نائبة: عمليات الترميم والصيانة تواجه إشكاليات أدت إلى تدهور الأثر
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
عرضت النائبة راجية الفقى، عضو مجلس الشيوخ، طلب مناقشة مقدم منها وأكثر من عشرون عضوا، بشأن استيضاح السياسات والضوابط العلمية والقواعد الفنية والإدارية والدولية التي تتبعها وزارة السياحة والآثار في عمليات ترميم الآثار في مصر.
وأكدت النائبة في طلبها، إن عملية الحفاظ على التراث بصفة عامة تعتبر في غاية الأهمية ذلك لأن التراث يمثل ذاكرة الأمة وهويتها، وتتعرض المباني التراثية إلى عدة عوامل خارجية تؤثر عليها وتؤدي إلى تلف وتدهور حالتها ومن هذه العوامل: عوامل طبيعية وعوامل بيئية محيطة وعوامل بيولوجية وعوامل بشرية، التي لها تأثيرات سلبية علي هياكل الأبنية الأثرية والمعالم التاريخية القديمة خاصة تلك التي تقع داخل المدن.
وأضافت: هناك إشكاليات تواجه عمليات الترميم والصيانة التي أدت إلى تدهور الأثر أو الميني التراثي قبل وأثناء عملية الترميم، وقد تنوعت تلك الإشكاليات ما بين إشكاليات إدارية وأخرى فنية الأمر الذي يحتم استيضاح ومراجعة الضوابط واللوائح القانونية المنظمة الإدارة أعمال الترميم، والقواعد الفنية تضمن الحفاظ علي المبني الأثري وعدم تغيير معالمه بما يضمن بقاء هويته المعمارية التي كان عليها.
وتابعت: رغم كون مصر واحدة من أكثر دول العالم امتلاكا للقطع والتماثيل، إلا أنه لا تكاد تمر فترة دون توجيه الاتهامات والانتقادات لمرممين الآثار المصرية، ذلك بسبب حجم الأخطاء التي ترتكب والطرق البدائية غير العلمية التي يتم اتباعها في الترميم وإصلاح المشكلات الموجودة في المعابد والتماثيل من حيث استخدام الأسمنت والطوب الأحمر والجير في ترميم المعابد، وكذلك إهمال عدد من الآثار وسوء استخدامها.
وأضافت،: تضم مصر سبعة مواقع مصنفة ضمن مواقع التراث العالمي التي تديرها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، وهي منطقة أبو مينا الأثرية بالإسكندرية، ومنطقة القاهرة التاريخية، ومنطقة آثار منف التي تضم الأهرامات، ومدينة طيبة القديمة، ومدينة النوبة ومعابدها، ودير سانت كاترين، إضافة إلى موقع وحيد مصنف ضمن مواقع التراث الطبيعي وهو وادي الحيتان بمحافظة الفيوم.
و قالت: منظمة اليونسكو قد هددت في وقت سابق، بشطب القاهرة التاريخية من سجل التراث العالمي بعد ما شهدته من تخريب متعمد. وقد تم وضع القاهرة التاريخية ضمن التراث العالمي المعرض للأخطار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة السياحة والآثار التراث ترميم الآثار المباني التراثية المزيد
إقرأ أيضاً:
الدقم.. بين إشكاليات الوعي والافتراءات
د. محمد بن خلفان العاصمي
شاهدت مقطعًا مرئيًا قصيرًا يتحدَّث عن الاستثمار في المنطقة الاقتصادية الخاصة في الدقم لمتحدثٍ يُفترض أنه مستشار مالي، هذا المقطع انتشر هذا الأسبوع في وسائل التواصل الاجتماعي في عُمان، انتشارًا غريبًا جدًا، حتى إنني أحصيت في إحدى مجموعات (الواتساب) 10 مرات إعادة إرسال له في المجموعة، وهذا ما جعلني أفكر في رغبة الناس في نشر هذا المقطع بهذه القوة والسرعة والكثافة، وعندما شاهدته تذكرت العديد من المقاطع التي كانت تخرج للناس عن المنجزات المتحققة في مشروع منطقة الدقم منذ بداية التحول الاستراتيجي فيها مع بداية رؤية "عُمان 2040" وإلى الآن، والتي لم تلق عُشر هذا الانتشار لهذا المقطع الغريب العجيب المليء بالسطحية والتدليس والافتراء.
حقيقة الأمر أن كثيرين ممن تداولوا هذا المقطع لم يفكروا للحظة في حقيقة ما يحتويه من معلومات وما ورد فيه من تحليل حول منطقة الدقم والاستثمار فيها؛ بل إنهم انتقلوا من مرحلة الدهشة إلى مرحلة التصديق والقبول، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتحقق، ولم يضعوا ما ورد من حديث موضع التحليل والنقد حتى يصلوا للحقيقة. هذا أمر غاية في الخطورة، عندما يصل المجتمع لمرحلة التسليم الكامل والقبول لما يصله دون تمحيص وقراءة وفهم لما يدور حوله، أو حتى محاولة الوصول إلى الدوافع والمنطلقات خلف كل ذلك، ولا يكتفي بأن يكون متلقيًا فقط لهذا الأمر؛ بل يصبح مصدرًا لنشره وتعميمه وإيصاله لمجموعة أكبر من الناس، وقد ذكرت في تغريدة لي حول الموضوع أن هذا السلوك يعد مؤشرا على إشكالية تتعلق بالوعي الجمعي العام في المجتمع لا ينبغي تجاهلها.
لم يكن حديث المستشار المالي عن معرفة، وإنما كان حديث من يريد إيصال رسالة خاصة هدفها إثارة جدل حول منطقة يُنظر إليها كأهم موقع استراتيجي في الشرق الأوسط حاليًا، والعصب الذي يربط بينه وبين عالم الاقتصاد الحديث، وأقصد هنا آسيا الشرقية بكل ثقلها وعدد سكانها والقيمة الاقتصادية لها، وقارة أفريقيا التي ينظر إليها على أنها مستقبل العالم الاقتصادي. هذا الجدل الذي يصب في مصلحة مناطق تحاول سحب البساط من الدقم ولم تستطع ذلك لعوامل عديدة؛ سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو حتى لوجستية، وما ساقه من مُبررات هشّة كانت أشد ما كشف بواعث حديثه. ودون الخوض في هذه المبررات سوف أذكر بعضاً مما أنجز في الدقم خلال السنوات الماضية حتى لا يظن البعض أن هذا الرفض لما احتواه المقطع من باب الحمية والفزعة فقط التي أجدها واجبة في هذا الموضع، وإنما هي غيرة من واقع يختزل وجهد ينكر دون وازع أخلاقي.
لقد تجاوزت الاستثمارات في منطقة الدقم الاقتصادية 6 مليارات ريال عُماني، مع نمو بنسبة 55%، هذا النمو في الاستثمارات يعكس تأثير التسهيلات والمزايا المقدمة للمستثمرين، وقد يدعي البعض أن هذه الاستثمارات محلية فقط وهو مما روج له ممن لا يتابع ولا يعلم شيئاً عن المستثمرين في الدقم ليسوا محليين بل هي صناديق سيادية لدول واستثمارات لشركات عالمية، ويكفي أن نشير إلى أن من حق المستثمر الأجنبي التملك بنسبة 100% ودون قيود على تحويل الأموال، مما يجعل المنطقة أكثر جذبًا من بين المناطق الاقتصادية والحرة الأخرى في المنطقة، كما أن حكومة سلطنة عُمان ممثلة في الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والحرة أنشأت محطة واحدة لتسهيل إنجاز المعاملات، وإمكانية استخراج المخططات المساحية وجميع الموافقات إلكترونيًا حتى من خارج سلطنة عُمان، وتقدم هذه المحطة نحو 80 خدمة إلكترونية للمستثمرين وقد حصدت العديد من الجوائز لما تُقدمه من تميز وجودة عالية في تقديم الخدمات.
وفي مجال التشريعات، فقد أنهى مجلس عُمان مؤخرًا مراجعة ومناقشة مشروع قانون المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، وأقره ورفعه إلى المقام السامي لجلالة السُّلطان المعظم- حفظه الله- تمهيدًا لصدوره، والذي بدوره سوف يحدث نقلة نوعية في عمل هذه المناطق وخاصة منطقة الدقم الاقتصادية، كما سوف يُساهم في تحقيق رؤية "عُمان 2040" التي تسعى إلى تحقيق مستويات عالمية من النمو الاقتصادي والتنويع في مصادر الدخل القومي، ومع بقية التشريعات والقوانين الاقتصادية تعمل منظومة التنمية الاقتصادية وفق ما خطط له وهو ما يدحض الافتراءات التي ساقها المستشار الذي لا يبدو عليه علامات التمكن والقدرة على تقديم شيء أكثر من التنظير.
وقد أحسنت الهيئة عندما أصدرت بيانًا توضح فيه وتدحض هذه الافتراءات، فلا يُمكن وضع مثل هذا المشروع الاستراتيجي- الذي يحمل آمال الوطن وتطلعات الشعب وما يرجونه من تنمية- موضع الشك والافتراء وفقدان الثقة، وينبغي التصدي لكل المحاولات التي تستهدف تقويض الخطط الوطنية الاستراتيجية خاصة في هذا التوقيت الذي يشهد صراعاً جيوسياسياً وتسابقا اقتصاديا محموما في منطقة تعد الأكثر التهابًا في العالم.
وأخيرًا.. إن التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني من الخارج معلومة ومتوقعة، أما أن نساهم نحن كمواطنين في زيادة هذه التحديات، فهذا أمر يُحتِّم علينا مراجعة أنفسنا؛ فليس من المنطقي أن يتسبب الفرد في إيذاء نفسه بنفسه، والله المستعان.