كاتب أميركي: تسريع الانتقال الديمقراطي بسوريا قد يؤدي إلى تكرار التجربة العراقية
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
شدد الباحث الأميركي مايكل أوهانلون على ضرورة التمهل في عملية التحول الديمقراطي في سوريا، محذرا من أن التسرع بإجراء الانتخابات قد يسهم في زيادة التوترات بين مكونات الشعب السوري المختلفة كما حدث في العراق بعد الغزو الأميركي للعراق وسقوط نظام صدام حسين.
وقال الكاتب الذي يشغل منصب مدير الأبحاث في برنامج السياسة الخارجية بمؤسسة بروكينغز، في مقال نشره موقع "ذا هيل"، إنه ليس من السهل تحقيق الاستقرار في بلد تخلص لتوه من حكم ديكتاتوري وحرب طاحنة.
وقال إنه كما في العراق بعد الغزو الأميركي، فإن أولويات الناس الآن في أي انتخابات ستكون حول التصويت للحزب الذي يتفق مع هويتهم الطائفية والعرقية لضمان نجاتهم، وبالتالي يجب أن يستقر الوضع الأمني حتى يكون التصويت، بالنسبة لمعظم الناس، أكثر من مجرد وسيلة لضمان حماية عائلاتهم ومجتمعاتهم.
وأكد في هذا الصدد أن الأحزاب السياسية تحتاج إلى وقت لكي تحدد أفكارها ورؤيتها لكيفية إدارة البلاد، بحيث يتم التصويت لها بناء على ما يمكن أن تقدمه للمجتمع السوري وليس فقط بناء على هويتها الطائفية.
وفضل الكاتب التمهل في وقت يتدافع فيه المسؤولون الأميركيون لوضع استراتيجية للتعامل مع الإدارة السورية الجديدة التي أطاحت بالرئيس المخلوع بشار الأسد، ويطالب الكثيرون بإجراء انتخابات مبكرة في سوريا حتى تُثبت القيادة الجديدة انفتاحها على مشاركة كل الطوائف في بناء مستقبل البلاد.
إعلان استراتيجية بديلةوأضاف الكاتب أنه يمكن للولايات المتحدة في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن تبحث مع حلفائها كيفية تشجيع حكومة تصريف الأعمال السورية على إقامة حكومة شاملة تحمي حقوق الأفراد والأقليات، بدلا من التسرع بإجراء انتخابات قد تؤدي إلى تمزيق البلاد.
وأكد الكاتب أن الانتخابات -حتى إن كانت حرة ونزيهة- لا تضمن تحقيق الديمقراطية، لأن الديمقراطية الحقيقية تتطلب ضوابط وتوازنات تنطبق على كل دوائر السلطة أو الحزب الحاكم، إلى جانب نظام قانوني قوي يوفر الحماية لحقوق الأفراد.
وأوضح أن وضع خطة محكمة تستغرق سنوات للانتقال إلى الحكم الديمقراطي في سوريا هو الخيار الأكثر حكمة وواقعية وفعالية، ويجب على الدول دفع القيادة الجديدة في البلاد نحوه.
التجربة العراقيةوطرح الكاتب التجربة العراقية بعد الغزو الأميركي في 2003، مشيرا إلى أنها مثال على خطورة التسرع في إجراء الانتخابات، وقال إن الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن طلب من السفير بول بريمر بعد الغزو قيادة العراق لمدة عام، ومن ثم تشكيل مجلس حكم عراقي وإجراء ثلاث جولات انتخابية.
ومع اقتراب الانتخابات، ظهرت العديد من الأحزاب السياسية، ما عمق الاستقطاب الطائفي، ولم يكن الهدف من المشاركة الانتخابية هو الرغبة بالديمقراطية بقدر ما كان الخوف من الإقصاء السياسي والاجتماعي.
ويعتقد الكاتب أن هذه التوترات أدت إلى تشكيل حكومة ديمقراطية ولكن غير فعالة عام 2006، خصوصا مع استمرار الصراعات في أنحاء البلاد.
ويرى الكاتب أن التجربة العراقية لا تعني أن تكون سوريا الجديدة دولة استبدادية يديرها فرد أو حزب واحد، ولكنها تشير إلى ضرورة التريث في وتيرة التحول الديمقراطي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات التجربة العراقیة بعد الغزو الکاتب أن
إقرأ أيضاً:
بعد 6 عقود.. مقديشو تجري أول عملية تسجيل في الانتخابات البلدية
مقديشو- أطلقت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات والحدود، اليوم الثلاثاء، إجراءات تسجيل الناخبين في انتخابات البلديات لأول مرة منذ 60 عاما، وبحسب اللجنة فإن المرحلة الأولى من انتخابات مجلس البلديات ستجرى في العاصمة مقديشو، لتشمل بعدها الولايات الفدرالية في البلاد.
ووفقا لجدول الانتخابات، يتوقع أن تستمر عملية التسجيل في انتخابات مجالس البلديات لمدة 30 يوما، في 4 ولايات فدرالية من أصل 6 تتكون منها البلاد، حيث لن تشارك ولايتا صومالي لاند وبونت لاند باعتبار أنهما قد أجرتا انتخابات البلديات مؤخرا.
وتعد انتخابات المجالس المحلية في الصومال أول انتخابات ديمقراطية بعد عقود من الصراعات، حيث كان نظام تقاسم السلطة في البلاد قائما على نظام تقاسم قبلي للسلطة، لكن هذه المرة -ومن خلال هذه الانتخابات- تسعى الصومال لبناء مؤسسات سياسية، تستند إلى شرعية شعبية حقيقية بعيدة عن الأنظمة القبلية.
حظيت عملية تسجيل الناخبين التي بدأت في حي شنغاني شرق العاصمة مقديشو، والذي اختارته اللجنة ليكون المركز الأول للتسجيل، بإقبال كبير من المواطنين الذين توافدوا للمشاركة في عملية انتخابية يتوقع الكثير منهم أن تطوي صفحة نظام الانتخابات القائم على المحاصصة القبلية، التي تنظم على أساسها انتخابات تقليدية منذ عام 2004.
وقال رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات والحدود، عبد الكريم أحمد حسن للجزيرة نت "إن إقبال المواطنين على مراكز التسجيل فاق توقعاتنا، وهذا يعكس مدى رغبة المواطنين بالمساهمة في التحول الديمقراطي، بعد عقود كانت (فيها) الانتخابات غير المباشرة تمثل المشهد السائد في البلاد".
وأوضح أن اللجنة الوطنية للانتخابات المستقلة استكملت جميع الإجراءات المطلوبة لجعل عملية التسجيل عملية سلسة، مما يتيح إمكانية تسجيل أكبر عدد ممكن من المواطنين في انتخابات المجالس البلدية.
إعلانوكجزء من جهودها لتعزيز الشفافية والنزاهة في الانتخابات، اعتمدت اللجنة الوطنية آلية تسجيل الناخبين على النظام "البيومتري"، الذي يستخدم تقنيات القياس الحيوي مثل بصمات الأصابع وصور الوجه لتحديد هوية الناخبين ومنع التزوير.
ويمر الناخبون بعدد من الإجراءات خلال عملية التسجيل، حيث يطلَب منهم تقديم معلوماتهم الشخصية، بالإضافة إلى بصمات الأصابع والتقاط صورهم، كما يتم التحقق من هوية الناخبين والتأكد من عدم تسجيلهم أكثر من مرة، ثم تصدر بطاقة الناخب التي تشمل البيانات البيومترية، ما يسهل عملية التصويت ويمنع التزوير أيضا.
وشهد إطلاق عملية تسجيل الناخبين في انتخابات مجالس البلديات ترحيبا شعبيا ورسميا واسعا، كونها أول عملية تسجيل للناخبين.
تقول صفية أحمد نور، وهي أم لـ4 أطفال، للجزيرة نت، إنها سعيدة جدا بوقوفها في طوابير طويلة لتسجيلها في انتخابات البلديات، مشيرة إلى أنها تشعر بالفخر، كونها تشارك في "أول عملية انتخابية ديمقراطية حقيقية لانتخاب مجالس البلديات".
من جهته، قال عمدة بلدية مقديشو محمد أحمد -في تصريح للإعلاميين- إنها "لحظة تاريخية تشهدها العاصمة مقديشو بعد نحو 6 عقود، وهي لحظة طال انتظارها من قبل الشعب للحصول على حقه في انتخاب من يدير مدينته".
ودعا عمدة البلدة المواطنين للتوجه إلى مراكز التسجيل، "لضمان مشاركة واسعة ديمقراطية في البلاد، واختيار ممثلين محليين يعكسون إرادة الشعب".
وبحسب اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات والحدود، فان عدد المواطنين المتوقع مشاركتهم في عمليات تسجيل الناخبين التي ستجرى في 16 محافظة من أصل 18 في الصومال، يقدر بنحو 1.5 مليون مواطن، مع ترجيحات بأن ترتفع المشاركة إلى مليوني مواطن.