شدد الباحث الأميركي مايكل أوهانلون على ضرورة التمهل في عملية التحول الديمقراطي في سوريا، محذرا من أن التسرع بإجراء الانتخابات قد يسهم في زيادة التوترات بين مكونات الشعب السوري المختلفة كما حدث في العراق بعد الغزو الأميركي للعراق وسقوط نظام صدام حسين.

وقال الكاتب الذي يشغل منصب مدير الأبحاث في برنامج السياسة الخارجية بمؤسسة بروكينغز، في مقال نشره موقع "ذا هيل"، إنه ليس من السهل تحقيق الاستقرار في بلد تخلص لتوه من حكم ديكتاتوري وحرب طاحنة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: هؤلاء هم ملايين المهاجرين الذين يريد ترامب ترحيلهمlist 2 of 2إيكونوميست: ما الذي يخطط له ترامب بعد اتفاق غزة؟end of list ضرورة التريث

وقال إنه كما في العراق بعد الغزو الأميركي، فإن أولويات الناس الآن في أي انتخابات ستكون حول التصويت للحزب الذي يتفق مع هويتهم الطائفية والعرقية لضمان نجاتهم، وبالتالي يجب أن يستقر الوضع الأمني حتى يكون التصويت، بالنسبة لمعظم الناس، أكثر من مجرد وسيلة لضمان حماية عائلاتهم ومجتمعاتهم.

وأكد في هذا الصدد أن الأحزاب السياسية تحتاج إلى وقت لكي تحدد أفكارها ورؤيتها لكيفية إدارة البلاد، بحيث يتم التصويت لها بناء على ما يمكن أن تقدمه للمجتمع السوري وليس فقط بناء على هويتها الطائفية.

وفضل الكاتب التمهل في وقت يتدافع فيه المسؤولون الأميركيون لوضع استراتيجية للتعامل مع الإدارة السورية الجديدة التي أطاحت بالرئيس المخلوع بشار الأسد، ويطالب الكثيرون بإجراء انتخابات مبكرة في سوريا حتى تُثبت القيادة الجديدة انفتاحها على مشاركة كل الطوائف في بناء مستقبل البلاد.

إعلان استراتيجية بديلة

وأضاف الكاتب أنه يمكن للولايات المتحدة في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن تبحث مع حلفائها كيفية تشجيع حكومة تصريف الأعمال السورية على إقامة حكومة شاملة تحمي حقوق الأفراد والأقليات، بدلا من التسرع بإجراء انتخابات قد تؤدي إلى تمزيق البلاد.

وأكد الكاتب أن الانتخابات -حتى إن كانت حرة ونزيهة- لا تضمن تحقيق الديمقراطية، لأن الديمقراطية الحقيقية تتطلب ضوابط وتوازنات تنطبق على كل دوائر السلطة أو الحزب الحاكم، إلى جانب نظام قانوني قوي يوفر الحماية لحقوق الأفراد.

وأوضح أن وضع خطة محكمة تستغرق سنوات للانتقال إلى الحكم الديمقراطي في سوريا هو الخيار الأكثر حكمة وواقعية وفعالية، ويجب على الدول دفع القيادة الجديدة في البلاد نحوه.

التجربة العراقية

وطرح الكاتب التجربة العراقية بعد الغزو الأميركي في 2003، مشيرا إلى أنها مثال على خطورة التسرع في إجراء الانتخابات، وقال إن الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن طلب من السفير بول بريمر بعد الغزو قيادة العراق لمدة عام، ومن ثم تشكيل مجلس حكم عراقي وإجراء ثلاث جولات انتخابية.

ومع اقتراب الانتخابات، ظهرت العديد من الأحزاب السياسية، ما عمق الاستقطاب الطائفي، ولم يكن الهدف من المشاركة الانتخابية هو الرغبة بالديمقراطية بقدر ما كان الخوف من الإقصاء السياسي والاجتماعي.

ويعتقد الكاتب أن هذه التوترات أدت إلى تشكيل حكومة ديمقراطية ولكن غير فعالة عام 2006، خصوصا مع استمرار الصراعات في أنحاء البلاد.

ويرى الكاتب أن التجربة العراقية لا تعني أن تكون سوريا الجديدة دولة استبدادية يديرها فرد أو حزب واحد، ولكنها تشير إلى ضرورة التريث في وتيرة التحول الديمقراطي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات التجربة العراقیة بعد الغزو الکاتب أن

إقرأ أيضاً:

مركز الملك سلمان يوزع سلالًا غذائية بسوريا وطاجيكستان

البلاد – دمشق
وزّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 143 سلة غذائية في مدينة قطنا بمحافظة ريف دمشق في الجمهورية العربية السورية، استفاد منها 620 فردًا بواقع 143 أسرة، ضمن مشروع توزيع سلة “إطعام” الرمضاني لعام 1446هـ في سوريا.
ويستهدف مشروع “إطعام” بمرحلته الرابعة توزيع 390.109 سلال غذائية في 27 دولة خلال شهر رمضان، يستفيد منها 2.304.104 أفراد، بتكلفة تتجاوز 67 مليونًا، و64 ألف ريال.
تأتي هذه المبادرة في إطار منظومة المشاريع الإنسانية والإغاثية المقدمة من المملكة العربية السعودية، ممثلة بذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة؛ لمساعدة الدول ذات الاحتياج وتوفير الأمن الغذائي لهم.
كما وزّع المركز 700 سلة غذائية للفئات الأكثر احتياجًا في مدينة دوشنبه بجمهورية طاجيكستان، استفادت منها 3.650 أسرة، ضمن مشروع توزيع سلة “إطعام” الرمضاني في طاجيكستان للعام 1446هـ.
يأتي ذلك في إطار سلسلة المشاريع والبرامج الإغاثية والإنسانية تقدمها المملكة عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة؛ لتخفيف معاناة المحتاجين والمتضررين في شتى بقاع العالم.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يقصف قاعدتين عسكريتين وسط سوريا
  • توجه العراق نحو الليبرالية الجديدة
  • الحكومة العراقية تصدر توضيحاً حول خلية الازمة الامنية مع سوريا
  • مجلس الأمن القومي التركي: سنواصل دعم جهود الإدارة الجديدة في سوريا لضمان السلام والاستقرار
  • ما أصل أزمة الكهرباء في سوريا وما الحلول أمام الإدارة الجديدة؟
  • المانيا تعيد فتح سفارتها في سوريا
  • الخارجية العراقية: وصلتنا رسائل عن نية إسرائيل قصف بغداد
  • مركز الملك سلمان يوزع سلالًا غذائية بسوريا وطاجيكستان
  • قسد: اتفاق مع وفد دمشق على ضرورة وقف النار في كامل سوريا
  • الانتخابات العراقية 2025: هل ينجح تحالف الرموز؟