موقع 24:
2025-02-21@09:50:54 GMT

 النصر الوهمي: أكاذيب تُدمر الأوطان

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

 النصر الوهمي: أكاذيب تُدمر الأوطان

في زمن تتراكم فيه الأنقاض، وتغطي السحب السوداء سماء الأوطان، يطل علينا قادة الميليشيات والجماعات المسلحة من خلف المنابر ليعلنوا "النصر العظيم". النصر؟ عن أي نصر يتحدثون؟ هل يقصدون ركام المدن؟ أم جثث الأبرياء؟ أم تلك العائلات التي تهيم بلا مأوى؟ يبدو أن هؤلاء قد وجدوا تعريفًا جديدًا للنصر، تعريفًا يخصهم وحدهم، تعريفًا يضع الخراب والدمار في خانة الإنجازات.


إذا كان النصر يعني تدمير الأوطان وتهجير الشعوب، فلعلنا نحتاج إلى إعادة النظر في كل ما تعلمناه عن مفاهيم النجاح والفشل. هؤلاء القادة، ببذلاتهم الأنيقة وأسلحتهم التي يلوحون بها كالبهلوانيين في سيرك دموي، يدّعون أنهم يقودون شعوبهم نحو الكرامة. ولكن، أي كرامة تلك التي تُبنى على جثث الأبرياء؟ وأي مجد يتحقق بين أنقاض المنازل؟
أليس من المثير للسخرية أن تُطلق هذه الجماعات على نفسها اسم "حركات المقاومة"، بينما هي تقاوم كل منطق وكل حقيقة؟ إن المقاومة الحقيقية هي تلك التي تدافع عن الشعوب، لا التي تسحقها تحت شعاراتها الرنانة. ولكن، حين تتجرأ مجموعة محدودة الإمكانات على مهاجمة دول تمتلك جيوشًا تمتلك أسلحة تضعها على قمة هرم القوة العالمية، ماذا نتوقع؟ هل ننتظر انتصارًا عظيمًا؟ أم كارثة محققة؟
برتراند راسل قال ذات يوم: “الحماقة هي أن تفعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا، وتنتظر نتائج مختلفة.”، وهذا بالضبط ما تفعله هذه الجماعات. تشعل الحرب تلو الأخرى، تدخل في معركة غير متكافئة، وتكرر نفس الأخطاء التي دفعت الشعوب ثمنها من قبل. ثم، عندما تغرق السفينة، يخرج القبطان ليقول بفخر: “لقد حققنا النصر!”
إن كان هذا ليس تعريف الحماقة، فما هو إذن؟ إذا لم يكن هذا استهتارًا فاضحًا بأرواح الناس ومستقبلهم، فما هو الاستهتار؟ يبدو أن هذه الجماعات تُؤمن بأن الشعوب ليست سوى أرقام في دفاتر الخسائر، أرقام يمكن تعويضها بسهولة. كأن الإنسان بالنسبة لهم مجرد ورقة تسقط من شجرة ولا يُلقي أحد بالًا لها.
حين تُشعل الجماعات المسلحة نيران حرب عبثية، فإنها لا تُلقي بالًا لحجم الدمار الذي ستخلفه وراءها. فهذه ليست مشكلتها. مشكلتها الوحيدة هي أن يظهر قائدها بمظهر البطل أمام عدسات الكاميرات. بطلٌ لا يحمل من البطولة سوى الاسم، قائدٌ يختبئ في مخبئه المجهول بينما يدفع الأبرياء ثمن مغامراته العبثية.
وهنا، نتساءل: أي نصر هذا الذي يتحقق على أنقاض المدن؟ وأي كرامة تُبنى فوق جثث الأطفال؟ هل أصبحت الشعارات الرنانة تبريرًا كافيًا لكل هذه الفظائع؟
والحكومات الوطنية، تلك التي تستحق هذا الاسم، تفهم أن النصر الحقيقي لا يقاس بعدد الصواريخ التي أُطلقت، ولا بعدد المباني التي انهارت. النصر الحقيقي هو الذي يحمي الشعوب، يُحافظ على الأرواح، ويضمن مستقبل الأجيال القادمة. أما هؤلاء، فلا يرون في الشعوب سوى وقودٍ لحروبهم العبثية، وسيلة لتحقيق أهداف لا يعرف حقيقتها أحد، ربما حتى هم أنفسهم.
ألم يكن من الحكمة أن تتوقف هذه الجماعات للحظة وتسأل نفسها: هل نحن مؤهلون لهذا؟ هل لدينا القدرة على مواجهة عدو بهذا الحجم؟ أم أن الأمر  لا يتعدى كونه مقامرة بحياة الأبرياء؟ ولكن، للأسف، الحكمة ليست جزءًا من قاموسهم.
في نهاية المطاف، هذه الجماعات لا تُجيد شيئًا سوى بيع الشعارات الفارغة. شعارات تغطي بها عجزها وفشلها في حماية من تزعم أنها تدافع عنهم. الشعوب ليست بحاجة إلى شعارات، بل إلى أفعال حقيقية. الشعوب بحاجة إلى قادة يفكرون في سلامتها وأمنها، لا إلى تجار حروب يضعون مصالحهم فوق كل اعتبار.
وكما قال جون ستيوارت مل: “الحرية الحقيقية تأتي من القدرة على بناء مستقبل أفضل، لا من تدمير الحاضر.”، ولعل هذا هو الدرس الذي يجب أن تتعلمه هذه الجماعات، قبل أن تُلقي بالمزيد من الشعوب إلى هاوية العبث والخراب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة غزة وإسرائيل هذه الجماعات تعریف ا التی ت

إقرأ أيضاً:

«البرلمان العربي» يشيد بريادة الإمارات في العمل الإنساني عالمياً

القاهرة (وام)
أشاد معالي محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، بالجهود الإغاثية والإنسانية التي تبذلها دولة الإمارات لمساعدة الشعوب المتضررة من الكوارث الطبيعية والصراعات والأزمات.
وأكد اليماحي أن الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة للدولة، للأعمال الإنسانية، أسهم في ترسيخ مفهوم العمل الخيري كعقيدة استراتيجية في السياسة الخارجية الإماراتية، وجعله سمة مجتمعية راسخة.

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة: مليون سوري عادوا إلى ديارهم منذ سقوط الأسد محمد بن راشد: بلادنا تعيش عصرها الذهبي

جاء ذلك بمناسبة حصول الدولة على وسام الشرف، من فخامة رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية، تقديراً لجهودها في إغاثة الشعب التركي المتضرر من الزلزال، الذي وقع في جنوب تركيا عام 2023 من خلال عملية «الفارس الشهم 2»، حيث بلغت مساهمات الدولة لكل من تركيا وسوريا 10030 طناً من المساعدات.
وأشار اليماحي إلى المبدأ التاسع من مبادئ الخمسين، الذي يؤكد أن المساعدات الإنسانية جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب من دون تمييز.

مقالات مشابهة

  • أ ف ب: فرنسا تسلم قاعدتها العسكرية في أبيدجان إلى كوت ديفوار
  • بأمر ترامب.. الصحة الأمريكية تُعدل تعريف الذكر والأنثى
  • العوامل التي أجبرت أمريكا والكيان على التراجع وتأجيل تهجير أبناء غزة
  • تعزيز التنسيق الأمني بين مصر وليبيا لدرء مخاطر الجماعات الإرهابية
  • ملك البحرين يثمن جهود شيخ الأزهر في تحقيق التعاون بين الشعوب
  • مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون.. ثقافات الشعوب في ريشة على لوحات فنية
  • «البرلمان العربي» يشيد بريادة الإمارات في العمل الإنساني عالمياً
  • أمين الفتوى: الربح من تطبيقات التفاعل الوهمي حرام
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: الربح من التطبيقات التي تعتمد على التفاعل الوهمي حرام
  • أمين الفتوى: الربح من التطبيقات التي تعتمد على التفاعل الوهمي حرام (فيديو)