أبرز من هزمتهم عملية طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
للنجاح دائما ألف أب والفشل لقيط، فإذا أردنا معرفة مدى تحقق النصر أو الهزيمة في معركة ما فلننظر إلى محاولات التبني ونسبة الفضل، فإذا كانت متوفرة فقد تحقق نصر ما بغض النظر عن حجمه وشكله، وذلك لأن الفشل يستدعي عادة التبرؤ منه والدعوة للمحاسبة وليس الاحتفال وادعاء تحقيقه. وهذا ما تحقق في عملية طوفان الأقصى، فلو لم يكن ما حدث نصرا لما سعت كثير من الدول لنسبة الأمر إليها.
والسؤال الأبرز هنا ليس سؤال النصر، ولكن سؤال الهزيمة لأن دائرة الهزيمة كبيرة وواسعة، سنحاول إلقاء الضوء على ملامحها في هذا المقال.
أبرز من هزمتهم عملية طوفان الأقصى هو شخصية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ذلك المتعجرف المتكبر؛ حصان طروادة الذي أدخل اليمين الشعبوي المتطرف إلى الحكومة الإسرائيلية. وهو بخلاف كثير من القيادات الإسرائيلية؛ يمثل أطول رئيس وزراء عمرا في شغل هذا المنصب في دورات متتالية خلال ثلاثة عقود. بعبارة أخرى، فقد كسرت المقاومة عنجهية وغرور أبرز سياسي إسرائيلي في تاريخها. هزمت عملية طوفان الأقصى أيضا السردية الإسرائيلية في الغرب والصورة الذهنية التي أنفق الإسرائيليون عليها الملايين من حملات دعائية وضغوط سياسية وقانونية. وأصبحت إعادة بنائها لما قبل تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عملية شديدة الصعوبةومسألة هزيمة نتنياهو الشخصية ليست محل نقاش سواء داخل إسرائيل أو خارجه، الكل مجمع على أنه انتهى تقريبا بعد عملية طوفان الأقصى، وأن لعبه على حبال الوقت حتى الإذعان في النهاية لم يغير شيئا من هذه الحقيقة.
هزمت عملية طوفان الأقصى أيضا السردية الإسرائيلية في الغرب والصورة الذهنية التي أنفق الإسرائيليون عليها الملايين من حملات دعائية وضغوط سياسية وقانونية. وأصبحت إعادة بنائها لما قبل تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عملية شديدة الصعوبة، خاصة وأن الأمر تجاوز ما هو دعائي لما هو قانوني. لدينا الآن سابقة قانونية في إصدار مذكرة توقيف دولية بحق رئيس وزراء إسرائيل، وهي الخطوة القانونية التي لطالما كافحت إسرائيل لتجنب إصدارها بحق جنرالات وسياسيين سابقين في بعض الدول الغربية، ناهيك أن تصيب هذه المرة شخصا على رأس السلطة وهو في الخدمة وأثناء اندلاع حرب.
أما الهزيمة الكبرى فكانت لنظام عائلة الأسد. وقبل المضي قدما في هذه النقطة ينبغي التنويه إلى أن هذا تقييم شخصية ليست عادية، وهو الرئيس السابق للموساد زوهار بالتي، في مكان ليس بعادي، فهو تحليل منشور على موقع معهد دراسات الشرق الأدنى في الولايات المتحدة المقرب من اللوبي الإسرائيلي هناك بعد ثلاثة أيام فقط من هروب بشار الأسد. فقد اعتبر زوهار أن سقوط الأسد هو أول صدمة ارتدادية رئيسية للسابع من أكتوبر، وقال صراحة إن الشهيد يحيى السنوار تسبب عن غير قصد في رد فعل إقليمي قوي. الزلزال السوري الأخير الذي صدم الجميع ولا يزال يصدمهم هو أحد تداعيات عملية طوفان الأقصىوهذا يشير بوضوح إلى أن الزلزال السوري الأخير الذي صدم الجميع ولا يزال يصدمهم هو أحد تداعيات عملية طوفان الأقصى، ولله في خلقه شئون.
أبرز المهزومين أيضا كان الحزب الديمقراطي الأمريكي، ذلك الحزب الذي ظل لعقود طويلة يرتدي ملابس الحمل الوديع حتى كشفت بشاعة الحرب في غزة عن وجهه القبيح. والهزيمة هنا تتجاوز ما هو انتخابي إلى ما هو تكتيكي وأخلاقي، وهي إحدى القضايا الرئيسية التي جعلت مسلمي الولايات المتحدة يضعون أيديهم في أيدي رئيس يميني وهو الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بشكل معلن، يأسا من هذا الحزب ورموزه.
ولا يزال قوس الهزيمة مفتوحا ويحتمل إدخال أفراد ودول وكيانات كثيرة لا يتسع لها هذا المقام. كل هذا ولا أزعم أن أحد يستطيع تقييم ما جرى في السابع من أكتوبر بشكل دقيق حتى الآن. فبحسب الكاتب الكبير فهمي هويدي، فإن ما جرى أكبر وأكثر تأثيرا مما نراه الآن. ويبدو أن انقشاع غبار المعارك في القطاع سيكشف لنا عن مفاجآت كثير تحملها الأيام والشهور القادمة.
x.com/HanyBeshr
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه النصر الهزيمة نتنياهو الأسد غزة الأسد غزة نتنياهو هزيمة نصر مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة رياضة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عملیة طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
كنيست الاحتلال يمنع منح تأشيرات دخول لمنكري طوفان الأقصى
أقر البرلمان الإسرائيلي الكنيست تعديلاً على "قانون الدخول إلى إسرائيل" يمنع منح تأشيرات أو تصاريح دخول لمن ينكر الهولوكوست أو هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أو يدعم ملاحقة الجنود قضائيًا.
وصوت 12 عضوًا بالكنيست لصالح التعديل دون معارضة أو امتناع أي عضو، وذلك بمبادرة من النائب ميشيل بوسكيلا من حزب "اليمين الرسمي"، الذي قال: "من يحاول التشكيك في وجودنا أو إنكار فظائع الماضي أو استهداف جنودنا ومواطنينا، لا مكان له بيننا".
بموجب القانون الجديد، سيتم توسيع نطاق الحظر المفروض على الداعين لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي ليشمل أيضًا الأفراد أو المنظمات التي تنكر الهولوكوست أو أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أو تدعو لمحاكمة الإسرائيليين دوليًا بسبب أعمال قاموا بها خلال خدمتهم الأمنية.
ودافعت بوسكيلا عن هذا التشريع، مشددًا على أن إسرائيل ملزمة بحماية نفسها ومواطنيها وجنودها وهويتها القومية. وأضاف: "العديد من الدول تمنع دخول جهات معادية تضر بقواتها الأمنية".
جاء في المذكرة التفسيرية للقانون أن الهدف هو منع جهات معادية من العمل داخل أراضي الدولة لتعزيز الإضرار بها وبمواطنيها وممثليها الرسميين وأمنها وعلاقاتها الخارجية ومصالحها التجارية.
وبناءً على ذلك، ينص القانون على إضافة أسباب جديدة تمنع منح تأشيرات أو تصاريح إقامة لأي شخص ليس مواطنًا إسرائيليًا أو لا يحمل تصريح إقامة دائمة، تتمثل بإنكار الهولوكوست أو أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، أو الدعوة لمحاكمة الإسرائيليين دوليًا.
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، صادقت الهيئة العامة للكنيست بالقراءة التمهيدية على مشروعي قانون قدمهما حزب الليكود. يمنع أحدهما المواطنين والسلطات والهيئات العامة في الاحتلال الإسرائيلي من التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، بينما يستهدف الآخر منظمات حقوق الإنسان بعدم إلزام المحاكم الإسرائيلية بالنظر في طلباتها، وفرض عقوبات مالية عليها.
يهدف القانونان إلى منع كشف وتوثيق جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. وينص مشروع القانون بشأن المحكمة الجنائية الدولية على فرض عقوبة السجن لخمس سنوات على أي شخص يقدم خدمة للمحكمة في لاهاي أو يوفر لها وسائل، إلا إذا أثبت أنه لم يكن يدرك أن الأمر كان من أجل إجراءات المحكمة في لاهاي.
حذرت الخبيرة في القانون الدولي، تمار ماغيدو، من أنه بعد المصادقة النهائية على مشروع القانون، سيكون أي صحفي معرضًا للسجن في حال نشره تحقيقًا يدل على جريمة حرب نفذتها قوات الجيش الإسرائيلي.
يأتي مشروع القانون في أعقاب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال دولية ضد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت، إلى جانب مذكرات اعتقال غير معلنة ضد سياسيين إسرائيليين وعناصر في جيش الاحتلال الإسرائيلي٬ نتيجة قيامهم بإبادة جماعية في قطاع غزة المحاصر.