوجستي والموارد البشرية والقطاعات المعاونة، نسبة 32%.
وأكد رئيس الهيئة على أهمية التكامل والانسجام بين جميع الكوادر لتحقيق بيئة عمل مثالية تضمن تقديم خدمات صحية متكاملة ومتميزة للمواطن المصري. كما أشار إلى التوسع المستقبلي للهيئة، حيث من المتوقع أن يصل عدد العاملين إلى أكثر من 200 ألف موظف خلال العامين القادمين، ويتجاوز المليون ونصف بحلول عام 2030، وذلك بالتوازي مع التوسع التدريجي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في جميع محافظات الجمهورية.
وفي إطار حرص الهيئة على توفير بيئة عمل محفزة وآمنة، لفت السبكي إلى تقديم حزمة متكاملة من الخدمات الاجتماعية والإنسانية للعاملين لتعزيز الانتماء والرضا الوظيفي. وشملت هذه المبادرات إقرار خصومات خاصة للعاملين على أسعار الخدمات الطبية المقدمة من الهيئة، بنسبة 50% لأقارب الدرجة الأولى و25% لأقارب الدرجة الثانية من غير المنتفعين بالتأمين الصحي الشامل.
أكد رئيس الهيئة على الأهمية الكبرى للدعم المعنوي للعاملين، مشيرًا إلى إنشاء وحدة متخصصة للدعم المعنوي تعمل على مستوى الهيئة وفروعها بالمحافظات.
وتتضمن أنشطة الوحدة إطلاق أسماء شهداء الفريق الطبي على المنشآت الصحية، وتكريم المتميزين بجوائز مادية وعينية، وتنظيم رحلات عمرة ومسابقات ثقافية ورياضية للعاملين وأبنائهم، بالإضافة إلى توفير خصومات من علامات تجارية شهيرة واشتراكات مخفضة في الأندية الرياضية، وتكريم الأمهات المثاليات، والمشاركة الوجدانية في مختلف مناسبات العاملين.
واعتبر السبكي أن لائحة الموارد البشرية والأجور التي أطلقتها الهيئة تمثل نقلة نوعية في بيئة العمل الحكومي، حيث تهدف إلى الارتقاء بالكفاءة المهنية وتطوير الأداء المؤسسي، وتمكين الهيئة من التوظيف بناءً على الاحتياجات الفعلية. وشدد على إيمان الهيئة بأن العنصر البشري هو أثمن مواردها والمحرك الرئيسي لأي نظام صحي ناجح.
وفي ختام تصريحاته، وجه رئيس الهيئة التهنئة لجميع العاملين بالهيئة بمناسبة عيد العمال، معبرًا عن خالص شكره وتقديره لكل طبيب وصيدلي وممرض وفني وإداري وكل فرد في فريق عمل الهيئة العامة للرعاية الصحية، مؤكدًا أنهم "عماد التطوير".