عربي21:
2025-03-25@14:55:28 GMT

كابوس يناير الذي لا ينتهي

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

رغم مرور 14 عاما على ثورة 25 يناير (كانون الثاني) المصرية إلا أن كابوسها بالنسبة لخصومها لا يزال قائما، يقض مضاجعهم، وينكد معيشتهم، ما يدفعهم لمحاولة محوها من الذاكرة الوطنية، وفي الطريق إلى هذا المحو يتم تشويهها، وإلصاق كل أزمات الشعب المصري بها على غير الحقيقة، وعلى خلاف الدستور الذي لا يزال يتحدث عنها بتقدير وإجلال، واعتبار ذكراها يوم عطلة رسمية.



وحتى هذه العطلة السنوية بمناسبة ذكرى ثورة يناير عادت أذرع النظام الإعلامية لاعتبارها عطلة بمناسبة عيد الشرطة، وليس ثورة يناير (بالمخالفة مجددا للدستور والقانون). وللتذكير هنا فقد كان يوم 25 يناير 1952 معركة بطولية للشرطة المصرية في الإسماعيلية في مواجهة الاحتلال الانجليزي الذي طالبها بتسليم سلاحها، لكنها رفضت وقدمت 50 شهيدا، وصار هذا اليوم هو العيد السنوي للشرطة، وقد انطلقت فيه أولى مظاهرات الثورة المصرية عام 2011 كاحتجاج على تجاوزات الشرطة، ثم صار هذا اليوم بعد ثورة يناير ذكرى لانطلاق الثورة.

تشويه يناير التي يكرمها الدستور يجري من أعلى رأس في السلطة، وهو السيسي الذي كرر اتهاماته للثورة بالتسبب في الأزمات التي يعاني منها المصريون، كما تعهد أكثر من مرة بعدم سماحه بتكرار تلك الثورة مجددا، رغم أنه لولا هذه الثورة لبقي في الخفاء لا يعرفه أحد وفي أقصى تقدير كان يمكن أن يكون محافظا لمحافظة حدودية.

تشويه يناير التي يكرمها الدستور يجري من أعلى رأس في السلطة، وهو السيسي الذي كرر اتهاماته للثورة بالتسبب في الأزمات التي يعاني منها المصريون، كما تعهد أكثر من مرة بعدم سماحه بتكرار تلك الثورة مجددا، رغم أنه لولا هذه الثورة لبقي في الخفاء لا يعرفه أحد وفي أقصى تقدير كان يمكن أن يكون محافظا لمحافظة حدودية
تتزامن ذكرى يناير هذا العام مع عدة أحداث مهمة داخليا وخارجيا، تزيد من درجة مخاوف النظام، فهي تأتي عقب انتصار الثورة السورية بعد مخاض عسير، استمر 13 عاما، لكنها نجحت في نهاية المطاف في الإطاحة بنظام الأسد، وبجيشه وشرطته، وحزبه، ومليشياته، وداعميه الإقليميين، وفتحت أبواب الأمل أمام شقيقاتها المتعثرات من ثورات الربيع العربي التي تعرضت لضربات الثورة المضادة، وعلى رأسها الثورة المصرية. فسقوط نظام بشار وهو أعتى من نظام السيسي يعطي رسالة بأن سقوط النظام المصري أيضا ليس مستحيلا.

أما المتغير الثاني فهو انتهاء حرب غزة، مع فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي وكل داعميه في القضاء على المقاومة، وخاصة حركة حماس التي تمثل امتدادا لجماعة الإخوان الخصم الأبرز لنظام السيسي، والتي مثل صمودها في المعركة رغم تكالب الجميع عليها إقليميا ودوليا إلهاما لكل المناضلين من أجل الحرية.

أما الأمر الثالث المهم فهو تصاعد الغضب الشعبي داخل مصر بسبب تزايد الأزمات المعيشية، مع ارتفاع الأسعار، وتراجع قيمة الجنيه، وتصاعد أزمة الديون المحلية والدولية إلخ.

وقبل أيام من حلول ذكرى يناير تصاعدت دعوات التغيير، وهي تتراوح بين 3 أشكال، منها دعوات إصلاح جزئي من أحزاب داخل مصر، ودعوات للتغيير السياسي السلمي تصدر أيضا من قوى داخل وخارج مصر، وأخيرا دعوة للتغيير المسلح أعلنها أحد المصريين من دمشق، الذي كان يضع سلاحه أمامه على الطاولة، وبجواره بعض الملثمين، ورغم أنني شخصيا ضد التغيير المسلح، والذي لا يصلح أساسا مع الوضع في مصر، ورغم أن السلطات السورية اعتقلت صاحب الدعوة (أحمد المنصور) ورفاقه، إلا أن حالة الهلع لا تزال قائمة لدى النظام المصري وأذرعه، وهو يستغل هذه الدعوة في الوقت نفسه لبث الرعب في نفوس المصريين، ولثنيهم عن مطلب التغيير أو حتى الإصلاح الجزئي.

لكن أصواتا أخرى أكثر تشددا وأكثر نفاذا ترى أن أي تنفيس مهما قلت درجته كفيل بفتح الباب للانفجار الشعبي، ويتبنى هذا الرأي تحديدا جهاز الأمن الوطني، الذي يحتفظ بثأر بايت مع ثورة يناير نظرا لما تعرض له بعدها. وهذا الرأي هو الأكثر قبولا لدى السيسي، لأنه يخاطب دوما مخاوفه، لكن هذا الرأي والذي يقود سياسات القمع والتشدد حاليا سيكون هو السبب في الانفجار الشعبي
في مواجهة مطالب التغيير أو حتى الإصلاح الجزئي، حرص النظام على تشديد قبضته القمعية كرسالة أنه لا يخشى هذه الدعوات، وأنه سيواجهها بكل حزم، وشنت الشرطة المصرية حملة اعتقالات جديدة في العديد من الأماكن، شملت أيضا الكثيرين ممن سبق اعتقالهم، كما ألقت الشرطة مؤخرا القبض على زوجة أحد الصحفيين المعتقلين، وعلى إعلامي أجرى معها حوارا صحفيا في موقع الكتروني، ورغم أنها أخلت بكفالة مالية كبيرة سبيل السيدة (ندى مغيث زوجة الصحفي أشرف عمر) إلا أنها أبقت الإعلامي أحمد سراج قيد الحبس الاحتياطي بسبب إجراء ذلك الحوار الصحفي، كما أحالت السلطات الناشر هشام قاسم مجددا للتحقيق في تهم سبق محاكمته وحبسه بسببها.

رغم محاولات القمع إلا أن دعوات التغيير لا تزال متصاعدة من داخل مصر، حيث طالبت عدة أحزاب وقوى سياسية بالتغيير السلمي تجنبا لفوضى متوقعة يدفع ثمنها الوطن كله، وتضمنت مطالب التغيير حتى الآن الدعوة إلى إجراء انتخابات تنافسية حقيقية رئاسية وبرلمانية نزيهة، تحت إشراف قضائي كامل وتحت رقابة حقوقية دولية، وتحرير الإعلام من قبضة الأجهزة الأمنية، والإفراج عن المعتقلين السياسيين.

داخل المنظومة الأمنية للنظام أصوات تدعو لقدر من التنفيس بهدف إطالة عمر النظام، وهي تستند إلى تجربة مبارك الذي سمح بقدر قليل من الإصلاحات مكنته من الحكم لمدة ثلاثين عاما، لكن أصواتا أخرى أكثر تشددا وأكثر نفاذا ترى أن أي تنفيس مهما قلت درجته كفيل بفتح الباب للانفجار الشعبي، ويتبنى هذا الرأي تحديدا جهاز الأمن الوطني، الذي يحتفظ بثأر بايت مع ثورة يناير نظرا لما تعرض له بعدها. وهذا الرأي هو الأكثر قبولا لدى السيسي، لأنه يخاطب دوما مخاوفه، لكن هذا الرأي والذي يقود سياسات القمع والتشدد حاليا سيكون هو السبب في الانفجار الشعبي، وهو ما سبق ثورة يناير أيضا، رغم أن القمع قبل يناير كان أقل كثيرا مما يجري حاليا، وبالتالي فإن الانفجار قادم طال الزمن أو قصر إذا استمرت هذه السياسات.

x.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ثورة 25 يناير المصرية السيسي التغيير القمعية مصر السيسي ثورة قمع 25 يناير مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ثورة ینایر هذا الرأی رغم أن إلا أن

إقرأ أيضاً:

نموذج ذكاء اصطناعي قد يحدث ثورة في التنبؤ بالطقس

الجديد برس|

طور فريق من العلماء من جامعة كامبريدج نموذجا جديدا للتنبؤ بالطقس يعتمد على الذكاء الاصطناعي ويتفوق على الأنظمة التقليدية المستخدمة حاليا بعشرات المرات، من حيث السرعة والكفاءة.

يعيد هذا النموذج، الذي يعرف باسم “طقس آردفارك”، صياغة أساليب التنبؤ الجوي، إذ يستبدل الحواسيب العملاقة والخبراء البشريين الذين تعتمد عليهم وكالات الأرصاد الجوية، بنظام ذكاء اصطناعي واحد يمكن تشغيله على جهاز كمبيوتر مكتبي عادي.

وبفضل هذه التقنية، تتحول عملية التنبؤ المعقدة التي تستغرق ساعات إلى ثوان معدودة فقط.

وأظهرت الاختبارات قدرة “آردفارك” على التفوق على نظام التنبؤ الوطني الأمريكي (GFS)، رغم استخدامه 10% فقط من بيانات الإدخال، ما دفع العلماء إلى وصفه بأنه “ثورة في التنبؤ بالطقس”.

ويتميز النموذج الجديد بتصميمه البسيط وإمكانية تشغيله على أجهزة الكمبيوتر العادية، ما يفتح الباب أمام استخدامه في مجموعة واسعة من المجالات. وتشمل تطبيقاته: توقعات دقيقة لسرعات الرياح في مزارع الرياح البحرية الأوروبية، وتنبؤات هطول الأمطار ودرجات الحرارة للمزارعين في البلدان النامية.

وقال الدكتور سكوت هوسكينغ، مدير العلوم والابتكار للبيئة والاستدامة في معهد آلان تورينغ: “من خلال تحويل التنبؤات الجوية من الحواسيب العملاقة إلى أجهزة الكمبيوتر المكتبية، يمكننا إضفاء طابع ديمقراطي على التنبؤات الجوية، ما يجعل هذه التقنيات القوية متاحة للدول النامية والمناطق التي تعاني من نقص البيانات حول العالم”.

وأوضحت آنا ألين، الباحثة في جامعة كامبريدج التي قادت الدراسة، أن “آردفارك” لا يمثل سوى البداية لما يمكن تحقيقه، قائلة: “يمكن تطبيق هذا النهج التعليمي الشامل بسهولة على مشكلات أخرى في التنبؤ بالطقس، مثل الأعاصير وحرائق الغابات والعواصف المدارية. وإلى جانب الطقس، تمتد تطبيقاته إلى مجالات أخرى مثل جودة الهواء وديناميكيات المحيطات والتنبؤ بالجليد البحري”.

مقالات مشابهة

  • كل ريأكت بجنيه.. أمينة الفتوى توضح الرأي الشرعي في تريند العيدية
  • فيديو.. حفل مدرسي يتحول إلى كابوس مرعب بعد اقتحام مسلحين
  • «فرح داخل فيلا».. محمد هنيدي ينتهي من تصوير «شهادة معاملة أطفال»
  • غانتس يتجه نحو اليمين ويغازل الحريديم عقب انهياره في استطلاعات الرأي
  • ثورة اليمن الإيمانية ستخرج الأمة للنور
  • خالد أبو بكر يروي قصة ثورة يناير: من الفوضى إلى سيطرة الإخوان على المشهد
  • خالد أبو بكر: ثورة 25 يناير انتهت لحظة انقضاض الإخوان عليها
  • دماء على أرض النزاع.. صراع عائلي ينتهي بمأساة في جمجمال
  • نموذج ذكاء اصطناعي قد يحدث ثورة في التنبؤ بالطقس
  • ويتكوف: أساليب نتنياهو في غزة تتعارض مع الرأي العام الإسرائيلي