نشر مكتب إعلام الأسرى في قطاع غزة معلومات حول عدد وأحكام وانتماءات الأسرى الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم ضمن ما أطلق عليها صفقة "طوفان الأحرار" في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة.
وقال المكتب في بيان له إن عدد الأسرى المتوقع الإفراج عنهم يبلغ 1737 أسيرا، منهم 296 محكومون بالسجن المؤبد.
وأوضح المكتب أن قائمة الأسرى الذين سيتم إبعادهم إلى غزة والخارج تشمل 189 أسيرا، بالإضافة إلى 47 من محرري صفقة وفاء الأحرار (2011)، ليكون المجموع الكلي 236 أسيرا.
وفي التفاصيل ذكر المكتب أن الاحتلال وافق على الإفراج عن 150 أسيرا من أصحاب حكم المؤبدات، و100 أسير من ذوي الأحكام العالية مقابل الإفراج عن المجندات الموجودات لدى المقاومة.
???? مكتب إعلام الأسرى: الاحتلال سيبعد 236 أسيرا من بينهم 47 من محرري صفقة وفاء الأحرار المعاد اعتقالهم
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 18, 2025
وأضاف أنه ستتم مبادلة المرضى وكبار السن لدى المقاومة، مقابل 15 أسيرا من أصحاب المؤبدات، و135 أسيرا من أصحاب الأحكام العالية.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أضافت في اللحظات الأخيرة من المفاوضات قائمة من 9 أسماء رغم مخالفتها بعض المعايير المتفق عليها، غير أن المقاومة تعاملت بإيجابية وكان ثمن تسليم المقاومة لهم مقابل الإفراج عن 110 أسرى من ذوي الأحكام المؤبدة.
إعلانولفت إلى أن الاتفاق تضمن التزام الاحتلال بالإفراج عن 60 أسيرا من ذوي الأحكام العالية من قطاع غزة، وألف أسير آخر من الذين اعتقلهم الاحتلال من مناطق متفرقة من القطاع في أثناء الحرب.
كما تضمنت قائمة المتوقع الإفراج عنهم 89 أسيرًا من قطاع غزة اعتقلهم الاحتلال قبل معركة طوفان الأقصى التي اندلعت شرارتها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
والتزم الاحتلال بالإفراج عن 120 أسيرة وطفلا، وعن جميع محرري صفقة وفاء الأحرار المعاد اعتقالهم قبيل معركة طوفان الأقصى.
وعن الانتماءات الحزبية للأسرى المتوقع الإفراج عنهم من غير معتقلي قطاع غزة بعد العدوان، ذكر مكتب إعلام الأسرى أن منهم "345 أسيرا من حركة حماس، من بينهم 123 أسيرا من ذوي المؤبدات، و229 أسيرا من حركة فتح من بينهم 127 أسيرا من ذوي المؤبدات".
وتابع أن من بين الأسرى أيضا "67 أسيرا من حركة الجهاد الإسلامي من بينهم 36 أسير من ذوي المؤبدات، و19 أسيرا من الجبهة الشعبية منهم 7 أسرى من ذوي المؤبدات، و6 أسرى من الجبهة الديمقراطية، منهم 3 أسرى محكومون بالسجن المؤبد، وأسيرا واحدا من حزب فدا، و70 أسيرا مستقلا".
ومساء الأربعاء، أعلنت قطر النجاح في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين والعودة للهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بغزة وانسحاب إسرائيلي من القطاع، دخل حيز التنفيذ اليوم الأحد.
وينص الاتفاق، في مرحلة أولى تمتد 6 أسابيع، على الإفراج عن 33 محتجزا إسرائيليا في غزة. في المقابل تُفرج إسرائيل عن 737 معتقلا فلسطينيا، وسيتم إطلاق سراح 3 أسيرات إسرائيليات مساء اليوم، وسيطلق سراح 30 أسيرا فلسطينيا مقابل كل محتجز إسرائيلي.
ويأتي التوصل للاتفاق في اليوم الـ467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الإفراج عنهم الإفراج عن قطاع غزة أسیرا من من بینهم
إقرأ أيضاً:
القتال أم الأسرى…ما هو الخيار المفضل لنتنياهو؟
كان من الواضح منذ بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، أن نتنياهو لن يلتزم بما تم الاتفاق عليه مع الوسطاء، وأثيرت شكوك قوية في أنه لن يدخل المرحلة الثانية. الخرق المستمر للهدنة من الجانب الإسرائيلي، وعرقلة إدخال المساعدات، والتلكؤ في الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، كانت مؤشرات سلبية لعدم إتمام بنود الاتفاقية، وبالفعل تنصل الاحتلال مما تم الاتفاق عليه، وقام بشن هجماته الوحشية على قطاع غزة واستئناف الحرب بمباركة أمريكية.
نتنياهو أراد باستئناف الحرب التدرّع باليمين المتشدد الذي أثّر اتفاق وقف إطلاق النار على تماسكه، حيث أعاد استئناف الحرب حزب «عظمة يهودية» ورئيسه المتطرف إيتمار بن غفير إلى الحكومة، بعد الانسحاب من الائتلاف عقب وقف إطلاق النار. تزامن مع ذلك، قرار نتنياهو بإقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، على الرغم من تجميد المحكمة العليا لقرار إقالته لحين النظر في الالتماسات التي قدمتها المعارضة، ورونين بار هو الرجل الذي دأب على اتهام نتنياهو بعدم أهليته لقيادة حملة عسكرية، بما يعني أن نتنياهو يفرغ محيطه من كل المعارضين واسترضاء اليمين الراغب في خوض الحرب للنهاية.
يسعى نتنياهو من خلال هذه الإجراءات، إلى ضمان مستقبله السياسي في ظل دعم اليمين، الذي سوف يساعده في تمرير ميزانية الدولة نهاية هذا الشهر، وإلا سقطت حكومة نتنياهو ويتم الذهاب إلى انتخابات مبكرة، كما أن نتنياهو يجد في استئناف الحرب مخرجا من أزماته الداخلية ومواجهة السؤال عن اليوم التالي للحرب.
ولكن ماذا عن بقية الأسرى الإسرائيليين في غزة؟ كيف سينقذهم نتنياهو بالقتال، على الرغم من أنه لم يفلح في ذلك طيلة خمسة عشر شهرا؟ من الواضح أن الإفراج عن بقية الأسرى ليس على رأس أولويات نتنياهو، فإتمام بنود الاتفاق، وصفقات تبادل الأسرى سوف تعقبه المساءلة التي غالبا ستطيح بمستقبله السياسي، لذلك يرى في الحرب طوق نجاته، وأكبر ضامن لمستقبله السياسي هو القضاء بشكل نهائي على كل شكل من أشكال المقاومة في غزة وسائر فلسطين وهو ما يفسر عملياته العسكرية في الضفة.
وعلى الرغم من المرونة التي أبدتها حماس، خاصة في عدم الممانعة في أن يكون مستقبل الحكم في غزة خاليا من حماس، إلا أن كل المؤشرات تقول إن نتنياهو يذهب في أحلامه إلى القضاء على المقاومة، ولن يكتفي ببدائل فلسطينية أخرى تدير القطاع في ظل الإبقاء على قوة المقاومة.
ومما يقوي قلبه على خوض الحرب، أنه قد أُفرج عن معظم الرهائن بموجب صفقات الاتفاق، فحصيلة الأسرى الذين وقعوا في قبضة المقاومة في السابع من أكتوبر 251 أسيرا، تم الإفراج عن 147 منهم في صفقات تبادل الأسرى، وقُتل 41 منهم خلال الغارات الإسرائيلية، ولم يتبق من الأسرى سوى 59 أسيرا، يروج الاحتلال أن 35 منهم قد قتلوا، بما يعني وفقا للاحتلال أن عدد الذين بقوا أحياء 24 أسيرا.
سيظل السهم الإسرائيلي في انطلاقه، طالما بقي الظهير الأمريكي، وطالما ظل العرب في هذا السبات والاكتفاء بعبارات الشجب والاستنكار دون اتخاذ موقف موحد رادع للاحتلال
إذن، يرى نتنياهو أنه قد أحرز تقدما كبيرا في قضية الأسرى بالإفراج عن معظمهم، بينما يصلح العدد الأقل المتبقي لأن يكون تضحية مناسبة لتحقيق أهدافه.
وهذا بدوره يخفف الضغط الشعبي على نتنياهو، على الرغم من اندلاع المظاهرات المطالبة بالدخول في المفاوضات من جديد، فلا يُتوقع أن يكون حراك الشارع الإسرائيلي بالتأثير السابق نفسه، بعد الإفراج عن معظم الأسرى. يعوّل نتنياهو كذلك على خسارة المقاومة للجزء الأكبر من ترسانة أسلحتها وقوتها الصاروخية، وفقا للاحتلال، ومن ثم يرى فيها فرصة سانحة للقضاء على المقاومة. مقتل بقية الأسرى خلال الغارات على القطاع، سوف يريح نتنياهو من عناء المسؤولية عن إعادتهم، لذلك فهو يضرب بقوة ولا يبالي، فهدفه الذي لن يتراجع عنه هو السيطرة على القطاع ولو كان ثمنه التضحية بالأسرى، وهو أحد البدائل التي طرحها آفي شيلون الكاتب في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
يهدف نتنياهو من خلال السيطرة على القطاع القضاء على المقاومة، أو تسليم سلاحها وتهجير قياداتها، بما يعني القضاء عليها في الحالتين، لكن حماس على الرغم من المرونة التي أبدتها للتوصل إلى استئناف المفاوضات، ترى أن تجريد فلسطين من المقاومة يعني ابتلاع الاحتلال لكامل الأراضي الفلسطينية والوصول إلى المرحلة النهائية من عملية تهويد الأقصى.
نتنياهو يفضل القتال على عودة الأسرى، بل يرى في الأحداث الراهنة فرصة لتغيير أوضاعه الجيوسياسية في المنطقة، فهو يضرب غزة والضفة وبيروت وسوريا في آن واحد، بينما تنوب الولايات المتحدة الأمريكية عنه في ضرب اليمن. سيظل السهم الإسرائيلي في انطلاقه، طالما بقي الظهير الأمريكي، وطالما ظل العرب في هذا السبات والاكتفاء بعبارات الشجب والاستنكار دون اتخاذ موقف موحد رادع للاحتلال.
لكن على الرغم من ذلك، نقول إن تاريخ صراع الاحتلال مع المقاومة الفلسطينية يؤكد عدم قدرته على توقع قدراتها وردود أفعالها، إذ تفاجئه في كل مرة بما لم تصل إليه قوته الاستخباراتية. وبشكل عام، ومهما كانت مآلات هذه الحرب، فإن تلك الجذوة المتّقدة في فلسطين لا يمكن أن تنطفئ، لأنها قضية محسومة لصالح أصحاب الحق والأرض مهما طال أمد الاحتلال، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.